اليابان تخفض نظرتها للاقتصاد للمرة الأولى منذ 10 أشهر

«المركزي» يقلص مشتريات السندات... والعوائد ترتفع

مشاة في أحد الشوارع المليئة بالمطاعم خلال ساعة الراحة وسط يوم العمل بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
مشاة في أحد الشوارع المليئة بالمطاعم خلال ساعة الراحة وسط يوم العمل بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
TT

اليابان تخفض نظرتها للاقتصاد للمرة الأولى منذ 10 أشهر

مشاة في أحد الشوارع المليئة بالمطاعم خلال ساعة الراحة وسط يوم العمل بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
مشاة في أحد الشوارع المليئة بالمطاعم خلال ساعة الراحة وسط يوم العمل بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

خفضت الحكومة اليابانية، يوم الأربعاء، نظرتها بشأن الاقتصاد لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) في أول خفض من نوعه في عشرة أشهر؛ حيث أثر ضعف الطلب على الإنفاق الرأسمالي والإنفاق الاستهلاكي. كما خفضت السلطات نظرتها بشأن الإنفاق الرأسمالي للمرة الأولى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2021، قائلة إن وتيرة التعافي «متوقفة مؤقتاً».

وجاء التقييم الجديد الصادر عن مكتب مجلس الوزراء، بعد أن أظهرت بيانات الأسبوع الماضي أن الاقتصاد انكمش في الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) للمرة الأولى منذ ثلاثة أرباع، مع تراجع الطلب.

وذكر التقرير الصادر عن مكتب مجلس الوزراء يوم الأربعاء، أن «الاقتصاد يتعافى بشكل معتدل، على الرغم من أن بعض المناطق أظهرت حالة من الجمود في الآونة الأخيرة». وكانت هذه هي المرة الأولى التي تخفض فيها الحكومة وجهة نظرها بشأن الاقتصاد الكلي منذ يناير (كانون الثاني).

وقال مسؤول في مكتب مجلس الوزراء: «بينما تستمر ظروف العمل وأرباح الشركات في التحسن، فإن قوة قطاع الشركات لا تترجم بالضرورة إلى أجور واستثمارات». وأضاف أن «الطلب المحلي مثل استثمارات الشركات والإنفاق الاستهلاكي يفتقر إلى القوة».

وعلى الرغم من أن الحكومة احتفظت بتقييمها بأن الإنفاق الاستهلاكي كان «يرتفع» في نوفمبر، فإن التضخم ضغط على الإنفاق على السلع الاستهلاكية، في حين حافظ الإنفاق على الخدمات، مثل تناول الطعام بالخارج، على الاتجاه الصعودي.

وفي محاولة لتخفيف أثر التضخم على الاقتصاد، جمعت حكومة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا هذا الشهر حزمة من الإجراءات التي ستتضمن إنفاق أكثر من 17 تريليون ين (113 مليار دولار).

وتتوقع الحكومة أن يستمر الاقتصاد في التعافي بشكل معتدل، ولكن هناك مخاطر مثل تلك الناجمة عن تشديد السياسة النقدية العالمية والاقتصاد الصيني. وقال التقرير إنه يجب إيلاء اهتمام وثيق لارتفاع الأسعار والوضع في الشرق الأوسط، وكذلك تقلبات الأسواق المالية.

ومن جهة أخرى، ارتفعت عائدات السندات الحكومية اليابانية من أدنى مستوياتها في عدة أشهر، يوم الأربعاء، مدعومة بقرار بنك اليابان خفض مبالغ شراء بعض السندات في عمليات الشراء المعتادة.

وعرض بنك اليابان شراء سندات استحقاق 5 إلى 10 سنوات بقيمة 525 مليار ين (3.84 مليار دولار)، انخفاضاً من 575 مليار ين في 15 نوفمبر، وتراجعاً من 675 مليار ين في العروض السابقة. كما خفض البنك المركزي عرض شراء السندات التي يزيد أجل استحقاقها عن 25 عاماً إلى 75 مليار ين من 100 مليار ين في الأسبوع السابق. وكانت جميع المبالغ ضمن نطاق توجيهات بنك اليابان للعمليات.

وارتفع العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات 1.5 نقطة أساس إلى 0.710 في المائة بحلول الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش، بعد انخفاضه إلى 0.690 في المائة يوم الثلاثاء للمرة الأولى منذ 11 سبتمبر، وسط تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية. وكان المؤشر الياباني قد وصل إلى 0.97 في المائة في بداية هذا الشهر، وهو أعلى مستوى له خلال عقد من الزمان.

وقال كاتسوتوشي إينادوم، كبير الاستراتيجيين في «سوميتومو ميتسوي ترست لإدارة الأصول»: «الانخفاض في العائدات حتى الثلاثاء كان بوتيرة سريعة، لذلك أعتقد أن بنك اليابان المركزي أراد كبحه».

وانخفضت العقود الآجلة لسندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.17 ين إلى 146.13 ين. وارتفع العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل 20 عاماً بمقدار 3.5 نقطة أساس إلى 1.430 في المائة، في حين ارتفع العائد على السندات لأجل 30 عاماً بمقدار 4.5 نقطة أساس إلى 1.635 في المائة، بعد أن انخفض كلاهما إلى أدنى مستوياته في عدة أشهر يوم الثلاثاء. وارتفع العائد على السندات لأجل 5 سنوات بمقدار نقطة أساس إلى 0.280 في المائة.


مقالات ذات صلة

سلع غربية فاخرة في أسواق موسكو رغم انسحاب شركات غربية من روسيا

أوروبا زبون يزور متجر «لاكوست» الفرنسي في مركز «غوم» في موسكو... 18 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

سلع غربية فاخرة في أسواق موسكو رغم انسحاب شركات غربية من روسيا

لا تزال المنتجات الغربية الفاخرة معروضة في كثير من المحال التجارية وسط موسكو، بتناقض مع إعلان عدد كبير من الشركات انسحابها من أسواق روسيا بعد غزو أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد مشاة في أحد الشوارع التجارية بمدينة يوهان وسط الصين (أ.ف.ب)

الصين تتراجع عن تعديلات بقانون الشركات بعد احتجاجات نادرة

تدخلت أعلى هيئة تشريعية في الصين لتخفيف شروط قانون مثير للجدل يهدف لتعزيز الدائنين من خلال السماح باستهداف المساهمين السابقين في الشركات.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد خلال حفل تدشين «بوابة المدينة» (واس)

تدشين المرحلة الأولى لـ«بوابة المدينة» السعودية بـ160 مليون دولار

دشّن الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، مشروع «بوابة المدينة» بـ«مدينة المعرفة الاقتصادية»، الذي يُعدّ الأول من نوعه في المملكة.

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)
الاقتصاد سكان محليون يشترون طعاماً من سوق أمام مبنى سكني تضرر ببلدة بوردينكا في بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)

أوكرانيا تتلقى 1.1 مليار دولار من صندوق النقد الدولي

أعلن رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، أن بلاده تلقت دفعة جديدة بقيمة 1.1 مليار دولار من صندوق النقد الدولي ستخصَّص لتغطية النفقات الحيوية في الموازنة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الاقتصاد علما أميركا والصين أمام لوحة إلكترونية (أ.ف.ب)

بايدن يمهد طريق ترمب لفرض رسوم جمركية على الصين

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن الاثنين عن تحقيق تجاري في أيامها الأخيرة بالبيت الأبيض، بشأن أشباه الموصلات «القديمة» المصنعة في الصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«مدينة المعرفة» تطلق صندوقاً استثمارياً بقيمة 277 مليون دولار لتطوير مشروع عقاري

نموذج للمخطط العام المحدّث لـ«مدينة المعرفة الاقتصادية» (الشرق الأوسط)
نموذج للمخطط العام المحدّث لـ«مدينة المعرفة الاقتصادية» (الشرق الأوسط)
TT

«مدينة المعرفة» تطلق صندوقاً استثمارياً بقيمة 277 مليون دولار لتطوير مشروع عقاري

نموذج للمخطط العام المحدّث لـ«مدينة المعرفة الاقتصادية» (الشرق الأوسط)
نموذج للمخطط العام المحدّث لـ«مدينة المعرفة الاقتصادية» (الشرق الأوسط)

أعلنت «مدينة المعرفة الاقتصادية» السعودية، الاثنين، توقيع اتفاقية إطارية مع شركتَي «سدرة المالية» و«رسيل العقارية» لإنشاء صندوق استثمار عقاري خاص مغلق، يُتوقع أن تبلغ قيمته الاستثمارية نحو 1.04 مليار ريال (276.9 مليون دولار)، على أن يتم إطلاقه في الربع الأول من 2025، وفقاً لإفصاح للسوق المالية السعودية (تداول).

ويستهدف الصندوق تطوير مشروع «ضحى المدينة» متعدد الاستخدامات، الواقع ضمن المخطط العام لـ«مدينة المعرفة الاقتصادية»، حيث تبلغ مساحته أكثر من 33 ألف متر.

ويُتوقع أن يضم فندقاً فيه 150 وحدة و576 وحدة سكنية، بالإضافة إلى مكاتب بمساحة 20 ألف متر مربع، ومحلات تجارية. ومن المتوقع الانتهاء من أعمال التطوير بحلول الربع الأول من 2029.

وبموجب الاتفاقية، ستعمل شركة «سدرة المالية» كمدير للصندوق، وشركة «رسيل العقارية» كمطور لمشروع الصندوق، في حين ستكون «مدينة المعرفة الاقتصادية» المستثمر الرئيس في الصندوق من خلال مساهمتها بأرض المشروع.

إلى ذلك، كشفت «هيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة»، الاثنين، عن اعتماد المخطط العام المحدّث لـ«مدينة المعرفة الاقتصادية»، وقالت إنه سيجري تنفيذ أعمال التطوير لمشروع المدينة على مساحة 6.8 كيلومتر مربع.

ومن المتوقّع أن تخلق 150 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة مع إضافة 58 مليار ريال (15.4 مليار دولار) للناتج المحلي الإجمالي بحلول 2040.

وتشرف «مدينة المعرفة الاقتصادية» البالغ رأسمالها 3.4 مليار ريال، على تنفيذ مشروع المدينة الذي يحمل اسمها والواقع في المدينة المنورة، ويضم أقساماً تجارية، وسكنية، وتعليمية، إضافة إلى قطاع الضيافة، بحسب موقع الشركة الإلكتروني.