رغم المخاوف... النفط يقاوم فوق 90 دولاراً

واردات قياسية للصين في أغسطس

مضخات في حقل نفطي في منقطة إمليشهايم شمال ألمانيا (رويترز)
مضخات في حقل نفطي في منقطة إمليشهايم شمال ألمانيا (رويترز)
TT

رغم المخاوف... النفط يقاوم فوق 90 دولاراً

مضخات في حقل نفطي في منقطة إمليشهايم شمال ألمانيا (رويترز)
مضخات في حقل نفطي في منقطة إمليشهايم شمال ألمانيا (رويترز)

تراجعت أسعار النفط يوم الخميس، إذ طغت المخاوف بشأن الطلب خلال موسم الشتاء والتوقعات الاقتصادية غير الواضحة للصين على التوقعات بتقلُّص الإمدادات نتيجة تمديد السعودية وروسيا لتخفيضات الإنتاج الطوعية.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 46 سنتا إلى 90.14 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 12:17 بتوقيت غرينيتش بعد سلسلة مكاسب استمرت تسع جلسات. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 58 سنتا إلى 86.96 دولار بعد مكاسب استمرت سبع جلسات.

وارتفع الخامان القياسيان في وقت سابق من الأسبوع بعد أن مددت السعودية وروسيا، أكبر مصدرين للنفط في العالم، التخفيضات الطوعية في الإمدادات حتى نهاية العام. وجاء ذلك علاوة على تخفيضات اتفقت عليها عدة دول في مجموعة «أوبك بلس» في أبريل (نيسان) وتستمر حتى نهاية عام 2024.

وقال ليون لي المحلل لدى «سي إم سي ماركتس» في شنغهاي: «في الوقت الحاضر، من الصعب حقا بالنسبة لنا أن نرى أي عوامل سلبية نتيجة خفض الإمدادات. ومع ذلك، نحن بحاجة إلى النظر في مخاطر الطلب المحتملة، مثلما قد يحدث في الربع الرابع عندما يمكن أن تتباطأ السوق... بعدما ينتهي الطلب المرتبط بموسم الصيف».

وأثرت أيضاً على الأسعار مجموعات من البيانات المتباينة من الصين مع انخفاض إجمالي الصادرات 8.8 في المائة في أغسطس (آب) على أساس سنوي وانكماش الواردات 7.3 في المائة. لكن واردات النفط الخام الصينية ارتفعت 30.9 في المائة على أساس سنوي.

وقال لي إن ضعف البيانات الصينية يتباطأ، إذ تظهر بيانات التجارة تراجعا أبطأ مقارنة مع مسوح السوق، كما طبقت الحكومة الصينية سلسلة من سياسات التحفيز في الأسواق المالية والعقارية... ومع ذلك، أوضح لي أنه لا يزال من السابق لأوانه الحكم على وتيرة تعافي الطلب في الصين الآن رغم توقعات بأن يكون أفضل مما كان عليه في يوليو (تموز).

كما أن القلق بشأن ارتفاع إنتاج النفط من إيران وفنزويلا، والذي يمكن أن يوازن جزءا من تخفيضات السعودية وروسيا، حد من خسائر السوق.

وأوضح تقرير لمحللين من «بي إم آي»: «يزيد إنتاج الخام الإيراني منذ بداية العام حتى وصل إلى 2.83 مليون برميل يوميا في يوليو، ارتفاعا من 2.55 مليون برميل يوميا في يناير (كانون الثاني)».

وعلى الصعيد الداعم لأسعار النفط، كان من المتوقع تراجع مخزونات النفط الأميركي 5.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الأول من سبتمبر (أيلول).

وكشفت بيانات الجمارك الخميس أن واردات النفط الخام الصينية زادت في أغسطس، مع زيادة المصافي للمخزونات وارتفاع عمليات التكرير للاستفادة من الأرباح الأعلى التي يدرها تصدير الوقود.

وأظهرت البيانات من الإدارة العامة للجمارك أن شحنات الشهر الماضي إلى الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، بلغت 52.8 مليون طن أو 12.43 مليون برميل يوميا. ووفقا لحسابات «رويترز»، فإن هذا هو ثالث أعلى معدل يومي على الإطلاق.

ووفقا للبيانات، زادت الواردات 20.9 في المائة من يوليو، وارتفعت على أساس سنوي 30.9 في المائة. وفي الشهور الثمانية الأولى من العام زادت الواردات 14.7 في المائة مقارنة بالفترة نفسها قبل عام إلى 379 مليون طن.

وزادت واردات الصين عن العام الماضي منذ أن تحرر الطلب المحلي على الوقود من القيود واسعة النطاق التي كانت مفروضة لمكافحة جائحة «كوفيد - 19». لكن التوقعات الأوسع نطاقا للاقتصاد الصيني لا تزال ضبابية مع ضعف قطاع العقارات، وتعثر الاستهلاك المحلي اللذين أثرا سلبا على الطلب على الوقود.

وقال المحللون إن خلفية الاقتصاد الكلي الضعيفة إلى جانب التشغيل القوي للمصافي يشيران إلى أن الصين زادت من مخزونات المنتجات خلال الشهر. وذكر محللون من «سيتي» في مذكرة للعملاء يوم الثلاثاء: «لم تقم الصين بزيادة مخزوناتها من النفط الخام فحسب، بل زادت أيضا من مخزوناتها من المنتجات النفطية وخاصة الديزل».

في الوقت نفسه تزيد صادرات المنتجات النفطية مع استفادة المصافي من ارتفاع هوامش الربح من بيع الوقود في الخارج. وارتفعت صادرات الوقود المكرر في الشهر الماضي إلى 5.89 مليون طن وفقا لبيانات الجمارك، ارتفاعا من 5.31 مليون طن في يوليو، وبزيادة 23.3 في المائة على أساس سنوي.


مقالات ذات صلة

قبل ولاية ترمب... بايدن يحظر التنقيب عن النفط والغاز في مناطق شاسعة

الاقتصاد قارب صغير أمام منصة النفط والغاز البحرية «إستير» بالمحيط الهادئ في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

قبل ولاية ترمب... بايدن يحظر التنقيب عن النفط والغاز في مناطق شاسعة

سيحظر الرئيس الأميركي جو بايدن تطوير النفط والغاز البحري الجديد على طول معظم السواحل الأميركية، وهو قرار قد يجد الرئيس المنتخب دونالد ترمب صعوبة في التراجع عنه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

واصل القطاع الخاص غير النفطي بمصر انكماشه خلال ديسمبر في الوقت الذي تدهورت فيه ظروف التشغيل مع انخفاض الإنتاج والطلبيات الجديدة بأسرع معدل بثمانية أشهر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد شعار «أرامكو» السعودية على صهريج لتخزين النفط في حقل نفطي بالسعودية (أ.ف.ب)

السعودية ترفع أسعار النفط للمشترين في آسيا لشهر فبراير

رفعت شركة «أرامكو»، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، أسعارها للمشترين في آسيا لشهر فبراير (شباط)، وذلك للمرة الأولى في ثلاثة أشهر، وسط انخفاض الإمدادات الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أناس يقفون على الرصيف مع منصة النفط والغاز البحرية «إستر» في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

النفط يتراجع عن أعلى مستوى في 3 أشهر مع صعود الدولار

انخفضت أسعار النفط، يوم الاثنين، مع صعود الدولار ومخاوف بخصوص عقوبات قبيل بيانات اقتصادية مهمة للبنك المركزي الأميركي وتقرير الوظائف.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة )
الاقتصاد حصان يرعى بالقرب من منصة حفر نفطية في كازاخستان (رويترز)

كازاخستان تعتزم بيع 850 مليون دولار من صندوق النفط في يناير

تعتزم كازاخستان بيع ما بين 750 و850 مليون دولار من العملات الأجنبية من صندوق النفط الوطني (صندوق عائدات النفط في البلاد) خلال يناير الحالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

افتتاح محطتين للطاقة الكهربائية في الدرعية بـ181 مليون دولار

إحدى المحطات الرئيسية التي افتُتحت في الدرعية (حساب الشركة على «إكس»)
إحدى المحطات الرئيسية التي افتُتحت في الدرعية (حساب الشركة على «إكس»)
TT

افتتاح محطتين للطاقة الكهربائية في الدرعية بـ181 مليون دولار

إحدى المحطات الرئيسية التي افتُتحت في الدرعية (حساب الشركة على «إكس»)
إحدى المحطات الرئيسية التي افتُتحت في الدرعية (حساب الشركة على «إكس»)

أعلنت شركة «الدرعية» السعودية، المملوكة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، افتتاح محطتين متطورتين لنقل الكهرباء في منطقة الدرعية، بسعتيْ 1707 و200 ميغافولت أمبير، بتكلفة قيمتها 682 مليون ريال (181.6 مليون دولار)، وذلك بإدارة وتشغيل «الشركة السعودية للكهرباء».

ووفق بيان للشركة، الاثنين، ستسهم المحطتان في تسريع نمو وتطوير الأصول بالدرعية ووادي صفار، وتُعد أولى محطات مشروع التنمية الحضرية التي تتميز بتصميم مُستوحى من الطابع المعماري النجدي.

وأوضحت الشركة أنه جرى تنفيذ مشروعين لمدّ الكابلات بإجمالي 484 مليون ريال، حيث تبلغ تكلفة محطة التحويل المركزية 605 ملايين ريال، وستسهم بقدرة 1707 ميغافولت أمبير في دعم تطوير الأصول بالدرعية، وتمكين مجموعة متنوعة من المشاريع الثقافية والتعليمية والتجارية والمكتبية والسكنية والفندقية، بما في ذلك مناطق مثل ميدان الدرعية، وحي قرين الثقافي، والحي الشمالي.

ولتشغيل المحطة المركزية، عملت «الشركة السعودية للكهرباء» على تنفيذ مشروع لمدّ الكابلات بقيمة 316 مليون ريال، وذلك بالتعاون مع شركة «المشاريع المدنية والكهربائية للمقاولات». ووفقاً للبيان، تبلغ تكلفة المحطة الرئيسية 77 مليون ريال، بسعة 200 ميغافولت أمبير، وتُعد مصدراً رئيسياً للطاقة في مشروع وادي صفار الذي يتميز بمناظر طبيعية خلابة، ويضم أصولاً عدة في قطاع الضيافة، وأماكن رياضية وترفيهية تشمل «النادي الملكي للفروسية والبولو»، وملعب وادي صفار للغولف الذي صممه جريج نورمان. ولتشغيل هذه المحطة نفذت «الشركة السعودية للكهرباء» مشروع مدّ للكابلات بـ168 مليون ريال.

يأتي افتتاح المحطتين ضمن عدد من الأصول التي تعمل شركة «الدرعية» على إنشائها في منطقة التطوير الحضري، كما تمثل «الدرعية» أحد المشاريع الخمسة الكبرى لـ«صندوق الاستثمارات العامة». وبحلول عام 2030 سيصل عدد السكّان فيها لنحو 100 ألف نسمة، وستوفر 178 ألف فرصة عمل، كما ستستضيف 50 مليون زيارة سنوياً، وتسهم بنحو 70 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.