الأسواق «تقتنص الغنائم» بعد شظايا «حرب غزة»

بعد حركة تصحيح هبطت بالأسهم 10 %

متداول في بورصة «وول ستريت» يتابع حركة الأسهم في جلسة سابقة (رويترز)
متداول في بورصة «وول ستريت» يتابع حركة الأسهم في جلسة سابقة (رويترز)
TT

الأسواق «تقتنص الغنائم» بعد شظايا «حرب غزة»

متداول في بورصة «وول ستريت» يتابع حركة الأسهم في جلسة سابقة (رويترز)
متداول في بورصة «وول ستريت» يتابع حركة الأسهم في جلسة سابقة (رويترز)

شهدت غالبية الأسواق العالمية ارتفاعات خلال تعاملات يوم الأربعاء رغم ترقب المستثمرين بشكل واسع لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) حول أسعار الفائدة، وأشار مراقبون إلى أن الارتفاعات كانت في أغلبها ناجمة عن موجة اقتناص الفرص عقب حركة التصحيح التي شهدتها الأسواق خلال الأسابيع الماضية، وأدت إلى هبوطها بأكثر 10 في المائة عن ذروتها.

ولم يبد صنّاع السياسة النقدية في الاحتياطي الاتحادي أي إشارة على النية في تغيير النطاق المستهدف الحالي بين 5.25 و5.50 في المائة لأسعار الفائدة قصيرة الأجل في اجتماعهم الذي يستمر ليومين.

وارتفعت الأسهم الأوروبية إلى أعلى مستوى في أسبوعين تقريباً يوم الأربعاء مدعومة بأسهم الرعاية الصحية. وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.1 في المائة بحلول الساعة 08:25 بتوقيت غرينيتش متجهاً إلى تحقيق مكاسب لليوم الثالث على التوالي.

وفي آسيا، سجّل مؤشر «نيكي» الياباني أكبر مكاسب في ثلاثة أسابيع مع إقبال المستثمرين على شراء الأسهم وسط حالة من الارتياح بعد إحجام بنك اليابان عن إجراء تغييرات كبيرة في إجراءات التحفيز في اليوم السابق.

ومنح سهم «تويوتا موتور» ذو الوزن الثقيل زخماً إضافياً وقفز 4.71 في المائة بعد الإعلان عن أرباح قوية وإعادة شراء أسهم بقيمة 100 مليار ين (660.81 مليون دولار) خلال الجلسة المسائية.

وأغلق مؤشر «نيكي» مرتفعاً 2.41 في المائة على أعلى مستوى خلال اليوم عند 31601.65 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق في أسبوعين، مسجلاً أكبر مكاسب بالنسبة المئوية منذ العاشر من أكتوبر (تشرين الأول). وصعد مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً أيضا 2.53 في المائة.

وقال شيجيتوشي كامادا، مدير عام قسم الأبحاث في «تاشيبانا سيكيوريتيز»: «المستثمرون الذين استعدوا لتحول متشدد في السياسة النقدية لبنك اليابان شعروا بالارتياح، وأعادوا شراء الأسهم لتغطية مراكزهم المكشوفة».

وزاد بنك اليابان يوم الثلاثاء التيسير النقدي فيما يتعلق بأسعار الفائدة طويلة الأجل من خلال تعديل سياسة التحكم في عوائد السندات مرة أخرى، لكنه أبقى أسعار الفائدة المنخفضة للغاية دون تغيير.

وارتفعت جميع المؤشرات الفرعية للصناعة في بورصة طوكيو التي يبلغ عددها 33 باستثناء واحد، وقفز مؤشر قطاع السيارات وقطع الغيار 4.68 ليتصدر المكاسب. وكان مؤشر قطاع النقل الجوي هو الخاسر الوحيد إذ تراجع 1.19 في المائة، وهبط سهم الخطوط الجوية اليابانية 2.75 في المائة بعد الإعلان عن أرباح مخيبة للآمال.

وكان أسوأ أداء على مؤشر «نيكي» من حيث النسبة المئوية والنقاط من نصيب سهم «أدفانتست» الذي هوى 5.9 في المائة بعد أن خفضت شركة صناعة معدات اختبار الرقائق توقعات أرباح التشغيل للعام بأكمله. ومن بين 225 سهماً على المؤشر ارتفعت 204 أسهم، وتراجع 20 سهماً مع استقرار سهم واحد.

ومن جانبها، تراجعت أسعار الذهب يوم الأربعاء مع ترقب قرار «الفيدرالي»، بعدما عززت المخاوف إزاء الصراع في الشرق الأوسط أسعار المعدن الأصفر الذي يعد ملاذاً آمناً لتتجاوز ألفي دولار للأوقية (الأونصة) الشهر الماضي.

وبحلول الساعة 03:51 بتوقيت غرينيتش، نزل الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1978.36 دولار للأوقية، في حين انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4 في المائة إلى 1987.00 دولار.

وسجل سعر الذهب في المعاملات الفورية قفزة 7.3 في المائة في أكتوبر، مع وصوله إلى أعلى مستوى في أكثر من خمسة أشهر عند 2009.29 دولار الأسبوع الماضي.

وقال كريستوفر وونغ، المدير التنفيذي وخبير سوق الصرف الأجنبي في بنك إنجلترا، إن السوق دفعت الأسعار إلى ما فوق 2000 دولار لكنها عادت للانخفاض، وحاولت الارتفاع مرة أخرى لكنها لم تفلح كثيراً. وأضاف أن العامل الرئيسي في السوق هو الصراع في الشرق الأوسط وإمكانية حدوث تصعيد مع انضمام أطراف أخرى إلى الحرب.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية واحداً في المائة إلى 22.662 دولار للأوقية، ونزل البلاتين 0.6 في المائة إلى 927.77 دولار، وارتفع البلاديوم 0.5 في المائة إلى 1120.91 دولار.


مقالات ذات صلة

سوق الأسهم السعودية تُنهي الأسبوع بتراجع إلى 11840 نقطة

الاقتصاد مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تُنهي الأسبوع بتراجع إلى 11840 نقطة

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية «تاسي» آخِر جلسات الأسبوع متراجعاً بمقدار 27.40 نقطة، وبنسبة 0.23 في المائة، إلى 11840.52 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد تمثيلات عملات الريبل والبتكوين والإيثيريوم واللايتكوين الرقمية (رويترز)

عصر ذهبي جديد للعملات المشفرة مع تجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار

وسط موجة من التفاؤل والتوقعات بتحولات جذرية، حافظت سوق العملات المشفرة على زخم صعودي قوي عقب فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب في انتخابات 5 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مستثمران يتابعان شاشة التداول في السوق المالية السعودية (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تكسب 18 نقطة بدعم من البنوك

ارتفع «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، بنهاية جلسة الاثنين، بنسبة 0.16 في المائة، وبمقدار 18 نقطة، ليصل إلى مستويات 11830.38 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداولون يراقبون شاشات تعرض معلومات الأسهم في البورصة القطرية (رويترز)

تراجع معظم الأسواق الخليجية تزامناً مع انخفاض أسعار النفط

انخفضت أغلب أسواق الأسهم في منطقة الخليج بنهاية جلسة تداولات الثلاثاء، وذلك تزامناً مع تراجع أسعار النفط بنسبة 5 في المائة خلال الجلستين السابقتين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.