القطاع الخاص المصري يعاني ضغطاً «غير مسبوق» على قدرته التشغيلية

واصل الانكماش في سبتمبر رغم الإفراج عن بضائع بـ5.9 مليار دولار

عمال في موقع بناء لإنشاء منطقة صناعية للتصدير وللسوق المحلية بالقرب من قناة السويس المصرية (رويترز)
عمال في موقع بناء لإنشاء منطقة صناعية للتصدير وللسوق المحلية بالقرب من قناة السويس المصرية (رويترز)
TT

القطاع الخاص المصري يعاني ضغطاً «غير مسبوق» على قدرته التشغيلية

عمال في موقع بناء لإنشاء منطقة صناعية للتصدير وللسوق المحلية بالقرب من قناة السويس المصرية (رويترز)
عمال في موقع بناء لإنشاء منطقة صناعية للتصدير وللسوق المحلية بالقرب من قناة السويس المصرية (رويترز)

واصل القطاع الخاص غير النفطي في مصر الانكماش للشهر الرابع والثلاثين على التوالي في سبتمبر (أيلول) الماضي، إذ أدى تباطؤ نشاط الموانئ وانخفاض الطلب الاستهلاكي إلى زيادة الأعمال المتراكمة لدى الشركات بأسرع معدل منذ سنوات.

وهبط مؤشر «ستاندرد آند بورز غلوبال» لمديري المشتريات في مصر، إلى 48.7 في سبتمبر من 49.2 في أغسطس (آب)، ليبتعد أكثر عن عتبة الـ50 نقطة الفاصلة بين النمو والانكماش.

وقال ديفيد أوين الخبير الاقتصادي لدى «ستاندرد آند بورز غلوبال»: «واجهت شركات القطاع غير النفطي في مصر ضغطاً غير مسبوق على قدرتها التشغيلية في سبتمبر، على الرغم من استمرار تراجع المبيعات». وأضاف أن مؤشر مديري المشتريات لتراكم الأعمال غير المنجزة أظهر تكدساً كبيراً للطلبات التي لم تف الشركات بها.

وقفز مؤشر مديري المشتريات للأعمال غير المنجزة إلى 53.1، وهي أعلى قراءة منذ بدايته في أبريل (نيسان) 2012، من 51.0 في أغسطس.

وأوضح أوين: «قالت الشركات بشكل متكرر إن المناخ التضخمي إلى حد كبير، ونقص موارد المواد الخام، جعلاها في كثير من الأحيان غير قادرة على تلبية طلبات العملاء».

تجدر الإشارة إلى أن التضخم في أسعار المستهلكين بمدن مصر ارتفع إلى مستوى غير مسبوق في أغسطس على أساس سنوي إلى 37.4 في المائة.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»: «عانت الشركات من تأخيرات في وصول المدخلات للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر، وهو ما يُعزى إلى حد كبير إلى الإجراءات الجمركية الأطول».

وانخفض المؤشر الفرعي للإنتاج إلى 45.7 من 48.0 في أغسطس، بينما تراجعت الطلبيات الجديدة إلى 47.6 من 48.3، وهبط المؤشر الفرعي لتوقعات الإنتاج المستقبلي إلى 53.0 من 53.7 في أغسطس.

إلى ذلك، قال مجلس الوزراء المصري إنه أفرج عن بضائع من الجمارك خلال شهر سبتمبر الماضي، بما قيمته 5.9 مليار دولار.

وأوضح سامح الخشن المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، أن البضائع المفرج عنها شملت سلعاً استراتيجية بقيمة 1.8 مليار دولار ومستلزمات للإنتاج بقيمة 2.7 مليار دولار بسعر القيمة النهائية.

وبلغت القيمة الإجمالية للبضائع المفرج عنها خلال الشهور التسعة الأولى من العام الحالي 53.7 مليار دولار منها سلع استراتيجية بقيمة 14.3 مليار دولار ومستلزمات إنتاج بقيمة 24.8 مليار دولار.

ورغم هذا التطور، إلا أن مشكلة الديون في البلاد ما زالت تؤرق الميزانية، إذ أشار إليها بنك «مورغان ستانلي» في آخر تقرير له عن مصر بتبنيه نظرة مستقبلية سلبية للديون المصرية وسط مخاوف بشأن الفجوة التمويلية في البلاد وحالة عدم اليقين بشأن الإصلاحات التي يتطلبها اتفاق قرض الـ3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، وفقاً لـ«بلومبرغ».

وخفض بنك الاستثمار الأميركي تصنيفه للديون السيادية المصرية إلى «عدم التحبيذ» من «محايد» بسبب ما قال إنها «مخاطر متزايدة» في الأشهر المقبلة، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية في ديسمبر (كانون الأول)، التي قال إنها ستضعف قدرة مصر على مواصلة الإصلاحات الاقتصادية.

وستحتاج مصر إلى تمويل بقيمة 29.2 مليار دولار لسداد ديونها العام المقبل، وهو ما يعادل خمس إجمالي ديونها الخارجية تقريباً، وفقاً لبيانات البنك المركزي التي صدرت الأسبوع الماضي. فيما يقدر البنك الأميركي إجمالي الأعباء التمويلية على مصر بنحو 24 مليار دولار للعام المالي الحالي.


مقالات ذات صلة

العطل التقني العالمي يُثير سخرية وتندراً في مصر

شمال افريقيا «الكوميكسات» الساخرة انتشرت بين حسابات «إكس» و«فيسبوك»

العطل التقني العالمي يُثير سخرية وتندراً في مصر

ظهر التفاعل على الهاشتاغات التي ارتقت إلى صدارة «التريند»، الجمعة، ومنها: «#الأمن_السيبراني»، «#مايكروسوفت»، «#شركات_الطيران»، «#مطارات_العالم».

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي خلال اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد بأكرا (الاتحاد الأفريقي)

«قمة الاتحاد الأفريقي التنسيقية» لمناقشة التكامل الإقليمي وتعزيز الاندماج

تشارك مصر بوفد رسمي، برئاسة رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في «الاجتماع التنسيقي السادس للاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا رانيا المشاط خلال لقاء وفد الاتحاد الأوروبي (مجلس الوزراء المصري)

مصر والاتحاد الأوروبي ينسقان لمجابهة «الهجرة غير الشرعية»

تنسق مصر والاتحاد الأوروبي لمجابهة «الهجرة غير الشرعية»، عبر برامج تعليمية وآليات حماية اجتماعية للشباب والأسر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المتهم داخل القفص خلال جلسة محاكمته (الشرق الأوسط)

النيابة المصرية تطالب بأقصى عقوبة لـ«سفاح التجمع»

أجلت محكمة جنايات القاهرة، اليوم الخميس، ثالث جلسات محاكمة المتهم كريم محمد سليم، المعروف إعلامياً باسم «سفاح التجمع».

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق مسرحية «مرايا إليكترا» (الشرق الأوسط)

«مرايا إليكترا»... معالجة عصرية لأسطورة إغريقية

في معالجة عصرية للأسطورة الإغريقية التي تتناول قصة «إليكترا» ابنة الملك أغاممنون التي تحرّض أخاها على قتل أمهما لضلوعها في قتل أبيهما.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

قال لياو مين، نائب وزير مالية الصين، إن القدرات الصناعية لبلاده تساعد العالم في مكافحة التغير المناخي وفي جهود احتواء التضخم، في رد على انتقاد وزيرة الخزانة الأميركية للطاقة التصنيعية المفرطة للصين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن لياو، قوله فى مقابلة حصرية معها في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، نشرتها السبت: «على مدار عقود كانت الصين قوة لخفض معدلات التضخم في العالم عبر توفير المنتجات الصناعية بجودة عالية وأسعار ملائمة».

وكان لياو يشارك في اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية بالدول الأعضاء في مجموعة العشرين بالبرازيل. وأضاف: «وهي توفر الآن البضائع الخضراء للعالم، فيما تسعى الدول إلى تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030».

وأوضح لياو، أن الطلب العالمي على السيارات الكهربائية سوف يتراوح بين 45 مليوناً و75 مليون سيارة، بحلول ذلك الحين، وهو ما يتجاوز بكثير الطاقة الإنتاجية للعالم، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وجاءت تصريحات المسؤول الصيني، بعد يوم من تعهد يلين «بمواصلة الضغط على الصين للنظر في نموذج الاقتصاد الكلي الخاص بها».

وتواجه الصين حواجز تجارية متنامية من الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط انتقاد للإفراط في الإنتاج الصناعي الصيني، وتداعيات ذلك على القطاعات الصناعية والشركات.

ويمضي الاتحاد الأوروبي قدماً صوب فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، في حين هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، بفرض رسوم بقيمة 50 في المائة، أو أكثر، على واردات السوق الأميركية من البضائع الصينية حال فوزه بالانتخابات المقررة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2024.

كانت بعض الدول النامية، مثل تركيا والبرازيل فرضت رسوماً جمركية على وارداتها من المنتجات الصينية، بما يشمل الصلب والسيارات، رغم أن هذه الدول لم تنتقد السياسة الصناعية للصين بالقدر نفسه.

وأوضح نائب وزير المالية الصيني أنه في الوقت الذي تهتم فيه بكين بمخاوف الشركات الرئيسية بشأن فائض التصنيع، فإنها معنية بالتهديدات التجارية مثل الرسوم.

وأوضح لياو، الذي كان عضواً ضمن فريق التفاوض الصيني بشأن الحرب التجارية، مع أميركا خلال رئاسة ترمب السابقة: «يجب علينا التواصل على نحو صريح فيما يتعلق بقواعد اقتصاد السوق والوقائع الحقيقية».

وزار لياو الولايات المتحدة من قبل، حيث التقى ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. كما استقبل يلين عندما زارت الصين خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي

وانتقدت وزارة الخزانة الأميركية الاستراتيجية الاقتصادية للصين، واصفة إياها بأنها تشكل «تهديداً لاستمرار الشركات والعمال في أنحاء العالم».