ولي العهد السعودي يطلق «أردارا» لتطوير أول مشروع جنوب المملكة

سيدعم «وادي أبها» الناتج المحلي غير النفطي بأكثر من 5 مليارات دولار

أحد أودية منطقة عسير جنوب السعودية (الشرق الأوسط)
أحد أودية منطقة عسير جنوب السعودية (الشرق الأوسط)
TT
20

ولي العهد السعودي يطلق «أردارا» لتطوير أول مشروع جنوب المملكة

أحد أودية منطقة عسير جنوب السعودية (الشرق الأوسط)
أحد أودية منطقة عسير جنوب السعودية (الشرق الأوسط)

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، عن إطلاق شركة «أردارا» بهدف تطوير مشروع «وادي أبها» بمنطقة عسير (جنوب السعودية) باكورة مشاريعها، لتكون مركزاً حضرياً ووجهة سياحية جاذبة للزائرين محلياً وعالمياً بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية 2030».

وتُجري الحكومة تحركات متسارعة لتطوير مشاريع المنطقة الجنوبية، كان آخرها، إطلاق ولي العهد السعودي، المخطط العام لمشروع تطوير «السودة» وأجزاء من «رجال ألمع» تحت اسم «قمم السودة»، الذي يهدف إلى تطوير وجهة جبلية سياحية فاخرة فوق أعلى قمة في المملكة. وأشار أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة «أردارا»، إلى أهمية مشروع «الوادي» كونه أحد المشروعات الاستثمارية في المنطقة الذي سيسهم في دعم الناتج المحلي غير النفطي، بالإضافة إلى توفير آلاف الوظائف وانسجامه مع مستهدفات استراتيجية منطقة عسير.

من ناحيته، قال عضو مجلس الشورى السعودي فضل البوعينين، لـ«الشرق الأوسط»، إن تطوير «وادي أبها» بمنطقة عسير الذي يعد باكورة مشاريع «أردارا»، مشروع تحتاج إليه المنطقة بشكل ملحّ ولا يمكن أن تزدهر السياحة وأن تعزز مكانة المواقع التراثية والسياحية بمعزل عن تطوير مركّز شامل.

وبيَّن البوعينين أن المشروع يضم خيارات السكن والضيافة والترفيه والفنادق الفاخرة، والمسارات الرياضية والمساحات التجارية ومناطق الأعمال، وبالتالي ستكون قرية سياحية متكاملة تضم جميع الخدمات والمرافق التي يحتاج إليها السياح وعلى مستوى راقٍ.

وذكر عضو مجلس الشورى أن تصميم مكونات الوادي وبما يتناسب مع الهوية والإرث التاريخي والطابع الهندسي والعمراني المستوحى من تراث منطقة عسير وتاريخها العريق من المزايا التي يحرص على تعزيزها ولي العهد.

وواصل أن «وادي أبها» سيُسهم في دعم الناتج المحلي غير النفطي بأكثر من 19 مليار ريال (5 مليارات دولار) حتى عام 2030، واستحداث آلاف الوظائف، وهذا يعطي انعكاساً مهماً على اقتصاد المنطقة والوطني، إضافةً إلى نتائجه المهمة على السياحة وبما يسهم في رفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.

ويعتقد البوعينين أن استراتيجية تطوير عسير باتت أكثر وضوحاً مع إطلاق المشروعات التنموية والسياحية الأخيرة، ما يجعل المشاهد أمام منظومة متكاملة من المشروعات التي ستعيد تشكيل وجه المنطقة ووجهاتها السياحية.

جودة الحياة

وسيعتمد مشروع «الوادي»، الذي يمتد على مساحة تبلغ 2.5 مليون متر مربع، الطابع الهندسي والعمراني المستوحى من تراث منطقة عسير وتاريخها العريق، حيث سيراعي معايير الاستدامة، ورفع مستوى جودة الحياة، عبر توفير أكثر من 30 في المائة مساحات خضراء مفتوحة، و16 كيلومتراً من الوجهات المائية، و17 كيلومتراً من المسارات الرياضية، والأنشطة الثقافية، والمجتمعية. وستعمل الشركة على تطوير خمس مناطق رئيسية بطابع متفرد، حيث تضم المرحلة الأولى خلال السنوات الثلاث القادمة خيارات من السكن والضيافة والترفيه بما في ذلك 2000 خيار سكني متنوع ما بين الشقق والفيلات الراقية والعصرية، بالإضافة إلى الفنادق الفاخرة، والمساحات التجارية، ومناطق الأعمال المصمَّمة وفق أعلى المستويات بما يتناسب مع هويتها وإرثها التاريخي.

وتهدف الشركة لتوفير الكثير من الفرص للمستثمرين المحليين والدوليين في الكثير من القطاعات بما في ذلك الضيافة، والفنون، والثقافة، والغذاء والزراعة، وتجارة التجزئة، والترفيه، بما يسهم في بناء الشراكات مع القطاع الخاص.

القطاعات الواعدة

ويأتي إطلاق «أردارا» تماشياً مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة الهادفة لإطلاق قدرات القطاعات الواعدة في المملكة، ومنها السياحة والترفيه، وتعزيز جهود الدولة في تنويع مصادر الدخل. ويسهم المشروع في دعم الناتج المحلي غير النفطي بأكثر من 19 مليار ريال، واستحداث آلاف الوظائف لأبناء المنطقة وسكانها بحلول 2030، بالإضافة إلى انسجامه مع مستهدفات استراتيجية منطقة عسير «قمم وشيم»، التي أعلن عنها ولي العهد في 2021.

يُذكر أن رؤية استراتيجية تطوير عسير، لتكون المنطقة وجهة عالمية طوال العام ويستلهم منها الجميع الانسجام ما بين الأصالة والحداثة المبنيّ على مكامن قوتها الطبيعية. وحسب الاستراتيجية، ستصبح منطقة عسير وجهة سياحية عالمية ومقصداً للترفيه والثقافة والأنشطة الخارجية في المملكة وخارجها. وتهدف الاستراتيجية إلى جذب ما يقرب من 8 ملايين زيارة في عام 2030، وهي ثلاثة أضعاف عدد زيارات السياحة الترفيهية الحالية، ويعتمد هذا النمو بشكل رئيسي على الترفيه المحلي والسياحة الدولية.


مقالات ذات صلة

برلمان العراق يقترب من إقرار قانون حماية الاستثمارات السعودية

الاقتصاد أكدت السهيل أن العلاقات العراقية - السعودية شهدت تحولاً استراتيجياً في المجالات كافة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle

برلمان العراق يقترب من إقرار قانون حماية الاستثمارات السعودية

أكدت السفيرة العراقية لدى الرياض صفية السهيل أن العلاقات العراقية - السعودية تشهد تحولاً استراتيجياً يعكس رؤية قيادتي البلدين لتعزيز الشراكة في مختلف المجالات.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الاقتصاد مسؤولون في «آلات» و«لينوفو» يقومون ببدء عمليات البناء للمصنع الجديد في المنطقة اللوجستية (سيلز)

إنشاء مركز عالمي لتصنيع الحواسيب والخوادم تحت علامة «صُنع في السعودية»

يدخل قطاع التصنيع في المملكة مرحلة جديدة مع إنشاء شركتي «آلات» السعودية و«لينوفو» الصينية مركزاً للتصنيع في المنطقة الخاصة اللوجستية المتكاملة في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى شركة «معادن» السعودية (الشرق الأوسط)

أرباح «معادن» السعودية تقفز 82.05 % إلى 765 مليون دولار نهاية 2024

أعلنت التعدين العربية السعودية (معادن)، أكبر شركة تعدين ومعادن متعدّدة السلع في الشرق الأوسط، عن نتائجها المالية للربع الرابع وعام 2024 بأكمله.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موظفون تابعون للبنك السعودي للاستثمار (البنك السعودي للاستثمار)

تأمين إلزامي لأعضاء مجالس الإدارات في المؤسسات المالية السعودية ضد الإخفاقات 

علمت «الشرق الأوسط» أن البنك المركزي السعودي يتحرك حالياً لإلزام المؤسسات المالية بتوفير تغطية تأمينية لأعضاء مجالس الإدارات ضد الإخفاقات والأخطاء.

بندر مسلم (الرياض)
عالم الاعمال عملاء «بنان» يطلعون على تقدم أعمال إنشاء المشروع بشمال شرقي الرياض

عملاء «بنان» يطلعون على تقدم أعمال إنشاء المشروع بشمال شرقي الرياض

استقبلت «مجموعة طلعت مصطفى - السعودية» عدداً من عملاء مشروع «بنان» في مركز مبيعات المشروع شمال شرقي الرياض أواخر شهر فبراير (شباط) 2025.


وزير الخزانة الأميركي: الاقتصاد قد يواجه فترة صعبة بسبب تراجع الإنفاق الحكومي

سكوت بيسنت يتحدث في فعالية نادي الاقتصاد في نيويورك 6 مارس 2025 (رويترز)
سكوت بيسنت يتحدث في فعالية نادي الاقتصاد في نيويورك 6 مارس 2025 (رويترز)
TT
20

وزير الخزانة الأميركي: الاقتصاد قد يواجه فترة صعبة بسبب تراجع الإنفاق الحكومي

سكوت بيسنت يتحدث في فعالية نادي الاقتصاد في نيويورك 6 مارس 2025 (رويترز)
سكوت بيسنت يتحدث في فعالية نادي الاقتصاد في نيويورك 6 مارس 2025 (رويترز)

أقرّ وزير الخزانة سكوت بيسنت، يوم الجمعة، بوجود بعض علامات الضعف في الاقتصاد الأميركي، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يشهد الاقتصاد فترة من التباطؤ. وقال لقناة «سي إن بي سي»: «هل يمكن أن نرى هذا الاقتصاد الذي ورثناه بدأ يتدحرج قليلاً؟ بالتأكيد. لكن يجب أن نفهم أن هناك تعديلاً طبيعياً سيحدث مع انتقالنا من الإنفاق العام إلى الإنفاق الخاص».

وأضاف: «لقد أصبحنا مدمنين على الإنفاق الحكومي، وسوف نمر بفترة صعبة أثناء عملية إزالة هذا الإدمان. السوق والاقتصاد أصبحا معتمدين بشكل كبير على هذا النوع من الإنفاق، ما يعني أنه سيكون هناك بعض التأثيرات السلبية عند تراجع هذا الدعم الحكومي».

ووصف بيسنت الاقتصاد الذي ورثته الإدارة الحالية، بالإشارة إلى فترة حكم الرئيس جو بايدن، مشيراً إلى أن الاقتصاد كان يعاني من تباطؤ طفيف في النصف الأخير من عام 2024، رغم النمو الاقتصادي القوي عموماً. كما أشار إلى أن التضخم ظل أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة، ما يعكس استمرار التحديات الاقتصادية.

وفي الأشهر الأولى من إدارة ترمب، اتخذت الإدارة خطوات لإعادة تشكيل سياسات التجارة العالمية وتقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية. ورغم غياب كثير من البيانات الاقتصادية الدقيقة التي تعكس تأثير هذه السياسات، فإن استطلاعات المستهلكين أظهرت انخفاضاً ملحوظاً في الثقة العامة.

وكانت واحدة من أكثر السياسات التي أثّرت على الاقتصاد بشكل سريع الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على كندا والمكسيك والصين في أول شهرين من توليه المنصب. ورغم أن بعض هذه الدول، مثل كندا والمكسيك، حصلت على إعفاءات من هذه الرسوم، فإن الإدارة تخطط لتوسيع نطاق التعريفات في أبريل (نيسان).

وفي هذا السياق، قال بيسنت: «الرسوم الجمركية هي تعديل سعر لمرة واحدة»، نافياً فكرة أن هذه الرسوم من شأنها أن تساهم في تضخم مستمر. وأضاف أن الإدارة لم تحظَ بكثير من التقدير في المجالات التي شهدت انخفاضاً في التكاليف منذ تولي ترمب المنصب، مثل أسعار النفط وأسعار الرهن العقاري»، مشيراً إلى أن هذه التحولات الإيجابية في السوق لا تحظى بالاهتمام الكافي من وسائل الإعلام.

وقال بيسنت إن المستثمرين الذين يتوقعون أن يستخدم ترمب السياسة لوقف تراجع سوق الأسهم من المرجح أن يشعروا بخيبة أمل.

وعلى الرغم من الارتفاع الأولي للأسهم بعد انتخاب ترمب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فإن السوق تخلت عن جميع مكاسبها منذ ذلك الحين. فقد انخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو 2 في المائة منذ تنصيب ترمب في تداول متقلب، شهد تذبذب الأسواق بين الارتفاع والانخفاض وفقاً للتطورات اليومية.

وكان هناك حديث عما يُسمى بـ«ترمب بوت»، حيث قد يحاول الرئيس التدخل لدعم السوق، لكن بيسنت نفى هذه الفكرة.

وقال: «لا يوجد شيء يُسمى (ترمب بوت)». وأضاف: «الشيء الإيجابي في دعوة ترمب هو أنه إذا كانت لدينا سياسات جيدة، فإن الأسواق سترتفع».

وتستخدم مصطلحات مثل البيع والمكالمات في سوق الخيارات، حيث يمنح خيار البيع حامله حق الشراء عند مستوى محدد مسبقاً، بينما يتيح خيار الشراء لحامله الحق في البيع عند مستوى معين. وفي سياق السياسة، يعني خيار البيع أن ترمب قد يحاول وقف تراجع السوق في مرحلة ما.

وخلال فترته الرئاسية الأولى، كان ترمب يراقب سوق الأسهم عن كثب ويستخدمها كمؤشر على أدائه الاقتصادي. وفي الأيام الأخيرة، قال بيسنت إن الإدارة الحالية تولي اهتماماً أقل بأسعار الأسهم، وتركز أكثر على عوائد السندات كمؤشر لتخفيف ضغوط التضخم، مشيراً إلى أن توقعات السوق أصبحت الآن أكثر اتساقاً مع رؤى الإدارة.

وشهدت عوائد سندات الخزانة لمدة 10 سنوات انخفاضاً مؤخراً، حيث تراجعت بأكثر من نصف نقطة مئوية عن ذروتها في منتصف يناير (كانون الثاني).