السعودية توفر 13.6 مليار دولار بفضل التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي

110 جهات تستفيد من منصة «استشراف» لإعادة الأموال إلى خزينة الدولة

جانب من حضور المسؤولين خلال منتدى الباحة للذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)
جانب من حضور المسؤولين خلال منتدى الباحة للذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)
TT

السعودية توفر 13.6 مليار دولار بفضل التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي

جانب من حضور المسؤولين خلال منتدى الباحة للذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)
جانب من حضور المسؤولين خلال منتدى الباحة للذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)

استطاعت أكثر من 110 جهات حكومية سعودية الاستفادة من التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لتوفير ما يزيد على 51 مليار ريال (13.6 مليار دولار) من فرص وفورات وإيرادات عبر منصة «استشراف» إلى خزينة الدولة.

وتعنى منصة «استشراف» التابعة للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، بتقديم رؤى وتنبؤات مستقبلية لصناع القرار في المملكة باستخدام البيانات الضخمة وقدرات التحليل المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث توظف فريقاً وطنياً بتخصصات متعددة لتطوير مفهوم شامل لبعض المتغيرات الاقتصادية والاستراتيجية والاجتماعية التي تسهم في صياغة القرارات وتقييم مؤشرات الأداء لدى مختلف الجهات لدعم مبادراتهم من أجل تحقيق «رؤية 2030».

التحول الرقمي

وقال مدير مركز المعلومات الوطني في «سدايا» الدكتور عصام الوقيت، إنه في إطار التسارع الرقمي المتزايد الذي يشهده العالم اليوم تبرز تجربة المملكة المتميزة في مجال التحول الرقمي التي صاغت مسارها وأرست ركائزها رؤية البلاد.

جاء ذلك خلال منتدى الباحة للذكاء الاصطناعي، الأربعاء، برعاية الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز، أمير منطقة الباحة الواقعة جنوب السعودية، وحضور عدد من المسؤولين والمتخصصين والباحثين في تقنيات الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية.

وبين الدكتور الوقيت، أن «سدايا» قامت بجهود كان لها الأثر الأكبر في تمكين وتسريع التحول الرقمي الحكومي ودفع عجلة البيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة قُدماً، موضحاً أن تطبيق «توكلنا» وصل عدد المستفيدين منه إلى أكثر من 31 مليون مستخدم، ومنصة «نبأ» التي تخدم ما يزيد على 124 جهة مستفيدة في إشعار المستفيدين حول أكثر من 510 خدمات تقدمها.

السحابة الحكومية

وتابع الوقيت أن منصة «بروق» تمثل نجاحاً كبيراً في مجال الاتصال الحكومي الآمن من خلال تنظيم ما يزيد على 47 ألف اجتماع، مبيناً أنه على صعيد الخدمات السحابية تستضيف السحابة الحكومية «ديم» أكثر من 230 مركز بيانات حكومي أسهم في رفع مستوى الخدمات وتحسين كفاءة الإنفاق الحكومي وغيرها. وواصل أنه في مجال الذكاء الاصطناعي نظمت «سدايا» القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختيها الأولى والثانية، وطورت العديد من الحلول الذكية وحالات الاستخدام في مجالات الطاقة، والنقل والصحة والأمن.

كما وضعت «سدايا» نصب عينيها تطوير القدرات البشرية والمهارات الرقمية من خلال تأسيسها أكاديمية متخصصة، وأطلقت معسكرات تدريبية في مجال علوم.

التطبيقات الحديثة

من جهته، ذكر رئيس جامعة الباحة الدكتور عبد الله الحسين، أن الجامعة حققت خطوات واعدة وملموسة في رحلة التحول الرقمي والمتوائمة مع الخطة الاستراتيجية، حيث أسست مركز بيانات بنمط الحوسبة السحابية الخاصة.

وأشار إلى أن هذه البنية التحتية المتينة أسهمت في تبني تطبيقات حديثة لخدمة الأنشطة والأعمال في الجامعة من خلال خدمات رقمية نوعية تخطت 120 خدمة، وتأسيس مكتب البنية المؤسسية لحوكمة التحول الرقمي، حيث حصلت على شهادة اعتماد البنية المؤسسية كأول جامعة سعودية بمستوى النضج الثالث وقياس نضج رقمي للجهة (مستوى التحسين).

وأضاف الحسين، أن الجامعة أسست مكتب البيانات لإدارة وحوكمة البيانات الذي حقق بدوره المستوى الثالث لقياس نضج البيانات الحكومية بنسبة 54 في المائة. كما طورت أكثر من 260 مقرراً إلكترونياً تقدم بنمط التعليم والمدمج.

وزاد أن الجامعة حققت جائزة البلاك بورد للتعليم والتعلم بالشرق الأوسط عن فئة التميز في المشاركة المجتمعية (رافد) 2022 و2023 على التوالي، فيما دشنت الخطة الاستراتيجية للأمن السيبراني بواقع 4 خطط تشغيلية و8 مشروعات، فضلاً عن تحقيقها مستوى التزام بضوابط الأمن السيبراني بنسبة 71 في المائة.

المدن الذكية

وأردف: «لا يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقدم تقني فحسب، بل إنه نقلة نوعية تمس كل جانب من جوانب الحياة، ويفتح آفاقاً جديدة من الإمكانات»، مشدداً على أهمية اكتشاف المعارف والأفكار ومناقشتها ومشاركتها التي تعد بمثابة حافز للتعاون متعدد التخصصات.


مقالات ذات صلة

قطاع التعدين السعودي يوفر فرصاً استثمارية للشركات البرازيلية

الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)

قطاع التعدين السعودي يوفر فرصاً استثمارية للشركات البرازيلية

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف مع الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين بالمملكة.

«الشرق الأوسط» (برازيليا )
الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (موقع «موانئ»)

السعودية: الصادرات غير النفطية تسجل أعلى مستوى منذ عامين

حققت الصادرات السعودية غير النفطية في مايو (أيار) الماضي أعلى مستوى لها في عامين، حيث بلغت 28.89 مليار ريال (7.70 مليار دولار).

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد أحد قطارات نقل الركاب التابعة للخطوط الحديدية السعودية (الموقع الرسمي)

قطارات السعودية تنقل 9 ملايين راكب في الربع الثاني

نقلت قطارات السعودية أكثر من 9.3 مليون راكب في الربع الثاني من العام الحالي، بنسبة نمو بلغت 13 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام المنصرم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد المصانع السعودية الواقعة في المدينة الصناعية بعسير جنوب المملكة (الشرق الأوسط)

المصانع السعودية تتجاوز مستهدفات 2023 نحو التحول ورفع تنافسية منتجاتها

أثبتت المصانع السعودية جديتها في التحول نحو الأتمتة وكفاءة التصنيع، في خطوة تحسن مستوى جودة وتنافسية المنتجات الوطنية وتخفض التكاليف التشغيلية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد انضم البنك المركزي السعودي إلى مشروع «إم بريدج» بصفته «مشاركاً كاملاً» (البنك المركزي)

«المركزي» السعودي يستكشف إمكانات العملات الرقمية لتسهيل المدفوعات عالمياً

بدأ البنك المركزي السعودي باستكشاف إمكانات «العملات الرقمية» في الوقت الذي تعمل فيه الدول على تطوير عملات رقمية لها.

عبير حمدي (الرياض)

الحكومة الأميركية تدافع أمام القضاء عن إلزام مالكي «تيك توك» ببيعه

شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
TT

الحكومة الأميركية تدافع أمام القضاء عن إلزام مالكي «تيك توك» ببيعه

شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)

في فصل جديد من المواجهة بين شبكة التواصل الاجتماعي الصينية «تيك توك» والحكومة الأميركية، قدمت وزارة العدل الأميركية الجمعة حججها إلى المحكمة الفيدرالية التي ستقرر ما إذا كان القانون الهادف إلى البيع القسري للتطبيق يتماشى مع الدستور أم لا.

واعتمد الكونغرس الأميركي في أبريل (نيسان)، قانوناً يجبر «بايتدانس»؛ الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك»، على بيعه لمستثمرين غير صينيين خلال 9 أشهر، وإلا تواجه خطر حظرها في الولايات المتحدة.

ويرى التطبيق أن هذا القانون ينتهك حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأميركي في التعديل الأول منه.

لكن الحكومة الأميركية تؤكد أن القانون يهدف إلى الاستجابة لمخاوف تتعلق بالأمن القومي، وليس إلى الحد من حرية التعبير، عادّة أن ليس بإمكان «بايتدانس» الاستفادة في هذه الحالة من الحماية التي ينص عليها التعديل الأول من الدستور.

ووفقاً للحجج التي قدمتها وزارة العدل الأميركية، تتعلق المخاوف بأن «بايتدانس» ملزمة على الاستجابة لطلبات السلطات الصينية في الوصول إلى بيانات المستخدمين الأميركيين، كما يمكن للتطبيق أيضاً فرض رقابة على محتوى معين على منصته أو تسليط الضوء على آخر.

وكتبت وزارة العدل في ملف حججها، أنه «نظراً لانتشار (تيك توك) الواسع في الولايات المتحدة، فإن قدرة الصين على استخدام ميزات (تيك توك) لتحقيق هدفها الأساسي المتمثل في الإضرار بالمصالح الأميركية يخلق تهديداً عميقاً وواسع النطاق للأمن القومي».

وذكر الملف أيضاً أن «تيك توك» يمنح بكين «الوسائل لتقويض الأمن القومي الأميركي» من خلال جمع كميات كبيرة من البيانات الحساسة من المستخدمين الأميركيين واستخدام خوارزمية خاصة للتحكم في مقاطع الفيديو التي يشاهدها المستخدمون.

وأضافت وزارة العدل الأميركية «يمكن التحكم بهذه الخوارزمية يدوياً». وتابعت: «موقعها في الصين من شأنه أن يسمح للحكومة الصينية بالتحكم سراً في الخوارزمية - وبالتالي تشكيل المحتوى الذي يتلقاه المستخدمون الأميركيون سراً».

علم الولايات المتحدة وأعلاه شعار التطبيق الصيني «تيك توك» (رويترز)

وردت الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك» السبت بالقول إن «الدستور إلى جانبنا».

وعدّت الشركة أن «حظر تيك توك من شأنه إسكات أصوات 170 مليون أميركي، في انتهاك للتعديل الأول للدستور»، في إشارة إلى مستخدميه بالولايات المتحدة.

وأضاف التطبيق: «كما قلنا في السابق، لم تقدم الحكومة أبداً دليلاً على تأكيداتها»، بما في ذلك أثناء اعتماد القانون.

ولكن أوضح مسؤول أميركي أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تشعر بالقلق بشأن إمكانية قيام بكين «باستخدام تطبيقات الهاتف الجوال سلاحاً».

وشدّد المسؤول على أن «الهدف من القانون هو ضمان أنه يمكن للصغار والمسنين على حد سواء، وكل (الفئات العمرية) بينهم، استخدام التطبيق بكل أمان، مع الثقة في أن بياناتهم ليست في متناول الحكومة الصينية أو أن ما يشاهدونه لم تقرره الحكومة الصينية».

ورأى مسؤول في وزارة العدل الأميركية أن «من الواضح أن الحكومة الصينية تسعى منذ سنوات إلى وضع يدها على كميات كبيرة من البيانات الأميركية بأي طرق ممكنة، بينها هجمات سيبرانية أو شراء بيانات عبر الإنترنت، وتدرِّب نماذج من الذكاء الاصطناعي لاستخدام هذه البيانات».

ويرى «تيك توك» أن طلب بيع التطبيق «مستحيل ببساطة»، خصوصاً خلال فترة زمنية محدد.

وجاء في الشكوى المقدمة من «تيك توك» و«بايتدانس»، أنه «لأول مرة في التاريخ، اعتمد الكونغرس تشريعاً يستهدف منصة واحدة لفرض حظره على مستوى البلاد ومنع كل أميركي من المشاركة في مجتمع عالمي واحد يضم أكثر من مليار شخص».

وأكدت «بايتدانس» أنها لا تنوي بيع «تيك توك»، معتمدة المسار القضائي وصولاً إلى المحكمة العليا الأميركية، باعتباره الرد الوحيد لمنع الحظر في 19 يناير (كانون الثاني) 2025.

وظل «تيك توك» لسنوات في مرمى السلطات الأميركية لوضع حد لاستخدامه في البلاد.

وفي عام 2020، نجح «تيك توك» في تعليق قرار بحظره أصدرته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من خلال طلب استئناف. وعلّق قاضٍ القرار مؤقتاً، عادّاً أن الأسباب المقدمة للحظر مبالغ فيها، وأن حرية التعبير مهددة.

لكن يهدف القانون الأميركي الجديد إلى التغلب على الصعوبات التي تمت مواجهتها سابقاً.

ويرى خبراء أن المحكمة العليا قد تأخذ في الحسبان حججاً تشير إلى إمكانية تهديد التطبيق للأمن القومي يقدمها مسؤولون في الولايات المتحدة.

ولكن من الصعب حالياً تصور إمكانية استحواذ طرف آخر على «تيك توك»، حتى لو كانت «بايتدانس» منفتحة على إمكانية بيعه، إذ لم يتقدم أحد بالفعل لشرائه.

وليس من السهل توفر طرف لديه أموال كافية للاستحواذ على تطبيق يضم 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، وأكثر من مليار مستخدم في كل أنحاء العالم، في حين أن الشركات الرقمية العملاقة هي بلا شك الوحيدة التي تمتلك الإمكانات اللازمة للاستحواذ على التطبيق.