منح «كانتري غاردن» العقارية مهلة إضافية لسداد ديونها

شقق سكنية في مشروع تابع لشركة كانتري غاردن في جوهور باهرو بماليزيا (رويترز)
شقق سكنية في مشروع تابع لشركة كانتري غاردن في جوهور باهرو بماليزيا (رويترز)
TT

منح «كانتري غاردن» العقارية مهلة إضافية لسداد ديونها

شقق سكنية في مشروع تابع لشركة كانتري غاردن في جوهور باهرو بماليزيا (رويترز)
شقق سكنية في مشروع تابع لشركة كانتري غاردن في جوهور باهرو بماليزيا (رويترز)

نالت مجموعة «كانتري غاردن»، إحدى أكبر مجموعات التطوير العقاري في الصين، موافقة دائنيها على تمديد مهلة سداد مدفوعات مستحقة عليها، ما يتيح لها تفادي التعثر، وفق ما أفادت به وكالة «بلومبرغ» السبت.

وصوّت الدائنون على تمديد مهلة سداد استحقاقات سندات قروض بقيمة 3.9 مليار يوان (نحو 540 مليون دولار) إلى عام 2026. وفي حال رفضهم، كانت الشركة ستتخلف عن السداد، وتصبح أكبر مجموعة عقارية صينية تتعثر بذلك منذ «إيفرغراند» في عام 2021.

إلا أن الدائنين وافقوا في وقت متأخر الجمعة على تمديد مهلة السداد التي كانت تنتهي السبت، 3 أعوام، وفق ما أوردت وكالة «بلومبرغ».

وعلى رغم نيلها مهلة إضافية، فإن «كانتري غاردن» التي كانت أكبر مطوّر عقاري في الصين العام الماضي، لم تنج تماماً من الخطر، إذ تواجه الأسبوع المقبل انتهاء مهلة سداد استحقاقَيْ فوائد قروض بقيمة 22.5 مليون دولار.

وعجزت المجموعة مطلع أغسطس (آب) عن سداد الاستحقاقين، ونالت فترة سماح لثلاثين يوماً تنتهي الثلاثاء.

وفي مؤشر على صعوبة الوضع المالي للشركة، خفضت وكالة «موديز» التصنيف الائتماني لـ«كانتري غاردن» بشكل إضافي الأسبوع الماضي، مبررة هذا الإجراء بالتزامات مالية «على مستوى عالٍ من المضاربة ويرجح أنها في مرحلة التخلف عن السداد أو قريبة جداً منها».

وسجّلت المجموعة خسائر قياسية في النصف الأول من السنة تخطت 6.6 مليار دولار، مقابل أرباح طفيفة قبل عام بلغت 77 مليون يورو وفق قيمتها الحالية.

وحذّرت الشركة الأربعاء لدى نشر نتائجها المالية بأنها «بذلت كل ما في وسعها» لسداد استحقاقاتها، ولم تستبعد «التعثر في السداد».

تعاني شركة «كانتري غاردن» للتطوير العقاري التي عُدّت لفترة طويلة متينة مالياً، ديوناً طائلة تبعث مخاوف من تعثرها في السداد، ما سينعكس على النظام المالي في الصين، بعد سنتين من تخلف منافستها شركة «إيفرغراند» عن سداد مستحقاتها.

وتزيد الصعوبات في وجه المجموعتين من أزمة قطاع عانى بالأساس الأزمة الصحية والتباطؤ الاقتصادي في الصين.

وفي غضون ذلك، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، السبت، إن الصين ستعزز الوصول إلى سوقها في قطاع الخدمات مع تعزيز التجارة في القطاع عبر الحدود.

وأضاف شي في كلمة عبر الفيديو خلال معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات في بكين أن الصين ستركز على توسيع السوق المحلية وزيادة الواردات من الخدمات عالية الجودة وإصلاح نظام البيانات الأساسي في البلاد.

تتزامن هذه التصريحات مع تراجع في نشاط التجارة الصينية في الأشهر الماضية، إذ يهدد ضعف الطلب آفاق التعافي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم؛ ما دفع كبار القيادات إلى طرح المزيد من الدعم في السياسة.

وقال شي إن الصين ستعزز التنمية المتكاملة للصناعات التحويلية المتطورة وقطاعات الخدمات الحديثة.


مقالات ذات صلة

ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي الصيني 32 مليار دولار في أغسطس

الاقتصاد مقر البنك المركزي الصيني في بكين (رويترز)

ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي الصيني 32 مليار دولار في أغسطس

ارتفع إجمالي احتياطيات الصين من النقد الأجنبي، بنسبة 0.98 في المائة بنهاية شهر أغسطس (آب) الماضي، ليصل إلى 3.2882 تريليون دولار، بزيادة 31.8 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا الرئيس التايواني لاي شينغ-تي يشاهد عرضاً لقاذفة صواريخ «ستينجر» المتعددة التي قدمها الجنود أثناء زيارته داخل قاعدة عسكرية في مقاطعة بينغو بتايوان في 6 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

رئيس تايوان يزور قوات الجيش في جزيرة قريبة من الصين

أعرب الرئيس التايواني لاي شينغ-تي (الجمعة) عن امتنانه للجيش على حماية البلاد، وتعهد دعمه خلال زيارته سفينة حربية متمركزة في جزيرة نائية تقع غرب تايوان.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
آسيا سفينة خفر السواحل الصينية (يسار) تصطدم بسفينة خفر السواحل الفلبينية BRP Teresa Magbanua بالقرب من جزر سابينا في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي 31 أغسطس  2024 (أ ف ب )

اتهامات متبادلة بين بكين ومانيلا بشأن تصادم سفن في بحر الصين الجنوبي

تبادلت الصين والفلبين اليوم السبت الاتهامات بتعمد وقوع تصادم بين سفينتين لخفر السواحل من البلدين في بحر الصين الجنوبي، في أحدث حلقة من سلسلة متصاعدة من الحوادث

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مقر بنك الصين في العاصمة بكين (إكس)

رئيس بنك الصين يستقيل من منصبه

قال بنك الصين، إن نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي ليو جين، استقال لأسباب شخصية اعتبارًا من اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد عرض سيارة «BYD Seal» الكهربائية «EV» في شنغهاي بالصين (رويترز)

الصين تهدد بسحب استثمارات من أوروبا

هددت الصين بسحب جميع استثماراتها من أوروبا، في حال استمر الاتحاد الأوروبي في فرض رسوم مكافحة الدعم على المركبات الكهربائية الصينية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الصين تخفّض «الاحتياطي الإلزامي» في محاولة لتحفيز الاقتصاد

عمال في مصنع للسيارات الكهربائية بمدينة نانشانغ الصينية (رويترز)
عمال في مصنع للسيارات الكهربائية بمدينة نانشانغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تخفّض «الاحتياطي الإلزامي» في محاولة لتحفيز الاقتصاد

عمال في مصنع للسيارات الكهربائية بمدينة نانشانغ الصينية (رويترز)
عمال في مصنع للسيارات الكهربائية بمدينة نانشانغ الصينية (رويترز)

خفّضت الصين، الجمعة، معدّل الاحتياطي الإلزامي المفروض على المصارف الاحتفاظ به، في خطوة من شأنها أن تتيح ضخّ نحو 142,6 مليار دولار من السيولة في الأسواق المالية. وهذا الخفض الذي كان البنك المركزي الصيني أعلن، الثلاثاء، عزمه على اللجوء إليه، يأتي غداة اجتماع عقده القادة الصينيون واعترفوا خلاله بوجود «مشكلات» جديدة في اقتصاد البلاد.

ومعدّل الاحتياطي الإلزامي هو نسبة مئوية من الودائع لا يحقّ للبنوك أن تتصرف بها؛ بل تحتفظ بها لدى المصرف المركزي. والثلاثاء، أعلن رئيس البنك المركزي الصيني أنّ بكين ستتّخذ إجراءات لتحفيز الاقتصاد أبرزها خفض الاحتياطي الإلزامي وخفض سعر الفائدة الرئيسي وسعر الفائدة على القروض العقارية.

ولا تزال السلطات الصينية تتوقع نمواً بنسبة 5 في المائة هذا العام، لكنّ محلّلين يعدون هذا الهدف متفائلاً جداً نظراً للعقبات الكثيرة التي يواجهها الاقتصاد.

وتعاني البلاد بشكل خاص من أزمة في القطاع العقاري وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وتباطؤ استهلاك الأسر. وبعد مرور أكثر من عام ونصف العام على رفع القيود الصحية التي فرضتها السلطات لمكافحة «جائحة كوفيد-19»، وكانت تداعياتها كارثية على اقتصاد البلاد، لا تزال وتيرة النهوض الاقتصادي أبطأ من المتوقع.

وفي منتصف سبتمبر (أيلول) الحالي، أعلنت الصين أنها سترفع تدريجياً، بدءاً من العام المقبل، سن التقاعد القانوني، في إجراء غير مسبوق منذ عقود.

وبالتزامن، أظهرت بيانات رسمية، الجمعة، أن أرباح الصناعة في الصين عادت إلى الانكماش الحاد في أغسطس (آب) لتسجل أكبر انخفاض لها هذا العام، وهو ما يضيف إلى سلسلة من قراءات الأعمال القاتمة التي تشير إلى تزايد الضغوط على الاقتصاد.

وانخفضت الأرباح بنسبة 17.8 بالمائة في أغسطس مقارنة بالعام السابق بعد زيادة بنسبة 4.1 بالمائة في يوليو (تموز)، بينما ارتفعت الأرباح بوتيرة أبطأ بنسبة 0.5 بالمائة في الأشهر الثمانية الأولى مقارنة بنمو بنسبة 3.6 بالمائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى يوليو، وفقاً للمكتب الوطني للإحصاء.

وقال الإحصائي في المكتب الوطني للإحصاء وي نينغ إن الركود في أغسطس كان بسبب عوامل مثل «الافتقار إلى الطلب الفعال في السوق، والتأثير الأكبر للكوارث الطبيعية مثل ارتفاع درجات الحرارة والأمطار الغزيرة والفيضانات في بعض المناطق».

وقال تشو ماوهوا، الباحث في الاقتصاد الكلي في بنك «تشاينا إيفربرايت»، إن القاعدة الإحصائية العالية في العام الماضي أدت أيضاً إلى تضخيم الانعكاس، حيث أثر انخفاض الأرباح في صناعات السيارات والمعدات على النتيجة.

وأدى ضعف البيانات في وقت سابق من هذا الشهر إلى تفاقم المخاوف بشأن التعافي الهزيل، مما دفع شركات الوساطة العالمية إلى مراجعة توقعات نمو الصين لعام 2024 إلى ما دون الهدف الرسمي البالغ نحو 5 في المائة.

وفي تسليط للضوء على ضعف الطلب المحلي، وهو عنق زجاجة رئيسي للاقتصاد، وسط قلق بشأن الأمن الوظيفي، وتفاقم الركود في مبيعات العقارات والاستثمار، أعلنت شركة الألبان العملاقة المحلية «إنر مونغوليا» انخفاضاً بنسبة 40 بالمائة في صافي الربح بالربع الثاني.

وقال وي: «يظل الطلب الاستهلاكي المحلي ضعيفاً بينما البيئة الخارجية معقدة ومتغيرة».

وتخطط الصين لإصدار 284 مليار دولار من الديون السيادية هذا العام، بوصفه جزءاً من حافز مالي جديد، مع استخدام جزء من العائدات التي تم جمعها من خلال سندات خاصة لتوفير بدل شهري قدره 114 دولاراً لكل طفل لجميع الأسر التي لديها طفلان أو أكثر، باستثناء الطفل الأول، حسبما ذكرت «رويترز».

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء أن أرباح الشركات المملوكة للدولة انخفضت بنسبة 1.3 في المائة خلال الفترة من يناير إلى أغسطس، بينما سجلت الشركات الأجنبية ارتفاعاً بنسبة 6.9 بالمائة، في حين سجلت شركات القطاع الخاص زيادة بنسبة 2.6 في المائة. وتغطي أرقام الأرباح الصناعية الشركات التي تبلغ إيراداتها السنوية 20 مليون يوان (2.83 مليون دولار) على الأقل من عملياتها الرئيسية.