أقر المدير التنفيذي المُشارك السابق في بورصة العملات المشفرة «إف تي إكس» ريان سلامة، بأنه مذنب في التهم الجنائية المتعلقة بانهيار «إف تي إكس»، وتزوير الانتخابات الفيدرالية في الولايات المتحدة، ونقل الأموال بطريقة غير شرعية، وذلك قبل أقل من شهر من بدء المحاكمة ضد مؤسس البورصة سام بانكمان-فرايد.
فقد أقر سلامة الذي شارك في قيادة الكيان الرئيسي للبورصة في الأسواق الرقمية في جزر البهاما وأصبح مانحاً سياسياً جمهورياً كبيراً، في جلسة استماع أمام المحكمة الفيدرالية التابعة للمنطقة الجنوبية في نيويورك، بالتآمر لتقديم مساهمات سياسية غير قانونية وتشغيل شركة تحويل أموال غير مرخصة.
وقال الشاب البالغ من العمر 30 عاماً إنه قدم تبرعات بلغ مجموعها عشرات الملايين من الدولارات للمرشحين الجمهوريين في الفترة التي سبقت الانتخابات النصفية لعام 2022 باسمه.
«قمت بتقديم 10 ملايين دولار كمساهمات سياسية وادعيت أنها قروض، ولم أكن أنوي سدادها»، قال سلامة، وفقاً لما نشرته «إينر سيتي برس» على منصة «إكس».
وأضاف سلامة: «كان هذا التصرف مدعوماً من قبل سام بانكمان-فرايد، وكنت أعلم أنه غير قانوني... بصفتي رئيس قسم التسويات في (ألاميدا)، استخدمت العديد من المصارف، وكان أحدها في كاليفورنيا. لم أكن أعلم حينها أنه يجب عليَّ الحصول على ترخيص، ولكني أعلم هذا الآن».
وأوضح أن التبرعات كانت في الواقع «ممولة من التحويلات من الحسابات المصرفية لشركة تابعة لشركة (ألاميدا)»، في إشارة إلى شركة تجارية تابعة لـ«إف تي إكس».
وفي حين تم تصنيف هذه التحويلات على أنها قروض، قال سلامة إنه «لم يكن ينوي أبداً سدادها».
ووفقاً للإعلان الذي نشرته وزارة العدل الأميركية في السابع من سبتمبر (أيلول)، اعترف سلامة بالذنب أمام قاضٍ في المحكمة الفيدرالية، مما جعله الشخصية الرئيسية الرابعة المرتبطة ببورصة «إف تي إكس» التي تواجه تهماً جنائية.
وقام مكتب التحقيقات الفيدرالي بتفتيش منزل سلامة، الذي ورد أنه اشترى طائرة خاصة أثناء وجوده في «إف تي إكس» في أبريل (نيسان) الماضي.
وتصل عقوبة تهم سلامة إلى السجن لمدة 10 سنوات كحد أقصى. وتم إطلاق سراحه بعد نشر سند بقيمة مليون دولار، وسيتم الحكم عليه في مارس (آذار) المقبل.
ووفقاً لمساعد المدعي العام الأميركي، صموئيل ريموند، اعترف المدير التنفيذي المُشارك السابق في «إف تي إكس» بالتهم الجنائية المُوجهة إليه، إلا أنه سيقدم طلباً للإفراج المشروط بعد انعقاد المحاكمة الجنائية الخاصة بالمدير التنفيذي السابق لـ«إف تي إكس» سام بانكمان-فرايد، المقررة في 3 أكتوبر (تشرين الأول).
ووافق سلامة على مصادرة ما يقرب من 1.55 مليار دولار من الأصول كجزء من اتفاقية الإقرار بالذنب، والتي تشمل دفعة نقدية بقيمة 6 ملايين دولار كغرامات لحكومة الولايات المتحدة، و5 ملايين دولار لدائني «إف تي إكس»، كما سيتنازل عن عقارين في ماساتشوستس وسيارته «البورش».
وكانت «إف تي إكس»، التي كانت بورصة تشفير رئيسية وقيمتها 32 مليار دولار، انهارت في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن كشفت أزمة أسواق الأصول الرقمية عن خلل بمليارات الدولارات في حساباتها. ويواجه بانكمان-فرايد لائحة طويلة من التهم الجنائية، بما في ذلك الاحتيال والتآمر لارتكاب تبييض أموال، علماً أنه دفع بأنه غير مذنب.
وفي أواخر ديسمبر (كانون الأول)؛ أي بعد أكثر من شهر بقليل من انهيار «إف تي إكس»، توصل غاري وانغ وكارولين إليسون إلى صفقات مع المدعين الفيدراليين. وكان وانغ أحد المؤسسين، وكذلك كبير موظفي التكنولوجيا السابقين في البورصة، في حين كانت إليسون الرئيسة التنفيذية المشاركة لشركة «ألاميدا» للأبحاث. وفي فبراير (شباط)، أقر نيشاد سينغ، وهو أيضاً مؤسس «إف تي إكس» الذي قاد الفريق الهندسي للشركة، بأنه مذنب.