مبادرة «المركزي» السعودي تطلق جولة «فنتك» جديدة لتحفيز التقنية المالية

المملكة تستهدف مساهمة القطاع في الناتج المحلي بـ3.4 مليار دولار في 2030

توقع البنك المركزي السعودي أن تبلغ مساهمة قطاع التقنية المالية ملياري ريال (533 مليون دولار) بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
توقع البنك المركزي السعودي أن تبلغ مساهمة قطاع التقنية المالية ملياري ريال (533 مليون دولار) بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

مبادرة «المركزي» السعودي تطلق جولة «فنتك» جديدة لتحفيز التقنية المالية

توقع البنك المركزي السعودي أن تبلغ مساهمة قطاع التقنية المالية ملياري ريال (533 مليون دولار) بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
توقع البنك المركزي السعودي أن تبلغ مساهمة قطاع التقنية المالية ملياري ريال (533 مليون دولار) بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

نسخة جديدة هي السادسة التي تطلقها «فنتك السعودية» في ثماني مدن سعودية من أجل تحفيز قطاع التقنية المالية الذي تصبو المملكة إلى أن تكون له مساهمة في الناتج المحلي بقيمة تقارب 13 مليار ريال (3.4 مليار دولار) بحلول عام 2030 من ضمن مستهدفات «رؤية 2030»، وهو ما يعزز توجهها في تنويع مصادر الدخل وتمكين المؤسسات المالية من دعم نمو القطاع الخاص وفتح المجال أمام شركات جديدة لتقديم الخدمات المالية.

فيوم الأحد، أطلقت «فنتك السعودية» - وهي إحدى مبادرات البنك المركزي السعودي (ساما) بالشراكة مع السوق المالية - نسختها السادسة من «جولة الفنتك» التي تضم أكثر من 30 متحدثاً من ذوي الخبرة في قطاع التقنية المالية، وتستمر لمدة 10 أيام في ثماني مدن مختلفة.

لا شك أن موضوع «الفنتك» أو التقنية المالية يكتسب أهمية متنامية في العالم، كونه يؤثر مباشرة على رفع مستوى الخدمات المالية التي تتوفر للعملاء من جهة، ويعد محركاً جوهرياً في الدورة الاقتصادية من جهة أخرى.

ومن هذا المنطلق، قررت المملكة أن تحجز مكانها في عالم التقنية المالية، فوضعت في عام 2018 برنامجاً شاملاً يستهدف التطوير المالي، وهو أحد البرامج التنفيذية الـ11 التي أطلقها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».

ويلعب هذا البرنامج دوراً رئيسياً في تعزيز القطاع المالي السعودي وتحويله إلى مركز قوة للنمو والتنوع الاقتصادي.

ويتوقع البنك المركزي السعودي أن تبلغ مساهمة قطاع التقنية المالية ملياري ريال (533 مليون دولار) بنهاية العام الحالي.

ويعد التقدم الذي أحرزته السعودية في هذا المجال لافتاً، حيث وصل عدد الشركات النشطة فيه إلى 200 شركة بنهاية أغسطس (آب) من العام الحالي، بمعدل نمو 26 في المائة مقارنة بالعام الماضي.

وتظهر الأرقام الواردة في تقرير «التقنية المالية» السنوي الصادر عن البنك المركزي السعودي، أن عدد الأفراد المسجلين في خدمة المحافظ الإلكترونية بلغ 13 مليوناً، 64 في المائة منهم تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً.

أما عالمياً، فقد مثلت شركات التكنولوجيا المالية المتداولة علناً قيمة سوقية قدرها 550 مليار دولار حتى يوليو (تموز) من عام 2023، وبزيادة ضعفين عن عام 2019 وفق أرقام شركة «ماكنزي».

في حين توقع تقرير صادر عن شركة «ريسيرش آند ماركتس» أن تحقق سوق التقنية المالية العالمية نمواً مركباً بنسبة 27.5 في المائة بين السنوات 2021 و2026.

وبالنسبة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيتوقع مركز الأبحاث «موردور إن إنتليجنس» أن يسجل القطاع معدل نمو سنوي بواقع 8 في المائة خلال السنوات الخمس القادمة.

ويرى نائب رئيس مجلس إدارة شركة «تمرة المالية» صلاح الدين خاشقجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «أي شركة ناشئة يجب أن يكون لها جانب مختص بالتقنية المالية، وسنرى شركات كثيرة تتجه لتغطية الخدمات المالية التقنية لأن العالم عموماً يتجه إليها».

وتخضع شركات التقنية المالية في المملكة لمجموعة من اللوائح التنظيمية الصارمة. فلكي تتمكن من تحقيق الابتكار المطلوب، عليها أن تحظى بدعم من هيئة السوق المالية التي تعد الجهة التنظيمية الرسمية للأسواق المالية في السعودية. وكانت الهيئة التنظيمية قامت في عام 2018 بإطلاق «مختبر التقنية المالية» الذي يعد البيئة التجريبية للمنتجات المبتكرة وخدمات التقنية المالية.

الاستثمار الجريء في التقنية المالية

طمحت السعودية إلى رفع القيمة التراكمية لاستثمار المال الجريء في شركات التقنية المالية لتصل إلى 2.6 مليار ريال (693 ألف دولار) بحلول عام 2025.

تشرح رئيسة مجلس إدارة شركة «تحالف» المالية نوري بنت ضيف الله المعطاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «الاستثمار الجريء هو شكل من أشكال التمويل بالملكية من خلال امتلاك المستثمرين لأسهم ملكية خاصة في الشركات الناشئة»، موضحة أن المستثمرين يدعمون الشّركات النّاشئة في مراحلها الأولية لتكون لها القدرة على التوسّع والنمو وبالتالي تحقيق أرباح رأس مالية طويلة المدى.

وتضيف أن «المستثمرين يسعون إلى تمويل الشركات الناشئة التي لا تزال في طور النمو والتي تتمتع بإمكانات وفرص كبيرة للتوسع... ويولي المستثمرون في الشركات الناشئة اهتماماً أكبر بنمو الشركة على المدى البعيد رغبةً منهم في تحقيق تعويضات مالية أكبر عند التخارج عبر الإدراج في الأسواق المالية أو عبر الاستحواذ على الشركة الناشئة من شركة كبرى».

وتوضح المعطاني أن «هذا الشكل من أشكال الاستثمار يعد استثماراً عالي المخاطر، لذا يطلق عليه مسمّى الاستثمار الجريء، ومع ذلك، فإن هامش الربح المحتمل الذي يمكن تحقيقه مع نمو الشركة الناشئة يُعد أكبر بكثير من أشكال الاستثمار الأخرى».

وتابعت «أن شركات الاستثمار الجريء تخفف من هذه المخاطر عبر مراقبة الاستثمارات عن كثب ودعم رواد الأعمال لضمان نجاحهم».

وعن البيئة التجريبية التي طرحتها السوق المالية، قالت إنها بيئة محفزة لشركات التقنية المالية للتعامل في الأوراق المالية، وتتيح تطوّر قطاع الاستثمار في الأوراق المالية. هذا وكشف تقرير الاستثمار الجريء الصادر عن جمعية رأس المال الجريء والملكية الخاصة السعودية، أن السعودية احتلت المرتبة الأولى بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث قيمة الاستثمار الجريء في النصف الأول من العام الحالي بـ446 مليون ريال (124مليون دولار). وتتبعها مصر، الإمارات، البحرين، المغرب.

وأظهر التقرير أن قطاع التجارة الإلكترونية استحوذ على حصة بلغت 83 في المائة من إجمالي الاستثمار الجريء، بينما احتل قطاع التقنية المالية المركز الرابع بعد الرعاية الصحية وبرمجيات الشركات.

من جهتها، فنّدت «فنتك السعودية» تصنيفات شركات التقنية المالية في السوق السعودية بحسب اختصاصها إلى تمويل الملكية الجماعية، وخدمات المستشار الآلي، وتوزيع صناديق الاستثمار وصناديق الاستثمار العقاري، وطرح أدوات الدين والاستثمار فيها، واستخدام تقنية السجلات الموزعة، وخدمات التداول الاجتماعي.

يذكر أن جولة «الفنتك» ستوجد في كل من الرياض وجدة والدمام والعلا وتبوك والظهران والخبر وبريدة وأبها.


مقالات ذات صلة

السعودية: الصادرات غير النفطية تسجل أعلى مستوى منذ عامين

الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (موقع «موانئ»)

السعودية: الصادرات غير النفطية تسجل أعلى مستوى منذ عامين

حققت الصادرات السعودية غير النفطية في مايو (أيار) الماضي أعلى مستوى لها في عامين، حيث بلغت 28.89 مليار ريال (7.70 مليار دولار).

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد أحد قطارات نقل الركاب التابعة للخطوط الحديدية السعودية (الموقع الرسمي)

قطارات السعودية تنقل 9 ملايين راكب في الربع الثاني

نقلت قطارات السعودية أكثر من 9.3 مليون راكب في الربع الثاني من العام الحالي، بنسبة نمو بلغت 13 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام المنصرم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد المصانع السعودية الواقعة في المدينة الصناعية بعسير جنوب المملكة (الشرق الأوسط)

المصانع السعودية تتجاوز مستهدفات 2023 نحو التحول ورفع تنافسية منتجاتها

أثبتت المصانع السعودية جديتها في التحول نحو الأتمتة وكفاءة التصنيع، في خطوة تحسن مستوى جودة وتنافسية المنتجات الوطنية وتخفض التكاليف التشغيلية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد انضم البنك المركزي السعودي إلى مشروع «إم بريدج» بصفته «مشاركاً كاملاً» (البنك المركزي)

«المركزي» السعودي يستكشف إمكانات العملات الرقمية لتسهيل المدفوعات عالمياً

بدأ البنك المركزي السعودي باستكشاف إمكانات «العملات الرقمية» في الوقت الذي تعمل فيه الدول على تطوير عملات رقمية لها.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة السعودي خلال لقائه بالشركات والمستثمرين في البرازيل (واس)

الاستعانة بخبرات البرازيل لتوطين صناعة اللقاحات والأدوية في السعودية

أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية، رئيس لجنة صناعة اللقاحات والأدوية الحيوية، بندر الخريف، أن جمهورية البرازيل مهيأة للشراكة مع المملكة في جميع الصناعات.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
TT

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)

استبعد مصرف تركيا المركزي البدء في دورة لخفض سعر الفائدة البالغ حالياً 50 في المائة، قبل حدوث انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري.

وقال نائب رئيس البنك، جودت أكتشاي، إن دورة خفض أسعار الفائدة لا يتم تقييمها في الوقت الحالي، وإن الشرط الرئيسي لتقييم دورة الاسترخاء في السياسة النقدية هو الانخفاض الكبير والدائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أكتشاي قوله، في مقابلة مع «رويترز»: «نحن نراقب عن كثب توقعات التضخم في السوق والشركات والأسر، التوقعات بدأت للتو في التقارب مع توقعاتنا لنهاية العام، نحن نقدر أن التعديلات في الضرائب والأسعار المدارة ستضيف 1.5 نقطة إلى التضخم الشهري في يوليو (تموز) الحالي».

وأكد أن الموقف المتشدد في السياسة النقدية سيتم الحفاظ عليه «بالصبر والتصميم»، مضيفاً: «تخفيض سعر الفائدة ليس على جدول أعمالنا في الوقت الحالي، ولن يكون خفض سعر الفائدة على جدول الأعمال حتى تتم ملاحظة انخفاض دائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري، وترافق ذلك مع المؤشرات الأخرى التي نتابعها عن كثب».

ولفت أكتشاي إلى أن المصارف المركزية تميل إلى البقاء في الجانب الحذر، ولا تتخلى عن احتياطاتها و«تفضل ارتكاب الأخطاء من خلال البقاء في الجانب الحذر».

وأوضح أنه سيكون هناك خطر عودة التضخم بسبب التخفيض المبكر لأسعار الفائدة، أو في الوضع الذي تؤدي فيه فترة التشديد المفرطة أو الطويلة، دون داعٍ، إلى هبوط حاد».

وأضاف المسؤول المصرفي التركي أنه «على الرغم من عدم تقييم دورة خفض أسعار الفائدة حالياً، فإنه ستتم إدارة هذه العملية من خلال إعطاء إشارة، لا لبس فيها، بأن الموقف المتشدد في السياسة النقدية سيتم الحفاظ عليه عندما تبدأ التخفيضات».

ورداً على سؤال بشأن مراقبة المشاركين في السوق، عن كثب، توقعات التضخم للشركات والأسر، قال أكتشاي: «لسوء الحظ، فقط توقعات المشاركين في السوق هي التي بدأت تتقارب مع توقعاتنا لنهاية العام الحالي، الأسر أقل حساسية نسبياً لتوقعات المصرف المركزي».

وأظهر آخر استطلاع للمشاركين في السوق من ممثلي القطاعين المالي والحقيقي، أعلن «المركزي» التركي نتائجه منذ أيام، أن التضخم سيتراجع في نهاية العام إلى 43 في المائة، وإلى 30 في المائة بعد 12 شهراً، بينما أظهر أن توقعات الأسر للتضخم في يوليو تبلغ 72 في المائة، وتوقعات الشركات 55 في المائة، وهي نسبة أعلى بكثير من توقعات السوق.

والأسبوع الماضي، أكد رئيس «المركزي» التركي، فاتح كاراهان، أن المصرف سيستمر في موقفه النقدي المتشدد حتى نرى انخفاضاً كبيراً ومستداماً في التضخم الشهري، وتقترب توقعات التضخم من توقعاتنا.

وثبت «المركزي» التركي، الثلاثاء الماضي، سعر الفائدة الرئيسي عند 50 في المائة للشهر الرابع على التوالي، متعهداً بالاستمرار في مراقبة الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري وتشديد السياسة النقدية إذا دعت الضرورة لذلك.

وقال كاراهان إن «المركزي» التركي يستهدف خفض التضخم لا تحديد سعر صرف الليرة، موضحاً أن الأخير هو نتيجة للأول.

مركز الغاز الروسي

على صعيد آخر، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، إن بلاده قريبة من إنجاز مركز الغاز الروسي، وإن البنية التحتية اللازمة للمشروع متوافرة.

وأضاف بيرقدار، في مقابلة تلفزيونية الجمعة: «لقد أنشأنا بالفعل البنية التحتية اللازمة وبحلول عام 2028، سنضاعف حجم مرافق تخزين الغاز، كما نناقش مع بلغاريا زيادة قدرة الربط البيني».

وقال رئيس لجنة مجلس «الدوما» الروسي لشؤون الطاقة، بافيل زافالني، بعد زيارة عمل إلى تركيا في يونيو (حزيران) الماضي، إن القرارات بشأن بناء مشروع «مركز للغاز» في تركيا ستتخذ هذا العام، في ظل زيادة الاهتمام به، مؤكداً أن المشروع «موثوق وآمن ولن يتعرض للعقوبات».

وسبق أن أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن المركز، الذي كان اتخذ القرار بتنفيذه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ نحو عامين، سيقام في تراقيا، شمال غربي تركيا.

وتأمل تركيا في أن يسمح لها مركز الغاز، الذي سيعمل على نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، بأن تصبح مركزاً لتحديد أسعار الغاز.

وقال بيرقدار إنه «من خلال الاستثمارات في البنية التحتية، ستتمكن تركيا من زيادة واردات الغاز الطبيعي إلى حجم 70 - 80 مليار متر مكعب قياساً بـ50 ملياراً حالياً».

ولفت إلى أن العمل سينطلق في المستقبل القريب بين شركة خطوط أنابيب البترول التركية (بوتاش) وشركة «غازبروم» الروسية بشأن إنشاء مركز الغاز.