تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي الأميركي يعزز توقعات انتهاء رفع أسعار الفائدة

التضخم السنوي في أدنى مستوى له منذ أوائل عام 2021

متجر بيع بالتجزئة في 13 نوفمبر 2023 بميامي - فلوريدا (أ.ف.ب)
متجر بيع بالتجزئة في 13 نوفمبر 2023 بميامي - فلوريدا (أ.ف.ب)
TT

تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي الأميركي يعزز توقعات انتهاء رفع أسعار الفائدة

متجر بيع بالتجزئة في 13 نوفمبر 2023 بميامي - فلوريدا (أ.ف.ب)
متجر بيع بالتجزئة في 13 نوفمبر 2023 بميامي - فلوريدا (أ.ف.ب)

ارتفع إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة بشكل معتدل في أكتوبر (تشرين الأول)، في حين كانت الزيادة السنوية في التضخم هي الأصغر منذ أوائل عام 2021، في مؤشرات على تباطؤ الطلب؛ مما قد يعزز التوقعات بإنهاء حملة أسعار الفائدة التي ينتهجها مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وقال مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة، الخميس: إن إنفاق المستهلكين، الذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي الأميركي، ارتفع بنسبة 0.2 في المائة الشهر الماضي بعد زيادة غير معدلة بنسبة 0.7 في المائة في سبتمبر (أيلول). وكان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا زيادة الإنفاق 0.2 في المائة.

ويأتي الاعتدال في الإنفاق الاستهلاكي في أعقاب النمو السريع في الربع الثالث ويعكس تأثير ارتفاع تكاليف الاقتراض واستنزاف المدخرات الزائدة بين الأسر ذات الدخل المنخفض. وعلى الرغم من أن الأجور لا تزال مرتفعة، فإن وتيرة الزيادة تباطأت عما كانت عليه في وقت سابق من العام مع تراجع سوق العمل.

واستأنف الملايين من الأميركيين سداد القروض الطلابية الشهر الماضي؛ الأمر الذي قد يعيق الإنفاق العام المقبل. كما أن المخاوف من احتمال انزلاق الاقتصاد إلى الركود في أوائل عام 2024 قد تجعل الأسر مترددة في الإنفاق وبدلاً من ذلك بناء مدخراتها.

وحتى الآن، تحدى الاقتصاد توقعات الركود، حيث نما بمعدل سنوي قوي بلغ 5.2 في المائة في الربع الثالث، وهو الأسرع منذ ما يقرب من عامين. أما تقديرات النمو للربع الرابع، فهي في الغالب أقل من معدل 2 في المائة. ويتوقع معظم الاقتصاديين أن يستقر الاقتصاد في فترة من النمو البطيء للغاية، وتجنب الركود الكامل.

ولم يتغير التضخم الذي تم قياسه بمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في أكتوبر بعد ارتفاعه بنسبة 0.4 في المائة في سبتمبر. وفي الاثني عشر شهراً حتى أكتوبر، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 3.0 في المائة. وكانت هذه أصغر زيادة على أساس سنوي منذ مارس (آذار) 2021، وتأتي بعد زيادة بنسبة 3.4 في المائة في سبتمبر.

وباستثناء مكونات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.2 في المائة الشهر الماضي، بعد ارتفاعه بنسبة 0.3 في المائة في سبتمبر. ووفقاً للخبراء الاقتصاديين، هناك حاجة إلى قراءات شهرية للتضخم بنسبة 0.2 في المائة على أساس مستدام لإعادة التضخم إلى هدف «الاحتياطي الفيدرالي» البالغ 2 في المائة.

وارتفع ما يسمى بمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي بنسبة 3.5 في المائة على أساس سنوي في أكتوبر، بعد زيادة بنسبة 3.7 في المائة في سبتمبر.

هذا، ويتتبع «الاحتياطي الفيدرالي» مؤشرات أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي للسياسة النقدية. وأدى تراجع الطلب وضغوط التضخم إلى زيادة التفاؤل بأن «الفيدرالي» ربما يكون قد انتهى من رفع أسعار الفائدة في هذه الدورة، حتى أن الأسواق المالية تتوقع خفض أسعار الفائدة في منتصف عام 2024.

ومنذ مارس 2022، رفع «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة بمقدار 525 نقطة أساس إلى النطاق الحالي الذي يتراوح بين 5.25 و5.50 في المائة.

تباطؤ سوق العمل

وفي تقرير منفصل صادر عن وزارة العمل، الخميس، ارتفعت المطالبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية بمقدار 7 آلاف إلى 218 ألفاً في الأسبوع المنتهي في 25 نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو أعلى مستوى لها منذ منتصف سبتمبر. وكان الاقتصاديون يتوقعون 226 ألف مطالبة.

وتضمنت بيانات المطالبات الأسبوع الماضي عطلة عيد الشكر. وتميل المطالبات إلى أن تكون متقلبة في أيام العطلات. وعلى الرغم من أن بيانات المطالبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية قد تكون متقلبة في أيام العطلات، فإن سوق العمل تتباطأ بالتزامن مع الطلب الإجمالي في الاقتصاد.

وأظهر تقرير المطالبات، أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد أسبوع أولي من المساعدات، وهو بديل للتوظيف، ارتفع بمقدار 86 ألفاً إلى 1.927 مليون خلال الأسبوع المنتهي في 18 نوفمبر. واستأنفت ما يسمى بالمطالبات المستمرة اتجاهها التصاعدي، الذي بدأ منذ منتصف سبتمبر، بعد توقف قصير في الأسبوع السابق.

وقد أدى مزيج من تخفيف ظروف سوق العمل والصعوبات في تعديل البيانات لتناسب التقلبات الموسمية في أعقاب الارتفاع غير المسبوق في طلبات البطالة في وقت مبكر من جائحة «كوفيد - 19» إلى دفع المطالبات المستمرة إلى الارتفاع.


مقالات ذات صلة

«المركزي التركي» يعدل من توقعاته للتضخم في ظل تفاؤل باستمرار التراجع

الاقتصاد أتراك يتجولون بين المقاهي على كوبري عالاطا في إسطنبول مطلع العام الجديد (د.ب.أ)

«المركزي التركي» يعدل من توقعاته للتضخم في ظل تفاؤل باستمرار التراجع

عدل البنك المركزي التركي من توقعاته للتضخم وأسعار الفائدة والصرف ومعدل النمو بنهاية العام الحالي وسط تحذيرات من تداعيات السياسات الاقتصادية «الخاطئة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا خلال اجتماعات صندوق والبنك الدولي في واشنطن 25 أكتوبر 2024 (رويترز)

صندوق النقد يتوقع استقرار النمو العالمي عند 3.3 % في 2025 و2026

توقع صندوق النقد الدولي أن يظل النمو العالمي ثابتاً عند 3.3 في المائة خلال العامَيْن الحالي والمقبل، وهو ما يتماشى بشكل عام مع الاتجاهات العالمية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: يجب تجنب التسرع في خفض الفائدة

أكد صانع السياسة في البنك المركزي الأوروبي، يواكيم ناغل، في مقابلة نُشرت يوم الجمعة، أنه لا ينبغي للبنك المركزي الأوروبي أن يُسرع في خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد عامل بناء يسير في موقع بناء سكني في ورسستر ببريطانيا (رويترز)

نقص العمالة يهدد الاقتصاد العالمي رغم مخاوف التضخم والديون

رغم المخاوف المتعلقة بالتجارة العالمية والديون والتضخم، قد يصبح نقص العمال العامل الأبرز الذي يحدد الاتجاهات الاقتصادية هذا العام على جانبي الأطلسي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية في خزنة أحد البنوك بزيوريخ (رويترز)

استقرار أسعار الذهب قرب أعلى مستوى في 5 أسابيع

استقرت أسعار الذهب قرب أعلى مستوى في خمسة أسابيع يوم الجمعة، متجهة صوب تحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، مدفوعة ببيانات التضخم الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
TT

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ليل الجمعة - السبت، إطلاق عملته المشفرة التي تحمل اسمه، ما أثار موجة شراء زادت قيمتها الإجمالية إلى عدة مليارات من الدولارات في غضون ساعات.

وقدّم ترمب، في رسالة نُشرت على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال» وعلى منصة «إكس»، هذه العملة الرقمية الجديدة بوصفها «عملة ميم»، وهي عملة مشفرة ترتكز على الحماس الشعبي حول شخصية، أو على حركة أو ظاهرة تلقى رواجاً على الإنترنت.

وليس لـ«عملة ميم» فائدة اقتصادية أو معاملاتية، وغالباً ما يتم تحديدها على أنها أصل مضاربي بحت، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوضح الموقع الرسمي للمشروع أن هذه العملة «تحتفي بزعيم لا يتراجع أبداً، مهما كانت الظروف، في إشارة إلى محاولة اغتيال ترمب خلال حملة الانتخابات الأميركية في يوليو (تموز) التي أفضت إلى انتخابه رئيساً».

وسرعان ما ارتفعت قيمة هذه العملة الرقمية، ليبلغ إجمالي القيمة الرأسمالية للوحدات المتداولة نحو 6 مليارات دولار.

ويشير الموقع الرسمي للمشروع إلى أنه تم طرح 200 مليون رمز (وحدة) من هذه العملة في السوق، في حين تخطط شركة «فايت فايت فايت» لإضافة 800 مليون غيرها في غضون 3 سنوات.

ويسيطر منشئو هذا الأصل الرقمي الجديد، وبينهم دونالد ترمب، على كل الوحدات التي لم يتم تسويقها بعد، وتبلغ قيمتها نظرياً نحو 24 مليار دولار، بحسب السعر الحالي.