مصر تؤمن احتياجاتها من السلع الاستراتيجية وسط اضطراب عالمي

إنتاج محلي كافٍ من الأرز... ومناقصات دولية لشراء القمح

مزارعون يحصدون الأرز في مدينة قليوب شمال العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
مزارعون يحصدون الأرز في مدينة قليوب شمال العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
TT

مصر تؤمن احتياجاتها من السلع الاستراتيجية وسط اضطراب عالمي

مزارعون يحصدون الأرز في مدينة قليوب شمال العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
مزارعون يحصدون الأرز في مدينة قليوب شمال العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

وسط موجة متنامية من قرارات حظر تصدير الأرز عالمياً، أشارت مصادر مصرية مطلعة إلى أن الوضع الداخلي فيما يخص السلع الاستراتيجية، لا يزال آمنا.

ومطلع الأسبوع الحالي، فرضت الحكومة الروسية حظراً على تصدير الأرز حتى نهاية العام الحالي، في ظل تراجع المعروض من المنتج الغذائي الذي يعد أساسيا على موائد بعض الدول الآسيوية. وأصبحت روسيا بذلك ثالث دولة تفرض حظرا على تصدير الأرز خلال أيام قليلة، بعدما كانت سبقتها الهند والإمارات. وموسكو من بين أكبر المنتجين الزراعيين في العالم.

وذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، السبت، أن مجلس الوزراء الروسي أعلن فرض حظر مؤقت على تصدير حبوب الأرز حتى نهاية العام الحالي، حفاظاً على استقرار السوق المحلية.

وقال مجلس الوزراء في بيان: «فرضت الحكومة حظراً مؤقتاً على تصدير حبوب الأرز وستكون القيود سارية حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2023، وتم اتخاذ القرار للحفاظ على الاستقرار في السوق المحلية».

وأشارت مصادر مصرية في غرفة صناعة الحبوب إلى أن مصر، رغم كونها مستوردا لسلعة الأرز الاستراتيجية، فإنها منتج محلي كبير أيضاً، ولديها حاليا اكتفاء ذاتي من الأرز يكفي حتى الموسم المقبل على أقل تقدير.

وتشير المصادر إلى وجود حجم كبير من المخزونات في مصر حالياً بعد استيراد شحنات تقدر بنحو نصف مليون طن خلال الشهور الماضية، وذلك إضافة إلى الإنتاج المحلي الذي زاد هذا العام إلى نحو 4.5 مليون طن.

وكان وزير التموين والتجارة الداخلية، المصري، الدكتور علي مصيلحي، أكد في تصريحات قبل نحو شهرين، أن الاحتياطي الاستراتيجي من كل السلع في مصر يكفي مدة تصل إلى 12 شهرا.

وتفاقمت المخاطر في أسواق السلع الغذائية إثر قرار مفاجئ من الهند الأسبوع الماضي حظر تصدير أنواع من الأرز بغرض تأمين الاستهلاك المحلي. وتعد الهند أكبر مصدر للأرز عالمياً، وكان من المتوقع أن يؤدي قرارها لارتفاع الأسعار واضطرابات بالأسواق.

ولا يقتصر تهديد الأمن الغذائي على الأرز، إذ إن أسواق الحبوب، وخاصة القمح، تعاني عدم يقين واسع النطاق مع ازدياد الاضطرابات خاصة في البحر الأسود.

وتعد مصر أحد أكبر مستوردي القمح عالمياً، وقال متعاملون، الأربعاء، إن أقل عرض حصلت عليه الهيئة العامة للسلع التموينية، (مشتري الحبوب الحكومي في مصر)، في ممارسة دولية لشراء كمية غير محددة من القمح على أساس التسليم على ظهر السفينة، هو 250 دولاراً لطن القمح الروسي.

ونقلت «رويترز» أن الهيئة تلقت عدة عروض بهذا السعر. وتسعى الهيئة إلى شراء القمح في ممارسة دولية على أن يُشحن ما بين الأول والعاشر من سبتمبر (أيلول)، أو بين 20 و30 سبتمبر، أو بين 15 و25 أكتوبر (تشرين الأول).

وطلبت الهيئة من الموردين تقديم العروض على أساس التسليم على ظهر السفينة، مع السداد بنظام الدفع الفوري عند الاطلاع بتمويل من المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة.

والأسبوع الماضي، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى تجديد الاتفاق الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير القمح وذلك في قمة يستضيفها الرئيس الروسي. وقال السيسي إنه «من الضروري» أن يتم إحياء الاتفاق، ودعا إلى حل عاجل من أجل تزويد الدول الأفريقية الأشد فقراً.

وكانت روسيا قد انسحبت من الاتفاق منتصف الشهر الماضي، ومنذ ذلك الحين قامت بقصف الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود. ويقول بوتين إن الغرب لا يلتزم بجانبه بالاتفاق، وقد عرض القمح الروسي على ست دول من الدول الأفريقية.

وفي ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، أعلنت مسؤولة أميركية أنه قد نما إلى علمها أن روسيا مستعدة للعودة إلى محادثات اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود... لكن في الساعات التالية، تأزم الوضع سريعا، مع إعلان مسؤول أوكراني تعرض ميناء ومنشآت لتخزين الحبوب لهجمات روسية.


مقالات ذات صلة

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

الاقتصاد جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، إنه يتوقع مخرجات مهمة من مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر الذي ينعقد في السعودية.

لمياء نبيل (القاهرة)
يوميات الشرق النظام الغذائي النباتي يعتمد بشكل أساسي على الأطعمة النباتية (جامعة كولومبيا)

التحول للنظام النباتي يوفر 650 دولاراً للفرد سنوياً

أظهرت دراسة أميركية أن اتباع نظام غذائي نباتي منخفض الدهون يمكن أن يخفض تكاليف الطعام للفرد بنسبة 19%، أي ما يعادل 1.80 دولار يومياً أو نحو 650 دولاراً سنويا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي نزوح سكان شمال غزة في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية (أ.ف.ب)

المنسق الأممي للسلام: الوضع في غزة «كارثي» مع بداية الشتاء ونزوح سكان الشمال

قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند اليوم الاثنين إن الوضع في قطاع غزة «كارثي» مع بداية فصل الشتاء.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أفريقيا لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
أفريقيا أدى العنف والتصحر إلى منافسات عنيفة أحياناً بين المجتمعات الزراعية والرعاة الرُحّل في نيجيريا (أ.ف.ب)

أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل

أفاد تقرير بأن أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل، وهو رقم يزداد مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم آثار الحرب والتغير المناخي.

«الشرق الأوسط» (أبوجا )

«جي إف إتش المالية» البحرينية تواصل المحادثات للاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة»

جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)
جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)
TT

«جي إف إتش المالية» البحرينية تواصل المحادثات للاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة»

جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)
جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)

أعلنت شركة «جي إف إتش المالية» البحرينية، الأحد، أن محادثات الاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة للتمويل والاستثمار» لا تزال مستمرة، وأنه يجري التفاوض حالياً بشأن هذه العملية التي تخضع لموافقة الجهات التنظيمية.

وأوضحت الشركة، في بيان، للبورصة البحرينية، أنه سيجري إطلاع المساهمين على أي تطورات أخرى بصورة دورية، كما سيعلن الأثر المالي المتوقع في حينه.

وكانت «الإثمار القابضة» قد أعلنت، خلال يونيو (حزيران) الماضي، أن القيمة الدفترية الإجمالية للأصول التي يُعتزم بيعها تبلغ 691 مليون دولار، في حين تُقدَّر الالتزامات المقترح نقلها بـ680 مليون دولار.

ووفقاً للصفقة، سيجري تأسيس شركتين من قِبل «الإثمار القابضة» أو «بنك الإثمار» أو شركة «آي بي كابيتال» بِاسم «المشروع العقاري المشترك» التي ستُنقل إليها الأصول العقارية، و«مشروع بنك فيصل المشترك» التي سينقل لها حصة «بنك الإثمار» البالغة 66.7 في المائة في «بنك فيصل».

وعليه، سيجري نقل 71.51 في المائة من شركة «المشروع العقاري المشترك»، و75 في المائة من شركة «مشروع بنك فيصل»، إلى «جي إف إتش المالية»، لتحصل على عائد سنوي تفضيلي بمعدل 12 في المائة من حصتها في الشركتين، مستحَق على أساس تراكمي لمدة 5 سنوات.