تحسُّن المعنويات يرفع أسواق الأسهم حول العالم

الذهب يستقر ترقباً لـ«جاكسون هول»

عاملون في بورصة فرانكفورت يتابعون حركة الأسهم على مؤشر «داكس» الألماني (رويترز)
عاملون في بورصة فرانكفورت يتابعون حركة الأسهم على مؤشر «داكس» الألماني (رويترز)
TT

تحسُّن المعنويات يرفع أسواق الأسهم حول العالم

عاملون في بورصة فرانكفورت يتابعون حركة الأسهم على مؤشر «داكس» الألماني (رويترز)
عاملون في بورصة فرانكفورت يتابعون حركة الأسهم على مؤشر «داكس» الألماني (رويترز)

بينما تترقب الأوساط الاقتصادية اجتماع البنوك المركزية في جاكسون هول الأميركية هذا الأسبوع، تحسنت المعنويات في الأسواق المالية يوم الأربعاء مع صعود بعض القطاعات، خاصة التكنولوجيا والتعدين.

وستحظى ندوة «جاكسون هول» السنوية للبنوك المركزية في ولاية وايومنغ الأميركية بمتابعة وثيقة؛ بحثاً عن أي تلميحات حول رفع أسعار الفائدة، مع التركيز بشكل خاص على خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) جيروم باول يوم الجمعة. وأدت البيانات الاقتصادية الأميركية القوية في الآونة الأخيرة إلى زيادة الرهانات على أن البنك المركزي سوف يبقي أسعار الفائدة مرتفعة لمدة أطول.

وفتحت الأسهم الأوروبية على ارتفاع الأربعاء؛ إذ قادت أسهم شركات التعدين المكاسب بفضل ارتفاع أسعار المعادن، في حين دعمت «روش» السويسرية للأدوية أسهم شركات الرعاية الصحية.

وبحلول الساعة 0707 بتوقيت غرينتش، ارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4 في المائة. وزادت أسهم شركات التعدين 0.9 في المائة مع ارتفاع أسعار معظم المعادن الصناعية.

وقفز سهم «روش» 3.1 في المائة بعد أن نشرت شركة الأدوية السويسرية عن غير قصد بيانات تجارب لعلاجها الجديد لسرطان الرئة. وصعد المؤشر الأوسع لقطاع الرعاية الصحية 0.8 في المائة.

بدوره، أغلق المؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية مرتفعاً للجلسة الثالثة على التوالي مع إقبال المستثمرين على شراء أسهم شركات التكنولوجيا عقب هبوطها بفعل مخاوف متعلقة بأسعار الفائدة في الولايات المتحدة.

وعوّض المؤشر نيكي خسائره المبكرة ليغلق مرتفعاً 0.48 في المائة عند 32010.26 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ 15 أغسطس (آب). وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.5 في المائة ليغلق عند 2277.05 نقطة.

وقال شويتشي أريساوا، المدير العام لإدارة أبحاث الاستثمار في «إيواي كوزمو سيكيوريتيز»: «عاود المستثمرون شراء الأسهم بعد تراجع المؤشر نيكي هذا الشهر». وأضاف أنهم «أقبلوا على وجه الخصوص على إعادة شراء أسهم التكنولوجيا ذات نسبة السعر المنخفض والأرباح المرتفعة، والتي بيعت (الأيام الماضية) وسط مخاوف إزاء تصاعد عوائد سندات الخزانة الأميركية».

وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات هذا الأسبوع إلى أعلى مستوياتها في 16 عاماً، بعدما أثارت مجموعة من البيانات الاقتصادية القوية بالولايات المتحدة مخاوف من أن يضع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسس لإبقاء الفائدة مرتفعة لفترة ممتدة خلال قمة «جاكسون هول» للبنوك المركزية هذا الأسبوع.

وخسر المؤشر نيكي 3.5 في المائة منذ بداية الشهر الحالي ويتجه لإنهاء موجة مكاسب دامت خمسة أشهر متتالية.

من جانبه، ارتفع الذهب يوم الأربعاء؛ إذ ساعد تراجع طفيف للدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية المعدن الأصفر على الاستقرار بالقرب من المستوى الرئيسي البالغ 1900 دولار.

وبحلول الساعة 0324 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 1900.09 دولار للأوقية (الأونصة)، مبتعداً أكثر عن أدنى مستوى في خمسة أشهر الذي سجله الأسبوع الماضي. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المائة إلى 1928.60 دولار.

وتراجع مؤشر الدولار من أعلى مستوياته في شهرين، في حين توقف الارتفاع الذي أخذ عوائد سندات الخزانة الأميركية إلى أعلى مستوياتها في 16 عاماً تقريباً؛ مما قدّم بعض الدعم للذهب الذي لا يدر عائداً.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 23.49 دولار للأوقية، وصعد البلاتين 0.1 في المائة إلى 920.04 دولار، في حين استقر البلاديوم عند 1260.23 دولار.


مقالات ذات صلة

الأسواق العالمية تتباين وسط تصاعد التوترات في الحرب الروسية الأوكرانية

الاقتصاد مخطط مؤشر أسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة «فرانكفورت» (رويترز)

الأسواق العالمية تتباين وسط تصاعد التوترات في الحرب الروسية الأوكرانية

شهدت الأسواق العالمية أداءً متبايناً، الأربعاء، على الرغم من المكاسب التي حققتها «وول ستريت»، وسط تزايد المخاوف بشأن تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

تراجع الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى في أسبوع مقابل العملات الرئيسية، يوم الأربعاء، حيث يسعى لتمديد انخفاضه، لليوم الثالث على التوالي، بعد بلوغه ذروة أسبوعية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد مستثمر يمر أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تضيف 45 نقطة بسيولة 1.6 مليار دولار

سجل «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، الثلاثاء، ارتفاعاً بمقدار 45.53 نقطة، وبنسبة 0.38 في المائة، إلى 11875.91 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صواريخ يارس الباليستية العابرة للقارات الروسية في ساحة الحمام بموسكو خلال عرض عسكري (رويترز)

الأسواق العالمية تترنّح تحت وطأة تهديدات بوتين النووية

أثارت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تعديل العقيدة النووية لبلاده، ردود فعل فورية في الأسواق المالية العالمية، حيث سارع المستثمرون إلى التحوط.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد أوراق نقدية بالريال السعودي (رويترز)

«جدوى للاستثمار» تطلق أول صندوق إقليمي غير محدد الأصول للملكية الخاصة

استكملت شركة «جدوى للاستثمار» السعودية، التي تعمل في إدارة الاستثمارات والاستشارات الاستثمارية في الشرق الأوسط، أول إقفال لصندوقها الإقليمي الأول من نوعه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
TT

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

رغم عدم إعلان العديد من الدول الحليفة لواشنطن بـ«شكل مباشر» لاعتراضها على جوانب من أحدث حلقات العقوبات الأميركية ضد روسيا، فإن التصريحات المتوالية أشارت إلى تضرر هذه الدول وبحثها عن حلول لتجاوز شظايا العقوبات.

وعقب إعلان واشنطن يوم الخميس عن فرض عقوبات على حزمة من البنوك الروسية، قفزت إلى السطح مشكلة معقدة، إذ إن أحد تلك البنوك هو «غازبروم بنك»، المملوك من شركة الغاز الحكومية «غازبروم»، ويعد من أهم الحلقات المالية للتحويلات مقابل شراء الغاز الروسي من الدول الخارجية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على بنك غازبروم، في الوقت الذي يكثف فيه الرئيس جو بايدن الإجراءات لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا قبل أن يترك منصبه في يناير (كانون الثاني).

وبفرض العقوبات الأميركية، وتجريم التعامل مع البنك الروسي، فإن واشنطن حكمت عرضيا باحتمالية وقف إمداد دول كثيرة حليفة لها بالغاز الروسي.

وفي ردود الفعل الأولية، قالت وزارة الاقتصاد في سلوفاكيا إنها تحلل العقوبات الأميركية الجديدة ضد «غازبروم بنك»، وستعرف تأثيرها المحتمل على سلوفاكيا قريبا. وتمتلك شركة «إس بي بي»، المشتري الحكومي للغاز في سلوفاكيا، عقدا طويل الأجل مع «غازبروم».

كما قالت وزارة الخارجية المجرية في رد بالبريد الإلكتروني على «رويترز» يوم الخميس إنها تدرس تأثير العقوبات الأميركية الجديدة ضد «غازبروم بنك»، وستتصل بمورد الغاز الطبيعي إذا لزم الأمر. وبموجب اتفاق مدته 15 عاماً تم توقيعه في عام 2021، تحصل المجر على 4.5 مليار متر مكعب سنوياً من روسيا من خلال شركة غازبروم.

وخارج القارة الأوروبية، قال وزير الصناعة الياباني يوجي موتو يوم الجمعة إن اليابان ستتخذ كافة التدابير الممكنة لمنع حدوث اضطرابات في تأمين إمدادات مستقرة من الغاز الطبيعي المسال من مشروع «سخالين-2» الروسي في أعقاب العقوبات الأميركية الجديدة.

ومنحت العقوبات الأميركية إعفاءات للمعاملات المتعلقة بمشروع النفط والغاز سخالين-2 في أقصى شرق روسيا حتى 28 يونيو (حزيران) 2025، وفقاً لرخصة عامة محدثة نشرتها وزارة الخزانة.

وقال موتو في مؤتمر صحافي يوم الجمعة: «إن سخالين-2 مهم لأمن الطاقة في اليابان»، مشيراً إلى أنه لا يوجد انقطاع فوري، حيث يتم استبعاد المعاملات من خلال «غازبروم بنك» مع «سخالين-2» أو «سخالين إنرجي» من العقوبات. وقال: «سنستمر في تقديم تفسيرات مفصلة للولايات المتحدة وأعضاء مجموعة السبع الآخرين كما فعلنا في الماضي، واتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان عدم وجود عقبات أمام تأمين إمدادات مستقرة لليابان».

من ناحية أخرى، قال رئيس شركة «أوساكا» للغاز، وهي مشتري للغاز الطبيعي المسال «سخالين-2»، إن العقوبات الأميركية الجديدة لن تؤثر على عملية تسوية شراء الوقود.

ولا تتوقع الشركة، وهي ثاني أكبر مزود للغاز في اليابان، والتي تشتري الوقود المبرد للغاية من «سخالين-2» بموجب عقد طويل الأجل، أن تؤثر العقوبات الأميركية على معاملاتها، كما قال رئيس شركة أوساكا للغاز ماساتاكا فوجيوارا للصحافيين يوم الجمعة، مشيراً إلى أن الشركة لا تستخدم «غازبروم بنك» للتسوية.

وبحسب وزارة الخزانة الأميركية، التي استخدمت أقوى أداة عقوبات لديها، فإن «غازبروم بنك» لا يمكنه التعامل مع أي معاملات جديدة متعلقة بالطاقة تمس النظام المالي الأميركي، وتحظر تجارته مع الأميركيين وتجمد أصوله الأميركية.

وتحث أوكرانيا الولايات المتحدة منذ فبراير (شباط) 2022 على فرض المزيد من العقوبات على البنك، الذي يتلقى مدفوعات مقابل الغاز الطبيعي من عملاء «غازبروم» في أوروبا.

كما فرضت وزارة الخزانة عقوبات على 50 بنكاً روسياً صغيراً ومتوسطاً لتقليص اتصالات البلاد بالنظام المالي الدولي ومنعها من إساءة استخدامه لدفع ثمن التكنولوجيا والمعدات اللازمة للحرب. وحذرت من أن المؤسسات المالية الأجنبية التي تحافظ على علاقات مراسلة مع البنوك المستهدفة «تنطوي على مخاطر عقوبات كبيرة».

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين: «إن هذا الإجراء الشامل سيجعل من الصعب على الكرملين التهرب من العقوبات الأميركية وتمويل وتجهيز جيشه. سنواصل اتخاذ خطوات حاسمة ضد أي قنوات مالية تستخدمها روسيا لدعم حربها غير القانونية وغير المبررة في أوكرانيا».

كما أصدرت وزارة الخزانة ترخيصين عامين جديدين يسمحان للكيانات الأميركية بإنهاء المعاملات التي تشمل «غازبروم بنك»، من بين مؤسسات مالية أخرى، واتخاذ خطوات للتخلص من الديون أو الأسهم الصادرة عن «غازبروم بنك».

وقالت وزارة الخزانة إن «غازبروم بنك» هو قناة لروسيا لشراء المواد العسكرية في حربها ضد أوكرانيا. وتستخدم الحكومة الروسية البنك أيضاً لدفع رواتب جنودها، بما في ذلك مكافآت القتال، وتعويض أسر جنودها الذين قتلوا في الحرب.