«تسلا» تتفوق على الشركات الالمانية مجتمعة في سوق السيارات الكهربائية

حاضرون يتفحصون سيارة تسلا الكهربائية خلال معرض في واشنطن (أ.ف.ب)
حاضرون يتفحصون سيارة تسلا الكهربائية خلال معرض في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

«تسلا» تتفوق على الشركات الالمانية مجتمعة في سوق السيارات الكهربائية

حاضرون يتفحصون سيارة تسلا الكهربائية خلال معرض في واشنطن (أ.ف.ب)
حاضرون يتفحصون سيارة تسلا الكهربائية خلال معرض في واشنطن (أ.ف.ب)

رغم إعلان شركات صناعة السيارات الألمانية الكبرى، خلال السنوات الماضية، عن خطط طَموح للتحول إلى السيارات الكهربائية، وتحدي سيطرة شركة «تسلا» الأميركية على السوق العالمية، نجحت الشركة الأميركية في تعزيز سيطرتها على السوق.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم الاثنين، أن «تسلا» باعت، خلال النصف الأول من العام الحالي، 889015 سيارة، وهو ما يزيد على إجمالي مبيعات «فولكس فاجن» و«بي.إم.دبليو» و«مرسيدس بنز جروب» و«بورشه» من السيارات الكهربائية مجتمعة.

وأضافت «بلومبرغ» أن الشركات الألمانية تواجه مشكلات في مجالات عدة، مثل برمجيات السيارات الكهربائية، مما أدى إلى تعطيل طرح طُرز رئيسية، وتراجع المبيعات في الصين؛ وهي أكبر سوق عالمية للشركات الألمانية، في حين حققت «تسلا»، ومُنافِستها الصينية «بي.واي.دي» مكاسب قوية، خلال العام الحالي، بهذه السوق.

في الوقت نفسه، تفوقت «تسلا» على الشركات الألمانية في السوق المحلية، حيث احتلت المركز الأول في السوق الألمانية من حيث المبيعات، خلال النصف الأول من العام الحالي.

ومن المنتظر أن تعلن شركات «بورشه» الألمانية للسيارات الفارهة نتائج الربع الثاني من العام الحالي، يوم الأربعاء المقبل، ثم تعلن «مرسيدس بنز» و«فولكس فاغن» نتائجهما يوم الخميس.

وقالت «بلومبرج» إنه في حين تُواصل «تسلا» السعي لزيادة مبيعاتها، من خلال خفض الأسعار، فإنها تزيد الضغط على الشركات العريقة التي تكافح للحفاظ على مكانتها بالسوق. وزادت مبيعات «تسلا» من السيارات الكهربائية، خلال الربع الثاني من العام الحالي، بمقدار 30 نقطة مئوية عن مبيعات «فولكس فاغن» من هذه السيارات، لتعزز تفوقها في السوق.

وفي الوقت الذي تخوض فيه الشركات الألمانية محادثات صعبة مع النقابات العمالية بشأن إعادة تجهيز المصانع التي تنتج السيارات التقليدية التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي لإنتاج سيارات كهربائية، تعتزم «تسلا» توسيع مصنعها في ألمانيا، وتستعدُّ لإقامة مصنع جديد في المكسيك.

وقال ماتياس شميدت، محلل أسواق السيارات الألماني، إن «تسلا» تسبق الشركات الألمانية في كل الأسواق الرئيسية بمسافة طويلة، مضيفاً «الشركات الألمانية تعاني ضغوطاً من أجل زيادة حجم إنتاجها للوصول إلى حجم الإنتاج الاقتصادي المطلوب لجعل السيارات الكهربائية مربحة».


مقالات ذات صلة

ماسك ينفي إهداء «سايبرتراك» لقديروف

أوروبا حاكم الشيشان رمضان قديروف على متن سيارة تسلا «سايبرتراك» (لقطة من فيديو)

ماسك ينفي إهداء «سايبرتراك» لقديروف

نفى رئيس شركة «تسلا»، إيلون ماسك، مزاعم رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف عن تلقي الأخير سيارة «سايبرتراك» هدية منه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا حاكم الشيشان رمضان قديروف يقود سيارة تسلا من طراز «سايبرتراك» (لقطة من فيديو)

شاهد... قديروف يتباهى بسيارة «سايبرتراك» مزودة بمدفع رشاش

تباهى حاكم الشيشان رمضان قديروف بشاحنة فاخرة من شركة «تسلا» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد مصنع «تسلا» في ألمانيا (رويترز)

«تسلا» تتمسّك بخُطط توسيع مصنعها في ألمانيا

تتمسك شركة «تسلا» الأميركية لتصنيع السيارات الكهربائية بخُطط توسيع مصنعها في ألمانيا، لكنها تنتظر زيادة المبيعات.

«الشرق الأوسط» (برلين)
تكنولوجيا تسلا ستبدأ «إنتاجاً منخفضاً» لروبوتات شبيهة بالبشر لتستخدمها داخلياً (رويترز)

ماسك: «تسلا» ستستخدم روبوتات شبيهة بالبشر العام المقبل

أعلن إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» أمس (الاثنين)، أن الشركة ستبدأ «إنتاجاً منخفضاً» لروبوتات شبيهة بالبشر لتستخدمها داخلياً في العام المقبل.

«الشرق الأوسط»
الاقتصاد سيارات «بي واي دي» في طريقها إلى الشحن بميناء ليانينغانغ بالصين (رويترز)

ارتفاع مبيعات سيارات «بي واي دي» يقلص الفجوة مع «تسلا»

سجلت شركة «بي واي دي» الصينية ارتفاعاً بواقع 21 في المائة بمبيعات السيارات الكهربائية خلال الربع الثاني من العام.

«الشرق الأوسط» (بكين)

صادرات الصين القياسية من الصلب تهدد بتوترات تجارية عالمية

عامل يضع علامات على قضبان الصلب في مصنع للصلب والحديد في تشانغتشي الصينية (رويترز)
عامل يضع علامات على قضبان الصلب في مصنع للصلب والحديد في تشانغتشي الصينية (رويترز)
TT

صادرات الصين القياسية من الصلب تهدد بتوترات تجارية عالمية

عامل يضع علامات على قضبان الصلب في مصنع للصلب والحديد في تشانغتشي الصينية (رويترز)
عامل يضع علامات على قضبان الصلب في مصنع للصلب والحديد في تشانغتشي الصينية (رويترز)

من المتوقع أن تصل صادرات الصين من الصلب إلى أعلى مستوى لها في 8 سنوات هذا العام، مما يغرق العالم بإمدادات منخفضة التكلفة، ويهدد بإشعال التوترات التجارية العالمية.

فمن المتوقع أن تتجاوز صادرات الصين، أكبر منتج للصلب في العالم، 100 مليون طن في عام 2024، وهو أعلى مستوى منذ عام 2016، وفقاً لشركة الاستشارات «ماي ستيل» (MySteel) ومقرها شنغهاي، حسب صحيفة «فايننشيال تايمز».

وقالت فيفيان يانغ، رئيسة التحرير في «ماي ستيل»: «إن صادرات الصلب بلغت مستويات تاريخية حتى الآن هذا العام». وتوقعت أن يبلغ إجمالي صادرات الصلب 100- 101 مليون طن للعام كله، وهو ثالث أعلى مستوى على الإطلاق.

وأدى انخفاض الطلب المحلي في الصين التي تمثل أكثر من 50 في المائة من إنتاج الصلب العالمي، إلى دفع المنتجين إلى تصدير مزيد من المواد، معظمها إلى دول في جنوب شرقي آسيا، وبشكل متزايد إلى أوروبا.

وقال إيان روبر، استراتيجي السلع الأساسية في شركة «أستريس أدفايزوري» اليابانية الاستشارية: «لقد أغرقت الصين العالم بالصلب ودفعت الأسعار إلى الانخفاض». وتوقع أن ترد الدول في محاولة لحماية شركات صناعة الصلب المحلية من المنافسة من أكبر منتج في العالم. وقال إن «المزيد والمزيد من القضايا التجارية» ستُرفع ضد الصين في الأشهر المقبلة.

وقد تؤدي القضايا إلى فرض الدول تعريفات جمركية أعلى على الصلب الصيني الذي يواجه رسوماً في كثير من الدول. وقد رفعت مجموعة متزايدة من اقتصادات الأسواق الناشئة مثل المكسيك والبرازيل التعريفات الجمركية هذا العام بالفعل، في حين أطلقت دول أخرى مثل فيتنام وتركيا تحقيقات جديدة.

وضاعفت الولايات المتحدة تعريفاتها الجمركية على الصلب الصيني هذا العام، بينما أطلق الاتحاد الأوروبي في مايو (أيار) تحقيقاً لمكافحة الإغراق في منتجات الصلب الصينية المطلية بالقصدير. وأعلنت كندا عن تعريفات جمركية جديدة على الصلب الأسبوع الماضي.

وفي يوم الخميس، حثت جمعية الحديد والصلب الصينية التي تمثل مصانع الحديد الكبرى المملوكة للدولة في البلاد، شركات صناعة الصلب على إنهاء «المنافسة الشرسة»، واتهمتها بـ«الاعتماد على حروب الأسعار للاستيلاء على حصة في السوق».

لقد انخفض مؤشر أسعار الصلب الصيني للجمعية إلى أدنى مستوى له منذ 8 سنوات، بدءاً من 16 أغسطس (آب). وفي أوروبا، انخفضت الأسعار الفورية للَّفائف المدرفلة الساخنة بنحو الخمس منذ بداية العام.

وتسبب تباطؤ البناء والنشاط الاقتصادي الصيني في انخفاض الطلب المحلي، في حين كان صانعو الصلب بطيئين في الحد من إنتاجهم، مما أدى إلى زيادة العرض.

وفي إشارة إلى قلق بكين بشأن هذه القضية، علقت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات في أغسطس الموافقات على إنشاء مصانع الصلب الجديدة.

ومن المتوقع أيضاً أن ترتفع شحنات الصلب الصينية إلى أوروبا على مدى الأشهر المقبلة، وخصوصاً بالنسبة للَّفائف المدرفلة على الساخن، والتي تستخدم في منتجات مثل السيارات والآلات.

وقال كولين ريتشاردسون، رئيس قسم الصلب في شركة «أرغوس ميديا»، وهي شركة تزود بيانات أسعار السلع الأساسية: «سنشهد ارتفاعاً حاداً في الأشهر المقبلة»، مضيفاً أن صادرات الصين من اللفائف المدرفلة على الساخن (أي الصلب الخاضع لدرجة حرارة عالية الارتفاع) كانت في ارتفاع خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.

ورغم أن أوروبا تفرض تعريفات جمركية باهظة على الصلب الصيني بنسبة 18.1 في المائة على الأقل، فقد انخفضت الأسعار المحلية في الصين للفائف المدرفلة على الساخن مؤخراً؛ حيث أصبحت قادرة على المنافسة من حيث التكلفة في أوروبا، حتى مع الرسوم الإضافية.

وقال دانيال هاينز، كبير استراتيجيي السلع الأساسية في «إي زد إن» للأبحاث، الذراع البحثية لأحد أكبر البنوك الأسترالية، إن منتجي الصلب الصينيين الذين يصدّرون عادة ما بين 7 و10 في المائة من إجمالي إنتاجهم، استفادوا هذا العام من الطلب القوي نسبياً في أوروبا وآسيا.

وأضاف هاينز: «خصوصاً في الوقت الذي نرى فيه منتجين في بعض تلك المناطق، مثل أوروبا، على سبيل المثال، يعانون من ارتفاع تكاليف الطاقة... لقد فتح ذلك الباب أمام منتجي الصلب الصينيين». ولفت إلى أنه كانت هناك بعض العلامات في الأشهر الأخيرة على ضعف الطلب العالمي.

وحذرت مجموعة «باوو ستيل»، أكبر شركة لصناعة الصلب في العالم، في أغسطس، من أن قطاع الصلب يواجه شتاءً طويلاً وبارداً، سيكون أسوأ من أزمات الصلب السابقة في عامي 2008 و2015. وتُظهر الأرقام الرسمية أن شركات صناعة الصلب في الصين تعاني من خسائر فادحة؛ حيث تراكمت لديها خسائر بلغت 2.8 مليار يوان صيني (390 مليون دولار) خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام.

ووفقاً لـ«ماي ستيل»، فإن 1 في المائة فقط من مصانع الصلب الصينية مربحة.