أكد وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس عبد الرحمن الفضلي، أن مستقبل الأمن الغذائي المستدام في المملكة يعتمد بشكلٍ أساسي على البحث العلمي والابتكار؛ مما يُحتّم علينا توحيد الجهود، وتبادل الأفكار، لضمان تحقيقه، مشيراً إلى أن التعاون المستمر بين الوزارة والمؤسسات الأكاديمية، أسهم في تشكيل مسار القطاع الزراعي، من خلال تنمية الأفكار، وإجراء البحوث، إضافةً إلى إعداد قادة المستقبل في مجال الأمن الغذائي والزراعة والبيئة والمياه.
جاء ذلك خلال كلمة للوزير الفضلي، في ورشة العمل التي أقيمت بمقر الوزارة في الرياض (الأحد)، بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) تحت عنوان: «مستقبل الأمن الغذائي السعودي»؛ لمناقشة التحديات المتزايدة التي يواجهها نظامنا الغذائي، بسبب تغير المناخ، وتدهور التنوع البيولوجي للبيئة، وندرة الموارد.
وأوضح وزير البيئة، أن الوزارة أطلقت عدداً من الاستراتيجيّات الوطنية القائمة على الابتكار والتقنية، التي تعزز استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة عالية، وتحسّن الإنتاج الزراعي، إضافةً إلى تأمين سلاسل الإمداد الغذائية، وتخصيص الموارد الكافية؛ لدعم وتعزيز البحوث الزراعية والتقنيات الحديثة، من أجل تحقيق نظام زراعي بيئي يهدف إلى نظم غذائية قائمة على الابتكار والتقدم التكنولوجي.
وبيّن المهندس الفضلي أن قطاع الزراعة العالمي يشهد العديد من التطورات في التقنيات والنظم ذات الإمكانات الهائلة؛ مثل تطبيقات التحرير الوراثي، ونظم الزراعة من دون تربة، والزراعة الدقيقة اعتماداً على التطبيقات الرقمية الذكية، وتقنيات الاستشعار عن بُعد، إلى جانب تقنيات إنتاج الأغذية المستقبلية والبروتينات القائمة على النباتات، والزراعة الخلوية، التي تحمل مستقبلاً واعداً لاستدامة ومرونة النظم الغذائية، مؤكداً إيمانه بقدرة علمائنا على تطوير هذه التقنيات، بما يُمكّننا من الوصول إلى ابتكارات رائدة تساهم في تحول القطاع الزراعي.
من جانبه، أشار رئيس «كاوست» البروفيسور توني تشان، إلى أهمية التعاون الاستراتيجي بين الجامعة والوزارة، في مثل هذه القضايا الحاسمة التي تهم المصلحة الوطنية، لافتاً إلى أن تلك القضايا تُعد من صميم رؤية الجامعة، واستراتيجيتها الجديدة التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أغسطس (آب) الماضي.
وشهدت الورشة عدة جلسات نقاش حوارية، تناولت مواضيع متعددة، منها الاستراتيجيات والسياسات، والاستثمارات والشراكات؛ من أجل الأمن الغذائي. كما تطرقت إلى التطورات والابتكارات في تطوير النظم الزراعية المستدامة، بالإضافة إلى إنتاج البروتينات البديلة، والتحسينات في الزراعة المستدامة للمنتجات الحيوانية، فضلاً عن تحديث نظم الرعي والتدجين.
يُشار إلى أن استخدام التقنيات الحديثة والابتكارات في القطاع الزراعي، وتوفير التمويل لها؛ يُسهم في تعزيز كفاءة ومرونة واستدامة القطاع، ويساعد على تحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة له.