نمو الاشتراكات والبنوك الرقمية ترفعان أرباح شركات الاتصالات السعودية في الربع الثالث

حققت نمواً بـ43 %... ووصلت أرباحها إلى 1.5 مليار دولار

مستثمر يمر أمام شعار البورصة السعودية (تداول) في الرياض (أ.ف.ب)
مستثمر يمر أمام شعار البورصة السعودية (تداول) في الرياض (أ.ف.ب)
TT

نمو الاشتراكات والبنوك الرقمية ترفعان أرباح شركات الاتصالات السعودية في الربع الثالث

مستثمر يمر أمام شعار البورصة السعودية (تداول) في الرياض (أ.ف.ب)
مستثمر يمر أمام شعار البورصة السعودية (تداول) في الرياض (أ.ف.ب)

حققت شركات الاتصالات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) نمواً في أرباحها الفصلية خلال الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 43 في المائة، لتصل أرباحها إلى 5.7 مليار ريال (1.52 مليار دولار)، بفعل نمو عدد الاشتراكات، وتوسعها في البنوك الرقمية، وتنوع الخدمات، خصوصاً مع دخول موسم الحج ضمن نتائج الربع الثالث، واستفادة الشركات من زيادة قاعدة العملاء في تلك المواسم.

ومع نهاية الربع الثالث من 2023 ازدادت ربحية شركات الاتصالات السعودية بواقع 1.71 عن الربع المماثل من العام الماضي، الذي سجلت خلاله أرباحاً بنحو 4 مليارات ريال، بحسب إعلان 3 من شركات القطاع نتائجها المالية في السوق المالية.

ويضم القطاع 4 شركات، منها 3 شركات تنتهي سنتها المالية في ديسمبر (كانون الأول)، وهي: «الاتصالات السعودية» (إس تي سي)، و«اتحاد اتصالات» (موبايلي)، والاتصالات المتنقلة (زين السعودية)، في حين تنتهي السنة المالية لشركة «اتحاد عذيب للاتصالات» (جو) بنهاية مارس (آذار) من كل عام.

وقفزت أرباح شركات الاتصالات السعودية بنسبة 57.43 في المائة خلال الربع الثالث مقارنة بأرباح الربع السابق من العام الحالي، البالغة نحو 3.63 مليار ريال، كما سجلت نمواً في الإيرادات خلال الربع الثالث بنسبة 10.3 في المائة لتصل إلى 24.73 مليار ريال، مقابل تحقيقها 22.4 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق 2022.

وسجلت شركات الاتصالات قفزة كبيرة في الأرباح خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 بنسبة 283 في المائة، بنحو 2.71 مليار ريال، ليرتفع صافي أرباحها إلى 13.47 مليار ريال، مقارنةً بـ10.76 مليار ريال في الفترة المماثلة من العام الماضي.

وأشار الخبير في المالية والاستثمار مدير عام شركة «إثمار» المملوكة لجامعة الإمام محمد بن سعود السعودية، الدكتور محمد مكني خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط» إلى أن شركات الاتصالات تعد ركيزة أساسية للاقتصاد السعودي، ويحظى القطاع باهتمام وعمل كبيرَين من أجل تعزيز الاستثمار فيه ودعمه؛ لنمو الناتج غير النفطي، مضيفاً أنه في عام 2020 وصل حجم سوق الاتصالات في السعودية إلى 36 مليار دولار، كما أسهم القطاع بنمو الناتج المحلي بنحو 5.1 في المائة.

وأوضح مكني، أن من أبرز أسباب تحقيق شركات الاتصالات ربحية عالية ومرتفعة خلال الربع الثالث، هو تحقيق إحدى شركات القطاع وهي «STC» قفزة في الأرباح بنسبة 38.5 في المائة، وكذلك تحقيقها نمواً في الأرباح بنسبة 9.1 في المائة خلال التسعة أشهر الماضية مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.

وأضاف أن شركة «زين» حققت صافي ربح بلغ نحو 285 مليون ريال خلال الربع الثالث من عام 2023، محققة ارتفاعاً قدره 235 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، وبلغت الزيادة في الإيرادات للربع الثالث نحو 10 في المائة عن إيرادات الربع المماثل من عام 2022، وذلك بسبب العمل الذي قامت به الإدارة في إعادة هيكلة المصاريف وتحسين عمليات التحصيل.

وأشار إلى تحقيق شركة «اتحاد اتصالات» (موبايلي) ارتفاعاً في أرباحها بنسبة 40.48 في المائة خلال الربع الثالث من 2023، مقارنة مع الربع المماثل من 2022، ويعود ذلك إلى نمو إيرادات قطاعات الشركة كافة، مدعوماً بالنمو في قطاع الأعمال، إضافة إلى زيادة قاعدة العملاء خلال عام 2023، كما ارتفاع صافي أرباح الشركة خلال التسعة أشهر الأولى من 2023 بنسبة 41.39 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.

ويرى الدكتور مكني أن ارتفاع إيرادات شركات الاتصالات يعود لأسباب متعددة؛ منها نمو عدد الاشتراكات، واستخدام البيانات، وقدرة هذا القطاع لتلبية احتياجات المجتمع بهدف تحقيق التنمية المستدامة، من خلال تحسين الخدمات وتنويع الباقات المطروحة.

من جهته، قال محلل الأسواق المالية عبد الله الكثيري، في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، إن السبب الأكثر تأثيراً في تحقيق شركات الاتصالات السعودية أرباحاً جيدة في الربع الثالث، يعود إلى دخول موسم الحج ضمن الربع الثالث واستفادة شركات الاتصالات من حجم المبيعات في هذا الموسم، بالإضافة إلى دخول مبالغ غير تشغيلية خلال هذا الربع، من بينها بيع شركة الاتصالات أرضاً بقيمة 1.92 مليار ريال في مدينة الخبر، وكذلك بيع شركة «زين» نحو 8 في المائة من أبراجها لإحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، كما أسهمت البنوك الرقمية في ارتفاع ربحية تلك الشركات، وكذلك تحقيق شركة «موبايلي» ربحية عالية من خلال تركيزها على تعزيز خدماتها المقدمة لقطاع الأعمال، مضيفاً أن تحقيق شركات الاتصالات أرباحاً مرتفعة خلال الأشهر التسعة من العام الحالي 2023 يعود إلى دخول موسمَي رمضان والحج خلال تلك الفترة، اللذين أسهما في زيادة نمو الربحية لكل الشركات.

وحول توقعه لنتائج الربع الرابع، لا يرى الكثيري أن تستمر الأرباح بالوتيرة المتسارعة نفسها، وقد تحقق نمواً بسيطاً؛ بسبب تأثير معدل ارتفاع أسعار الفائدة، وكذلك الضغط على الهوامش الربحية، وعملية السيطرة على التكاليف التشغيلية مع زيادة القروض، وكذلك بسبب مخصصات الديون المشكوك في تحصيلها، التي صدرت قرارات بإعدامها، والتي يتم إقفالها في نهاية العام، والتي ربما تؤثر وتستقطع جزءاً من أرباح الشركات، مشيراً إلى أنه مع وجود تلك التحديات، فإنه تأتي شطارة ومهارة كل شركة وإدارتها لتلك التحديات، وتحقيق معدلات النمو التي ستختلف من شركة إلى أخرى.


مقالات ذات صلة

الأسواق العالمية تتباين وسط تصاعد التوترات في الحرب الروسية الأوكرانية

الاقتصاد مخطط مؤشر أسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة «فرانكفورت» (رويترز)

الأسواق العالمية تتباين وسط تصاعد التوترات في الحرب الروسية الأوكرانية

شهدت الأسواق العالمية أداءً متبايناً، الأربعاء، على الرغم من المكاسب التي حققتها «وول ستريت»، وسط تزايد المخاوف بشأن تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد سيدات يمشين أمام مقر البورصة في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)

«غولدمان ساكس» و«مورغان ستانلي» يخفضان توقعاتهما للأسهم الصينية

قلّص كل من «غولدمان ساكس» و«مورغان ستانلي» تصنيف الأسهم في الصين رغم مساعٍ داخلية للدعم واحتمالية التأثر بالتوترات الخارجية

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أكثر من 2.5 مليون طن من أرصدة الكربون ستُعرض في المملكة عبر مزاد علني يبدأ اليوم (واس)

السعودية تطلق منصة تبادل طوعية لسوق الكربون لجذب التمويل المناخي

دشنت السعودية سوقاً طوعية لتداول أرصدة الكربون، حيث من المقرر عرض أكثر من 2.5 مليون طن من أرصدة الكربون في مزاد علني على بورصة «سوق الكربون الطوعية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة مركبة جامعة للمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس ومنافسها الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

كيف ستؤثر نتيجة الانتخابات الأميركية على الأسواق المالية؟

رفع المستثمرون رهاناتهم على أن الانتخابات الرئاسية الأميركية سوف تؤدي إلى تقلبات حادة في أسعار أسواق السندات والعملات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

بورصة هونغ كونغ تعلن عن خطط لافتتاح مكتب في الرياض العام المقبل

أعلنت مجموعة بورصة هونغ كونغ للمقاصة وتداول الأوراق المالية (HKEX)، الأربعاء، عن خططها لافتتاح مكتب جديد في الرياض بحلول عام 2025.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».