عجز الميزان التجاري المصري يتراجع 16.6 %

انكماش أنشطة الأعمال غير النفطية في ديسمبر

سفينة تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (الموقع الإلكتروني لقناة السويس)
سفينة تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (الموقع الإلكتروني لقناة السويس)
TT

عجز الميزان التجاري المصري يتراجع 16.6 %

سفينة تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (الموقع الإلكتروني لقناة السويس)
سفينة تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (الموقع الإلكتروني لقناة السويس)

تراجعت قيمة العجز في الميزان التجاري المصري 16.6 في المائة إلى 3.15 مليار دولار في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي مقارنة مع 3.78 مليار دولار في الشهر نفسه من 2022.

وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في بيان الخميس، إن قيمة الصادرات تراجعت 19.2 في المائة على أساس سنوي إلى 3.23 مليار دولار في أكتوبر 2023.

وأضاف أن الانخفاض جاء مدفوعا بتراجع قيمة صادرات الغاز الطبيعي والمسال بنسبة 95.8 في المائة ومنتجات البترول بنسبة 43.6 في المائة واللدائن بأشكالها الأولية 21.4 في المائة.

وانخفضت الواردات 18 في المائة إلى 6.38 مليار دولار في أكتوبر بالمقارنة مع 7.78 مليار دولار قبل عام.

في الأثناء، أظهر مسح اقتصادي، أن نشاط القطاع الخاص غير النفطي في مصر انكمش في ديسمبر (كانون الأول) للشهر السابع والثلاثين، إذ إن ضعف العملة وقيود الاستيراد تواصل عرقلة أنشطة الأعمال، لكن الثقة حيال الإنتاج في المستقبل انتعشت من مستوى قياسي منخفض.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز غلوبال» لمديري المشتريات في مصر إلى 48.5 من 48.4 في نوفمبر (تشرين الثاني)، لكنه ظل أقل من مستوى 50.0 الذي يعني نمو النشاط.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»: «تشير أدلة المسح إلى أن ضعف الجنيه والنقص المستمر في الإمدادات لعبا دورا رئيسيا في الانكماش، حيث واجهت الشركات بالتالي تضخما سريعا في تكاليف المدخلات وتراجعا في إنفاق العملاء».

ووفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تباطأ معدل التضخم في المدن المصرية إلى معدل سنوي بلغ 34.6 في المائة في نوفمبر، لكنه ظل قريبا من أعلى مستوى له على الإطلاق المسجل في سبتمبر (أيلول) والبالغ 38.0 في المائة.

وكتبت «ستاندرد آند بورز» أن المؤشر الفرعي للطلبيات الجديدة انخفض إلى 46.9 من 47.3 في نوفمبر، وهو ما ربطه المشاركون في المسح «بانخفاض في الطلبيات الجديدة والضغوط التضخمية»، خصوصاً في تجارة الجملة والتجزئة.

وانخفض المؤشر الفرعي للإنتاج إلى 46.7 من 47.2، مما يشير بالمثل إلى أن ارتفاع الأسعار أدى لتراجع طلب العملاء.

وارتفعت ثقة الشركات مرة أخرى في ديسمبر بعد انخفاضها في نوفمبر إلى أدنى مستوى منذ تدشين المؤشر الفرعي لثقة الشركات في عام 2012. وزاد المؤشر الفرعي إلى 55.1 من 50.9 في نوفمبر.

توقعات بتباطؤ الاقتصاد إلى 2.5 %

في غضون ذلك، توقعت مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس» البحثية، تباطؤ نمو الاقتصاد المصري إلى 2.8 في المائة في السنة المالية الحالية قبل أن يعاود تسجيل 3.8 في المائة في السنة المالية 2024 - 2025 مع توقعها استمرار المعاناة الاقتصادية في البلاد.

كانت وزيرة التخطيط المصرية هالة السعيد قالت في نوفمبر الماضي إن اقتصاد بلادها سجل نموا سنويا حقيقيا بنسبة 3.8 في المائة في السنة المالية 2022 - 2023، مضيفة أن من المستهدف تحقيق نمو بنسبة 4.2 في المائة في السنة المالية الحالية.

وقالت المؤسسة، إن النمو الفصلي تراجع إلى 2.9 في المائة في الربع الأخير من السنة المالية التي انتهت في 30 يونيو (حزيران) 2023، وهو أضعف معدل خلال عشر سنوات باستبعاد فترة الجائحة، وذلك بعد نمو نسبته 3.9 في المائة في الربع الذي سبقه.

وأضافت المؤسسة أنها تعتقد أن مصر بحاجة لخفض قيمة العملة مجددا لتعزيز النمو في المدى المتوسط وإن كانت آثاره قريبة المدى ستكون موجعة، إذ سيطيل أمد التضخم مما سيؤدي لتآكل القيمة الحقيقية للدخل بالنسبة للمواطنين.

وأشار التقرير إلى أنه في حالة خفض قيمة العملة فسيكون ذلك مصحوبا بشكل مؤكد تقريبا برفع أسعار الفائدة مما سيؤدي لإبعاد المستثمرين وتراجع الاستهلاك، متوقعة رفع أسعار الفائدة 300 نقطة أساس إلى 22.25 في المائة، وألا تبدأ مصر في خفض أسعار الفائدة حتى مطلع العام المقبل.

وقالت المؤسسة إن «مصر بحاجة أيضا لتقليل معدل الإنفاق العام الحالي لتعويض أثر ارتفاع تكلفة خدمة الديون».


مقالات ذات صلة

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

الاقتصاد حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

قال رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحبوب في روسيا إدوارد زرنين، إن مصدّري الحبوب الروس سيقترحون سبلاً لخفض تكاليف المعاملات المتعلقة بسداد أسعار تصدير القمح لمصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزير البترول والثروة المعدنية المصري خلال استقباله بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي والوفد المرافق له في القاهرة (الشرق الأوسط)

مصر للاستفادة من خبرات السعودية في قطاع التعدين

تسعى مصر لتعظيم الاستفادة من قطاع التعدين خلال الفترة المقبلة، وذلك عبر علاقتها الوطيدة بالسعودية التي تمتلك خبرة كبيرة في هذا القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«وول ستريت» تتأرجح بدعم من التكنولوجيا وتراجع توقعات الفائدة

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تتأرجح بدعم من التكنولوجيا وتراجع توقعات الفائدة

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)

انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.1 في المائة، على الرغم من أن مجموعة من شركات التكنولوجيا ساعدت في تقليص الخسائر الواسعة التي شهدتها الأسواق. كما تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 222 نقطة، أو بنسبة 0.5 في المائة.

في المقابل، ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب، الذي يركز بشكل كبير على التكنولوجيا، بنسبة 0.3 في المائة، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وقد تصدرت أسهم الشركات الكبرى في السوق مثل «إنفيديا»، التي ارتفعت بنسبة 1.6 في المائة، و«ميتا بلاتفورمز»، التي زادت بنسبة 1.4 في المائة، مما ساعد في دعم مؤشري «ستاندرد آند بورز 500»، و«ناسداك» المعتمدين على التكنولوجيا، وفقاً لـ«رويترز».

وفي تعليق له، قال آرت هوغان، كبير استراتيجيي السوق في «بي رايلي ويلث»: «اليوم هو يوم الاثنين، يوجد عدد قليل جداً من المحفزات لتحريك معنويات السوق بشكل عام، ومن المرجح أن تتداول الأسواق عند مستوى أقل، وقد تكون متقلبة مع اقترابنا من نهاية العام».

وبعد مسيرة قوية للأسواق عقب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، تعرضت «وول ستريت» لانتكاسة هذا الشهر، خاصة بعد أن توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة مرتين فقط بمقدار 25 نقطة أساس لعام 2025، وهو انخفاض كبير عن التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى أربعة تخفيضات. كما قام البنك الفيدرالي برفع توقعاته للتضخم السنوي.

وتتوقع أسواق المال أن يتم خفض أسعار الفائدة مرتين في عام 2025 بمقدار 25 نقطة أساس، مما سيرفع سعر الفائدة القياسي إلى نطاق يتراوح بين 3.75 و4 في المائة، مقارنة مع نطاق 3.50 و3.75 في المائة في الأسبوع السابق.

وأضاف هوغان: «نفضل أن يتم خفض أسعار الفائدة مرات أقل في ظل اقتصاد قوي، بدلاً من الحاجة لتخفيضها مرات أكثر في حال كان الاقتصاد ضعيفاً».

وفي قطاع السيارات، أعلنت شركتا «هوندا موتور»، و«نيسان» اليابانيتان أنهما في محادثات لإتمام صفقة اندماج قد تشمل أيضاً «ميتسوبيشي موتورز». وارتفع سهم «هوندا» بنسبة 3.8 في المائة، بينما صعد سهم «نيسان» بنسبة 1.6 في المائة في طوكيو.

وفي قطاع الأدوية، ارتفعت أسهم شركة «إيلي ليلي» بنسبة 1.3 في المائة بعد إعلانها عن موافقة الجهات التنظيمية على عقار «زيباوند» بوصفه أول دواء يُصرف بوصفة طبية للبالغين الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم.

أما في سوق السندات، فقد استقرت عائدات سندات الخزانة، حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى 4.55 في المائة مقارنة بـ4.53 في المائة في نهاية يوم الجمعة.

تجدر الإشارة إلى أن الأسواق ستغلق في وقت مبكر يوم الثلاثاء على أن تظل مغلقة يوم الأربعاء بمناسبة عيد الميلاد.