أنهت أسعار الغاز تعاملات الجمعة، آخر تداولات الأسبوع، على ارتفاع، رغم توصل شركة «وودسايد إنرجي» الأسترالية، إلى اتفاق مع العاملين في 3 منشآت لإنتاج الغاز، منع إضراب كاد أن يكلف الشركة مليارات الدولارات، ووضع السوق في اضطراب. غير أن ظهور مخاطر الإضراب في منشآت «شيفرون» للغاز عاد بالأسعار للارتفاع يوم الجمعة.
وبعد مفاوضات استمرت أسابيع، هدأت أسعار الغاز من جديد، بداية من مساء يوم الأربعاء حتى الخميس، بعد ارتفاعات كبيرة في الأسعار نبهت الحكومات إلى أزمة التضخم ونقص الإمدادات، وذلك بعد أن نجحت المفاوضات في منع الإضراب الذي كان يهدد 10 في المائة من إنتاج الغاز العالمي، وتراجعت الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال في آسيا من أعلى مستوياتها في 5 أشهر، يوم الخميس.
وأستراليا هي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، ويزود مشروع «North West Shelf Gas وPluto LNG»، التابع لشركة «وودسايد»، إلى جانب مشروعي «جورجون» و«ويتستون» التابعين لشركة «شيفرون»، حوالي عُشر السوق العالمية.
من هنا جاءت أهمية المفاوضات التي كانت تتابعها باهتمام أسواق السلع والأسهم؛ والتوصل لاتفاق بين شركة «وودسايد إنرجي» والعمال الذين كانوا يطالبون بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل، جنب أسواق الغاز انقطاع الإمدادات من أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم.
وقد أدى التهديد بالإضراب إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال العالمية لأعلى مستوى في 5 أشهر، واقتربت إلى 50 دولاراً للميغاواط في الساعة.
غير أن توصل شركة «وودسايدر إنرجي» الأسترالية إلى اتفاق مع العمال البالغ عددهم نحو 700 عامل، أدى إلى تراجع متوسط سعر الغاز الطبيعي المسال تسليم أكتوبر (تشرين الأول) إلى شمال شرق آسيا إلى 13.00 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية من 14.00 دولار في الأسبوع السابق.
كما تسبب الاتفاق في انخفاض حاد في أسعار الغاز بالجملة في هولندا وبريطانيا يوم الخميس، مع تراجع عقد سبتمبر (أيلول) الهولندي القياسي بنسبة 11.5 في المائة.
وعلى الرغم من قلة التجارة المباشرة بين أوروبا وأستراليا، كانت أسعار الغاز بالجملة في هولندا وبريطانيا متقلبة. وهو ما وضع القارة الأوروبية في حالة ترقب لنتائج المفاوضات بين «وودسايد إنرجي» والعمال.
وانخفضت الأسعار بشكل حاد يوم الخميس بعد الاتفاق الأولي مع «وودسايد»، لكنها انتعشت يوم الجمعة مع ظهور مخاطر الإضراب في منشآت «شيفرون».
وقال صامويل جود، رئيس تسعير الغاز الطبيعي المسال في وكالة تسعير السلع الأولية «أرغوس»، وفق «رويترز»: «لقد كان أسبوعاً من نصفين إلى حد كبير».
وقال جود إنه لا يزال هناك بعض من عدم اليقين بشأن الغاز الطبيعي المسال الأسترالي، إذا لم تقدم «شيفرون» اتفاقية أيضاً. إذ يمثل مشروعا «جورجون» و«ويتستون» معاً أكثر من 5 في المائة من الطاقة الإنتاجية العالمية للغاز الطبيعي المسال.
وأدى ارتفاع مخزون الغاز في أوروبا وشمال آسيا إلى كبح الأسعار منذ بداية الربع الثاني، مقارنة بالمستويات التي شوهدت في بداية العام.
وأظهرت بيانات هذا الأسبوع أن مخزونات الغاز الطبيعي المسال التي تحتفظ بها المرافق في اليابان، أكبر مستورد للغاز، بلغت أدنى مستوياتها منذ أكثر من عام، حيث أدى الصيف الحار إلى استخدام مكيفات الهواء، وتسببت الأعاصير في تأخير الشحنات. ومع ذلك، قال مسؤول في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، إن الحكومة تعتقد أن الانخفاض في المخزونات مؤقت ولا يشكل تهديداً بنقص الغاز الطبيعي المسال في البلاد.
في العام الماضي، كلف نزاع عمالي استمر شهرين ضد شركة «شل» في موقع «بريلود» العائم للغاز الطبيعي المسال قبالة شمال غربي أستراليا، الشركة، حوالي مليار دولار من الصادرات المفقودة، حتى توصلت إلى اتفاق بشأن الأجور.