ثقة المستهلك الأميركي تنخفض إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر

متسوق ينظر إلى ما يُعرض من مجوهرات في أحد المتاجر في ديدوود في الولايات المتحدة (أ.ب)
متسوق ينظر إلى ما يُعرض من مجوهرات في أحد المتاجر في ديدوود في الولايات المتحدة (أ.ب)
TT

ثقة المستهلك الأميركي تنخفض إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر

متسوق ينظر إلى ما يُعرض من مجوهرات في أحد المتاجر في ديدوود في الولايات المتحدة (أ.ب)
متسوق ينظر إلى ما يُعرض من مجوهرات في أحد المتاجر في ديدوود في الولايات المتحدة (أ.ب)

انخفضت ثقة المستهلك الأميركي إلى أدنى مستوى لها في أربعة أشهر في سبتمبر (أيلول)، متأثرة بالمخاوف المستمرة بشأن ارتفاع الأسعار وتزايد المخاوف من الركود، على الرغم من أن الأسر ظلت متفائلة بشكل عام بشأن سوق العمل.

كما عكس الانخفاض الشهري الثاني على التوالي في الثقة الذي أعلنه «مجلس المؤتمر» (كونفرنس بورد) يوم الثلاثاء، ارتفاع أسعار الفائدة والمخاوف بشأن البيئة السياسية، حيث تواجه الأمة إغلاقاً مزعزعاً للحكومة الفيدرالية يوم السبت وسط مشاحنات سياسية. وانخفضت الثقة في جميع الفئات العمرية، وكانت أكثر وضوحا بين المستهلكين، حيث بلغ دخل الأسرة 50 ألف دولار أو أكثر.

وقال كونراد ديكادروس، كبير المستشارين الاقتصاديين في «برين كابيتال» في نيويورك «كانت الثقة الإجمالية أقل من المتوقع حيث إن الانخفاض الحاد في التوقعات - ربما يرتبط بالحديث عن إغلاق الحكومة - تفوق على تقييم أقوى قليلا للظروف الحالية في سبتمبر مع تحسن تقييم الأسر لسوق العمل».

وقال «مجلس المؤتمر» إن مؤشر ثقة المستهلك انخفض إلى 103.0 هذا الشهر، وهو أدنى قراءة منذ مايو (أيار)، من 108.7 المعدلة صعوداً في أغسطس (آب). وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا تراجع المؤشر إلى 105.5 من 106.1 التي تم الإبلاغ عنها سابقا. وتراجعت تصورات المستهلكين لاحتمال حدوث ركود خلال العام المقبل.

وأدى الانخفاض الحاد في مقياس التوقعات إلى انخفاض الثقة، الذي عزاه الاقتصاديون جزئيا إلى إغلاق الحكومة الذي يلوح في الأفق، مع فشل الكونغرس حتى الآن في تمرير أي قوانين إنفاق لتمويل برامج الوكالة الفيدرالية في السنة المالية التي تبدأ في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

وسيشهد الإغلاق إجازة لمئات الآلاف من العمال الفيدراليين وتعليق مجموعة واسعة من الخدمات، من البيانات الاقتصادية إلى المكاسب الغذائية، بدءا من يوم الأحد، كان الموعد النهائي للمسح الأولي هو 18 سبتمبر.

وقالت دانا بيترسون، كبيرة الاقتصاديين في «مجلس المؤتمر» في واشنطن: «أظهرت الردود المكتوبة أن المستهلكين ما زالوا منشغلين بارتفاع الأسعار بشكل عام، ومحلات البقالة والبنزين على وجه الخصوص. أعرب المستهلكون أيضا عن مخاوفهم بشأن الوضع السياسي وارتفاع أسعار الفائدة».

وترك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة دون تغيير عند نطاق 5.25 في المائة - 5.50 في المائة. ومع ذلك، شدد على موقفه، متوقعاً رفع سعر الفائدة مرة أخرى بحلول نهاية العام وبقاء السياسة النقدية أكثر تشددا خلال عام 2024 مما كان متوقعا في السابق.

منذ مارس (آذار) 2022، رفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس. وعلى الرغم من أن المستهلكين استمروا في القلق بشأن ارتفاع تكلفة المعيشة، فإن توقعاتهم للتضخم خلال العام المقبل ظلت مستقرة ولم يظهروا أي نيات للتراجع بشكل كبير عن مشتريات السيارات وغيرها من العناصر باهظة الثمن، مثل أجهزة التلفزيون والثلاجات على مدى الأشهر الستة المقبلة.

ولم تتغير توقعات التضخم للمستهلكين خلال 12 شهرا عند 5.7 في المائة للشهر الثالث على التوالي.

ولا يزال الإنفاق الاستهلاكي مدعوما بسوق العمل الضيقة، التي تحافظ على مكاسب الأجور مرتفعة.


مقالات ذات صلة

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».