مصر: اتفاقيتان لإنتاج الهيدروجين وكلورايد البوتاسيوم باستثمارات 14.75 مليار دولار

فضلاً عن اتفاقية إطارية لتطوير مدينة مطار القاهرة

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يشهد توقيع اتفاقية بين منطقة قناة السويس والشريك الصيني في بكين (الشرق الأوسط)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يشهد توقيع اتفاقية بين منطقة قناة السويس والشريك الصيني في بكين (الشرق الأوسط)
TT

مصر: اتفاقيتان لإنتاج الهيدروجين وكلورايد البوتاسيوم باستثمارات 14.75 مليار دولار

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يشهد توقيع اتفاقية بين منطقة قناة السويس والشريك الصيني في بكين (الشرق الأوسط)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يشهد توقيع اتفاقية بين منطقة قناة السويس والشريك الصيني في بكين (الشرق الأوسط)

وقعت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس اتفاقية إطارية بقيمة 6.75 مليار دولار مع شركة «تشاينا إنرجي» لإنشاء مشروعي الأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر، ومذكرة تفاهم مع «يونايتد إنرجي» المدرجة في هونغ كونغ لإنشاء مجمع لإنتاج كلورايد البوتاسيوم باستثمارات متوقعة تصل إلى 8 مليارات دولار.

وأوضح بيان لمجلس الوزراء المصري، الثلاثاء، أن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، شهد صباح الثلاثاء، بالعاصمة الصينية بكين، مراسم توقيع اتفاقية إطارية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس مع شركة «China energy» لإنتاج الوقود الأخضر، وتوقيع مذكرة تفاهم بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وشركة «United Energy» لإنتاج كلورايد البوتاسيوم، وذلك على هامش المشاركة المصرية رفيعة المستوى في أعمال الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.

ووقع وليد جمال الدين، رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وليو زيكسيانج، رئيس مجموعة «China energy» للطاقة، على الاتفاقية الإطارية التي تستهدف إقامة مشروع لإنتاج 1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء و210 آلاف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً باستثمارات تبلغ 6.75 مليار دولار بالمنطقة الصناعية بالسخنة على مساحة 500 ألف متر مربع.

كما شهد رئيس الوزراء توقيع مذكرة تفاهم بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وسونغ يو، المدير التنفيذي لشركة «United Energy»، بهدف الاستثمار في إنشاء وتطوير مجمع لإنتاج كلورايد البوتاسيوم يتم على ثلاث مراحل، تبدأ بالمرحلة التجريبية لإنتاج 100 ألف طن من كلورايد البوتاسيوم، يتم فيها التشغيل بواسطة محطات طاقة متجددة بقدرة 150 ميغاواط لتزويد المشروع بطاقة خضراء لإنتاج 4.1 مليون طن من كلورايد البوتاسيوم، وتشغيله بواسطة محطات طاقة متجددة بقدرة 6.1 غيغاواط، وذلك بحجم استثمارات متوقعة تصل إلى 8 مليارات دولار، كما تم الاتفاق على تصدير 20 في المائة من إنتاج المشروع للسوق المحلية للوفاء باحتياجاتها.

كما شهد مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع 4 اتفاقيات جديدة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس مع المطور الصناعي الصيني (تيدا – مصر)، داخل المنطقة الصناعية بالسخنة، وذلك على هامش المشاركة المصرية رفيعة المستوى في أعمال الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء اهتمام مصر بالتوسع في إقامة مشروعات الطاقة الخضراء، وإتاحة المزيد من المحفزات جذبا لمزيد من الاستثمارات لهذا المجال الواعد، لافتا إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أصبحت أحد أهم مراكز إنتاج الطاقة الخضراء بالشرق الأوسط وأفريقيا.

من جانبه أكد رئيس المنطقة الاقتصادية كامل الدعم الذي تقدمه المنطقة للاستثمارات في مجال الطاقة تنفيذاً لاستراتيجية الهيئة نحو إنتاج الوقود الأخضر، مضيفا: نعمل على تسريع وتيرة العمل في هذا الملف لما له من متطلبات عالمية، وذلك في إطار الاستراتيجية الرامية لجذب الاستثمارات العالمية في الوقود النظيف.

وتعد مصر إحدى الدول الواقعة على طريق الحرير البري والبحري والذي تختص أحد خطوطه بربط الصين بالشرق الأوسط وأفريقيا، وتتمثل تلك العلاقة أو تنفيذ المبادرة في ضخ استثمارات صينية بكل دولة وتنفيذ بنية تحتية بشكل يخدم ربط الصين بتلك الدولة.

في غضون ذلك، وقعت شركة «ميناء القاهرة الجوي»، اتفاقية إطارية مع مجموعة «جيزهوبا» الصينية التابعة لشركة «تشاينا إنرجي» للتعاون بشأن تطوير مدينة مطار القاهرة للشحن الجوي والمناطق اللوجيستية.

وقالت رئاسة مجلس الوزراء المصري في بيان إن شركة «ميناء القاهرة الجوي» تعهد بموجب الاتفاقية لمجموعة «جيزهوبا» الصينية بإعداد مقترح خاص بأعمال الهندسة والمشتريات والبناء والتمويل لتطوير المشروع.


مقالات ذات صلة

«وسط البلد»... معرض يُحاكي زحمة القاهرة وأحوال أهلها

يوميات الشرق البنايات تتداخل مع الرموز والأفكار والتاريخ في معرض «وسط البلد» (الشرق الأوسط)

«وسط البلد»... معرض يُحاكي زحمة القاهرة وأحوال أهلها

تظل منطقة وسط البلد في القاهرة المكان الأكثر زخماً بتفاصيلها العمرانية ونماذجها البشرية، ما يظهر في أعمال فنانين تشبَّعوا بروح المكان، وأفاضوا في إعادة صياغته.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مقر كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان (إدارة الكلية)

منشآت على «نيل القاهرة» مهدَّدة بالإزالة بعد إلغاء حق الانتفاع

اتّسعت دائرة المنشآت الموجودة على «نيل القاهرة» المهدَّدة بالإزالة بعد أيام من إعلان بعض الفنانين عن مخطّط لإزالة «المسرح العائم» بجزيرة الروضة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تابوت «إيدي» بأسيوط (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف حجرة دفن ابنة حاكم أسيوط خلال عصر سنوسرت الأول

اكتشفت البعثة الأثرية المصرية - الألمانية المشتركة بين جامعتَي سوهاج وبرلين، حجرة الدفن الخاصة بسيدة تدعى «إيدي» التي كانت الابنة الوحيدة لحاكم إقليم أسيوط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الخبز أحد أهم السلع المدعومة في مصر (وزارة التموين)

«الحوار الوطني» المصري يناقش إعادة هيكلة الدعم الحكومي

يعتزم «الحوار الوطني» المصري، خلال الأيام المقبلة، مناقشة قضية الدعم الحكومي المقدم للمواطنين، في ضوء قرار الحكومة بإعادة هيكلته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا يوسف بطرس غالي (أرشيفية)

ساويرس يجدد الجدل حول تعيين بطرس غالي بمنصب اقتصادي في مصر

جدد رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، الجدل حول تعيين وزير المالية الأسبق، يوسف بطرس غالي، عضواً في «المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية».

أحمد عدلي (القاهرة )

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
TT

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

قبل ساعات قليلة من «الختام المفترض» لمؤتمر «كوب 29» للمناخ في العاصمة الأذرية باكو على بحر قزوين، سيطر الخلاف على المباحثات؛ إذ عبرت جميع الأطراف تقريباً عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الذي قدمته إدارة المؤتمر ظهر يوم الجمعة في «مسودة اتفاق التمويل»، والذي اقترح أن تتولى الدول المتقدمة زمام المبادرة في توفير 250 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035 لمساعدة أكثر الدول فقراً، وهو الاقتراح الذي أثار انتقادات من جميع الأطراف.

وتتولى حكومات العالم الممثلة في القمة في باكو عاصمة أذربيجان، مهمة الاتفاق على خطة تمويل شاملة لمعالجة تغيّر المناخ، لكن المؤتمر الذي استمر أسبوعين تميز بالانقسام بين الحكومات الغنية التي تقاوم الوصول إلى نتيجة مكلفة، والدول النامية التي تدفع من أجل المزيد.

وقال خوان كارلوس مونتيري غوميز، الممثل الخاص لتغيّر المناخ في بنما، والذي وصف المبلغ المقترح بأنه منخفض للغاية: «أنا غاضب للغاية... إنه أمر سخيف، سخيف للغاية!»، وأضاف: «يبدو أن العالم المتقدم يريد أن يحترق الكوكب!».

وفي الوقت نفسه، قال مفاوض أوروبي لـ«رويترز» إن مسودة الاتفاق الجديدة باهظة الثمن ولا تفعل ما يكفي لتوسيع عدد البلدان المساهمة في التمويل. وأضاف المفاوض: «لا أحد يشعر بالارتياح من الرقم؛ لأنه مرتفع ولا يوجد شيء تقريباً بشأن زيادة قاعدة المساهمين».

ومن جانبها، حثت أذربيجان الدول المشاركة على تسوية خلافاتها والتوصل إلى اتفاق مالي يوم الجمعة، مع دخول المفاوضات في المؤتمر ساعاتها الأخيرة. وقالت رئاسة المؤتمر في مذكرة إلى المندوبين صباح الجمعة: «نشجع الأطراف على مواصلة التعاون في مجموعات وعبرها بهدف تقديم مقترحات تقلص الفجوة وتساعدنا على إنهاء عملنا هنا في باكو».

صحافيون ومشاركون يراجعون مسودة الاتفاق الختامي بمقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو ظهر يوم الجمعة (أ.ب)

وحددت المسودة أيضاً هدفاً أوسع لجمع 1.3 تريليون دولار من تمويل المناخ سنوياً بحلول عام 2035، والذي سيشمل التمويل من جميع المصادر العامة والخاصة. وهذا يتماشى مع توصية من خبراء الاقتصاد بأن تتمكن البلدان النامية من الوصول إلى الحصول على تريليون دولار على الأقل سنوياً بحلول نهاية العقد. لكن المفاوضين حذروا من أن سد الفجوة بين تعهدات الحكومة والتعهدات الخاصة قد يكون صعباً.

وكان من المقرر أن تختتم قمة المناخ في مدينة بحر قزوين بحلول نهاية يوم الجمعة، لكن التوقعات كانت تصب في اتجاه التمديد، على غرار مؤتمرات «الأطراف» السابقة التي تشهد جميعها تمديداً في اللحظات الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاقات.

وقال لي شو، مدير مركز المناخ الصيني في «جمعية آسيا»، وهو مراقب مخضرم لمؤتمرات «الأطراف»: «إن إيجاد (نقطة مثالية) في المحادثات قريباً أمر بالغ الأهمية. أي شيء آخر غير ذلك قد يتطلب إعادة جدولة الرحلات الجوية».

وعاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى باكو من اجتماع «مجموعة العشرين» في البرازيل يوم الخميس، داعياً إلى بذل جهود كبيرة للتوصل إلى اتفاق، وحذر من أن «الفشل ليس خياراً».

وبدوره، قال دانييل لوند، المفاوض عن فيجي، لـ«رويترز»، إن «الطريق لا يزال طويلاً... إنه رقم (الوارد بالمسودة) منخفض للغاية مقارنة بنطاق الحاجة القائمة وفهم كيفية تطور هذه الاحتياجات».

كما عكس المؤتمر انقسامات كبيرة إزاء قضايا مثل ما إذا كان يجب تقديم الأموال في صورة منح أو قروض، والدرجة التي ينبغي بها حساب أنواع التمويل الخاص المختلفة في تحقيق الهدف السنوي النهائي.

وانتقد المفاوضون والمنظمات غير الحكومية إدارة المؤتمر. وهم يأخذون على الأذربيجانيين الافتقار إلى الخبرة في قيادة مفاوضات بين ما يقرب من 200 دولة. وقال محمد آدو، ممثل شبكة العمل المناخي: «هذا هو أسوأ مؤتمر للأطراف على ما أذكر».

كما شابت المفاوضات حالة من الضبابية بشأن دور الولايات المتحدة، أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، قبل عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي لا يؤمن بقضية المناخ، إلى البيت الأبيض.

وقال المبعوث الأميركي جون بوديستا: «نحن، بصراحة، نشعر بقلق عميق إزاء الخلل الصارخ في التوازن» في النص. في حين أعرب المفوض الأوروبي وبكي هوكسترا عن موقف مشابه بقوله إن النص «غير مقبول في صيغته الحالية».

ويكرر الأوروبيون القول إنهم يريدون «الاستمرار في توجيه الدفة»، وهو مصطلح تم اختياره بعناية، كدليل على حسن النية. لكن العجز المالي الذي تعانيه بلدان القارة العجوز يحد من قدراتهم.

وتساءل المفاوض البنمي خوان كارلوس مونتيري غوميز: «نحن نطلب 1 بالمائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فهل هذا كثير جداً لإنقاذ الأرواح؟». في حين أعربت الوزيرة الكولومبية سوزان محمد عن أسفها، قائلة: «إنهم يدورون في حلقة مفرغة وهم يؤدون ألعابهم الجيوسياسية».

ومن جانبها، دعت الصين، التي تؤدي دوراً رئيساً في إيجاد التوازن بين الغرب والجنوب، «جميع الأطراف إلى إيجاد حل وسط»... لكن بكين وضعت «خطاً أحمر» بقولها إنها لا تريد تقديم أي التزامات مالية. وهي ترفض إعادة التفاوض على قاعدة الأمم المتحدة لعام 1992 التي تنص على أن المسؤولية عن تمويل المناخ تقع على البلدان المتقدمة.