أميركا تقترب من الاعتراف بـ«بيتكوين»

هيئة الأوراق المالية تناقش الموافقة على صناديق العملات المشفرة

عملة «بيتكوين» وفي الخلفية شارت يوضح تحركاتها (رويترز)
عملة «بيتكوين» وفي الخلفية شارت يوضح تحركاتها (رويترز)
TT

أميركا تقترب من الاعتراف بـ«بيتكوين»

عملة «بيتكوين» وفي الخلفية شارت يوضح تحركاتها (رويترز)
عملة «بيتكوين» وفي الخلفية شارت يوضح تحركاتها (رويترز)

ناقشت شركات إدارة الاستثمار والبورصات مع لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، تغييرات الصياغة النهائية بشأن طلبات صناديق الاستثمار المتداولة في «بيتكوين» مباشرة، وهي خطوة قد تؤدي إلى موافقة الولايات المتحدة على السماح للصناديق للمرة الأولى، الأسبوع المقبل.

وأجرى المصدرون مناقشات مع مسؤولي هيئة الأوراق المالية والبورصات حول وثائق النشرة التي يجب على كل صندوق متداول في البورصة تقديمها للموافقة عليها، وفقاً للمديرين التنفيذيين وممثلي 5 شركات رفضوا الكشف عن هوياتهم بسبب سرية المحادثات الجارية، وفق «رويترز».

وقال الكثير من المصدرين، مساء الجمعة، إنهم يتوقعون الحصول على الموافقة النهائية على إيداعات بحلول وقت متأخر من الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين.

وسعت هيئة الأوراق المالية والبورصات إلى ما وصفه 3 مصدرين بأنه تغييرات «بسيطة». ومن المتوقع أن يقوم بعض مديري الأصول بتعديل ملفاتهم للكشف عن رسوم أو هويات صانعي السوق لصناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بهم. وقالت مصادر مطلعة على العملية إن هذه التحديثات من المقرر صدورها بحلول صباح يوم الاثنين.

وتقدّم الكثير من مديري الأصول بطلب للحصول على إذن لإطلاق صناديق «بيتكوين» المتداولة في البورصة منذ عام 2013، لكن هيئة الأوراق المالية والبورصة رفضتاها، بحجة أن المنتجات ستكون عرضة للتلاعب بالسوق. وقدمت 14 شركة بما في ذلك «بلاك روك» و«فيدلتي» و«ويزدوم تري» طلبات للحصول على صناديق استثمار متداولة لـ«بيتكوين» في العام الماضي وتنتظر قراراً من هيئة الأوراق المالية والبورصات.

وفي خطوة وصفها 3 مصدرين بأنها غير عادية، طلبت هيئة الأوراق المالية والبورصات من المصدرين الذين يأملون في إطلاقها الأسبوع المقبل أن يقوموا أيضاً بإعداد طلبات مكتوبة للهيئة التنظيمية لتسريع تاريخ سريان صناديق الاستثمار المتداولة هذه. وتتمثل العملية العادية في أن يناقش المنظمون التوقيت بشكل غير رسمي مع الجهات المصدرة.

وكانت «بلومبرغ» قد ذكرت سابقاً أنه من المتوقع أن يصوّت مفوضو هيئة الأوراق المالية والبورصات على تغييرات قاعدة 19b-4 الأسبوع المقبل. وقال مصدر في أحد هؤلاء المصدرين لـ«رويترز» إن التصويت من المرجح أن يتم يوم الأربعاء.

وتجاوزت «بيتكوين» المشفرة حاجز 45 ألف دولار يوم الثلاثاء، قبل أن تتراجع إلى محيط 44 ألف دولار، وذلك لأول مرة منذ أبريل (نيسان) 2022 لتستهل أكبر عملة مشفرة في العالم العام الجديد بقوة مدعومة بتفاؤل بشأن موافقة محتملة على تعامل الصناديق المتداولة في البورصة في عملة «بيتكوين» الفورية.

ولامست «بيتكوين» أعلى مستوى لها في 21 شهراً عند 45922 دولاراً، بعد صعودها 156 في المائة العام الماضي في أقوى أداء سنوي لها منذ عام 2020، ولا تزال بيتكوين بعيدة عن أعلى مستوى لها وهو 69000 دولار الذي سجلته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.

وتركيز المستثمرين منصب على ما إذا كانت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية ستوافق قريباً على صناديق استثمار متداولة تتعامل في «بيتكوين» مباشرة، الأمر الذي من شأنه أن يفتح السوق أمام ملايين المستثمرين الآخرين ويجذب استثمارات بالمليارات.

رفضت اللجنة طلبات عدة لإطلاق مثل هذه الصناديق في السنوات القليلة الماضية بداعي أن سوق العملات المشفرة عرضة للتلاعب.

ومع ذلك، ظهرت علامات متزايدة في الأشهر القليلة الماضية على أن الجهات التنظيمية مستعدة على الأقل لإجازة بعض صناديق «بيتكوين» المتداولة في البورصة والبالغ عددها 13 صندوقاً، مع توقعات بأن القرار من المرجح أن يصدر في أوائل يناير (كانون الثاني).


مقالات ذات صلة

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

الاقتصاد عملة «البتكوين» في صورة توضيحية تم التقاطها في «لا ميزون دو بتكوين» بباريس (رويترز)

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

لامست «البتكوين» أعلى مستوى قياسي جديد، يوم الجمعة، مع توجه أنظارها نحو حاجز 100 ألف دولار، في ارتفاع مذهل للعملة المشفرة مدفوع بتوقعات بيئة تنظيمية أكثر ودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تمثيلات عملات الريبل والبتكوين والإيثيريوم واللايتكوين الرقمية (رويترز)

عصر ذهبي جديد للعملات المشفرة مع تجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار

وسط موجة من التفاؤل والتوقعات بتحولات جذرية، حافظت سوق العملات المشفرة على زخم صعودي قوي عقب فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب في انتخابات 5 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تمثيل لعملة البتكوين يظهر أمام مخطط للأسهم (رويترز)

«البتكوين» تواصل صعودها التاريخي... هل تتجاوز حاجز الـ100 ألف دولار؟

تسارعت وتيرة ارتفاع سعر «البتكوين» نحو الـ100 ألف دولار يوم الخميس؛ حيث يراهن المستثمرون على نهج أكثر دعماً للعملات الرقمية في عهد دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تعهّد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بجعل الولايات المتحدة العاصمة العالمية للبيتكوين والعملات الرقمية (رويترز)

«البيتكوين» تتخطى عتبة الـ95 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

تخطّى سعر عملة البتكوين الرقمية، اليوم، عتبة الـ95 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها، وذلك بدفع من الآمال المعقودة على قُرب عودة الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد العملة المشفرة بتكوين في صورة توضيحية (رويترز)

البتكوين تحلق فوق 94 ألف دولار مع تفاؤل بدعم ترمب العملات المشفرة

ارتفع سعر البتكوين؛ العملة المشفرة الأكبر والأكثر شعبية في العالم، بأكثر من الضِّعف، هذا العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.