«أبل» تخسر 200 مليار دولار من قيمتها السوقية بسبب الحظر الصيني

توقيت سيئ بالنسبة للشركة التي تستعد الثلاثاء لإطلاق أحدث منتجاتها

كاميرات المراقبة بالقرب من إعلان «آيفون» في متجر «أبل» في بكين (رويترز)
كاميرات المراقبة بالقرب من إعلان «آيفون» في متجر «أبل» في بكين (رويترز)
TT

«أبل» تخسر 200 مليار دولار من قيمتها السوقية بسبب الحظر الصيني

كاميرات المراقبة بالقرب من إعلان «آيفون» في متجر «أبل» في بكين (رويترز)
كاميرات المراقبة بالقرب من إعلان «آيفون» في متجر «أبل» في بكين (رويترز)

خسرت «أبل» نحو 200 مليار دولار من قيمتها السوقية على مدى أيام مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين؛ إذ ذكر العديد من وسائل الإعلام هذا الأسبوع أن بكين تستهدف صانع هاتف «آيفون».

وانخفضت أسهم «أبل» بنسبة 3 في المائة يوم الخميس، وبأكثر من 5 في المائة في الأسبوع، جراء تقارير عن حظر موظفي الدولة الصينية استعمال هاتف «آيفون» الذي تصنعه «أبل».

وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الحظر للمرة الأولى ونقلت عن مصادر لم تسمها أن الصين تأمر المسؤولين في وكالات الحكومة المركزية بعدم استخدام هواتف «آيفون» أو غيرها من الهواتف ذات العلامات التجارية الأجنبية.

ونقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» عن ستة مصادر لم تسمها في مؤسسات حكومية وشركات مملوكة للدولة، قائلة إنه تم إخبارهم بالتوقف عن استخدام هواتف «أبل». وقالت إن الحظر يوسع القيود السابقة على استخدام أجهزة «آيفون» في العمل.

«تتطلع بكين إلى تقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأميركية، لكن هذا (الحظر) بمثابة رياح معاكسة كبيرة لشركة (أبل)؛ إذ إن الصين هي أكبر سوق دولية لها وتمثل نحو 20 في المائة من إيراداتها»، قالت فيكتوريا سكولدر، رئيسة الاستثمار في «المستثمر التفاعلي»، وهي منصة استثمارية في المملكة المتحدة.

وعندما سئل عن الحظر في مؤتمر صحافي يومي في بكين، لم يعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ مباشرة، واكتفى بالقول إن «المنتجات والخدمات من أي بلد مرحب بها لدخول السوق الصينية ما دامت تمتثل للقوانين واللوائح الصينية».

وقد تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين. وفي أوائل الشهر الماضي، وقّع الرئيس جو بايدن أمراً تنفيذياً لفرض قيود على الاستثمار الأميركي في التكنولوجيا الفائقة في الصين، مما يعكس المنافسة الشديدة بين أكبر اقتصادين في العالم.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن بايدن، الذي غادر مساء الخميس متوجهاً إلى نيودلهي، سيستغل قمة «مجموعة العشرين» السنوية كفرصة للولايات المتحدة لتسليط الضوء على اقتراح للدول النامية والمتوسطة الدخل من شأنه زيادة قوة الإقراض للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بنحو 200 مليار دولار.

ويسعى بايدن إلى التأكيد على أن الولايات المتحدة وحلفاءها المتشابهين في التفكير هم شركاء اقتصاديون وأمنيون أفضل من الصين.

ويأتي الحظر على «آيفون» في وقت سيئ لشركة «أبل» التي تستعد لإطلاق أحدث منتجاتها يوم الثلاثاء المقبل؛ إذ من المتوقع أن تكشف النقاب عن أحدث هاتف ذكي لها «آيفون 15».

وتم نشر إعلان تشويقي للبث المباشر للحدث، أطلق عليه اسم «وندرلوست»، على موقع «يوتيوب»، ولم يكشف عن أي تفاصيل، وفق ما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».

كما تواجه «أبل» تهديداً من شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة «هواوي»، التي أطلقت أخيراً أحدث هاتف ذكي لها «مايت 60 برو».

وبحسب ما ورد، فإن الهاتف الذكي الذي أطلقته «هواوي» لديه ما يكفي من القوة والسرعة لمنافسة «آيفون»، وتم بيعه بسرعة في الصين.

وأثارت قدرات «هواوي» مخاوف من أن الصين تمكنت من التحايل على القيود الأميركية التي تمنعها من الحصول على مكونات عالية التقنية مثل رقائق المعالجات المتقدمة التي شلت بشكل فعال أعمالها في مجال الهواتف الذكية.


مقالات ذات صلة

محكمة تايلاندية ترفض دعوى ضد شركة إسرائيلية تنتج برنامج «بيغاسوس» لاختراق الهواتف

شؤون إقليمية كلمة «بيغاسوس» تظهر على هاتف ذكي موضوع على لوحة مفاتيح في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في 4 مايو 2022 (رويترز)

محكمة تايلاندية ترفض دعوى ضد شركة إسرائيلية تنتج برنامج «بيغاسوس» لاختراق الهواتف

ألغت محكمة تايلاندية دعوى قضائية رفعها ناشط مؤيد للديمقراطية قال فيها إن برنامج التجسس الذي أنتجته شركة تكنولوجيا إسرائيلية تم استخدامه لاختراق هاتفه.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
عالم الاعمال إلهام الابتكار الرقمي مع «inspireU» من «stc»

إلهام الابتكار الرقمي مع «inspireU» من «stc»

تتطلع مجموعة «إس تي سي (stc)» عبر مسرعة «inspireU»، أول مسرّعة أعمال في السعودية مخصصة، لدعم الشركات الناشئة الخليجية والأوروبية.

شمال افريقيا جانب من قطاع الاتصالات في مصر (وزارة الاتصالات)

زيادة مرتقبة لأسعار خدمات الاتصالات تعمق أزمة الغلاء بمصر

أثار حديث مسؤول حكومي مصري عن زيادة مرتقبة في أسعار خدمات الاتصالات مخاوف لدى المصريين من موجة غلاء جديدة.

أحمد إمبابي (القاهرة )
أوروبا السفينة الصينية حاملة البضائع «يي بينغ 3» راسية وتخضع للمراقبة من قبل سفن دورية بحرية دنماركية ببحر كاتيغات بالقرب من مدينة غرانا في غوتلاند الدنماركية يوم 20 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

السويد والدنمارك لا تستبعدان تعرض كابلين بحريين لعمل تخريبي

قال رئيسا وزراء السويد والدنمارك، اليوم (الأربعاء)، إنهما لا يستبعدان أن يكون انقطاع كابلين في بحر البلطيق نتيجة عمل تخريبي.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الولايات المتحدة​ سفينة تربط  الكابل البحري Cinia C-Lion1 بين فنلندا وألمانيا في 12 أكتوبر 2015 (رويترز)

تحقيق ألماني - فنلندي - سويدي في حادثة تضرر «كابل الاتصالات»

وصف وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس حادث تضرر كابل اتصالات يربط بين فنلندا وبلاده من جهة، والسويد وليتوانيا من جهة أخرى، بـ«عمل تخريبي».

«الشرق الأوسط» (لندن)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
TT

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

رغم عدم إعلان العديد من الدول الحليفة لواشنطن بـ«شكل مباشر» لاعتراضها على جوانب من أحدث حلقات العقوبات الأميركية ضد روسيا، فإن التصريحات المتوالية أشارت إلى تضرر هذه الدول وبحثها عن حلول لتجاوز شظايا العقوبات.

وعقب إعلان واشنطن يوم الخميس عن فرض عقوبات على حزمة من البنوك الروسية، قفزت إلى السطح مشكلة معقدة، إذ إن أحد تلك البنوك هو «غازبروم بنك»، المملوك من شركة الغاز الحكومية «غازبروم»، ويعد من أهم الحلقات المالية للتحويلات مقابل شراء الغاز الروسي من الدول الخارجية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على بنك غازبروم، في الوقت الذي يكثف فيه الرئيس جو بايدن الإجراءات لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا قبل أن يترك منصبه في يناير (كانون الثاني).

وبفرض العقوبات الأميركية، وتجريم التعامل مع البنك الروسي، فإن واشنطن حكمت عرضيا باحتمالية وقف إمداد دول كثيرة حليفة لها بالغاز الروسي.

وفي ردود الفعل الأولية، قالت وزارة الاقتصاد في سلوفاكيا إنها تحلل العقوبات الأميركية الجديدة ضد «غازبروم بنك»، وستعرف تأثيرها المحتمل على سلوفاكيا قريبا. وتمتلك شركة «إس بي بي»، المشتري الحكومي للغاز في سلوفاكيا، عقدا طويل الأجل مع «غازبروم».

كما قالت وزارة الخارجية المجرية في رد بالبريد الإلكتروني على «رويترز» يوم الخميس إنها تدرس تأثير العقوبات الأميركية الجديدة ضد «غازبروم بنك»، وستتصل بمورد الغاز الطبيعي إذا لزم الأمر. وبموجب اتفاق مدته 15 عاماً تم توقيعه في عام 2021، تحصل المجر على 4.5 مليار متر مكعب سنوياً من روسيا من خلال شركة غازبروم.

وخارج القارة الأوروبية، قال وزير الصناعة الياباني يوجي موتو يوم الجمعة إن اليابان ستتخذ كافة التدابير الممكنة لمنع حدوث اضطرابات في تأمين إمدادات مستقرة من الغاز الطبيعي المسال من مشروع «سخالين-2» الروسي في أعقاب العقوبات الأميركية الجديدة.

ومنحت العقوبات الأميركية إعفاءات للمعاملات المتعلقة بمشروع النفط والغاز سخالين-2 في أقصى شرق روسيا حتى 28 يونيو (حزيران) 2025، وفقاً لرخصة عامة محدثة نشرتها وزارة الخزانة.

وقال موتو في مؤتمر صحافي يوم الجمعة: «إن سخالين-2 مهم لأمن الطاقة في اليابان»، مشيراً إلى أنه لا يوجد انقطاع فوري، حيث يتم استبعاد المعاملات من خلال «غازبروم بنك» مع «سخالين-2» أو «سخالين إنرجي» من العقوبات. وقال: «سنستمر في تقديم تفسيرات مفصلة للولايات المتحدة وأعضاء مجموعة السبع الآخرين كما فعلنا في الماضي، واتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان عدم وجود عقبات أمام تأمين إمدادات مستقرة لليابان».

من ناحية أخرى، قال رئيس شركة «أوساكا» للغاز، وهي مشتري للغاز الطبيعي المسال «سخالين-2»، إن العقوبات الأميركية الجديدة لن تؤثر على عملية تسوية شراء الوقود.

ولا تتوقع الشركة، وهي ثاني أكبر مزود للغاز في اليابان، والتي تشتري الوقود المبرد للغاية من «سخالين-2» بموجب عقد طويل الأجل، أن تؤثر العقوبات الأميركية على معاملاتها، كما قال رئيس شركة أوساكا للغاز ماساتاكا فوجيوارا للصحافيين يوم الجمعة، مشيراً إلى أن الشركة لا تستخدم «غازبروم بنك» للتسوية.

وبحسب وزارة الخزانة الأميركية، التي استخدمت أقوى أداة عقوبات لديها، فإن «غازبروم بنك» لا يمكنه التعامل مع أي معاملات جديدة متعلقة بالطاقة تمس النظام المالي الأميركي، وتحظر تجارته مع الأميركيين وتجمد أصوله الأميركية.

وتحث أوكرانيا الولايات المتحدة منذ فبراير (شباط) 2022 على فرض المزيد من العقوبات على البنك، الذي يتلقى مدفوعات مقابل الغاز الطبيعي من عملاء «غازبروم» في أوروبا.

كما فرضت وزارة الخزانة عقوبات على 50 بنكاً روسياً صغيراً ومتوسطاً لتقليص اتصالات البلاد بالنظام المالي الدولي ومنعها من إساءة استخدامه لدفع ثمن التكنولوجيا والمعدات اللازمة للحرب. وحذرت من أن المؤسسات المالية الأجنبية التي تحافظ على علاقات مراسلة مع البنوك المستهدفة «تنطوي على مخاطر عقوبات كبيرة».

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين: «إن هذا الإجراء الشامل سيجعل من الصعب على الكرملين التهرب من العقوبات الأميركية وتمويل وتجهيز جيشه. سنواصل اتخاذ خطوات حاسمة ضد أي قنوات مالية تستخدمها روسيا لدعم حربها غير القانونية وغير المبررة في أوكرانيا».

كما أصدرت وزارة الخزانة ترخيصين عامين جديدين يسمحان للكيانات الأميركية بإنهاء المعاملات التي تشمل «غازبروم بنك»، من بين مؤسسات مالية أخرى، واتخاذ خطوات للتخلص من الديون أو الأسهم الصادرة عن «غازبروم بنك».

وقالت وزارة الخزانة إن «غازبروم بنك» هو قناة لروسيا لشراء المواد العسكرية في حربها ضد أوكرانيا. وتستخدم الحكومة الروسية البنك أيضاً لدفع رواتب جنودها، بما في ذلك مكافآت القتال، وتعويض أسر جنودها الذين قتلوا في الحرب.