الدينار العراقي يواصل تراجعه أمام الدولار رغم الإجراءات الحكومية

البرلمان استضاف محافظ المصرف المركزي

محافظ المصرف المركزي يتحدث أمام اللجنة المالية النيابية عن صرف الدولار (وكالة أنباء العراق)
محافظ المصرف المركزي يتحدث أمام اللجنة المالية النيابية عن صرف الدولار (وكالة أنباء العراق)
TT

الدينار العراقي يواصل تراجعه أمام الدولار رغم الإجراءات الحكومية

محافظ المصرف المركزي يتحدث أمام اللجنة المالية النيابية عن صرف الدولار (وكالة أنباء العراق)
محافظ المصرف المركزي يتحدث أمام اللجنة المالية النيابية عن صرف الدولار (وكالة أنباء العراق)

يواصل الدينار العراقي تراجعه أمام الدولار الأميركي رغم الإجراءات الحكومية الحثيثة لإيقاف ذلك التراجع، ما انعكس سلباً على حركة البيع والشراء في معظم أسواق الجملة ببغداد والمحافظات.

ووصل سعر الصرف، يوم الاثنين، إلى 1540 ديناراً مقابل الدولار الواحد في السوق الموازية، في مقابل 1320 ديناراً للدولار في مزاد العملة الرسمي الذي يعتمده المصرف المركزي.

وقال تاجر جملة في سوق الشورجة التجاري في بغداد لـ«الشرق الأوسط»، إن «السوق تشهد ركوداً كبيراً، وقد انحسرت حركة البيع والشراء مؤخراً جراء الصعود والاضطراب الحالي في أسعار الصرف».

وأضاف أن «قلق التجار بشكل عام يأتي من إمكانية تواصل ارتفاع أسعار الصرف وملامستها سقف الـ1700 دينار للدولار الواحد مثلما حدث مطلع العام الجاري، وبالتالي سيسهم ذلك في ارتفاع أسعار السلع والمواد الأساسية وعزوف المواطنين عن الشراء».

ولا يستبعد التاجر أن «تكون العقوبات الأميركية الأخيرة على 14 مصرفاً عراقياً وحظر المصرف المركزي التعامل معها بالدولار، وراء أزمة الصرف الجديدة، رغم أن المصرف المركزي يضخ المزيد من الأموال في مزاد العملة».

وفرضت الخزانة الأميركية، الأربعاء الماضي، عقوبات بحق 14 مصرفاً عراقياً متهماً بالتحايل وغسل الأموال والتعامل بالدولار مع إيران.

وقد دعا التراجع المتواصل لأسعار صرف الدينار أمام الدولار، رئيس الوزراء محمد السوداني، إلى الاجتماع بمحافظ المصرف المركزي علي العلاق، أول من أمس، وبحضور المستشارين الماليين ومدير عام الاستثمار في المصرف.

واستمع السوداني، حسب بيان صادر، إلى «إيضاحات عن أهم التسهيلات المقدمة من المصرف المركزي، التي تتضمن السماح لصغار التجار والأفراد المستوردين بتمويل استيراداتهم دون الحاجة إلى تأسيس شركة، وأن يكون ذلك من خلال المصارف الحكومية والخاصة التي ترتبط بعلاقات مباشرة ببنوك مراسلة».

وشهد الاجتماع «تأكيد المضيّ في الإجراءات التي سيتخذها المصرف المركزي، الخاصة بتعويض المواطنين والشركات ممن يشترون الدولار بالسعر غير الرسمي، من خلال قيام المصرف المركزي باستقطاع الفارق المالي من المصارف وشركات الصرافة التي باعت الدولار بأكثر من سعره المحدد في المصرف، بعد أن يثبت الشراء من تلك الشركات».

وكشف محافظ المصرف المركزي خلال الاجتماع، «عن نية المصرف استئناف بيع الدولار النقدي عبر المصارف المجازة في محافظة نينوى».

كما استضافت اللجنة المالية النيابية، يوم الاثنين، العلاق لمناقشة موضوع صرف الدولار.

وقال عضو اللجنة سعد عواد التوبي لوكالة الأنباء العراقية، إن «اللجنة أعدَّت برنامجاً لاستضافة عدد من المسؤولين، ومنهم مديرو مصرفَي الرشيد والرافدين، والاستضافة تهدف لمناقشة الرسوم والفوائد التي تُفرض على المقترضين إن كانت المتناقصة أو الثابتة والتي تصل في بعض الأحيان إلى ضعف القرض الذي تسلمه المواطن».

وفي سياق سعيه على ما يبدو للسيطرة على أسعار الصرف وإعادتها إلى أوضاعها السابقة، قرر المصرف المركزي العراقي، يوم الاثنين، السماح لشركات الصرافة (فئة A وB) بفتح حسابات إيداع لدى المصرف بعملتي الدينار والدولار والاشتراك بنافذة بيع وشراء العملة.

وأكد المصرف المركزي استمراره في تلبية الطلبات المشروعة على الدولار الأميركي من المنافذ الرسمية والمرخصة منه وبالسعر الرسمي المقرر للمستفيد والبالغ 1320 ديناراً للدولار، ودعا المواطنين إلى «الإبلاغ عن حالة دفع سعر أعلى من السعر الرسمي المقرر، ويتحمل حساب المصرف أو شركة الصرافة لدى هذا المصرف تعويض المتضرر من فرق السعر».

لكنَّ أستاذ الاقتصاد عماد عبد اللطيف سالم، يرى أن من شأن «إجراءات بوليسية» من هذا النوع أن «تؤدي إلى نتائج عكسيّة في الاقتصاد».

وكتب سالم عبر منصة «فيسبوك» أن «المواطن لا يجِد من يبيع لهُ الدولار بسعر السوق الموازية، للإيفاء بالتزاماته الضرورية، فتأتي (أنتَ) وتطلبُ منهُ التبليغ عن أولئكَ الذين يبيعون لهُ الدولار بسعرٍ أعلى من السعر الرسمي في السوق!»... إن «هذا الإجراء البوليسي، الذي يحاول حلّ المشكلة من خلال المُخبرين، يُفاقم من شِحّة الدولار في السوق، ويرفع سعره أكثر فأكثر أمام الدينار، هذا ما حدث منذ يوم أمس (حالَ الإعلان عن القيام باتخاذ إجراءاتٍ كهذه)، وهذا ما سوف يحدثُ لاحقاً»، كما كتب.


مقالات ذات صلة

اليورو يصعد بعد الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية.. والين يتخبط

الاقتصاد أوراق نقدية من فئات الدولار واليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان (رويترز)

اليورو يصعد بعد الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية.. والين يتخبط

ارتفع اليورو اليوم الاثنين بعد تصدر تحالف ينتمي لليمين المتطرف الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أوراق نقدية من فئة الدولار واليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان (رويترز)

الدولار يضغط على الين واليوان

واصل الدولار الضغط على كل من الين واليوان الأربعاء مع ترقب المتعاملين صدور بيانات أسعار المستهلكين الأميركية في نهاية الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي والجنيه الإستراليني (أ.ف.ب)

الدولار يصعد.. والإسترليني يتراجع قبيل إعلان بيانات التضخم

حقق الدولار بعض المكاسب خلال تعاملات جلسة الأربعاء بعد أن عززت بيانات مبيعات التجزئة الأميركية الضعيفة رهانات على خفض وشيك للفائدة من قِبل البنك المركزي

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عملة ورقية فئة مائة يورو وعملات ورقية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار مستقر واليورو يتأثر بعدم اليقين السياسي

استقر الدولار خلال جلسة الاثنين في وقت يحوم فيه اليورو بالقرب من أدنى مستوى له بأكثر من شهر بعدما أدت اضطرابات سياسية بأوروبا إلى حالة من عدم اليقين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد العلم الوطني الياباني في مقر بنك اليابان في طوكيو (أ.ف.ب)

بنك اليابان يناقش خفضاً تدريجياً لمشترياته من السندات الحكومية

من المتوقع على نطاق واسع أن يفكر بنك اليابان في خفض مشترياته من السندات في اجتماع السياسة مع تنبيه المستثمرين لأي إشارات حول احتمالات رفع الفائدة الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

أسعار النفط ترتفع بدعم من زيادة الطلب على وسائل النقل وأجهزة التكييف

مسافرون عالقون في ازدحام مروري قبل عطلة نهاية الأسبوع في شيكاغو بالولايات المتحدة (رويترز)
مسافرون عالقون في ازدحام مروري قبل عطلة نهاية الأسبوع في شيكاغو بالولايات المتحدة (رويترز)
TT

أسعار النفط ترتفع بدعم من زيادة الطلب على وسائل النقل وأجهزة التكييف

مسافرون عالقون في ازدحام مروري قبل عطلة نهاية الأسبوع في شيكاغو بالولايات المتحدة (رويترز)
مسافرون عالقون في ازدحام مروري قبل عطلة نهاية الأسبوع في شيكاغو بالولايات المتحدة (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة الاثنين، مدعومة بتوقعات عجز في المعروض، ناجم عن ذروة استهلاك الوقود في فصل الصيف، وتخفيضات «أوبك بلس» في الربع الثالث؛ لكن الاتجاهات الاقتصادية المعاكسة وزيادة الإنتاج من خارج مجموعة «أوبك بلس» حدَّت من المكاسب.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 33 سنتاً، أو 0.4 في المائة، إلى 85.33 دولار للبرميل، بحلول الساعة 04:39 بتوقيت غرينتش، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 32 سنتاً، أو 0.4 في المائة، إلى 81.86 دولار للبرميل.

وارتفع الخامان نحو 6 في المائة، في يونيو (حزيران)؛ حيث وصل سعر برنت عند التسوية إلى أكثر من 85 دولاراً للبرميل في الأسبوعين الماضيين، بعد أن مددت مجموعة «أوبك بلس» التي تضم منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاءها، معظم تخفيضاتها الكبيرة لإنتاج النفط حتى نهاية عام 2025.

وإزاء ذلك، توقع المحللون حدوث عجز في الإمدادات في الربع الثالث؛ حيث يؤدي الطلب على وسائل النقل وأجهزة التكييف خلال الصيف إلى انخفاض مخزونات الوقود.

وفي الولايات المتحدة، ارتفع إنتاج النفط والطلب عليه إلى أعلى مستوى في 4 أشهر، في أبريل (نيسان)، وفقاً لتقرير إمدادات النفط الشهري، الصادر عن إدارة معلومات الطاقة والذي نشر يوم الجمعة.

وقال محللون في «آي إن جي»، في مذكرة، وفق ما نقلت وكالة «رويترز»: «ما زلنا نتمسك بوجهة نظر داعمة تجاه برنت، على الرغم من وجود مخاوف حيال الطلب، مثل الطلب على البنزين في الولايات المتحدة، وطلب من الصين على ما يبدو».

وأظهر مؤشر خاص نمو أنشطة المصانع الصينية الصغيرة بأسرع وتيرة منذ عام 2021، بفضل الطلبيات الخارجية، حتى في الوقت الذي أشار فيه مسح أوسع إلى ضعف الطلب المحلي، وخلافات تجارية أدت إلى انكماش آخر في القطاع الصناعي. والصين ثاني أكبر مستهلك في العالم للنفط الخام، وأكبر مستورد له.

وقال توني سيكامور، المحلل لدى «آي جي»، إن الآمال بخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة والمخاوف الجيوسياسية المتزايدة في أوروبا والشرق الأوسط، ساهمت أيضاً في بقاء الأسعار فوق مستوى معين. وأضاف أن الارتفاع الأخير لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي قد يمتد نحو 85 دولاراً للبرميل، إذا ظلت الأسعار فوق المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم عند 79.52 دولار.