النفط يتراجع مع انحسار الدعم من خطوات الصين لإنعاش الاقتصاد

مخازن نفطية في إحدى منشآت التكرير بلوس أنجليس الأميركية (رويترز)
مخازن نفطية في إحدى منشآت التكرير بلوس أنجليس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يتراجع مع انحسار الدعم من خطوات الصين لإنعاش الاقتصاد

مخازن نفطية في إحدى منشآت التكرير بلوس أنجليس الأميركية (رويترز)
مخازن نفطية في إحدى منشآت التكرير بلوس أنجليس الأميركية (رويترز)

انخفضت أسعار النفط يوم الثلاثاء مع تلاشي الدعم من الإجراءات التي اتخذتها الصين لدعم اقتصادها، وهو ما جاء في مواجهة أثر التوقعات بتمديد خفض الإمدادات من جانب عضوين رئيسيين في «أوبك بلس» وهما السعودية وروسيا.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) 57 سنتاً، بما يعادل 0.64 في المائة إلى 88.43 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 23 سنتاً أو 0.27 في المائة إلى 85.32 دولار بحلول الساعة 1229 بتوقيت غرينتش.

وقالت «إيه إن زد» للأبحاث في مذكرة: «البيانات الصادرة الأسبوع الماضي أظهرت أن زيادة الصادرات من إيران ونيجيريا يقابلها انخفاض في إنتاج السعودية»، مضيفة أن الأنباء الواردة من روسيا ساعدت أيضاً في تهدئة المخاوف من زيادة الإمدادات من أماكن أخرى.

وكان نائب رئيس وزراء روسيا قال: إن البلاد ستكشف عن اتفاق جديد لخفض الإمدادات في إطار «أوبك بلس» هذا الأسبوع.

ومن المؤثرات السلبية، تأخذ الأسواق في الحسبان بشكل عام الإجراءات التي اتخذتها الصين مؤخراً لتعزيز اقتصاد البلاد المتعثر؛ مما جاء في مواجهة الدعم القادم من التخفيضات المتوقعة في إمدادات النفط.

وفي اليابان، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، انخفض إنفاق الأسر في يوليو (تموز) خمسة في المائة مقارنة بالعام السابق، وهو انخفاض فاق التوقعات التي كانت 2.5 في المائة، واستمرار في التراجع للشهر الخامس على التوالي.

من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة: إن صادرات النفط الإيراني التي ازدهرت خلال الأشهر الماضية بعد الاتصالات الدبلوماسية السرية بين طهران وواشنطن، قد تتراجع خلال الأشهر المتبقية من العام الحالي مع تراجع الطلب على النفط في آسيا بنهاية الصيف.

ونقلت «بلومبرغ» عن المصادر القول: إن إيران وجدت مشترين جدداً في صفوف مصافي التكرير الصغيرة في الصين، والتي تبحث عن إمدادات بعد تخفيضات دول تجمع «أوبك بلس» للإنتاج، مضيفة أن أعمال الصيانة الموسمية في محطات التكرير قد تخفض الطلب أيضاً.

وأشارت «بلومبرغ» إلى زيادة صادرات إيران من النفط في الأسواق العالمية في ظل تراجع حدة الخلاف الدبلوماسي مع الولايات المتحدة.

وقالت المصادر: إن صادرات إيران وصلت إلى نحو مليوني برميل يومياً، وهو قريب من الطاقة الإنتاجية للبلاد. وفي حين تستطيع إيران زيادة صادراتها مجدداً عند تعافي الطلب مرة أخرى، فمن غير المحتمل أن تتجاوز المستوى الحالي. وبحسب بيانات موقع «تانكر تراكرز دوت كوم» المتخصص في متابعة حركة الملاحة البحرية، فإن إيران صدرت خلال الشهر الماضي ما يعادل 1.85 مليون برميل يومياً.

وأشارت «بلومبرغ» إلى أن مسؤولين أميركيين قالوا في أحاديث خاصة: إن الولايات المتحدة خففت بعض العقوبات المفروضة على مبيعات النفط الإيراني.

وتتجه أغلب الصادرات الإيرانية عادة إلى الصين التي وصلت وارداتها النفطية إلى أعلى مستوياتها منذ نحو عقد. ويذكر أن إيران غير ملزمة بحصة إنتاج نفطي في إطار تجمع «أوبك بلس» للدول المصدرة للنفط.


مقالات ذات صلة

مصادر: «أوبك بلس» تعقد اجتماع «سياسة إنتاج النفط» في أوائل ديسمبر

الاقتصاد نموذج لحفار نفط وفي الخلفية شعار «أوبك»... (رويترز)

مصادر: «أوبك بلس» تعقد اجتماع «سياسة إنتاج النفط» في أوائل ديسمبر

قال مصدران في «أوبك بلس» إن التحالف سيعقد اجتماعه بشأن السياسة النفطية المقرر أوائل ديسمبر (كانون الأول) عبر الإنترنت؛ ويُنتظر تأجيل جديد لخطط زيادة الإنتاج.

الاقتصاد وزير الطاقة الكازاخستاني ألماسادام ساتكالييف يحضر اجتماعاً حكومياً في أستانا (رويترز)

كازاخستان تؤكد أهمية التزامات «أوبك بلس» لاستقرار السوق

تخطط كازاخستان لإنتاج 88.4 مليون طن من النفط في عام 2024 بدلاً من 90.3 مليون طن المعلن عنها سابقاً، حسبما قال وزير الطاقة ألماسادام ساتكالييف.

«الشرق الأوسط» (أستانا)
الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

«توتال إنرجيز» تقرر تعليق التعامل مع «أداني» الهندية بسبب اتهامات الرشاوى

المقر الرئيسي لشركة «توتال إنرجيز» في منطقة الأعمال لا ديفونس غربي باريس (أ.ف.ب)
المقر الرئيسي لشركة «توتال إنرجيز» في منطقة الأعمال لا ديفونس غربي باريس (أ.ف.ب)
TT

«توتال إنرجيز» تقرر تعليق التعامل مع «أداني» الهندية بسبب اتهامات الرشاوى

المقر الرئيسي لشركة «توتال إنرجيز» في منطقة الأعمال لا ديفونس غربي باريس (أ.ف.ب)
المقر الرئيسي لشركة «توتال إنرجيز» في منطقة الأعمال لا ديفونس غربي باريس (أ.ف.ب)

قالت شركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال إنرجيز» إنها ستوقف مساهماتها المالية في استثمارات مجموعة «أداني» بعد لائحة الاتهام التي صدرت الأسبوع الماضي.

وتمتلك «توتال» حصة 20 في المائة في «أداني للطاقة الخضراء» (Adani Green Energy ) ولديها مقعد في مجلس إدارة الشركة الهندية.

وقالت الشركة في بيان لها: «إلى أن يتم توضيح الاتهامات الموجهة لأفراد مجموعة أداني وعواقبها، لن تقدم (توتال إنرجيز) أي مساهمة مالية جديدة في إطار استثماراتها في مجموعة شركات أداني».

وأضافت: «لم تكن (توتال إنرجيز) على علم بوجود تحقيق في مخطط الفساد المزعوم».

واتهم المدعون العامون الأميركيون يوم الخميس ثمانية أشخاص - بمن فيهم قطب الأعمال الهندي غوتام أداني وابن أخيه ساغار أداني والرئيس التنفيذي السابق لشركة «أداني للطاقة الخضراء» - بتقديم وعود ثم مدفوعات غير سليمة لمسؤولين هنود في الفترة ما بين يوليو (تموز) 2021 و2024 للحصول على مزايا تجارية.

واشترت الشركة الفرنسية حصتها في «أداني للطاقة الخضراء» في يناير (كانون الثاني) 2021 - بعد أن فازت الشركة الهندية بما كان آنذاك أكبر طلبية طاقة شمسية في العالم، وقبل أشهر فقط من مزاعم بدء المدفوعات للمسؤولين.

وتمتلك «توتال» أيضاً حصة 37.4 في المائة في شركة «أداني توتال للغاز المحدودة»، بالإضافة إلى حصة 50 في المائة في ثلاثة مشاريع مشتركة للطاقة المتجددة مع شركة «أداني للطاقة الخضراء».

وقد تم الدخول في اثنين من هذه المشاريع المشتركة بعد أن قدم مكتب التحقيقات الفيدرالي مذكرات تفتيش على ساغار أداني وصادر أدلة تتعلق بشركة «أداني للطاقة الخضراء».

وصفت شركة «توتال إنرجيز» الهند بأنها سوق رئيسية لتطوير كل من أعمالها في مجال الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة. وقد أدت موجات الحر الشديد وارتفاع النشاط الاقتصادي إلى نمو توليد الكهرباء في الهند بمعدل حوالي 8 في المائة سنوياً في المتوسط بعد عام الجائحة 2020-2021، وهو ما يفوق نمو الطلب على الطاقة في كل الاقتصادات العالمية الكبرى.

وقد وصفت الشركة الفرنسية مراراً وتكراراً علاقتها مع مجموعة «أداني» بأنها «تحالف استراتيجي» - 25 في المائة من محفظة «توتال» التشغيلية للطاقة المتجددة تأتي من حصصها في أصول «أداني» لطاقة الرياح والطاقة الشمسية.

ويقدر المحللون انكشاف «توتال إنرجيز» المالي على شركات «أداني» بما يتراوح بين 4-5 مليارات دولار، أو حوالي 3 في المائة من رأس المال المستخدم.