يتجه صندوق الاستثمارات العامة السعودي لتوسيع استثماراته في قطاع التعدين والوصول إلى مشاريع رائدة عالمياً، وذلك بعد إعلان شركة «منارة المعادن» -من مشاريع الصندوق الاستثمارية- توقيع شراكة كبرى مع «فالي غلوبال» البرازيلية، بهدف تأمين سلاسل الإمداد من المواد الخام، ودعم تحول الطاقة العالمي.
وتأسست «منارة المعادن» من قبل شركة التعدين العربية السعودية (معادن) و«الصندوق السيادي» بوصفها مشروعاً مشتركاً بنسبتي 51 في المائة و49 في المائة على التوالي، وذلك لتحقيق عدة مستهدفات، والاستثمار في أصول التعدين على مستوى العالم، إلى جانب دعم تطوير سلاسل التوريد.
وتُعد شركة «معادن وعد الشمال للفوسفات»، في شمال المملكة، واحدة من أكبر مجمعات الإنتاج في العالم، وتساهم بنسبة 50 في المائة من إجمالي إنتاج الشركة من الفوسفات.
وتمضي السعودية نحو استراتيجية من شأنها تطوير مسار الاستثمار التعديني، وترفع القدرة التنافسية والإنتاجية للقطاع الخاص المحلي، بالإضافة إلى تشجيع الشركات الكبرى على التوسع عالمياً، لتصبح البلاد متقدمة إقليمياً ودولياً.
وكشفت «معادن» في موقع «تداول السعودية»، الأحد، توقيع مشروعها المشترك «منارة»، على صفقة للاستحواذ على 10 في المائة من شركة «فالي» للمعادن الأساسية المحدودة، بقيم إجمالية 97.5 مليار ريال (26 مليار دولار).
وتمتلك شركة «فالي» مشاريع كبرى في أهم مناطق التعدين في العالم، بما في ذلك كندا والبرازيل وإندونيسيا.
وسيساهم استثمار «منارة» في مساعدة الشركة على توسيع إنتاجها من النحاس والنيكل، عبر محفظة أصولها.
وتعتبر هذه المعادن ضرورية لعملية تطوير تقنيات جديدة، ستساهم في دعم التحول العالمي للطاقة النظيفة.
المعادن الاستراتيجية
وستتمكن «منارة» عقب استيفاء المتطلبات النظامية من تملك حصة في «فالي» مقدارها 10 في المائة.
ومن المتوقع الانتهاء من إجراءات الصفقة خلال الربع الأول من العام المالي القادم.
وتأتي الخطوة في إطار خطط «معادن» السعودية الرامية إلى زيادة إمداداتها من المعادن الاستراتيجية، وتمكين المملكة من لعب دور أكبر في سلاسل التوريد العالمية الداعمة لتحول الطاقة.
وسيتم تمويل الصفقة من خلال الموارد الخاصة لشركة «معادن»، ومن المتوقع أن ينعكس أي تأثير مالي لعملية الاستحواذ بدءاً من النصف الأول من العام المقبل.
إنتاج الفوسفات
وكانت شركة التعدين العربية السعودية، قد أكملت تحويل أكبر دفعة لسداد الديون في تاريخها بقيمة 3 مليارات ريال (800 مليون دولار)، والتي نفذتها «معادن» قبل موعدها المحدد.
ويعتبر السداد المبكر خطوة استراتيجية تهدف إلى تقليل تكاليف التمويل، وجزءاً من استراتيجية الشركة لتقليل المديونية، علماً بأن هذا الدين يُمثل 7 في المائة من ديون شركة «معادن».