السعودية تطالب القطاع الخاص بتسريع رفع المطالبات المالية

ضمن أهداف عملية الإقفال السنوية للحسابات العامة للدولة

تعمل الحكومة السعودية على تسهيل إجراءات المطالبات المالية للقطاع الخاص (الشرق الأوسط)
تعمل الحكومة السعودية على تسهيل إجراءات المطالبات المالية للقطاع الخاص (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تطالب القطاع الخاص بتسريع رفع المطالبات المالية

تعمل الحكومة السعودية على تسهيل إجراءات المطالبات المالية للقطاع الخاص (الشرق الأوسط)
تعمل الحكومة السعودية على تسهيل إجراءات المطالبات المالية للقطاع الخاص (الشرق الأوسط)

علمت «الشرق الأوسط» أن وزارة المالية السعودية طالبت القطاع الخاص بتسريع رفع المطالبات المالية على منصة «اعتماد»، وذلك بعد استيفاء جميع الإجراءات والمسوغات النظامية.

وتقدم منصة «اعتماد» العديد من الخدمات لمختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد، مما يعزز الشراكة بينهم لتحقيق مستهدفات المشاريع التنموية في المملكة؛ تمكيناً للتحول الرقمي ورفع الشفافية والكفاءة.

ووفق المعلومات، جاءت مطالبة وزارة المالية بتسريع رفع المستندات المطلوبة، ضمن أهدافها لإنجاز عملية الإقفال السنوية للحسابات العامة للدولة حسب الخطة المعتمدة.

وحددت الوزارة آخر موعد لرفع المطالبات المالية على منصة «اعتماد» ليكون بنهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وسيتم إعادة المطالبات التي لم تستكمل الإجراءات والمسوغات النظامية إلى منشئها.

 

إحصائيات «اعتماد»

منذ إطلاقها مطلع عام 2018، تمكنت المنصة الإلكترونية من تنفيذ 1.5 مليون أمر دفع بقيمة وصلت التريليون ريال (266.6 مليار دولار)، إلى جانب 885 ألف عقد وتعميد.

وكانت وزارة المالية أعلنت، بالشراكة مع المركز الوطني لنظم الموارد الحكومية، في عام 2021، إطلاق خدمة المطالبات المالية عبر منصة «اعتماد» الإلكترونية، حيث ستمكّن الخدمة الشركات والمؤسسات من تنفيذ مشروعاتها وتعاملاتها المالية وفق أعلى معايير الكفاءة والشفافية، ضمن أهداف تحقيق «رؤية 2030».

وأوضحت أن إطلاق الخدمة يأتي في إطار استمرار الحكومة بدعم القطاع الخاص، لتمكينه من الإسهام في تعزيز النمو الاقتصادي لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة، وأن الخدمة تعكس قيم الوزارة المتمثلة في (الشفافية، الشراكة، الإنجاز، والالتزام). وأوقفت الجهات المختصة، مؤخراً، خدمات المنصة للقطاع العام بشكل نهائي وانتقالها إلى القطاع الخاص.

وجاءت هذه الخطوة سعياً من وزارة المالية والمركز الوطني لنظم الموارد الحكومية، لتمكين القطاع الخاص وصرف المستحقات المالية وفق آجالها الزمنية.

 

تمكين القطاع الخاص

وأبلغ المركز الوطني لنظم الموارد الحكومية، حينها، القطاع الخاص في السعودية بأن الخدمة متاحة لجميع المقاولين والموردين على منصة «اعتماد»، للبدء بأخذ الصلاحيات اللازمة، وفقاً للدليل الإرشادي المخصص واستخدام الخدمات ورفع المطالبات المالية وفق آجالها الزمنية.

وكشف المركز الوطني لنظم الموارد الحكومية، في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، عن إطلاق منتج «التقارير والمؤشرات» على منصة «اعتماد»، والذي يُمكّن القطاعين الحكومي والخاص من استخدام قدرات ذكاء الأعمال والبيانات الضخمة للحصول على التقارير اللازمة لتحليل المؤشرات ومتابعة الأداء ومراقبة سير العمليات المالية.

ويُقدم هذا المنتج لوحات تفاعلية تنفيذية وقيادية وتقارير تشغيلية، بهدف تمكين القطاع الحكومي من الاطلاع على بيانات خدمات منصة «اعتماد» الخاصة بهم. ويهدف إلى تمكين القطاع الخاص من استعراض التقارير والمؤشرات الخاصة بهم من خلال لوحات عامة وتفصيلية ومتقدمة لبيانات العقود والمطالبات المالية والمنافسات، للإسهام في تعزيز جودة وأداء القطاعين وتمكين التخطيط المالي.

ويأتي إطلاق منتج التقارير والمؤشرات بهدف اختصار الوقت والجهد على المستفيدين في الوصول إلى بيانات موثوقة تتميز بالدقة والشفافية العالية؛ تعظيماً للاستفادة من البيانات بشكل فعّال، وتعزيزاً لجودة وكفاءة عملية اتخاذ القرار.

يذكر أن المركز يسعى إلى تقديم حلول عديدة من خلال أنظمة موحدة ومتكاملة لرفع مستوى جودة الخدمات الإلكترونية في التعاملات المالية الحكومية، وزيادة التنافسية وتقديم الفرص، وتحسين تجربة المستفيدين وقياس مؤشرات الأداء، بالإضافة إلى توحيد الإجراءات والتكامل بين المستفيدين.


مقالات ذات صلة

دول مجلس التعاون الخليجي الأولى عالمياً بإنتاج النفط الخام وباحتياطيه

الاقتصاد خلال انعقاد الدورة 43 للمجلس الأعلى بالرياض في ديسمبر الماضي (واس)

دول مجلس التعاون الخليجي الأولى عالمياً بإنتاج النفط الخام وباحتياطيه

تحتل دول مجلس التعاون الخليجي المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج النفط الخام وفي احتياطي هذا النفط كما في احتياطي الغاز الطبيعي.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد أحدث وجهات «طيران ناس» الدولية المتنامية في أوروبا (واس)

«طيران ناس» يدشن أولى رحلاته المباشرة بين جدة وبروكسل

دشن «طيران ناس»، الناقل الجوي الوطني السعودي والطيران الاقتصادي، بالتعاون مع برنامج الربط الجوي، أول رحلة مباشرة له بين مدينتي جدة وبروكسل.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الاقتصاد بندر الخريف وزير الصناعة السعودي يتحدث خلال المؤتمر العام لـ«يونيدو» في فيينا (واس)

السعودية تستضيف المؤتمر الأممي للتنمية الصناعية 2025

فازت السعودية باستضافة الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر العام لـ«منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)»، التي ستُعقَد في الرياض، خلال شهر نوفمبر 2025.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد تمثل هذه الاتفاقية لحظة فارقة في قطاع النقل والخدمات اللوجيستية (واس)

«سار» السعودية توقّع عقداً لنقل آلاف السيارات سنوياً عبر قطاراتها

وقّعت الخطوط الحديدية السعودية (سار) عقداً مع شركة «الجبر» التجارية لنقل آلاف السيارات سنوياً عبر القطارات؛ مما يسهم بشكل مباشر في رفع كفاءة العمليات التشغيلية.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد ميناء جدة الإسلامي من أهم الموانئ التي تمر عبره البضائع (واس)

فائض الميزان التجاري في السعودية يبقى متماسكاً للربع الثالث على التوالي

تماسك فائض الميزان التجاري في السعودية في الربع الثالث مقارنة بالربع الثاني من العام الحالي، في ظل انخفاض الصادرات النفطية.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

«إكسون موبيل» تدعو للتركيز على تقليل الانبعاثات وليس التخلص من الوقود الأحفوري

الرئيس التنفيذي لشركة «إكسون موبيل» دارين وودز (رويترز)
الرئيس التنفيذي لشركة «إكسون موبيل» دارين وودز (رويترز)
TT

«إكسون موبيل» تدعو للتركيز على تقليل الانبعاثات وليس التخلص من الوقود الأحفوري

الرئيس التنفيذي لشركة «إكسون موبيل» دارين وودز (رويترز)
الرئيس التنفيذي لشركة «إكسون موبيل» دارين وودز (رويترز)

دعا الرئيس التنفيذي لشركة «إكسون موبيل» الأميركية، إلى ضرورة التركيز على تقليل الانبعاثات الكربونية، وليس التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.

وقال دارين وودز، في مقابلة مع قناة «سي إن بي سي» على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» المنعقد في دبي، إن النقطة الرئيسية أو «المشكلة الحقيقية» التي تحتاج الدول إلى التركيز عليها في قمة المناخ، هي: «تقليل الانبعاثات»، وليس التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري، كما يدعو البعض.

وتابع: «التحدي هنا هو القضاء على الانبعاثات... كيف نفعل ذلك؟ سوف يعتمد ذلك على أين ستذهب التكنولوجيا، وما الظروف، وأين تنبعث تلك الانبعاثات؟».

ويشهد «كوب 28» جدلاً في أروقة المؤتمر من المشاركين بين فريقين، يرى الأول أن التركيز على تقليل الانبعاثات الكربونية، مطلب واقعي، بينما يطالب الفريق الآخر بالتخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري.

يوضح هنا وودز: «لا أعتقد أن هناك طريقة واحدة تناسب الجميع... أعتقد أن السبب الذي أبطأنا نوعا ما، هو التركيز على إجراء تغيير تدريجي، والخروج من نظام الطاقة الحالي لدينا، وبدء نظام جديد تماماً»، مؤكداً أن هذه الطريقة «ستكون طويلة ومكلفة للغاية».

فنيان يتابعان الأعمال التشغيلية في موقع نفط تابع لشركة «إكسون موبيل» (من موقع الشركة الإلكتروني)

وأضاف «بدلاً من ذلك، ما يجب أن ننظر إليه هو كيف ننتقل مما نحن فيه اليوم إلى مستقبل ذي انبعاثات أقل، وهذا ينطوي على تغييرات تدريجية في بعض المجالات... ومن المؤكد أنها ستتضمن طاقة الرياح والطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية، ولكنها تنطوي أيضاً على إزالة الكربون مما لدينا حالياً».

وأوضح هنا وودز، أن هناك خيارات حاليا للبدء في خفض كثافة الكربون من خلال التكنولوجيات الحالية «بتكلفة أقل بكثير... لذا، يجب التركيز على مشكلة الانبعاثات».

وأضاف «اجعل عقلك منفتحاً على مجموعة متنوعة من الحلول المختلفة، وتأكد من أن العمل الذي يقوم به الجميع يركز على مجالات القوة التي يمكننا تحقيق أكبر قدر من التخفيض فيها بشكل أسرع».

كانت شركة «إكسون موبيل»، من بين 50 شركة تعهدت السبت، بتقليص الانبعاثات من عملياتها الخاصة.

وفي منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلنت شركة «إكسون» أنها وافقت على شراء منافستها شركة «بايونير» للموارد الطبيعية مقابل 59.5 مليار دولار.

ورداً على سؤال حول الانتقادات التي تلقتها شركة النفط الأميركية العملاقة من نشطاء المناخ بشأن صفقة «بايونير»، قال وودز: «حسناً، الطريقة التي ننظر بها إلى هذا الأمر هي أن هناك طلباً على النفط والغاز حالياً، وسيكون هناك طلب على النفط والغاز في المستقبل».

أضاف «سوف ننتج بشكل أساسي مزيداً من النفط بتكلفة أقل، وأكثر كفاءة مع بصمة بيئية أقل»، مشيراً إلى مسؤولية شركته في أمن الطاقة للولايات المتحدة، قائلا: «نحن نعمل على تحسين أمن الطاقة في الولايات المتحدة، لذلك هناك الكثير مما يعجبنا في هذه الصفقة».


«كوب 28»: منتدى «السعودية الخضراء» ينطلق الاثنين ويبحث المبادرات المناخية في المملكة

جلسات «السعودية الخضراء» تُعقد على هامش مؤتمر «كوب 28» (الشرق الأوسط)
جلسات «السعودية الخضراء» تُعقد على هامش مؤتمر «كوب 28» (الشرق الأوسط)
TT

«كوب 28»: منتدى «السعودية الخضراء» ينطلق الاثنين ويبحث المبادرات المناخية في المملكة

جلسات «السعودية الخضراء» تُعقد على هامش مؤتمر «كوب 28» (الشرق الأوسط)
جلسات «السعودية الخضراء» تُعقد على هامش مؤتمر «كوب 28» (الشرق الأوسط)

تستعدّ «مبادرة السعودية الخضراء 2023» لتسليط الضوء على عدد من المبادرات والمشاريع المتنوعة الجارية حالياً في مختلف أنحاء السعودية، مع انطلاقها، يوم الاثنين، في مدينة إكسبو في دبي، بالتزامن مع مؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ «كوب 28».

وتناقش فعاليات النسخة الثالثة من منتدى «مبادرة السعودية الخضراء»، التي تقام تحت شعار «من الطموح إلى العمل»، عدداً من الموضوعات؛ منها تمويل أنشطة العمل المناخي، وابتكار حلول الطاقة النظيفة، وتفعيل دور مختلف فئات المجتمع في العمل المناخي، بالإضافة إلى حماية المناطق البرية والبحرية في المملكة.

ويشارك في فعاليات منتدى «مبادرة السعودية الخضراء» مجموعة من أبرز صُناع السياسات، وقادة الرأي، وخبراء المناخ حول العالم؛ لتبادل الأفكار والرؤى، وإجراء نقاشات متعمقة حول أفضل السبل المتاحة لمعالجة التحديات المناخية بكفاءة، والوصول إلى مستقبل أكثر استدامة محلياً وعالمياً.

ويناقش المنتدى الموضوعات المرتبطة بالاستدامة، وتفعيل دور التمويل لتمكين العمل المناخي، بالإضافة إلى زراعة الأشجار وإعادة التأهيل البيئي، في الوقت الذي تتيح فيه فعاليات المنتدى الفرصة للاستماع إلى مجموعة من خبراء المناخ من المملكة والعالم، والتفاعل معهم حول أهم الاتجاهات في مجال الاستدامة.

ويغطي المنتدى أربعة محاور رئيسية تتمثل في «مجالات العمل البيئي في القطاع الصناعي»، و«مستقبل النظام المالي»، و«دور الابتكار في رحلة التحوّل»، و«التأثير الشامل للعمل المناخي»، على أن تتم مناقشتها في جلسات، بالإضافة إلى مجموعة من القضايا المُلحّة، بما في ذلك حلول مصادر الطاقة النظيفة، ومكافحة التصحر، والتقنيات المناخية المبتكرة، وحماية البحر الأحمر، والتخطيط الحضري المستدام، وتقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، وتقنيات الهيدروجين.

ويتطرق المشاركون في الجلسات إلى بحث موضوعات الاستثمارات في تعزيز الممارسات البيئية والاجتماعية، وحوكمة الشركات، والإصلاحات المستمرة في المنظومة المالية العالمية. وفي عام التقييم العالمي لمدى التقدم المحرَز على صعيد تحقيق أهداف «اتفاق باريس للمناخ»، سيوفر منتدى «مبادرة السعودية الخضراء 2023» منصة مهمة تسهم في تسريع الجهود العالمية لمواجهة التحديات المناخية.

وتشمل قائمة المتحدثين في المنتدى كلاً من الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد، ويليام توماس وينترز، والأمينة العامة والرئيسة التنفيذية لمجلس الطاقة العالمي الدكتورة أنجيلا ويلكنسون، والرئيس التنفيذي لشركة «شلمبرجير» أوليفييه لو بوش، والرئيس التنفيذي لشركة «إير ليكويد»، فرانسوا جاكو، وعدداً من الوزراء.

يُذكر أن «مبادرة السعودية الخضراء» هي مبادرة طَموح أطلقها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، عام 2021 بهدف مكافحة تغير المناخ، ورفع مستوى جودة الحياة، وحماية كوكب الأرض للأجيال القادمة.

وتسعى المبادرة إلى حشد جهود جميع الجهات الفاعلة في المجتمع لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة هي خفض الانبعاثات، والتشجير، وحماية الأرض والطبيعة. كما يجري تنفيذ أكثر من 80 مبادرة بهدف الإسهام في تحقيق أهداف «مبادرة السعودية الخضراء»، حيث تمثل جميعها استثمارات ضخمة في مجالات الاقتصاد الأخضر.


«المركزي» الألماني: التضخم في منطقة اليورو سيواصل الانخفاض بوتيرة أبطأ

وصف رئيس المصرف المركزي الألماني يواكيم ناغل التضخم بأنه «وحش عنيد وجشع»... مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة من مصارعته ستكون أكثر صعوبة (رويترز)
وصف رئيس المصرف المركزي الألماني يواكيم ناغل التضخم بأنه «وحش عنيد وجشع»... مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة من مصارعته ستكون أكثر صعوبة (رويترز)
TT

«المركزي» الألماني: التضخم في منطقة اليورو سيواصل الانخفاض بوتيرة أبطأ

وصف رئيس المصرف المركزي الألماني يواكيم ناغل التضخم بأنه «وحش عنيد وجشع»... مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة من مصارعته ستكون أكثر صعوبة (رويترز)
وصف رئيس المصرف المركزي الألماني يواكيم ناغل التضخم بأنه «وحش عنيد وجشع»... مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة من مصارعته ستكون أكثر صعوبة (رويترز)

أعلن رئيس المصرف المركزي الألماني، يواكيم ناغل، يوم الأحد، أن التضخم في منطقة اليورو سيواصل الانخفاض في الأشهر المقبلة لكن بوتيرة أبطأ.

وانخفض معدل التضخم في منطقة اليورو إلى 2.4 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) من 2.9 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما يقل كثيراً عن التوقعات للشهر الثالث على التوالي، مما أثار تكهنات في السوق بأن أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي قد تنخفض بشكل أسرع مما يواجهه المصرف الآن.

ونقلت صحيفة «كاثيميريني القبرصية» عن ناغل الذي زار قبرص الأسبوع الماضي، قوله: «لم ننتصر بعد في المعركة ضد التضخم». ووصف التضخم بأنه «وحش عنيد وجشع»، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة من مصارعته ستكون أكثر صعوبة، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال ناغل، وهو صوت مؤثر في مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي الذي يحدد أسعار الفائدة: «أضف إلى ذلك السيناريو الذي قد يعني فيه تصاعد التوترات الجيوسياسية ارتفاع التضخم، ويصبح من الواضح أنه سيكون من المبكر جداً إعلان النصر على معدلات التضخم المرتفعة».

وتابع: «لا أستطيع أن أقول ما إذا كانت أسعار الفائدة قد وصلت بالفعل إلى ذروتها. نحن في مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي نقرر بشأن أسعار الفائدة على أساس كل اجتماع على حدة باتباع نهجنا المعتمد على البيانات».

وأضاف ناغل أن توقعات التضخم قد خففت بسبب ضعف التأثيرات الأساسية الضعيفة والإلغاء التدريجي للإجراءات الرامية إلى الحد من ارتفاع أسعار الطاقة في كثير من الدول الأوروبية، مشيراً إلى استمرار متوقع للنمو القوي للأجور.

وختم: «بشكل عام، أتوقع أن يستمر التضخم في الانخفاض، ولكن بوتيرة أبطأ مع وجود مطبات محتملة على طول الطريق».


مجالس إدارات الشركات السعودية تواكب مستهدفات «رؤية 2030» بتطوير كفاءة الأداء

صورة أرشيفية تناقش إدارة التوظيف (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية تناقش إدارة التوظيف (الشرق الأوسط)
TT

مجالس إدارات الشركات السعودية تواكب مستهدفات «رؤية 2030» بتطوير كفاءة الأداء

صورة أرشيفية تناقش إدارة التوظيف (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية تناقش إدارة التوظيف (الشرق الأوسط)

في الوقت الذي تسابق فيه الرياض الزمن لتحقيق ما وعدت به «رؤية السعودية 2030»، وجني ثمار جهودها الاستراتيجية لتنويع الاقتصاد وجذب الاستثمارات واستيعاب المقرات الإقليمية للشركات العالمية، واستضافة كبرى الأحداث الدولية، شدّد مختصون على ضرورة تطوير ورفع كفاءة أعمال مجالس الإدارات للشركات، لتلعب دوراً حاسماً في دفع النمو بما يتماشى مع الأهداف الأوسع لـ«رؤية 2030».

وعدّ خبير الإدارة الدولي، الشريك المسؤول في «هيدريك وسترجلز للخدمات العالمية»، ريتشارد جيست، أن «رؤية السعودية 2030» فتحت فرصاً اقتصادية جديدة، وهو ما يبشر بتزايد في الاستثمار وتسريع النمو، الأمر الذي يحتم العمل على رفع كفاءة مجالس إدارات الشركات السعودية لمواكبة مستهدفات الرؤية.

وأضاف جيست في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «في خطوة لتنويع الاقتصاد وتعزيز نمو قطاعات الخدمة العامة مثل الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة، شهدت المملكة أعلى نمو اقتصادي بين دول (مجموعة العشرين/ جي 20) في عام 2022؛ إذ بلغ معدل النمو الإجمالي 8.7 في المائة، مدفوعاً بشكل أساسي بالاستهلاك الخاص القوي والاستثمارات الخاصة غير النفطية».

ومع زيادة الاستثمار الأجنبي، بحسب جيست، تبرز الحاجة لتلبية توقعات أصحاب المصلحة العالميين المتطورة حول اللوائح والبنية التحتية الرقمية وحياد الكربون، وهو ما يتطلب من مجالس إدارات الشركات، رفع كفاءة أدائها لمواجهة التحديات، لضمان الأداء الفعّال ومواءمتها مع أهداف ومتطلبات المرحلة.

ولرفع كافة مجالس الإدارة السعودية بالتوازي مع الاقتصاد، قال جيست: «هناك تفضيل متزايد للأعضاء ذوي الخبرة السابقة في مجلس الإدارة؛ إذ انخفض عدد أعضاء مجلس الإدارة لأول مرة من 43 في المائة في عام 2021، إلى 36 في المائة في عام 2022، في حين تتطلع الشركات إلى تعيين مديرين يمكنهم تخصيص المزيد من الوقت لمسؤوليات مجلس إدارتها بالإضافة إلى واجباتهم القيادية اليومية، كما يتضح من انخفاض بنسبة 18 في المائة في التعيينات النشطة في مجالس الإدارة».

وشدد جيست على ضرورة تبني مجموعة أوسع من وجهات النظر لكي تزدهر الشركات؛ إذ أصبح التنوع والإنصاف والشمول ضرورة تجارية استراتيجية اليوم، مستنداً إلى دراسة عالمية أعدتها شركة «هيدريك وسترجلز» عام 2022؛ إذ وجدت أن 52 في المائة من المديرين التنفيذيين يقولون إن جهودهم المتنوعة تساهم في نجاح أعمالهم إلى حد كبير، مقارنة مع 22 في المائة منهم قبل ثلاث سنوات.

ورجح أن يتسارع هذا الاتجاه بفضل الجهود والمبادرات الحكومية الرامية إلى تعزيز مشاركة المرأة في مكان العمل واجتذاب المواهب الأجنبية إلى المملكة. كما تعطي المجالس الأولوية للتنوع بين الجنسين؛ إذ ارتفع عدد المقاعد المخصصة للنساء في عام 2022 إلى 10 في المائة من 8 في المائة في عام 2021، من بين المديرين الجدد المعينين في المجالس السعودية.

كما أكد على تعزيز المهارات وزيادة المنافسة على المواهب للمديرين التنفيذيين ذوي الخبرة في المملكة، مع تنوعها بعيداً عن قطاع النفط والغاز، مشيراً إلى أنه على مستوى مجلس الإدارة، انخفض عدد المواطنين السعوديين المعينين من 90 في المائة إلى 84 في المائة، ما يعكس الأهمية المتزايدة للخبرة الدولية ووجهات النظر المتنوعة.

من جهته، أكد رجل الأعمال السعودي ورئيس مجلس إدارة، الدكتور كامل المنجد، على الحاجة للمواءمة بين مهارات أعضاء مجلس الإدارة والتوجيه الاستراتيجي للشركات، في حين أصبح التحول الرقمي أولوية، وأصبحت المنظمات بحاجة بشكل متزايد إلى أعضاء مجلس الإدارة ذوي الخبرة المباشرة والخبرة في المجال الرقمي.

وشدد المنجد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، على ضرورة أن تسعى المجالس السعودية إلى أن تكون أكثر استراتيجية وتزيد فاعليتها، مع إعطاء الأولوية للتقييم ودمجه في ثقافة مجلس الإدارة، مع أهمية غرس ثقافة مجلس الإدارة السعودي بالخبرات التي تمكن من الأداء الفعال والقدرة الجيدة على تحديد التقدم والتغيير الضروري بسرعة.

وأوضح أنه لا تزال هناك حاجة ضرورية لاستخدام أفضل الممارسات العالمية في تحديد المدة الزمنية، وعضوية اللجان المختلفة، والقدرة على قيادة عمل الأجور والتوظيف، مدركاً أن العديد من المجالس السعودية تفتقر إلى الخبرة العالمية في إدارة خلافة الرؤساء التنفيذيين.

واتفق المنجد مع الخبير الدولي جيست، على ضرورة تطوير مجالس إدارة تلبي المتطلبات المتغيرة للاقتصاد والتحول في تكوين مجلس الإدارة مع التركيز على خبرة مجلس الإدارة السابقة والتنوع في الجنس والجنسية والخبرة عبر الصناعة، وإعطاء الأولوية لتقييم مجلس الإدارة، والتخطيط للتعاقب، وتكوين مجلس الإدارة المتنوع.

من جهته، أكد رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية في جازان السعودية، الدكتور عبد الرحمن باعشن، أن مجالس الإدارة تحتاج إلى توسيع نطاق مناقشاتها حول التخطيط للخلافة إلى ما هو أبعد من منصب الرئيس التنفيذي، وتضمين فريق القيادة الأوسع والأدوار المحورية الأخرى داخل الشركة.

واتفق باعشن في حديثه لـ«الشرق الأوسط» مع الخبير الدولي جيست، على ضرورة اتخاذ تدابير استباقية لاختبار خطط الخلافة لجميع الوظائف الحيوية وضمان وجود خلفاء مؤهلين على الأقل في المجالات التي تفتقر فيها المهارات، مثل الوظائف الرقمية، مشيراً إلى أن البنية المحسنة، تعد أحد أهم مؤشرات نجاح مجلس الإدارة، لا سيما الجمع بين المزيج الصحيح من الخبرة ووجهات النظر.

ويرى باعشن أن الأنظمة الجديدة تساعد مجالس الإدارة على التحرك في الاتجاه الصحيح؛ إذ قدم قانون الشركات الجديد للشركات المساهمة المدرجة العديد من الأحكام التنظيمية، مثل اشتراط عقد أربعة اجتماعات لمجلس الإدارة سنوياً، وتطبيق حدود المدة بـ4 سنوات مع إمكانية إعادة الانتخاب إذا لزم الأمر، وإلغاء الحد الأقصى لأجور المديرين، ومعالجة البنود غير التنافسية للمديرين.


«كيبك» تعلن دخول مصفاة الزور حيز التشغيل الكامل

«كيبك» تعلن اكتمال تشغيل مصفاة الزور ورفع طاقة الكويت التكريرية إلى 1.415 مليون برميل يومياً (من موقع الشركة على «إكس»)
«كيبك» تعلن اكتمال تشغيل مصفاة الزور ورفع طاقة الكويت التكريرية إلى 1.415 مليون برميل يومياً (من موقع الشركة على «إكس»)
TT

«كيبك» تعلن دخول مصفاة الزور حيز التشغيل الكامل

«كيبك» تعلن اكتمال تشغيل مصفاة الزور ورفع طاقة الكويت التكريرية إلى 1.415 مليون برميل يومياً (من موقع الشركة على «إكس»)
«كيبك» تعلن اكتمال تشغيل مصفاة الزور ورفع طاقة الكويت التكريرية إلى 1.415 مليون برميل يومياً (من موقع الشركة على «إكس»)

أعلنت الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة «كيبك»، يوم الأحد، اكتمال تشغيل وحدات مصفاة الزور الثالثة والأخيرة التابعة لها، «بنجاح وبصورة آمنة».

وأشارت، في بيان صحافي، إلى أنها بهذه الخطوة تكون قد حققت هدف استراتيجية «مؤسسة البترول الكويتية» في الوصول إلى الطاقة التكريرية القصوى للمصفاة، والتي تبلغ 615 ألف برميل في اليوم، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وتُعدّ مصفاة الزور أحدث مصفاة في الكويت، وقد تجاوزت تكلفتها 16 مليار دولار، وتنتج منتجات مختلفة؛ منها زيت الوقود منخفض الكبريت، بنسبة كبريت 0.5 في المائة، كما يجري تزويد وزارة الكهرباء والماء الكويتية بكميات منه، في حين يصدَّر الباقي إلى الخارج.

وبهذه الخطوة ترتفع قدرة الكويت التكريرية إلى 1.415 مليون برميل يومياً، حيث تبلغ الطاقة الإجمالية للمصفاتين الأخريين؛ وهما ميناء عبد الله والأحمدي، 800 ألف برميل يومياً، وهما تابعتان لـ«شركة البترول الوطنية الكويتية».

وتعمل «مؤسسة البترول الكويتية»، التي تتبعها «كيبك» و«شركة البترول الوطنية»، على رفع طاقتها التكريرية إلى 1.6 مليون برميل يومياً، من المصافي الثلاث، مع التركيز على مصفاة الزور بشكل خاص.

وفي هذا الإطار، قال الرئيس التنفيذي لشركة «كيبك»، وليد الرشيد البدر، إن تشغيل المصفاة «يُعدّ إنجازاً استراتيجياً للكويت، وللقطاع النفطي بشكل خاص؛ نظراً للدور الكبير والمحوري المنوط بها في رسم مستقبل الصناعة النفطية للكويت». وأشار البدر إلى أن الشركة نجحت في تزويد محطات إنتاج الطاقة، التابعة لوزارة الكهرباء والماء الكويتية في جنوب وشمال البلاد، بزيت الوقود منخفض الكبريت.

من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي لعمليات مصفاة الزور، علي محمد العجمي، إن المصفاة صدّرت شحنات تجارية من الكيروسين والنافثا البتروكيماوي ووقود الطائرات عالي الجودة، بالإضافة إلى زيت الوقود والديزل منخفضي الكبريت إلى الأسواق العالمية. وأضاف أن الشركة قامت بتصدير أول وأكبر شحنة للديزل المطوَّر منخفض الكبريت إلى السوق الأوروبية، مما عزز مكانة مصفاة الزور بوصفها مزوداً رئيسياً للإمدادات المستدامة من المنتجات النفطية إلى الأسواق العالمية الآسيوية والأوروبية.


مذكرة تفاهم بين قناة السويس و«سكاتك» النرويجية بـ1.1 مليار دولار لتزويد السفن بالوقود الأخضر

جانب من توقيع مذكرة التفاهم بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وشركة «سكاتك» النرويجية في دبي (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع مذكرة التفاهم بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وشركة «سكاتك» النرويجية في دبي (الشرق الأوسط)
TT

مذكرة تفاهم بين قناة السويس و«سكاتك» النرويجية بـ1.1 مليار دولار لتزويد السفن بالوقود الأخضر

جانب من توقيع مذكرة التفاهم بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وشركة «سكاتك» النرويجية في دبي (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع مذكرة التفاهم بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وشركة «سكاتك» النرويجية في دبي (الشرق الأوسط)

ذكر بيان لهيئة قناة السويس المصرية، الأحد، أن المنطقة الاقتصادية للقناة وشركة «سكاتك إيه إس إيه» النرويجية المتخصصة في أنظمة الطاقة المتجددة، وقعتا مذكرة تفاهم بقيمة 1.1 مليار دولار لتزويد السفن بالوقود الأخضر. وأضاف البيان أن التوقيع جاء على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) في دبي. وأشار إلى أن مذكرة التفاهم تنص على إنتاج 100 ألف طن من الميثانول الأخضر سنوياً بحلول 2027. وأوضح البيان، أن رئيس الهيئة وليد جمال الدين، ورئيس المكتب الفني لوزير البترول المصري علاء حجر، والرئيس التنفيذي لشركة «سكاتك إيه إس إيه» تيربيه بيلسكوغ، قاموا بتوقيع مذكرة التفاهم. تستهدف مذكرة التفاهم، وفق البيان، «استصدار رخصة ممارسة نشاط تموين السفن بالوقود الأخضر لشركة (سكاتك) في منطقة شرق بورسعيد، بتكلفة استثمارية تبلغ نحو 1.1 مليار دولار (شاملة الاستثمارات الخاصة بتوليد الطاقة النظيفة)، ويصل حجم الإنتاج إلى 100 ألف طن من الميثانول الأخضر سنويّاً بحلول عام 2027، وتبلغ طاقة المحلل الكهربائي 190 ميغاواط بالاعتماد على 317 ميغاواط من طاقة الرياح، و140 ميغاواط من الطاقة الشمسية». وشهد التوقيع وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، ووزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، وممثلو كلٍّ من البنك الأفريقي للتنمية، ومؤسسة التنمية الدولية البريطانية. وأشار جمال الدين، في هذا الإطار، إلى نجاح شراكة «سكاتك» التي بدأت أول مشروعاتها بالمنطقة الاقتصادية، بتصدير أول شحنة أمونيا خضراء في العالم، وإلى «مدى أهمية منطقة شرق بورسعيد لتكون وجهة هذا المشروع لموقعها شمال قناة السويس، وتتكامل مع ميناءي شرق وغرب بورسعيد، وبالتالي تقع بالقرب من مناطق انتظار السفن». وأكد أن «تموين السفن بالوقود الأخضر ليس هدفاً في حد ذاته وإنما هو مطلب عالمي حتمي، خاصة أن الشحن البحري مسؤول عن 10 في المائة من انبعاثات الكربون في العالم؛ لذا فإن استخدام الوقود الأخضر في النقل البحري سوف يؤثر بشكل ملحوظ في خفض انبعاثات الكربون».


اتفاقية بين الإمارات والفلبين لإطلاق محادثات شراكة اقتصادية شاملة

وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية ثاني الزيودي يوقّع وثيقة شروط مع وزير التجارة الفلبيني ألفريدو باسكوال (من حساب الوزير الإمارتي على إكس)
وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية ثاني الزيودي يوقّع وثيقة شروط مع وزير التجارة الفلبيني ألفريدو باسكوال (من حساب الوزير الإمارتي على إكس)
TT

اتفاقية بين الإمارات والفلبين لإطلاق محادثات شراكة اقتصادية شاملة

وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية ثاني الزيودي يوقّع وثيقة شروط مع وزير التجارة الفلبيني ألفريدو باسكوال (من حساب الوزير الإمارتي على إكس)
وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية ثاني الزيودي يوقّع وثيقة شروط مع وزير التجارة الفلبيني ألفريدو باسكوال (من حساب الوزير الإمارتي على إكس)

وقّعت الإمارات والفلبين، الأحد، وثيقة تمهيدية لإطلاق الجولة الأولى من محادثات الشراكة الاقتصادية الشاملة لتعزيز العلاقات بين البلدين في القطاعات ذات الأولوية.

وقال وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية ثاني أحمد الزيودي، على منصة «إكس»، إنه وقَّع الوثيقة التي تحدد شروط ونطاق المحادثات مع وزير التجارة والصناعة الفلبيني ألفريدو باسكوال.

وأضاف أن المحادثات ستنطلق من «قاعدة صلبة من التجارة البينية غير النفطية المزدهرة»، موضحاً أنها بلغت 506 مليارات دولار في النصف الأول من 2023.

كانت الإمارات قد أعلنت، السبت، الانتهاء من بنود اتفاقية تجارية مع كولومبيا وصفتها بأنها أول اتفاق ثنائي من نوعه بين منطقة الخليج وأميركا الجنوبية.

وقال ثاني الزيودي وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية على منصة «إكس»: «أنجزت الإمارات وكولومبيا اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، هي الأولى من نوعها بين دولتين بمنطقة الخليج وأميركا الجنوبية».

وأضاف: «تدشن هذه الشراكة حقبة جديدة من التعاون البنَّاء والنمو الاقتصادي المتبادل، كما تؤسس منصة واعدة لبناء الشراكات التجارية والاستثمارية بين مجتمعي الأعمال بالبلدين».

وأشارت وكالة أنباء الإمارات (وام) إلى أن الاتفاقية بمجرد بدء تنفيذها ستؤدي إلى «إزالة أو تخفيض الرسوم الجمركية على غالبية خطوط الإنتاج، وإزالة الحواجز غير الضرورية أمام التجارة، وتحسين الوصول إلى الأسواق، وتعميق التعاون في مجالات التجارة الرقمية والخدمات المالية والاتصالات والطاقة والبيئة والضيافة والسياحة والبنية التحتية والزراعة وإنتاج الغذاء».


تحذيرات ألمانية من زيادة الأعباء الاقتصادية على الشركات

سفن حاويات في أحد الموانئ التجارية بألمانيا (رويترز)
سفن حاويات في أحد الموانئ التجارية بألمانيا (رويترز)
TT

تحذيرات ألمانية من زيادة الأعباء الاقتصادية على الشركات

سفن حاويات في أحد الموانئ التجارية بألمانيا (رويترز)
سفن حاويات في أحد الموانئ التجارية بألمانيا (رويترز)

حذرت غرفة الصناعة والتجارة الألمانية من زيادة العبء على الأوساط الاقتصادية في ظل أزمة الموازنة الحالية بألمانيا. وقال رئيس الغرفة بيتر أدريان، وفق وكالة الأنباء الألمانية: «يجب على الحكومة الاتحادية تحقيق التوازن - بين الامتثال لالتزامات سياسية لأجل مشروعات صناعية فردية والامتثال لإعفاءات متفق عليها لرسوم الشبكات وضرائب الكهرباء - عند تحديد المسار بالنسبة للميزانية. وكل منهما لا غنى عنه لأجل تأمين سلاسل القيمة الصناعية بأكملها». وأضاف أدريان أن التركيز على مشروعات كبرى سيمثل خطراً على تشغيل كثير من الشركات متوسطة الحجم، وكذلك على التكاتف الاجتماعي. يشار إلى أن هناك نقاشات تدور حالياً داخل الائتلاف الحاكم بألمانيا حول كمّ الأموال التي يمكن أن تنفقها الحكومة خلال العام المقبل. وباتت الحكومة الألمانية ملزمة بتعديل خططها المالية إثر حكم مفاجئ أصدرته المحكمة الدستورية الاتحادية، أعلى محكمة في البلاد، هذا الشهر والذي شكك في ممارسات الحكومة المتعلقة باستخدام الصناديق الخاصة. وفي غضون ذلك، كشف استطلاع حديث أن كثيراً من العاملين بشركات بألمانيا يمكنهم توقع زيادة قوية في الأجور خلال العام المقبل. وجاء في الاستطلاع الذي أجراه معهد «إيفو» الألماني لأبحاث الاقتصاد، وشركة «راندشتاد» الألمانية للتوظيف، أن أغلب رؤساء أقسام الموارد البشرية بالمؤسسات التي شملها الاستطلاع يتوقعون في شركاتهم زيادة الأجور بنسبة 4.7 في المائة في المتوسط. ولأجل إجراء الاستطلاع، قام باحثو الاقتصاد بسؤال 686 مدير موارد بشرية بمؤسسات صناعية وتجارية وكذلك شركات خدمات. وذكر 82 في المائة ممن شملهم الاستطلاع أنهم يتوقعون زيادة الأجور العام المقبل، بينما ذكر 17 في المائة أنهم يتوقعون أن تبقى الأجور كما هي. وجاء في الاستطلاع أيضاً أن المؤسسات الصناعية التي شملها الاستطلاع تخطط لزيادة الأجور بنسبة 4 في المائة في المتوسط، وتخطط الشركات التجارية لزيادة بنسبة 4.9 في المائة، بينما تخطط شركات الخدمات لزيادة بنسبة 5.2 في المائة. وذكرت نصف المؤسسات التي شملها الاستطلاع أن عدد الموظفين لديها سيظل كما هو خلال النصف الأول من العام الحالي، بينما ذكرت 19 في المائة من المؤسسات أنها تعتزم تخفيض أماكن العمل لديها، وفي المقابل ذكرت 32 في المائة أنها تخطط لزيادة عدد الأفراد لديها. جدير بالذكر أن نصف المؤسسات التي ذكرت أنها تبحث عن أفراد، أشارت إلى أن هناك عدداً محدوداً للغاية من المتقدمين، وفق الاستطلاع.


دول مجلس التعاون الخليجي الأولى عالمياً بإنتاج النفط الخام وباحتياطيه

خلال انعقاد الدورة 43 للمجلس الأعلى بالرياض في ديسمبر الماضي (واس)
خلال انعقاد الدورة 43 للمجلس الأعلى بالرياض في ديسمبر الماضي (واس)
TT

دول مجلس التعاون الخليجي الأولى عالمياً بإنتاج النفط الخام وباحتياطيه

خلال انعقاد الدورة 43 للمجلس الأعلى بالرياض في ديسمبر الماضي (واس)
خلال انعقاد الدورة 43 للمجلس الأعلى بالرياض في ديسمبر الماضي (واس)

تحتل دول مجلس التعاون الخليجي المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج النفط الخام، وفي احتياطي هذا النفط كما في احتياطي الغاز الطبيعي، وفي المرتبة الثانية عالمياً في فائض الميزان التجاري. هذه البيانات نشرتها الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عشية انعقاد الدورة 44 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على مستوى القادة في قطر.

وتحتل دول مجلس التعاون الخليجي المكانة التالية عالمياً:

- الأولى عالمياً في إنتاج النفط الخام، وفي احتياطي النفط الخام وفي الغاز الطبيعي.

- الثانية عالمياً في فائض الميزان الجاري.

- الخامسة عالمياً في إجمالي الصادرات.

- التاسعة عالمياً في الناتج المحلي بالأسعار الجارية.

- الحادية عشرة من حيث التبادل التجاري.

- الرابعة عشرة في إجمالي الواردات.

وفيما يتعلق أهداف مؤشرات التنمية المستدامة لعام 2022، ذكرت الأمانة العامة أن نسبة السكان الذين يعتمدون على الوقود والتكنولوجيا النظيفين بشكل أساسي تتراوح بين 99.3 في المائة و100 في المائة.

أما نسبة السكان الذين يستفيدون من خدمات مياه الشرب التي تدار بطريقة مأمونة فتتراوح بين 99.2 في المائة و100 في المائة، في حين تتراوح نسبة النفايات الخطرة المعالجة بين 70.5 في المائة و100 في المائة.

وأشارت إلى أن نسبة الشباب بين 15 و24 عاماً، خارج مقاعد التعليم والتدريب وصفوف القوى العاملة، تتراوح بين 2.4 في المائة و19.4 في المائة. أما نسبة المقاعد التي تشغلها النساء في البرلمان فتتراوح بين 1.5 في المائة و50 في المائة.

ولفتت إلى اكتمال نسبة 100 في المائة للولادات التي تتم في هذه الدول تحت إشراف طبي، بالإضافة إلى المدارس التي تحصل على الخدمات الأساسية.

وفي أبرز مؤشرات التنمية الشاملة، فإن 100 في المائة من دول المجلس لديها القدرة على تخزين الغذاء بأمان، وتكييف استراتيجية التغير المناخي مع السياسات الوطنية الزراعية، إضافة إلى استراتيجيات وطنية للحد من مخاطر التلوث.

كما تستفيد نسبة 100 في المائة من سكان دول المجلس، من خدمات الكهرباء، والتكنولوجيا النظيفة، ويعتمدون على وقود الطبخ النظيف، ويعيشون في أسر معيشية يمكنها الحصول على الخدمات الأساسية (التعليم والصحة). في حين أن نسبة مدارس دول المجلس التي تتوفر فيها بنية تحتية ومواد ملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى مياه الشرب الآمنة الأساسية، تصل إلى 100 في المائة.

وكان البنك الدولي ذكر في تقرير له منذ أيام، أن جهود التنويع الاقتصادي في منطقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدأت تؤتي ثمارها، مع استمرار الحاجة إلى مزيد من الإصلاحات.


«إيفرغراند» أمام مفترق طرق مصيري بشأن تصفيتها

يظهر شعار الشركة الذي أُزِيلَ جزئياً لمجموعة «تشاينا إيفرغراند» على واجهة مقرها الرئيسي في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ في الصين 10 يناير 2022 (رويترز)
يظهر شعار الشركة الذي أُزِيلَ جزئياً لمجموعة «تشاينا إيفرغراند» على واجهة مقرها الرئيسي في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ في الصين 10 يناير 2022 (رويترز)
TT

«إيفرغراند» أمام مفترق طرق مصيري بشأن تصفيتها

يظهر شعار الشركة الذي أُزِيلَ جزئياً لمجموعة «تشاينا إيفرغراند» على واجهة مقرها الرئيسي في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ في الصين 10 يناير 2022 (رويترز)
يظهر شعار الشركة الذي أُزِيلَ جزئياً لمجموعة «تشاينا إيفرغراند» على واجهة مقرها الرئيسي في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ في الصين 10 يناير 2022 (رويترز)

تشهد الصين حالياً أزمة ديون مزدوجة، حيث تكافح شركات التطوير العقاري الكبرى لتجنب التصفية، بينما ترتفع معدلات التخلف عن السداد بين المستهلكين، ما يسلط الضوء على مخاطر الإفراط في الاقتراض.

في قطاع العقارات، تواجه مجموعة «تشاينا إيفرغراند» جلسة استماع في محكمة هونغ كونغ، يوم الاثنين، بشأن طلب الدائنين تصفية الشركة، وهي دعوى قضائية ظلت عالقة مدة 18 شهراً تقريباً. ويجب على المطور العقاري العملاق إقناع القاضي بأن لديه خطة ملموسة لإعادة هيكلة ديونه البالغة أكثر من 300 مليار دولار وتجنب التصفية. ومن المرجح أن يؤدي الفشل في القيام بذلك إلى التصفية، ما يؤدي إلى مزيد من الفوضى في عمليات المجموعة، ويزيد من التأثير في المعنويات في سوق الإسكان.

وتحاول شركة «إيفرغراند» إنقاذ إصلاح ديونها بمليارات الدولارات منذ أن أدت سلسلة من النكسات إلى عرقلة العملية في الأشهر الأخيرة. وفي أحدث تطور قبل جلسة المحكمة، تطالب مجموعة من الدائنين الخارجيين بالسيطرة على حصص الأسهم في المطور ووحدتين مدرجتين في هونغ كونغ، وفق ما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

وواجهت الشركة، وهي المطور العقاري الأكثر مديونية في العالم، مشكلات عندما قام المنظمون الصينيون باتخاذ إجراءات صارمة ضد الاقتراض المفرط في قطاع العقارات، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس». وفي الشهر الماضي، قالت الشركة إن الشرطة الصينية تحقق مع رئيس مجلس إدارة «إيفرغراند»، هوي كا يان، في جرائم مشتبه بها غير محددة، وهي أحدث عقبة أمام جهود الشركة لحل مشكلاتها المالية.

وكانت المحكمة العليا في هونغ كونغ قد أجلت جلسة الاستماع بشأن التصفية المحتملة للشركة مرات عدة. وقالت القاضية ليندا تشان في أكتوبر (تشرين الأول) إن جلسة، الاثنين، ستكون الأخيرة قبل صدور القرار. ومن الممكن أن يُطلب من الشركة التصفية إذا رفض دائنوها الخطة.

وفي سبتمبر (أيلول)، تخلت «إيفرغراند» عن خطتها الأولية لإعادة هيكلة الديون بعد أن منعتها السلطات من إصدار سندات دولارية جديدة، كانت جزءاً أساسياً من خطتها.

وتخلفت الشركة عن الوفاء بالتزاماتها المالية لأول مرة في عام 2021، بعد ما يزيد قليلاً على عام من قيام بكين بتضييق الخناق على إقراض مطوري العقارات في محاولة لتهدئة الفقاعة العقارية.

هذا وتعد «إيفرغراند» واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري التي عجزت عن سداد ديونها. لكن شركات أخرى، بما في ذلك شركة «كانتري غاردن»، أكبر شركة تطوير عقاري في الصين، واجهت أيضاً مشكلات، حيث امتدت مشكلاتها عبر الأنظمة المالية داخل الصين وخارجها.

كما أثرت تداعيات أزمة العقارات على صناعة الظل المصرفية في الصين، وهي مؤسسات تقدم خدمات مالية مماثلة للبنوك ولكنها تعمل خارج القواعد التنظيمية المصرفية. وتحقق الشرطة مع مجموعة «تشونغ تشي»، وهو بنك ظل رئيسي في الصين أقرض مليارات الدولارات لمطوري العقارات، بعد أن قالت إنها معسرة وعليها التزامات تصل إلى 64 مليار دولار.

تجدر الإشارة إلى أن العقارات هي التي قادت الازدهار الاقتصادي في الصين، لكن المطورين اقترضوا بكثافة عندما حولوا المدن إلى غابات من أبراج الشقق والمكاتب. وقد ساعد ذلك في دفع إجمالي ديون الشركات والحكومات والأسر إلى ما يعادل أكثر من 300 في المائة من الناتج الاقتصادي السنوي، وهو معدل مرتفع بشكل غير عادي بالنسبة لدولة متوسطة الدخل.

ولمنع تسرب المشكلات إلى الاقتصاد من قطاع العقارات، أفادت التقارير بأن المنظمين الصينيين قاموا بصياغة قائمة تضم 50 مطوراً مؤهلين للحصول على دعم التمويل، من بين تدابير أخرى تهدف إلى دعم الصناعة.

الديون تهدد الاقتصاد وحياة المواطنين

أما بالنسبة لتخلف المواطنين عن السداد، فقد ارتفعت ديون المقترضين الصينيين إلى مستوى قياسي منذ تفشي جائحة فيروس «كورونا»، ما سلط الضوء على عمق الانكماش الاقتصادي في البلاد والعقبات التي تحول دون التعافي الكامل. وقد أدرجت السلطات رسمياً على القائمة السوداء ما مجموعه 8.54 مليون شخص، معظمهم تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عاماً، بعد فشلهم في سداد مدفوعات كل شيء من الرهون العقارية إلى القروض التجارية، وفقاً للمحاكم المحلية، وفق تقرير لصحيفة «فاينانشيال تايمز».

وهذا العدد، أي ما يعادل نحو 1 في المائة من البالغين الصينيين في سن العمل، ارتفع من 5.7 مليون متخلف عن السداد في أوائل عام 2020، حيث أدت عمليات الإغلاق الوبائية والقيود الأخرى إلى إعاقة النمو الاقتصادي، وتدمير دخل الأسرة، وفقاً لصحيفة الـ«فاينانشيال تايمز».

ومن شأن العدد المتنامي من المتخلفين عن السداد أن يزيد صعوبة تعزيز ثقة المستهلك بالصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ومصدر مهم للطلب العالمي. كما يسلط الضوء على افتقار البلاد إلى قوانين الإفلاس الشخصية التي قد تخفف من الأثر المالي والاجتماعي للديون المرتفعة.

وبموجب القانون الصيني، يُحظر على المتخلفين عن السداد ممارسة مجموعة من الأنشطة الاقتصادية، بما في ذلك شراء تذاكر الطيران، وإجراء المدفوعات من خلال تطبيقات الهاتف المحمول «علي باي» و«وي تشات باي»، ما يمثل عائقاً إضافياً على الاقتصاد الذي يعاني من تباطؤ قطاع العقارات، وتراجع ثقة المستهلك. ويجري تشغيل عملية القائمة السوداء بعد رفع دعوى قضائية ضد المقترض من قبل الدائنين، مثل البنوك، ثم تفويت الموعد النهائي للدفع اللاحق.

وقال كبير الاقتصاديين في بنك «هانغ سينغ» الصين، دان وانغ: «الزيادة الجامحة في عدد المتخلفين عن السداد هي نتاج ليس فقط المشكلات الدورية، بل أيضاً المشكلات الهيكلية. الوضع قد يزداد سوءاً قبل أن يتحسن».

وتأتي أزمة الديون الشخصية في أعقاب فورة الاقتراض من قبل المستهلكين الصينيين؛ فقد تضاعفت ديون الأسر كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي تقريباً خلال العقد الماضي إلى 64 في المائة في سبتمبر، وفقاً للمؤسسة الوطنية للتمويل والتنمية، وهي مؤسسة بحثية مقرها بكين.

لكن الالتزامات المالية المتصاعدة أصبحت خارج نطاق السيطرة على نحو متنامٍ مع توقف نمو الأجور أو تحوله إلى المستوى السلبي في خضم الضائقة الاقتصادية.

وبينما يكافح عدد متنامٍ من المستهلكين الصينيين الذين يعانون من ضائقة مالية لتغطية نفقاتهم، توقف كثير منهم عن دفع فواتيرهم. ويكافح مزيد من السكان الصينيين أيضاً من أجل الحصول على عمل. فقد وصلت البطالة بين الشباب إلى مستوى قياسي بلغ 21.3 في المائة في يونيو (حزيران)، ما دفع السلطات إلى التوقف عن نشر البيانات.

وقال موظف مكتب في شنغهاي تخلف عن سداد مدفوعاته بعد تسريحه من منصبه في أيار (مايو) الماضي، جون وانغ: «سأدفع رصيد بطاقتي الائتمانية البالغ 28 ألف رنمينبي (4000 دولار) عندما تكون لدي وظيفة»، لا أعرف متى سيحدث ذلك».

ومن جهته، قال بنك التجار الصيني هذا الشهر إن القروض المعدومة من مدفوعات بطاقات الائتمان التي تأخرت عن سدادها 90 يوماً زادت بنسبة 26 في المائة في عام 2022 مقارنة بالعام السابق. كما أبلغت أكاديمية «تشاينا إندكس»، وهي شركة استشارية مقرها شنغهاي، عن 584 ألف حالة لحبس الرهن في الصين في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، بزيادة تقارب الثلث على العام السابق.

وقد تكون الحياة بالنسبة للمقترضين المدرجين في القائمة السوداء صعبة؛ لأنهم يتنقلون بين العشرات من القيود التي تفرضها الدولة، حيث يُحظر على المتخلفين عن السداد وأسرهم العمل في الوظائف الحكومية، بل يمكن منعهم من استخدام الطرق ذات الرسوم.

وأصيبت صاحبة شركة إعلانات في مقاطعة جيانغشي في جنوب شرقي البلاد، جاين تشانغ، والتي تخلفت عن سداد قرض مصرفي، بالذعر عندما منعتها محكمة محلية في مايو من استخدام «وي تشات باي» لشراء وجبات لطفلها الصغير. وقالت تشانغ، التي أقنعت المحكمة فيما بعد بإسقاط حظر الدفع عبر الهاتف المحمول مع الإبقاء على العقوبات الأخرى: «اعتقدت أن ابني سيتضور جوعاً لأنه لم يكن لدي أي نقود في متناول اليد، وكنت أقوم بجمع مشترياتي اليومية من خلال (وي تشات)».

ومع ارتفاع حالات التخلف عن السداد، اقترح الخبراء القانونيون إدخال قوانين الإفلاس الشخصي مع تخفيف عبء الديون عن حالات الإعسار الفردية.

لكن الافتقار إلى الشفافية في ما يتعلق بالشؤون المالية الشخصية جعل من الصعب تنفيذ مثل هذه التدابير. ولم يحرز صانعو السياسات سوى تقدم ضئيل في إقرار اللوائح المتعلقة بالإفصاح عن الأصول الفردية بسبب ردود الفعل العنيفة من المسؤولين الحكوميين ومجموعات المصالح الأخرى خشية أن تكشف القواعد عن الفساد.

ومع تضاؤل الأمل في الإغاثة، تخلى كثير من المقترضين المدرجين في القائمة السوداء عن استعادة صحتهم المالية. وقررت تشانغ إغلاق أعمالها الإعلانية بعد خسارتها حسابات من الإدارات الحكومية المحلية المحظورة من العمل مع الشركات المدرجة في القائمة السوداء.

وقالت: «أشارت المحكمة إلى أن حياتي ستعود إلى طبيعتها إذا سددت الدين». «ولكن كيف يمكنني كسب المال عندما أواجه كثيراً من القيود؟».