السعودية تدعو العالم لتبنّي الاستدامة والنهوض بالقطاع السياحي

الأمين العام للمنظمة لـ«الشرق الأوسط»: المملكة منافِسة جديدة ولديها تنوع وأنشطة جاذبة

إحدى جلسات اليوم الثاني من «يوم السياحة العالمي» بمشاركة وزير الاستثمار السعودي (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات اليوم الثاني من «يوم السياحة العالمي» بمشاركة وزير الاستثمار السعودي (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تدعو العالم لتبنّي الاستدامة والنهوض بالقطاع السياحي

إحدى جلسات اليوم الثاني من «يوم السياحة العالمي» بمشاركة وزير الاستثمار السعودي (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات اليوم الثاني من «يوم السياحة العالمي» بمشاركة وزير الاستثمار السعودي (الشرق الأوسط)

قال وزير الاستثمار السعودي، المهندس خالد الفالح، إن السياحة ما قبل «كورونا» أصبحت مختلفة ما بعد انتهاء هذه الأزمة الصحية العالمية، مشدداً على أهمية تبنّي الاستدامة في الخطط السياحية لتفادي صدمات أخرى قد يواجهها القطاع السياحي، كما حدث أثناء «كورونا». وبيّن، خلال اليوم الثاني والأخير لـ«يوم السياحة العالمي»، الذي أقيم في العاصمة السعودية الرياض، قائلاً «نطمح لربط استثماراتنا المتعلقة بطاقة المستقبل والمدن الذكية والنقل المستدام، مع السفر والسياحة؛ لتوفير كل سبل الراحة للسياح، وتعزيز دورهم في حماية البيئة والمحافظة عليها». د

من جهته، أعلن الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة «هيئة السياحة السعودية»، فهد حميد الدين، في اليوم الثاني من إحياء فعاليات «يوم السياحة العالمي»، أن المملكة تمرّ بمرحلة سريعة من النمو والتطور، خصوصاً في قطاع السياحة. وأوضح أن المملكة استقبلت، في أول سبعة أشهر من العام، أكثر من 17 مليون سائح، «ونتوقع أن نتحطى هذا الرقم في النصف الثاني».

بدوره، اعتبر الأمين العام لـ«منظمة السياحة العالمية»، زوراب بولوليكاشفيلي، أن السعودية أصبحت منافساً جديداً في قطاع السياحة العالمي، وذلك بعدما نجحت في تنظيم «يوم السياحة العالمي». وأبان بولوليكاشفيلي، لـ«الشرق الأوسط»، على هامش «يوم السياحة العالمي» أن قطاع السياحة السعودي نجح في جذب أكثر من 50 وزيراً ومسؤولاً وزائراً من أكثر من 120 دولة سيكونون سفراء للمملكة في بلادهم. ولفت إلى أن ما يحدث في أوروبا نتيجة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وتباطؤ الاقتصاد في الصين، يدعم السياحة في آسيا، في إشارة إلى أهمية منطقة الشرق الأوسط وقطاعها السياحي، في هذا التوقيت الذي وصفه بولوليكاشفيلي بالمناسب للسعودية.

وعن نجاح المملكة في تعزيز الصورة الذهنية للسائح، رأى بولوليكاشفيلي أن هناك فرقاً كبيراً بين ما يحدث الآن في قطاع السياحة السعودي، وما كان عليه منذ عامين، فالاختلاف كبير من حيث سرعة الحصول على التأشيرة، وطريقة الاستقبال، والأماكن المتنوعة والأنشطة المختلفة، وينعكس ذلك في الحضور الذي جاء لـ«يوم السياحة العالمي» من أكثر من 20 جنسية. وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه القطاع، أفاد بولوليكاشفيلي بـ«وجود فرق بين أهلاً بكم وبين تعال مرة أخرى. صحيح أن الحصول على التأشيرة بسهولة، ووجود الأماكن الجيدة، قد يجذبان البعض مرة، إلا أن حسن الاستقبال وطريقته والاهتمام بالعامل البشري ستجذب السائح بالتأكيد مرة أخرى». وأشار، في هذا الإطار، إلى مدرسة الرياض للسياحة والضيافة، التي أعلنت عنها السعودية للاهتمام بأجيال جديدة متخصصة في السياحة، فضلاً عن البرامج التي تؤهل العاملين في القطاع للتعامل مع السائح.

ووفق بولوليكاشفيلي، فإن الاستثمارات قد تُغير الشكل وليس الثقافة، لافتاً إلى أهمية الاستثمار في البنية، إلى جانب العامل البشري، وهو ما يراه الآن في السعودية. وكانت الرياض قد استقبلت، مع بداية الحدث، يوم الأربعاء، أكثر من 500 من المسؤولين الحكوميين وقادة القطاع السياحي والخبراء من 120 دولة، والذين أحيوا يوم السياحة العالمي تحت شعار «السياحة والاستثمار الأخضر»، في حدث وُصف بأنه «الأضخم» منذ أكثر من 43 عاماً.

وأعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، في الافتتاح، أن القطاع السياحي هو أحد أهم الأنشطة الاقتصادية في العالم، ويمكنه أن يمثّل أكثر من 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لبعض البلدان. وخلال الترحيب بالضيوف، تحدثت نائبة وزير السياحة، الأميرة هيفاء بنت محمد آل سعود، عن إمكانات التعاون، وعقد الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وجهود المملكة لدعم مبادرات «منظمة السياحة العالمية». ورحّب الأمين العام لـ«منظمة السياحة العالمية»، زوراب بولوليكاشفيلي، بالمسؤولين الحكوميين وقادة قطاع السياحة، وسلَّط الضوء على أهمية هذا الحدث، ودوره المهم في قطاع السياحة العالمي.

وفي إحدى الجلسات حول أهمية الاستثمار السياحي في الوجهات غير المخدومة، تحدّث غريغوري جيريجان، رئيس إدارة الاستثمارات والشؤون القانونية لشركة «البحر الأحمر الدولية»، عن المقومات السياحية الاستثنائية التي تتمتع بها السعودية.


مقالات ذات صلة

«الهيئة الملكية» لتدشين 53 مشروعاً رأسمالياً مستداماً في مدينة جازان

الاقتصاد المشروعات تسخر حوافز اقتصادية جاذبة من أجل آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية وتسهم في رفع جودة الحياة (الهيئة الملكية للجبيل وينبع)

«الهيئة الملكية» لتدشين 53 مشروعاً رأسمالياً مستداماً في مدينة جازان

تدشن الهيئة الملكية للجبيل وينبع ممثلة بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية مشروعاتها الرأسمالية للعام الحالي 2023 بنحو 53 مشروعاً بتكلفة 2.4 مليار دولار.

عزيز مطهري (جازان)
الاقتصاد صورة جماعية لافتتاحية قمة «الأولوية» (صندوق الاستثمارات العامة)

الرميان: «الاستثمارات العامة» يدرس التوجهات العالمية والاتجاهات الجديدة قبل الاستثمار

قال محافظ «صندوق الاستثمارات العامة» ورئيس مجلس إدارة مؤسسة «مبادرة مستقبل الاستثمار»، ياسر الرميان، إن «طريقة عمل الصندوق ومنهجية استثماراته

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد وزيرا المالية والاقتصاد السعوديان خلال ملتقى الميزانية الذي عقد اليوم في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

وزراء سعوديون يؤكدون المضي نحو تنويع الاقتصاد

قال وزير المالية السعودي إن «رؤية السعودية 2030» منذ انطلاقها في 2016 تضمنت مجموعة كبيرة من الاستراتيجيات القطاعية والمناطقية،

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يتحدث خلال «ملتقى الميزانية 2024» (الشرق الأوسط)

السعودية ترفع مستهدف مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 40 % بحلول 2030

رفعت المملكة مستهدفها لمشاركة المرأة السعودية في سوق العمل إلى 40 في المائة بحلول 2030، بعدما زادت النسبة الفعلية من 17 في المائة إلى 35.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد 
خادم الحرمين الشريفين لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء وإلى يساره الأمير محمد بن سلمان (واس)

السعودية تقر «ميزانية 2024» بإيرادات 1.172 تريليون ريال

أقّرت السعودية ميزانيتها العامة للعام المالي 2024، حيث توقعت فيها بلوغ إجمالي النفقات نحو 1.251 تريليون ريال، وإجمالي الإيرادات نحو 1.172 مليار ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

التضخم يكبّل «المركزي البريطاني» عن ملاحقة نظرائه في أوروبا وأميركا

مقر بنك إنجلترا المركزي وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك إنجلترا المركزي وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

التضخم يكبّل «المركزي البريطاني» عن ملاحقة نظرائه في أوروبا وأميركا

مقر بنك إنجلترا المركزي وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك إنجلترا المركزي وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

يبدو أن بنك إنجلترا المركزي سيتمسك بخطته المتشددة ضد تخفيضات أسعار الفائدة في بريطانيا، حتى مع إشارة بنوك مركزية رائدة أخرى إلى أنها ربما تقترب من نقطة تحول في معركتها ضد التضخم.

ومن المتوقع أن يبقي بنك إنجلترا تكاليف الاقتراض عند أعلى مستوياتها منذ 15 عاماً في 14 ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز». ومن المتوقع أيضاً أن يكرر التأكيد على أن أسعار الفائدة يجب أن تظل مرتفعة لضمان التغلب على التضخم الذي لا يزال عنيداً في بريطانيا.

ومن المرجح أن يبقي البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) على أسعار الفائدة على الاقتراض دون تغيير الأسبوع المقبل أيضاً. لكن كبار المسؤولين في كلا البنكين المركزيين أظهروا أنهم منفتحون الآن على خفض أسعار الفائدة.

وقالت إيزابيل شنابل، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، لـ«رويترز»، هذا الأسبوع، إن البنك المركزي لمنطقة اليورو يمكن أن يستبعد الآن المزيد من رفع أسعار الفائدة، وأنه أثار احتمال الخفض في منتصف عام 2024. وفي الأسبوع الماضي، أعرب كريستوفر والر، وهو صوت متشدد ومؤثر في بنك الاحتياطي الفيدرالي، عن ثقة مماثلة بأن التخفيض الأول لسعر الفائدة «في الطريق».

وعلى النقيض، قال محللون في «ناتويست ماركتس» إن بنك إنجلترا «يبدو متشدداً على نحو متزايد» فيما يخص الفائدة.

وانخفض معدل التضخم في بريطانيا من أعلى مستوى له منذ 41 عاماً عند 11.1 في المائة، قبل ما يزيد قليلاً على عام. ولكنه يظل أكثر من ضعف هدف بنك إنجلترا البالغ 2 في المائة، والأعلى في مجموعة السبع عند 4.6 في المائة في أحدث البيانات لشهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويشعر بنك إنجلترا بالقلق من أن النمو القوي للأجور لم يتباطأ إلا بالكاد، على الرغم من المؤشرات التي تشير إلى أن سوق العمل الأوسع تهدأ بعد رفع أسعار الفائدة 14 مرة متتالية بين ديسمبر 2021 وأغسطس (آب) من هذا العام.

وفي اجتماعيه الأخيرين، أبقى البنك سعر الفائدة عند 5.25 في المائة، لكنه قال إن السياسة النقدية «من المرجح أن تحتاج إلى أن تكون مقيدة لفترة طويلة من الزمن». ويعتقد أن التضخم سيستغرق عامين إضافيين للعودة إلى 2 في المائة.

واستغل محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي كل فرصة لتأكيد رسالته التي مفادها أنه من السابق لأوانه أن يفكر بنك إنجلترا في خفض أسعار الفائدة، وهو الخط الذي ردده معظم الأعضاء الآخرين في لجنة السياسة النقدية.

وتسبب كبير الاقتصاديين هوو بيل في ارتفاع أسعار السندات الشهر الماضي، عندما قال إن توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة لأول مرة في أغسطس من العام المقبل لا تبدو غير معقولة على الإطلاق، قبل العودة إلى نص بنك إنجلترا في ظهورات لاحقة.

وكان أغلب المستثمرين يتوقعون خفض سعر الفائدة من بنك إنجلترا في شهر مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين، بعد أن أدى تراجع ضغط التضخم في جميع أنحاء العالم إلى إعادة التفكير في أسواق السندات الحكومية على جانبي المحيط الأطلسي.

لكن يُنظر إلى بنك إنجلترا على أنه في مؤخرة مجموعة البنوك المركزية الكبرى، حيث أظهرت الأسواق فرصة بنسبة 70 في المائة تقريباً للبنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في مارس (آذار) المقبل. وتوقع معظم الاقتصاديين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم هذا الشهر أن يصمد بنك إنجلترا لفترة أطول، حتى الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول).

وكانت استطلاعات مؤشر مديري المشتريات للخدمات والتصنيع لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أقوى مما توقعه المستثمرون، وانتعشت ثقة المستهلك وكانت هناك دلائل على أن التباطؤ في سوق الإسكان قد وصل إلى أدنى مستوياته.

علاوة على ذلك، فإن التخفيضات الضريبية التي أعلنها وزير المالية جيريمي هانت، الشهر الماضي، بمقدار 20 مليار جنيه إسترليني (25 مليار دولار)، والقفز بنسبة 10 في المائة تقريباً في الحد الأدنى للأجور، من المرجح أن تجعل بنك إنجلترا مصمماً على مواصلة موقفه بأن تخفيضات أسعار الفائدة بعيدة المنال.

وقال الاقتصاديون في بنك «إتش إس بي سي» في مذكرة للعملاء: «بينما لن يكون هناك مؤتمر صحافي الأسبوع المقبل لإيصال هذه الرسالة، نتوقع أن تحاول لجنة السياسة النقدية إيصالها من خلال الحفاظ على التحيز المتشدد لتوجيهاتها».


الاقتصاد الياباني ينكمش أكثر من المتوقع بالربع الثالث

محافظ بنك اليابان المركزي كازو أويدا في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مع رئيس الحكومة فوميو كيشيدا يوم الخميس (إ.ب.أ)
محافظ بنك اليابان المركزي كازو أويدا في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مع رئيس الحكومة فوميو كيشيدا يوم الخميس (إ.ب.أ)
TT

الاقتصاد الياباني ينكمش أكثر من المتوقع بالربع الثالث

محافظ بنك اليابان المركزي كازو أويدا في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مع رئيس الحكومة فوميو كيشيدا يوم الخميس (إ.ب.أ)
محافظ بنك اليابان المركزي كازو أويدا في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مع رئيس الحكومة فوميو كيشيدا يوم الخميس (إ.ب.أ)

أظهرت بيانات حكومية، يوم الجمعة، أن الاقتصاد الياباني انكمش بمعدل سنوي بلغ 2.9 بالمائة في الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) مقارنة بالربع السابق، وهو أسوأ من التقدير الأولي لانخفاض 2.1 بالمائة.

ويقارن الرقم المعدل للناتج المحلي الإجمالي الذي أصدره مكتب مجلس الوزراء مع متوسط توقعات الاقتصاديين لانخفاض نسبته 2.0 بالمائة في استطلاع أجرته «رويترز». وعلى أساس سنوي، انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.7 بالمائة مقارنة بالربع الموازي من العام السابق، وذلك مقارنة مع القراءة الأولية للانخفاض بنسبة 0.5 بالمائة ومتوسط التوقعات لانخفاض بنسبة 0.5 بالمائة.

وفي غضون ذلك، قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن ضعف الاستهلاك في الآونة الأخيرة ظهر كمصدر جديد للقلق بالنسبة لواضعي السياسات في بنك اليابان، الذين يتطلعون للخروج من أسعار الفائدة السلبية.

وقفز الين وعوائد السندات اليابانية وسط توقعات السوق بتغيير وشيك في السياسة بعد أن قال محافظ بنك اليابان كازو أويدا، يوم الخميس، إن البنك المركزي سيواجه وضعاً «أكثر صعوبة» في نهاية العام والعام المقبل.

لكن تصريحات أويدا، التي جاءت رداً على سؤال أحد المشرعين حول التحديات التي واجهها منذ أن أصبح حاكماً في أبريل (نيسان)، تم إخراجها من سياقها من قبل الأسواق، ولم يكن المقصود منها الإشارة إلى تحول وشيك في السياسة، حسبما ذكرت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها.

وقال أحد المصادر لـ«رويترز»: «لم تكن هناك نية للإشارة إلى أي شيء بشأن توقيت تغيير السياسة»، وهو ما لا يزال أمراً غير مؤكد، وأكده مصدران آخران.

وحسب مراقبين، فإن بنك اليابان يتطلع إلى سحب أسعار الفائدة القصيرة الأجل من المنطقة السلبية مع تجاوز التضخم هدفه البالغ 2 بالمائة لأكثر من عام.

كما أدت التوقعات المتزايدة لزيادة مستدامة في الأجور إلى زيادة فرصة أن تشهد اليابان وصول التضخم إلى الهدف بشكل دائم، وتلبية الشرط الأساسي الذي حدده بنك اليابان لإنهاء سنوات من السياسة المفرطة التيسير.

لكن التوقيت يظل غير مؤكد إلى حد كبير نظراً للاقتصاد الياباني الهش. وتقول المصادر إن بعض صانعي السياسة في بنك اليابان يشعرون بالقلق بشأن الإشارات الضعيفة الأخيرة في الاستهلاك، حيث لم ترتفع الأجور بعد بما يكفي لتعويض ارتفاع تكاليف المعيشة.

وأظهرت بيانات يوم الجمعة أن إنفاق الأسر انخفض بنسبة 2.5 بالمائة في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالعام السابق، حيث تراجعت الأجور الحقيقية المعدلة حسب التضخم بنسبة 2.3 بالمائة على أساس سنوي، وهو الشهر التاسع عشر على التوالي من الانخفاضات.

وقال مصدر ثانٍ إن «ضعف الاستهلاك مبعث قلق كبير، لأنه قد يحث الشركات على البدء في خفض الأسعار مرة أخرى»، في إشارة إلى خطر عودة الضغوط الانكماشية التي عصفت بالاقتصاد لسنوات. وتابع المصدر: «إذا حدث ذلك، فإن الخروج المبكر سيكون قفزاً من النافذة».

وتستند التوقعات الوردية الحالية لبنك اليابان على افتراض مفاده بأن الزيادات في الأجور سوف تتسارع وتمنح الأسر المزيد من القوة الشرائية، وبالتالي السماح للشركات بالاستمرار في رفع الأسعار.

وقال مصدر ثالث: «إن رسالة بنك اليابان ثابتة، وهي أنه سيحتفظ بسياسة شديدة التساهل حتى تبدأ دورة تضخم الأجور الإيجابية».

وقالت المصادر إن قوة الاقتصاد الياباني لها أهمية خاصة، حيث من المرجح أن يتبع إنهاء أسعار الفائدة السلبية عدة زيادات أخرى في أسعار الفائدة قصيرة الأجل.

ويجتمع بنك اليابان لمراجعة أسعار الفائدة يومي 18 و19 ديسمبر (كانون الأول)، يليه اجتماع أكثر أهمية يومي 22 و23 يناير (كانون الثاني)، حيث سيصدر مجلس الإدارة توقعات نمو ربع سنوي وأسعار جديدة.

وتشمل البيانات الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على توقيت خروج بنك اليابان المركزي مسح معنويات الأعمال «تانكان» للبنك المركزي المقرر في 13 ديسمبر، واجتماع مديري الفروع الإقليمية المقرر عقده في منتصف يناير.

وقالت المصادر إن بنك اليابان سيواصل تقديم تلميحات خفية بأن نهاية أسعار الفائدة السلبية قد تكون قريبة، لكنه لن يشير كثيراً إلى التوقيت.


«الهيئة الملكية» لتدشين 53 مشروعاً رأسمالياً مستداماً في مدينة جازان

المشروعات تسخر حوافز اقتصادية جاذبة من أجل آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية وتسهم في رفع جودة الحياة (الهيئة الملكية للجبيل وينبع)
المشروعات تسخر حوافز اقتصادية جاذبة من أجل آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية وتسهم في رفع جودة الحياة (الهيئة الملكية للجبيل وينبع)
TT

«الهيئة الملكية» لتدشين 53 مشروعاً رأسمالياً مستداماً في مدينة جازان

المشروعات تسخر حوافز اقتصادية جاذبة من أجل آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية وتسهم في رفع جودة الحياة (الهيئة الملكية للجبيل وينبع)
المشروعات تسخر حوافز اقتصادية جاذبة من أجل آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية وتسهم في رفع جودة الحياة (الهيئة الملكية للجبيل وينبع)

تنظم الهيئة الملكية للجبيل وينبع مُمثلة في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، حفل الانتهاء من أعمال ترسية المشروعات الرأسمالية لعام 2023 «رواس»، يوم الأحد المقبل في مدينة جازان (جنوب غرب السعودية) بنحو 53 مشروعاً متنوع الأهداف والمخرجات ما بين مشروعات بنى تحتية ومشروعات خدمية ومشروعات سكنية، بإجمالي تكلفة تتجاوز 9 مليارات ريال سعودي (2.4 مليار دولار) برعاية الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان وحضور نائبه الأمير محمد بن عبد العزيز بن محمد، وحضور وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، ورئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع خالد السالم، وعدد من الرؤساء التنفيذيين وممثلي الشركات ورجال الأعمال. وتسخر هذه المشروعات التي تم الانتهاء من أعمال ترسيتها حوافز اقتصادية جاذبة من أجل آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية، وتسهم بطريقة مباشرة في رفع جودة الحياة بالمدينة مثل المرافق التعليمية ومراكز الأعمال للجهات الحكومية، ومراكز للتشغيل والصيانة ومختبرات للحماية ومراقبة البيئة ومحطة إطفاء للمنطقة الصناعية، إلى جانب المشروعات السكنية المتنوعة، والمشروعات السياحية.

مرافق متخصصة لتعزيز الاستدامة البيئية (الهيئة الملكية للجبيل وينبع)

وتعزز المشروعات الاستدامة البيئية، لتحافظ على الموارد الاقتصادية والبشرية والاجتماعية، بالإضافة إلى توفير دراسات وتصاميم هندسية تستوحى طبيعة منطقة جازان الفنية بتضاريسها المتنوعة ومستقبلها التنموي الواعد. وتهدف مشروعات الهيئة إلى مواكبة النمو السكاني للمدينة، كما تعزز المشروعات جودة التعليم بالمدينة لتكون امتداداً لمسيرة الازدهار، ولتحقيق الاستثمار الأمثل في الإنسان بإنشاء مدارس تعليمية متقدمة.

يذكر أن «منتدى جازان للاستثمار» الذي انطلق الأسبوع الماضي برعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، أظهر تصوراً بالفرص الاستثمارية والميزات النسبية للمنطقة والتوجهات الاقتصادية المستقبلية لتنمية المنطقة، وناقش كذلك الموضوعات الاقتصادية الهادفة لتنمية القطاع الخاص وإطلاق العديد من المبادرات الاستثمارية.

وتضمن الملتقى جلسات حوارية شارك فيها عدد من الوزراء ناقش خلالها موضوع التوجهات الاستراتيجية للاستثمار بمنطقة جازان، وتنافسية المنطقة وآفاق المستقبل طبقاً لرؤية المملكة 2030، وتعزيز بيئة الاستثمار والتنمية وابتكار فرص جديدة بالمنطقة، إضافة لعدد من المحاور حول دورها الاقتصادي والخدمات اللوجستية في جذب الاستثمارات العالمية الكبرى، ومنطقة جازان سلة غذاء المملكة، والاقتصاد الأخضر وجودة الحياة، وتمويل المشروعات الاستثمارية بالأنشطة الاقتصادية فيها، والتمويل الجريء والدعم الفني للمشروعات الناشئة ودورها في جذب الاستثمار، إلى جانب استعراض الاستثمارات الواعدة بالمنطقة.

وشهد منتدى جازان للاستثمار تنفيذ عدد من ورش العمل المتخصصة حول التحولات الهيكلية للمؤسسات العائلية ودورها في استدامة وجذب الاستثمار، وتمكين رواد الأعمال والشركات الناشئة بمنطقة جازان من الاستثمار بمجالات التراث وتوسيع أعمالهم، وصندوق جازان للاستثمار في مشروعات الأمن الغذائي، ومشروعات تحقيق الاستدامة المالية، فضلاً عن دور الجمعيات التعاونية في دعم الاستثمار الجماعي في المنطقة.


صندوق النقد يبحث إمكانية توفير «تمويل إضافي» لمصر

بائع خبز على دراجة في أحد شوارع وسط العاصمة القاهرة القديمة (رويترز)
بائع خبز على دراجة في أحد شوارع وسط العاصمة القاهرة القديمة (رويترز)
TT

صندوق النقد يبحث إمكانية توفير «تمويل إضافي» لمصر

بائع خبز على دراجة في أحد شوارع وسط العاصمة القاهرة القديمة (رويترز)
بائع خبز على دراجة في أحد شوارع وسط العاصمة القاهرة القديمة (رويترز)

قالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، في مؤتمر صحافي (مساء الخميس)، إن الصندوق يجري محادثات مع الحكومة المصرية بخصوص تقديم تمويل إضافي في إطار البرنامج الحالي. وأضافت أن «الحجم المضبوط للتمويل جزء من المناقشات التي يجريها ممثلو صندوق النقد الدولي مع السلطات المصرية».

ويعدّ صندوق النقد الدولي زيادة التمويل أمراً أساسياً، ولمّحت كوزاك إلى أن الاقتصاد المصري يواجه تحديات اقتصادية كلية كبيرة أصبحت إدارتها أكثر تعقيداً نظراً للصراع الأخير في غزة، خصوصاً أن مصر تُعد إحدى الدول التي تأثرت بالصراع، بما في ذلك التأثير المحتمل على عائدات السياحة.

ولمصر برنامج مع صندوق النقد الدولي للحصول على 3 مليارات دولار تم الاتفاق عليه في ديسمبر (كانون الأول) 2022. وأوضحت كوزاك أن المحادثات ستستمر في الأسابيع المقبلة لاستكمال المراجعتين الأولى والثانية لبرنامج تسهيلات التمويل الممدد، مضيفة أن «المشاركة القوية مع الحكومة المصرية ساعدت على تحقيق تقدم مهم في المناقشات التي ستستمر في الأسابيع المقبلة لتفعيل أولويات السياسات الرئيسية».

ويشير مراقبون إلى أن إرجاء موعد المراجعتين يعد جانباً من الدعم الذي يظهر من جانب الصندوق خلال الأسابيع الأخيرة لمصر، وذلك رغم عدم قيام مصر بتنفيذ بعض المطالبات، على غرار تحرير سعر صرف العملة (التعويم) بالكامل.

ويوضح مسؤولون مصريون أن تحرير الصرف أمر شائك للغاية، نظراً لمستوى التضخم الكبير في مصر. وقال مصدر رسمي لـ«الشرق الأوسط»: «قد تسفر مثل تلك الخطوة عن تفاقم هائل لوضع التضخم في حالة عدم وجود (غطاء) دولاري قوي يسمح بمواجهة السوق الموازية (السوداء) بشكل عملي، من دون تحكم في السياسة النقدية وسعر الصرف».

وستُجرى الانتخابات الرئاسية في مصر بين 10 و12 ديسمبر الحالي. ومن المتوقع بحسب أغلب الخبراء والمراقبين أن تقوم الحكومة بالمضي قدماً في تحرير صرف العملة بعدها إذا ما تمكّنت من بناء غطاء نقدي قوي، خصوصاً مع دعم صندوق النقد الدولي، الذي يوفر بدوره سنداً قوياً للحصول على استثمارات ومنح وقروض تسهّل هذا الإجراء.

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، في تصريحات إعلامية الأسبوع الماضي: «يمكنني تأكيد أن مصر سيكون لها دعم كامل من الصندوق».

وفي سياق منفصل، أعلنت الخدمة الفيدرالية للرقابة البيطرية والصحة النباتية الروسية في بيان، أن مصر قامت بزيادة عدد الشركات الروسية المنتجة للحليب ومنتجات الألبان المسموحة في السوق المحلية.

وجاء في البيان أن الهيئة العامة للطب البيطري بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بمصر، قامت بتوسيع قائمة الشركات الروسية المنتجة للحليب ومنتجات الألبان التي لها حق التصدير إلى مصر، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء يوم الجمعة.

وحصلت 6 شركات روسية إضافية على الحق في تصدير منتجاتها للسوق المصرية، ليصل عدد الشركات الروسية المسموح لها بتصدير منتجات الألبان إلى مصر لـ12 شركة.

واختتم البيان أن روسيا ستواصل العمل على توسيع قائمة الشركات الروسية التي يحق لها تصدير منتجاتها إلى مصر.

وكان القائم بأعمال السفارة الروسية في القاهرة قد أعلن في وقت سابق من هذا العام، وجود نحو 500 شركة روسية في مصر باستثمارات تقترب من 8 مليارات دولار، كما أن هناك رغبة كبيرة من المستثمرين الروس للاستثمار في مصر. وشدد على أن «مصر تعدّ شريكاً كبيراً في استيراد القمح من روسيا، التي تظل الشريك الذي يمكن الاعتماد عليه، دائماً».


الصين تعمل على تحفيز الطلب المحلي وجذب الاستثمار

سفن وحاويات في ميناء نانجينغ في مقاطعة جيانغزو شرق الصين (أ.ف.ب)
سفن وحاويات في ميناء نانجينغ في مقاطعة جيانغزو شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

الصين تعمل على تحفيز الطلب المحلي وجذب الاستثمار

سفن وحاويات في ميناء نانجينغ في مقاطعة جيانغزو شرق الصين (أ.ف.ب)
سفن وحاويات في ميناء نانجينغ في مقاطعة جيانغزو شرق الصين (أ.ف.ب)

نقلت وسائل إعلام رسمية يوم الجمعة عن المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم في الصين قوله إن البلاد ستحفز الطلب المحلي وترسخ وتحسن التعافي الاقتصادي في 2024.

وأضاف المكتب، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية، أن الصين ستواصل تنفيذ سياسة نقدية حكيمة وسياسة مالية استباقية في العام المقبل.

وكانت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية قد نقلت عن الرئيس الصيني شي جينبينغ قوله خلال اجتماع قبل يومين، إن التعافي الاقتصادي في البلاد لا يزال في «مرحلة حرجة». وإنه يأمل أن تتمكن المجموعات من تقديم المشورة لتعزيز التنمية عالية الجودة والمساعدة في توسيع الطلب المحلي ومنع المخاطر وحلها، مشددا على أنه «يجب بذل جهود لزيادة الطلب الداخلي وإيجاد بيئة مؤاتية للاستهلاك والاستثمار».

وفي الاجتماع الذي ترأسه شي يوم الجمعة، تمت الإشارة أيضا إلى أن البلاد ستحسن أيضا اتساق سياسات الاقتصاد الكلي، موضحا: «ستحسن السياسات بفاعلية النشاط الاقتصادي وتتعامل مع المخاطر وتحسن التوقعات الاجتماعية وترسخ وتحسن التوجه الإيجابي للتعافي الاقتصادي وتواصل تدعيم التحسن الفعال لنوعية النمو الاقتصادي المعقول».

وتابع التقرير بأن «الجهود يجب أن تبذل لزيادة الطلب المحلي وتشكيل دورة قوية لتعزيز الاستهلاك والاستثمار معا. نحتاج لتعميق الإصلاحات في مجالات أساسية ونضخ باستمرار محفزات قوية في عملية تنمية عالية الجودة».

ويعتقد محللون أن نمو الصين في سبيله لبلوغ المعدل المستهدف وهو نحو خمسة بالمائة هذا العام، لكن هذا النمو سيكون بالمقارنة بمعدل 2022 الذي تأثر سلبا بجائحة كوفيد ولا تزال الأنشطة الاقتصادية غير متسقة.

وسيوصي مستشارو الحكومة الصينية في الاجتماع باستهداف معدل نمو مستقر في 2024 وسياسات تحفيز إضافية.

وأطلقت الحكومة سلسلة من الإجراءات السياسية في الأشهر الأخيرة لدعم التعافي الاقتصادي الضعيف بعد الوباء والذي تأثر بأزمة العقارات ومخاطر ديون الحكومات المحلية وتباطؤ النمو العالمي والتوترات الجيوسياسية.

وقام البنك المركزي بتخفيضات متواضعة في أسعار الفائدة وضخ المزيد من الأموال في الأشهر الأخيرة لدعم النمو.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كشفت الصين عن خطة لإصدار سندات سيادية بقيمة تريليون يوان (139.84 مليار دولار) بحلول نهاية العام، ما يرفع هدف عجز ميزانية 2023 إلى 3.8 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي من النسبة الأصلية البالغة 3 بالمائة.

وقالت «شينخوا» إن المكتب السياسي درس أيضا خطط عمل مكافحة الفساد وراجع اللوائح المتعلقة بالإجراءات التأديبية للحزب.

وعادة ما يكون اجتماع المكتب السياسي حول العمل الاقتصادي بمثابة مقدمة لمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي لوضع جدول الأعمال السنوي، والذي من المتوقع أن يعقد في منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل تقريباً.

وفي سياق منفصل، أعلنت هيئة الأوراق المالية الصينية أنها ستخفض الحد الأقصى لتخصيص العمولات من 30 بالمائة إلى 15 بالمائة، وذلك بالنسبة لأولئك الذين يديرون صناديق الأسهم التي يزيد حجمها على مليار يوان.

وفي الأسواق، تراجع اليوان مقابل الدولار يوم الجمعة ويتجه لإنهاء موجة صعود استمرت ثلاثة أسابيع، إذ أدت التوقعات السلبية لوكالة «موديز» للتصنيف الائتماني للصين وبيانات التجارة المتباينة في البلاد إلى إضعاف الثقة الهشة. لكن المحللين يتوقعون أن تستخدم بكين أدوات مختلفة لمنع الانخفاض السريع في قيمة اليوان قرب نهاية العام، وسط مؤشرات على تلاشي الانتعاش الحاد للعملة منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني).

وجرى تداول اليوان في السوق الفورية عند 7.15 للدولار في منتصف نهار الجمعة، وهو أقل قليلا من إغلاق الجلسة السابقة. وإذا أغلق اليوان عند المستوى الحالي، فسوف يسجل انخفاضاً أسبوعياً بنسبة 0.36 بالمائة تقريباً مقابل الدولار، وهو أكبر انخفاض من نوعه خلال ثلاثة أشهر.

وقال محللو «مايبانك» في تقرير يوم الجمعة إن «معنويات اليوان لا تزال هشة إلى حد ما، خاصة بعد تخفيض وكالة موديز لتوقعات الائتمان في الصين من مستقرة إلى سلبية» هذا الأسبوع. وفي الوقت نفسه، «لا تزال التوقعات متباينة وهشة بالنسبة للاقتصاد الصيني».

وأظهرت بيانات يوم الخميس أن صادرات الصين نمت بنسبة 0.5 بالمائة عن العام السابق في نوفمبر، بزيادة للمرة الأولى منذ ستة أشهر. لكن الواردات تراجعت 0.6 بالمائة، مخالفة التوقعات بزيادة 3.3 بالمائة.

وقال تاو وانغ، كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك «يو بي إس» للاستثمار: «لا يزال الانتعاش القوي في زخم الطلب الخارجي الإجمالي للصين مفقودا». وعلى الرغم من ارتفاع قيمة اليوان بأكثر من 2.5 بالمائة مقابل الدولار الضعيف في نوفمبر، فإنه «بالنظر إلى المستقبل، فإن ديناميكيات فروق أسعار الفائدة وعوائد الدولار ومؤشر الدولار قد تؤدي إلى حلقات من التقلبات».

وقالت كريستينا هوبر، كبيرة استراتيجيي السوق العالمية في «إنفيسكو»، إن البنوك المركزية الكبرى في الاقتصادات الغربية المتقدمة من المرجح أن تخفف السياسة النقدية العام المقبل؛ وهي خطوة قد تضعف الدولار. وتوقعت أيضاً أن «يكون النمو الصيني في النصف الأول من عام 2024 ضعيفاً على الأرجح، على الرغم من أنه من المرجح أن يتحسن في النصف الثاني».


أسعار الغذاء العالمية تستقر خلال نوفمبر

صوماليون يحصلون على إمدادات غذائية في مقديشيو عقب نزوحهم من قراهم جراء الجفاف في وقت سابق (أ.ب)
صوماليون يحصلون على إمدادات غذائية في مقديشيو عقب نزوحهم من قراهم جراء الجفاف في وقت سابق (أ.ب)
TT

أسعار الغذاء العالمية تستقر خلال نوفمبر

صوماليون يحصلون على إمدادات غذائية في مقديشيو عقب نزوحهم من قراهم جراء الجفاف في وقت سابق (أ.ب)
صوماليون يحصلون على إمدادات غذائية في مقديشيو عقب نزوحهم من قراهم جراء الجفاف في وقت سابق (أ.ب)

استقر مؤشر الأسعار العالمية لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث عوض انخفاض أسعار الحبوب العالمية ارتفاع أسعار الزيوت النباتية.

وبلغ متوسط مؤشر أسعار «الفاو»، الذي يتتبع السلع الغذائية الأكثر تداولاً عالمياً، 120.4 نقطة في نوفمبر، بالقرب من مستويات أكتوبر (تشرين الأول) التي كانت الأدنى منذ مارس (آذار) 2021. وشهدت قراءة شهر نوفمبر انخفاضاً بنسبة 10.7 بالمائة مقارنة بشهر نوفمبر من العام الماضي.

وانخفض مؤشر المنظمة لأسعار الحبوب بنسبة 3.0 بالمائة على أساس شهري في نوفمبر، وذلك نتيجة الانخفاض الحاد في أسعار الذرة، في حين انخفضت أسعار القمح بنسبة 2.4 بالمائة. ومع ذلك، ارتفعت أسعار الزيوت النباتية بنسبة 3.4 بالمائة مقارنة بشهر أكتوبر.

وقالت «الفاو» في بيان: «انتعشت أسعار زيت النخيل بأكثر من 6 بالمائة في نوفمبر، مدعومة بشكل أساسي بالمشتريات النشطة من قبل الدول المستوردة الرئيسية وانخفاض الإنتاج الموسمي في الدول المنتجة الرئيسية».

وارتفع مؤشر المنظمة لأسعار الألبان بنسبة 2.2 بالمائة مقارنة بشهر أكتوبر، مدفوعاً بارتفاع الطلب على الزبدة والحليب المجفف منزوع الدسم في شمال شرق آسيا، وزيادة الطلب قبل العطلة في أوروبا الغربية.

وارتفعت أسعار السكر بنسبة 1.4 بالمائة على أساس شهري في نوفمبر، لكنها ارتفعت في المتوسط بنسبة 41.1 بالمائة على أساس سنوي بفضل تدهور توقعات الإنتاج في تايلاند والهند.

وفي تقرير منفصل عن العرض والطلب على الحبوب، رفعت «الفاو» توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي هذا العام إلى مستوى قياسي يبلغ 2.823 مليار طن متري، مقابل 2.819 مليار في التوقع السابق، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 0.9 بالمائة عن عام 2022.

وقالت الفاو: «بالنظر إلى الموسم المقبل، فإن زراعة محصول القمح الشتوي لعام 2024 مستمرة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ونظراً لانخفاض أسعار المحاصيل، قد يكون نمو المساحة محدوداً».

ومع ذلك، تتوقع الوكالة ارتفاع مخزونات الحبوب العالمية بنسبة 2.7 بالمائة بحلول نهاية موسم 2024، في حين من المتوقع أن تبلغ نسبة مخزون الحبوب إلى الاستخدام 30.8 بالمائة في 2023/2024، «مما يشير إلى مستوى إمدادات مريح بشكل عام»، حسب «الفاو».


أوروبا تدرس إحياء قضية تعريفات الصلب ضد أميركا

رقعة شطرنج وفي خلقيتها علمي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.. فيما تبدو في الأفق بوادر صراع جديد على خلفية التعريفات الجمركية (رويترز)
رقعة شطرنج وفي خلقيتها علمي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.. فيما تبدو في الأفق بوادر صراع جديد على خلفية التعريفات الجمركية (رويترز)
TT

أوروبا تدرس إحياء قضية تعريفات الصلب ضد أميركا

رقعة شطرنج وفي خلقيتها علمي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.. فيما تبدو في الأفق بوادر صراع جديد على خلفية التعريفات الجمركية (رويترز)
رقعة شطرنج وفي خلقيتها علمي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.. فيما تبدو في الأفق بوادر صراع جديد على خلفية التعريفات الجمركية (رويترز)

ذكرت وكالة «بلومبرغ نيوز» أن الاتحاد الأوروبي يدرس إعادة فتح قضية في منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة بشأن نزاع على الصلب والألومنيوم، الذي أدى إلى فرض الحلفاء رسوماً جمركيةً على سلع تزيد قيمتها عن 10 مليارات دولار.

وذكر التقرير يوم الجمعة، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر، أن الاتحاد الأوروبي سيمتنع مع ذلك عن إعادة فرض رسوم جمركية انتقامية على الفور على البضائع الأميركية بسبب الخلاف.

يأتي التحرك الأوروبي في مواجهة الولايات المتحدة متزامناً مع تحرك «أكثر صداقة» نحو بريطانيا ودول أخرى، على رأسها الصين، حيث اقترحت المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء تأجيل تشديد قواعد المحتوى المحلي لمدة 3 سنوات، وهو ما كان سيؤدي إلى فرض رسوم جمركية على الواردات من العديد من السيارات الكهربائية المتداولة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا اعتباراً من بداية عام 2024.

وقالت المفوضية أيضاً إنها خصصت 3 مليارات يورو إضافية (3.24 مليار دولار) لتعزيز صناعة تصنيع البطاريات في الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز المحتوى المحلي وتقليل الاعتماد على البطاريات والمواد القادمة من الصين.

وتنص اتفاقية التجارة والتعاون بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (TCA) على أنه للتأهل للإعفاء من الرسوم الجمركية، يجب أن تكون 55 في المائة على الأقل من قيمة المركبات الكهربائية من الاتحاد الأوروبي أو بريطانيا، مع قيم 65 بالمائة لخلايا ووحدات البطاريات، و70 بالمائة لحزم البطاريات.

ومع ذلك، فالاتفاق يتضمن فترتين انتقاليتين؛ الأولى تتطلب فيها المركبات الكهربائية محتوى محلياً بنسبة 40 بالمائة وحزم البطاريات ومكوناتها 30 بالمائة، والثانية للفترة 2024-2026 بنسبة 45 بالمائة للمركبات الكهربائية، و50 بالمائة لخلايا ووحدات البطارية، و60 بالمائة لحزم البطاريات.

وتنطبق تعريفات الاستيراد بنسبة 10 في المائة على المركبات الكهربائية التي لا تلبي تلك المتطلبات.

ويتمثل الاقتراح في تمديد الفترة الانتقالية الأولى لمدة 3 سنوات حتى عام 2027، عندما يتم تطبيق متطلبات المحتوى المحلي الكاملة للاتفاقية، فيما لن يتم تطبيق الفترة الانتقالية الثانية.

وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش، الذي يشرف على علاقات الاتحاد الأوروبي مع بريطانيا، إن الغزو الروسي لأوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة، إلى جانب خطط الدعم من المنافسين، يعني أن إنتاج البطاريات في الاتحاد الأوروبي لم يرتفع كما هو مخطط له.

ونظراً لأن البطاريات تمثل ما بين 30 إلى 40 بالمائة من قيمة السيارة، وأن معظمها يأتي من الصين، فقد جادلت العديد من شركات صناعة السيارات بأنها كانت ستواجه صعوبات في تلبية متطلبات المحتوى للفترة الانتقالية الثانية.


«إكس» تتحدى المعلنين بالكشف عن 10 ملايين مشترك جديد في ديسمبر

علامة "إكس" فوق المقر الرئيس للمنصة في سان فرانسيكو بولاية كاليفورنيا الأميركية... قبل إزالتها لاحقا الصيف الماضي (رويترز)
علامة "إكس" فوق المقر الرئيس للمنصة في سان فرانسيكو بولاية كاليفورنيا الأميركية... قبل إزالتها لاحقا الصيف الماضي (رويترز)
TT

«إكس» تتحدى المعلنين بالكشف عن 10 ملايين مشترك جديد في ديسمبر

علامة "إكس" فوق المقر الرئيس للمنصة في سان فرانسيكو بولاية كاليفورنيا الأميركية... قبل إزالتها لاحقا الصيف الماضي (رويترز)
علامة "إكس" فوق المقر الرئيس للمنصة في سان فرانسيكو بولاية كاليفورنيا الأميركية... قبل إزالتها لاحقا الصيف الماضي (رويترز)

قالت ليندا ياكارينو، الرئيسة التنفيذية لشركة «إكس»، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي، مساء الخميس، إن أكثر من 10 ملايين شخص اشتركوا في الموقع هذا الشهر.

يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه الشركة، المعروفة سابقاً باسم «تويتر»، مخاطر تكبد خسائر تصل إلى 75 مليون دولار من إيرادات الإعلانات بحلول نهاية العام مع وقف علامات تجارية كبرى لحملاتها الترويجية على المنصة، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».

ولم يتسن بعد الوصول إلى «إكس»، التي لا تنشر بيانات عن المستخدمين بشكل منتظم، للتعليق على كيفية مقارنة عمليات الاشتراك في ديسمبر (كانون الأول) بالمتوسط، ​​أو سبب كشف ياكارينو عن الرقم.

وقال مالك المنصة الملياردير إيلون ماسك في يوليو (تموز)، إن الموقع يتمتع بنحو 540 مليون مستخدم شهرياً.

وأعلنت عدة شركات مثل «أبل» و«ديزني» و«وارنر براذرز ديسكفري» و«باراماونت غلوبال»، الشهر الماضي، أنها ستوقف إعلاناتها مؤقتاً على «إكس». ووجه ماسك السباب للمعلنين الذين خرجوا من المنصة بعد أن اتفق مع مستخدم ادعى أن اليهود يؤججون الكراهية ضد البيض.

وتتزامن هذه الإشكالية المتصاعدة بين ماسك والمعلنين مع مزيد من المشكلات الأخرى، وكان أحدثها أن أعلنت شركة أوروبية للتراخيص الموسيقية مقرها في لختنشتاين الأربعاء أنها أقامت دعوى قضائية على شركة «تويتر»، بسبب انتهاك حقوق النشر قائلة إنها لا تدفع مقابل الموسيقى المستخدمة في منصة «إكس».

وقالت مجموعة «سويسا ديجيتال ليسنسنغ»، في بيان، إنها «قدمت شكوى بشأن انتهاك حقوق الطبع والنشر» إلى محكمة إقليمية في ميونيخ ضد شركة «تويتر إنترناشونال»، مالكة «إكس».

وقال مدير الشركة فابيان نيغيماير في بيان: «تستخدم (سويسا ديجيتال) كل الوسائل المتاحة لها للدفاع عن مصالح المؤلفين والناشرين الذين تمثلهم، وتتخذ إجراءات صارمة ضد الاستخدام غير القانوني للموسيقى».

ويمكن أن تحوي المنشورات على منصة «إكس» التي استحوذ ماسك عليها العام الماضي مقابل 44 مليار دولار، مقاطع فيديو مصحوبة بموسيقى، بما فيها «عدد كبير» من الأعمال المرخصة من مجموعة «سويسا ديجيتال».

وأشارت المجموعة إلى أنها قدّمت الشكوى بعد «محاولات متكررة» للتوصل إلى اتفاقات ترخيص مع «إكس».

وطالبت شكوى مماثلة قدّمتها شركات مماثلة في الولايات المتحدة في يونيو (حزيران) الماضي، بأن تدفع «تويتر» ما يصل إلى 150 ألف دولار عن كل عمل ينشر بصورة احتيالية، مع وصول المبلغ المحتمل إلى مئات ملايين الدولارات.

بعيداً عن «إكس»، فإن شركة «تسلا»، المملوكة لماسك، وبعد 4 سنوات من الكشف عن مشروع تطوير الشاحنة الكهربائية الخفيفة «سايبر تراك»، سلمت أول دفعة من الشاحنة للعملاء، حيث قام ماسك بتسليم عدد منها لأصحابها شخصياً.

لكن سعر الشاحنة جاء أعلى كثيراً من كل التوقعات والتقديرات المعلنة في السابق. فعندما تم الكشف عن الشاحنة الجديدة قبل 4 سنوات على أساس بدء إنتاجها في أواخر 2021 كان السعر المفترض يتراوح بين 40 و70 ألف دولار، لكن مع تسليم الشاحنة مؤخراً بلغ سعر أرخص فئة منها 61 ألف دولار، في حين وصل سعر أعلى فئة إلى 100 ألف دولار.

ورغم ذلك لم يتضح حتى الآن السعر الذي دفعه المشترون الأوائل للشاحنة، باعتبارهم قاموا بحجز تلك الشاحنات قبل وقت طويل.

ومع طرح الشاحنة الخفيفة الكهربائية «سايبر تراك» تدخل «تسلا» إحدى قطاعات سوق السيارات الأعلى ربحيةً في الولايات المتحدة، حيث تعد الشاحنات الخفيفة من السيارات الأكثر شعبيةً فيها. وفي العام الماضي كانت الشاحنة الخفيفة «شيفورليه سيلفرادو» السيارة الأكثر مبيعاً في السوق الأميركية.

وفي السنوات السابقة كانت الشاحنة «فورد إف» بفئاتها المختلفة الأكثر مبيعاً في السوق. وتنتج شركات السيارات الأميركية الكبرى حالياً شاحنات خفيفة كهربائية، لكنها لا تحقق مبيعات جيدة حتى الآن. وترجع الشركات هذه المبيعات الضعيفة، ليس فقط إلى الاختناقات في الإنتاج، لكن أيضاً إلى قلة الاهتمام بهذه الشاحنات نظراً لأسعارها المرتفعة.

وقال ماسك مؤخراً إن «تسلا» تستهدف إنتاج 250 ألف شاحنة «سايبر تراك» سنوياً، لكنها قد لا تتمكن من تحقيق ذلك قبل 2025.

وفي الشهر الماضي، تراجعت «تسلا» عن قرارها إلزام العملاء الذين سيشترون شاحنتها الكهربائية الخفيفة الجديدة «سايبر تراك» بعدم إعادة بيع الشاحنة خلال أول عام من شرائها. وقالت «تسلا»، في وقت سابق، إنها تريد الاحتفاظ بحق إعادة شراء أي شاحنة «سايبر تراك» يتم إعادة بيعها في السوق المفتوحة، ومقاضاة أي عملاء يحاولون التربح من إعادة بيع الشاحنة بعد شرائها بأقل من عام.

وبعد تعدد التقارير الإعلامية عن هذا الحظر قررت الشركة إسقاط هذا الشرط من العقود بينها وبين عملاء «سايبر تراك».

وكان الجزء الخاص بشروط شراء السيارة الذي يحمل عنوان «للشاحنة سايبر تراك فقط»، يتضمن فرض غرامة باهظة على انتهاك حظر إعادة بيع السيارة في أول سنة من امتلاكها.


الرميان: «الاستثمارات العامة» يدرس التوجهات العالمية والاتجاهات الجديدة قبل الاستثمار

صورة جماعية لافتتاحية قمة «الأولوية» (صندوق الاستثمارات العامة)
صورة جماعية لافتتاحية قمة «الأولوية» (صندوق الاستثمارات العامة)
TT

الرميان: «الاستثمارات العامة» يدرس التوجهات العالمية والاتجاهات الجديدة قبل الاستثمار

صورة جماعية لافتتاحية قمة «الأولوية» (صندوق الاستثمارات العامة)
صورة جماعية لافتتاحية قمة «الأولوية» (صندوق الاستثمارات العامة)

قال محافظ «صندوق الاستثمارات العامة» ورئيس مجلس إدارة مؤسسة «مبادرة مستقبل الاستثمار»، ياسر الرميان، إن «طريقة عمل الصندوق ومنهجية استثماراته تعتمد على معرفة ما الذي نحتاج إليه، وما التوجهات العالمية والاتجاهات الجديدة والرئيسية المهمة، ثم نرى الطريق الأفضل للجمع بينهما ودراسة الجدوى التجارية والمالية قبل الاستثمار».

كلام الرميان جاء خلال جلسة حوارية عن الأولويات الإنسانية في قمّة «الأولوية» التي تنظّمها مؤسسة «مبادرة مستقبل الاستثمار» في هونغ كونغ بالشراكة مع حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة وبورصة هونغ كونغ، التي استُهلت بقرعه الجرس الاحتفالي لافتتاح سوق الأسهم المالية HKEX Group.

كانت مؤسسة «مبادرة مستقبل الاستثمار» قد نظّمت منتداها في الرياض في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتحدّث الرميان عن تأثير الاتجاهات العالمية على استثمارات الصندوق، فقال: «تعتمد طريقة عملنا ومنهجية استثماراتنا على معرفة ما الذي نحتاج إليه، وما التوجهات العالمية والاتجاهات الجديدة والرئيسية المهمة؟ ثم نرى الطريق الأفضل للجمع بينهما ودراسة الجدوى التجارية والمالية قبل الاستثمار».

وأشار الرميان إلى أنه من المتوقع أن يبلغ النمو الاقتصادي في آسيا هذا العام نحو 4.6 في المائة، ليساهم بنسبة 52 في المائة في النمو الاقتصادي العالمي. وأضاف: «43 في المائة من تمويل الشركات الناشئة، و51 في المائة من النفقات التكنولوجية، إلى جانب 88 في المائة من طلبات براءات الاختراع، كلها تأتي من آسيا».

وأضاف الرميان أن «رؤية السعودية 2030» تهدف إلى تنويع اقتصاد البلاد بما يتجاوز مجرد الاعتماد على الطاقة.

وقال الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ، جون لي كا تشيو، في كلمته خلال القمة، إن القمة هي «خطوة مهمة أخرى إلى الأمام، في تعميق العلاقات بين هونغ كونغ والشرق الأوسط، خصوصاً المملكة العربية السعودية».

ولفت إلى أن هونغ كونغ «من أكثر الاقتصادات تنافسية وحرية في العالم»، وقال: «إن تدفقنا الحر لرأس المال والمعلومات، المدعوم بنظام قوي للقانون العام وقوة عاملة متعددة المواهب ومتعددة اللغات، يسهم في وضعنا طويل الأمد مركزاً مالياً دولياً رئيسياً». ورأى أن هونغ كونغ بوصفها البوابة الأولى في العالم، تعمل بمثابة «قيمة مضافة فائقة» للاقتصادات والثقافات والشعوب من الشرق والغرب، لافتاً إلى أن ذلك أصبح ممكناً بفضل مبدأ «دولة واحدة ونظامين».

وأشار لي إلى أن نحو ألف شركة للتكنولوجيا المالية تعمل حالياً في هونغ كونغ، بزيادة 25 في المائة عن العام السابق.

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة «مبادرة مستقبل الاستثمار» ريتشارد أتياس، إن كلاً من هونغ كونغ والمملكة العربية السعودية بمثابة «حلقات وصل فائقة» للأشخاص من ثقافات وأسواق متنوعة.

وأشاد أتياس بدور هونغ كونغ كبوابة إلى آسيا، ونظامها الضريبي المنخفض البسيط، ونظامها القانوني القوي. وشددت لورا تشا شيه ماي لونغ، رئيسة شركة هونغ كونغ للبورصات والمقاصة المحدودة (HKEX)، على أن «العالم يحتاج إلى الاتصال الآن أكثر من أي وقت مضى».

وتوقعت أن تتطور علاقات أقوى بين الشرق الأوسط والبر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ وعلى المستوى الدولي طوال الحدث، وقالت: «فقط من خلال العمل معاً يمكننا أن نتقدم ونتغلب على التحديات الأكثر إلحاحاً التي يواجهها جيلنا».

وقال الرئيس التنفيذي لبورصة هونغ كونغ نيكولا أجوزين: «في ظل الخلفية الكلية المعقدة اليوم، من الأهمية بمكان أن نواصل تعزيز القنوات التي تدعم الاتصال العالمي».

ويحضر القمة نحو ألف مستثمر ومبتكر، ورواد أعمال، وصانعو سياسات من جميع أنحاء العالم، مع أكثر من 100 متحدث -بمن في ذلك قادة الصناعة والمسؤولون الحكوميون والأكاديميون. وتركز المناقشات على الأولويات الرئيسية في المشهد الاجتماعي والاقتصادي والجيوسياسي سريع التغير.


وزراء سعوديون يؤكدون المضي نحو تنويع الاقتصاد

وزيرا المالية والاقتصاد السعوديان خلال ملتقى الميزانية الذي عقد اليوم في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
وزيرا المالية والاقتصاد السعوديان خلال ملتقى الميزانية الذي عقد اليوم في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
TT

وزراء سعوديون يؤكدون المضي نحو تنويع الاقتصاد

وزيرا المالية والاقتصاد السعوديان خلال ملتقى الميزانية الذي عقد اليوم في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
وزيرا المالية والاقتصاد السعوديان خلال ملتقى الميزانية الذي عقد اليوم في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

قال وزير المالية السعودي إن «رؤية السعودية 2030» منذ انطلاقها في 2016 تضمنت مجموعة كبيرة من الاستراتيجيات القطاعية والمناطقية، وعدداً من المشاريع كانت أساساً في بناء استراتيجياتها، مشيراً إلى أنه خلال سنتين جرى عمل مراجعة شاملة لجميع الاستراتيجيات القطاعية والمناطقية والمشاريع لتحديد التقاطعات ثم الاعتمادات وبعدها الاستراتيجيات والتنفيذ.

وأوضح الجدعان: «إننا اليوم في منتصف طريق الرؤية»، لافتاً إلى أن «الطموح عالٍ وحجم الأموال محدودة بطبيعة الحال في الإيرادات والموارد التي يجب أن تُستغل أفضل استغلال لتنفيذ الاستراتيجيات وتحقيق أكبر عائد»، مشيراً إلى النظرة الاقتصادية والخروج بنتائج لحجم التمويل المطلوب لهذه الاستراتيجيات والمشاريع.

ونوه بتركيز «رؤية السعودية 2030» على التنويع الاقتصادي ومنها الناتج المحلي غير النفطي والنسبة المفترضة بشكل عام له التي تتراوح بين 18 في المائة و21 في المائة، مؤكداً ضرورة عدم تجاوزها النسب المقدرة لها، لتأثيرها -حال التجاوز- في الاقتصاد.

وتطرق وزير المالية السعودي في ملتقى «ميزانية 2024» بجلسة حوارية بعنوان «مالية مستدامة»، إلى مفهوم السعة التمويلية في أسواق الدين المحلية واعتباراتها مع القطاع الخاص، وقال: «المملكة في رغبتها في الاستدانة تأخذ في الاعتبار حاجة القطاع الخاص وما يتوفر لهم من التمويل في البنوك للمنشآت الصغيرة والمتوسطة والقروض الاستهلاكية وإعطاء حيز تمويلي»، لافتاً النظر إلى السوق العالمية والقروض من الأسواق الدولية وتخصيص مبالغ تقريبية لكل دولة حسب تنويع المخاطر وقوة الاقتصاد لأي دولة وتصنيفها الائتماني، مشيراً إلى مؤشرات خدمة الدين للناتج المحلي الإجمالي، وخدمة الدين للناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وضمان الاستدامة المالية.

تسريع التنويع الاقتصادي

من جانبه، أكد فيصل الإبراهيم وزير الاقتصاد والتخطيط، أن الكثير من مستهدفات «رؤية السعودية 2030» قد تحققت، وأصبحت القدرات المؤسسية للجهات الحكومية وتعاونها مع القطاعات الأخرى أمراً عالي المأسسة وعالي الجودة، متحدثاً حول موضوعات تسريع التنويع والنمو الاقتصادي ونمو الاقتصاد من دون النفط الذي بلغ 20 في المائة في 2016، ووصل إلى الضعف.

وبيَّن الإبراهيم أن الميزان التجاري تحسَّن بفضل أمور كثيرة ومنها الصادرات، منوهاً إلى أن الخدمات انتقلت من 65 مليار ريال (17.3 مليار دولار) في عام 2016 إلى ما بين 130 و150 مليار ريال (34.6 و40 مليار دولار) اليوم، ونسبة مساهمة الإيرادات غير النفطية في تغطية التكاليف كانت تقريباً 19 في المائة وبلغت اليوم 35 في المائة بسبب نمو قاعدة الاقتصاد غير النفطي، مفيداً بأن معدلات البطالة مستمرة في الانخفاض بشكل ممنهج، وأن مشاركة المرأة في سوق العمل تعدت المستهدفات لتصل إلى أكثر من 35 في المائة.

وأوضح وزير الاقتصاد والتخطيط أن الوزارة تعمل بشكل يومي للتنسيق مع الجهات المختلفة بشكل ممنهج للوصول إلى حلول، بالشراكة مع القطاع الخاص، تنتج عنها سياسات لها أثر في مسيرة التحول، منوهاً بأهمية التنويع الاقتصادي وتمكين القطاع الخاص ليصدّر منتجاته للأسواق الخارجية، ودعمه لاستغلال الفرص التي أتاحتها «رؤية السعودية 2030».

وتطرق وزير الاقتصاد والتخطيط إلى أبرز الأدوات والقطاعات التي تسهم في تحقيق التوازن والاستقرار الاقتصادي ومنها القطاع السياحي الذي شهد خلال السنوات الماضية نمواً كبيراً، وكذلك الخدمات المالية جراء الحلول التي وفَّرها القطاع العقاري، مؤكداً أهمية الاستثمار في القطاع السياحي الذي يسهم في تحقيق النمو الاقتصادي ويوفر الفرص الوظيفية ويجذب الكثير من المهارات والاستثمارات.

وسلَّط وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي الضوء على دور الصناعة في توفيرها الفرص الاستثمارية، وجذب استثمارات في صناعة السيارات الكهربائية والسفن، سواء كانت استثمارات عن طريق شركات وطنية أم عن طريق شركات عالمية مثل «لوسيد» أو «هيونداي»، مستعرضاً ما حققته المملكة في الصناعات العسكرية، وتوطين الصناعات المعقَّدة والأنظمة العسكرية والدفاعية.

الأثر الاقتصادي

من جهته، قال وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، إن قطاعات الصناعة والثروة المعدنية تأخذ وقتاً لرؤية نتائجها، مشيراً إلى أن الأثر الاقتصادي المنشود من قطاع التعدين في السعودية، هو الذي يشكِّل أهمية قصوى لأنه يشكل الداعم للقطاعات الأخرى للصناعة في البلاد.

وأكد أن إيرادات قطاع التعدين في المملكة زادت بنسبة 35 في المائة العام الجاري، إذ وصلت إلى 1.8 مليار ريال (480 مليون دولار)، مشيراً إلى أن عدد تراخيص التعدين في عامي 2022 و2023 يساوي عدد التراخيص التي أُعطيت للقطاع إجمالاً على مدار التاريخ، كما ستُطرح 5 مواقع تعدينية للاستثمار قريباً.

وذكر أن السعودية أصبحت اليوم هي الأهم فيما يتعلق بتطلعات التعدين على مستوى العالم، لا سيما في مشاركتها بوصفها مصدراً للثروات الطبيعية المعدنية، والأهم مشاركة المملكة في مساعدة المجتمع الدولي على الوصول إلى الحياد الصفري بتوفير الثروات الطبيعية المعدنية المختلفة.

وأكد أن الوزارة تريد توفير البنية التحتية اللازمة للمستثمرين وتمكينهم مالياً، إذ قدمت تمويلات للصادرات بقيمة وصلت إلى 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار) في 2023.

ارتفاع المشاركة في سوق العمل

إلى ذلك كشف المهندس أحمد الراجحي، وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ارتفاع عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص من 1.7 مليون إلى 2.3 مليون هذا العام، بينهم 361 ألفاً لم يسبق لهم الدخول في سوق العمل، وارتفاع مشاركة المرأة في سوق العمل من 17 في المائة إلى 35.3 في المائة، متجاوزة مستهدف الرؤية المحدد بـنحو 30 في المائة، مؤكداً أن الوزارة تعمل على تنفيذ توجيهات ولي العهد برفع مستهدف مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 40 في المائة خلال الفترة المقبلة. وتناول وزير الموارد البشرية مستهدفات الوزارة لعام 2024، ومنها إطلاق برنامج توطين، المرحلة الثانية، لإيجاد 172 ألف وظيفة، واستهداف 6 قطاعات حيوية، إلى جانب عدد منظمات القطاع غير الربحي بنسبة 30 في المائة لتصل إلى 5 آلاف منظمة، ونمو الجمعيات التعاونية لتصبح 467، وزيادة حجم مساهمتها الاقتصادية ليصبح 2.3 مليار ريال (266 مليون دولار)، وأكثر من 16 ألف وظيفة.

ضخ 105 آلاف وحدة سكنية

من جهته، قال وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ماجد الحقيل، إن قطاع الإسكان بدأ ضمن برامج الرؤية على ثلاث مراحل التي تستهدف الوصول إلى 70 في المائة نسبة تملُّك في 2030، على أن يكون له برنامج مستدام لا يعتمد فقط على الإنفاق الحكومي.

وأكد أن الوزارة تعمل على رفع نسب التملك سنوياً واحداً في المائة، ويجري ضح كل سنة 100 ألف أسرة تتملك، بحيث تجري خدمة نمو السكان، بنسبة 2.4 في المائة، ويدخل ما يقارب 40 ألفاً إلى 45 ألف أسرة جديدة، إذ حرصت الوزارة على تمكين أكثر عدد من شركات القطاع الخاص.

ولفت إلى أن في السعودية مطورين من خارج السعودية، إذ يجري التركيز على الضواحي السكنية أكثر من المسكن، وسيجري ضخ أكثر من 105 آلاف وحدة سكنية مع مطورين محليين، خصوصاً في المناطق التي تشهد ارتفاع الأسعار، كمدينتي الرياض وجدة من خلال ضواحي متعددة، ولفت إلى أن الوزارة ستستمر في هذا النمو حتى تصل إلى هدف 65 في المائة في عام 2025 و70 في المائة في عام 2030.

جودة التعليم

من جانبه، شدد وزير التعليم يوسف البنيان على اهتمام الوزارة بمخرجات جودة التعليم ركناً أساسياً لأي منظومة تعليمية، وأن تكون لدى الوزارة بيئة تعليمية جاذبة وآمنة، لضمان أمانة وسلامة الطلبة والطالبات الموجودين داخل أسوار المدارس.

وقال البنيان: «يأتي من ضمن اهتمامات الوزارة بمخرجات جودة التعليم، برنامج تنمية القدرات البشرية -يرأسه ولي العهد- الذي يهدف لأن يكون لدى المملكة مواطنٌ منافس عالمياً، إلى جانب تماشي مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل»، مؤكداً في الوقت نفسه على «أن يكون لدينا عمل حوكمة مؤسسي وعلى أعلى درجة من الشفافية».

وأشار الوزير البنيان إلى تركيز الوزارة على المخرجات والإنتاجية، إضافةً إلى كفاءة الإنفاق، لافتاً إلى أن الوزارة أصبحت جهازاً مشرعاً ومنظماً، وفصلت جميع الأعمال التشغيلية إلى شركة تطوير، لتركّز على دورها الرئيسي وهو العمل التربوي والتعليمي، وتحول جميع الأعمال التشغيلية تحت إدارة شركة تطوير القابضة، ولتعزيز العملية التربوية في الميدان خفّضت إدارات التعليم من 47 إلى 16، وكذلك دمجت مكاتب التعليم لزيادة تحسين الإجراءات وخدمة الميدان والمعلمين والمعلمات والمدارس، إضافةً إلى تخفيض المكاتب من 249 مكتباً إلى 138 مكتباً. متطرقاً إلى أن الوزارة لديها استثمار كبير جداً في التحول الرقمي.

الأمن الغذائي

وقال وزير البيئة والمياه والزراعة عبد الرحمن الفضلي، إن لدى المملكة استراتيجية واضحة للأمن الغذائي، وحددت بالضبط احتياجات البلاد، مشيراً إلى أن الاستراتيجية حددت مصادر الغذاء والسلع الاستراتيجية والمكملة، وتوجد محددات بعضها يسمح بإنتاج بعض الاحتياجات داخل المملكة وأخرى لا تساعد على ذلك.

ولفت إلى أن هيئة الأمن الغذائي تنفذ هذه الاستراتيجية، كاشفاً عن الإطلاق القريب لبرنامج للإنذار المبكر، يساعد على التنبؤ بأي شح أو خلل في سلاسل إمداد السلع الاستراتيجية التي تحتاج إليها السعودية.

وقال الفضلي في الملتقى إن السعودية تُنتج حالياً نحو 11 مليون طن تقريباً من المنتجات الزراعية، واستطاعت أن ترفع الاكتفاء من المنتجات الزراعية، التي يمكن إنتاجها داخل السعودية دون أن تؤثر على المياه.

ولفت إلى أن القطاع الخاص حالياً فاعل، ويوجد برنامج يشجع القطاع الخاص على الاستثمار خارج السعودية عبر قروض من صندوق التنمية الزراعية، وضمان شراء منتجات هذه الشركات عبر الهيئة العامة للأمن الغذائي.

تحولات الخدمات اللوجيستية والنقل

وخلال الملتقى، أكد وزير النقل السعودي صالح الجاسر، أن السعودية شهدت تحولات كبرى في قطاع الخدمات اللوجيستية والنقل، مشيراً إلى أن المملكة قفزت 17 مرتبة في مؤشر الأداء اللوجيستي الذي يُصدره البنك الدولي. وأضاف الجاسر أنه جرت إضافة 27 خطاً ملاحياً خلال العام الجاري تربط البلاد بباقي مناطق العالم.

وأكد وزير النقل والخدمات اللوجيستية أن الوزارة تعمل على تعزيز الربط بين المنافذ المختلفة وبين أنماط النقل المختلفة، ومستقبلاً سيكون هناك ربط بين الموانئ والمناطق اللوجيستية والموانئ الجافة بالقطارات.

وأضاف أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية تشهد تحولات كبرى بفضل الإصلاحات التي قادها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية.

وشدد على أن الاستراتيجية تهدف إلى تحول المملكة إلى مركز لوجيستي عالمي والدفع بالاستثمارات في أنماط النقل كافة، وتقديم خدمات ممكنة لجميع القطاعات الأخرى كالسياحة والصناعة والحج وجودة الحج.

وأكد وجود إصلاحات تشريعية في قطاع الموانئ لتسهيل دخول وخروج السفن بسرعة كبيرة مما يعطي السعودية جاذبية أكثر، مشيراً إلى وجود 8 مناطق لوجيستية جديدة في ميناء جدة افتُتحت 3 منها بينما المناطق الخمس الأخرى تحت الإنشاء، مؤكداً أنهم سيركزون على تطوير مطار الملك عبد العزيز بجدة.

رفع التغطية الصحية

إلى ذلك، تطرق وزير الصحة عبد الرحمن الجلاجل، إلى أن رقعة تغطية الخدمات الصحية في السعودية اتسعت إلى قرابة 94 في المائة، متجاوزةً المستهدف (88 في المائة) في عام 2023، مسلطاً الضوء على السياسات الصحية وأثرها في القطاع الصحي، مشيراً إلى دور السياسات في وقاية الإنسان وصحته وخفض وفيات الأمراض المزمنة، إذ أسهمت السياسات في خفض الوفيات من 600 إلى 500 والمستهدف 400 لكل 100 ألف.