الأسواق تقيّم نتائج البنوك والتجزئة

الاستقرار يغلب على حركة الأسهم

شاشة تداول في بورصة نيويورك تظهر تقدم سهم بنك أوف أميركا الذي نشر نتائجه الفصلية الثلاثاء (رويترز)
شاشة تداول في بورصة نيويورك تظهر تقدم سهم بنك أوف أميركا الذي نشر نتائجه الفصلية الثلاثاء (رويترز)
TT

الأسواق تقيّم نتائج البنوك والتجزئة

شاشة تداول في بورصة نيويورك تظهر تقدم سهم بنك أوف أميركا الذي نشر نتائجه الفصلية الثلاثاء (رويترز)
شاشة تداول في بورصة نيويورك تظهر تقدم سهم بنك أوف أميركا الذي نشر نتائجه الفصلية الثلاثاء (رويترز)

اتجهت أسواق المال العالمية لمسار بين الاستقرار والارتفاع الطفيف يوم الثلاثاء، بينما يقيّم المستثمرون نتائج البنوك الكبيرة وكذلك بيانات التجزئة، وذلك بعد انتعاش الأسواق الأسبوع الماضي تحسباً لنتائج وعلامات تباطؤ التضخم.

وقبل بدء التداول، أعلن مزيد من عمالقة البنوك الأميركية، على غرار بنك أوف أميركا ومورغان ستانلي، عن نتائج فصلية جاءت في أغلبها أفضل من التوقعات. وكان السبب الرئيسي فيها هو زيادات الفائدة.

ومن جهة ثانية، ارتفعت مبيعات التجزئة الأميركية أقل من المتوقع في يونيو (حزيران)، لكن إنفاق المستهلكين بدا قوياً، ما أبقى على الأرجح الاقتصاد متيناً في الربع الثاني.

وأظهرت بيانات وزارة التجارة يوم الثلاثاء أن مبيعات التجزئة ارتفعت 0.2 في المائة الشهر الماضي. وجرى تعديل بيانات مايو (أيار) بالرفع لتظهر أن المبيعات زادت 0.5 في المائة بدلاً من 0.3 في المائة، كما جرى الإبلاغ عنه سابقاً. وكان خبراء اقتصاديون قد استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا أن ترتفع مبيعات التجزئة 0.5 في المائة الشهر الماضي.

وتشير الزيادة القوية في يونيو ومراجعة مايو الصعودية لمبيعات التجزئة الأساسية إلى أن إنفاق المستهلكين، الذي يمثل أكثر من ثلثي الاقتصاد الأميركي، استمر في النمو في الربع الأخير... ومع ذلك، كانت الوتيرة أبطأ من معدل الربع الأول، الذي كان الأسرع من نوعه في نحو عامين.

وفي وول ستريت، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 11.73 نقطة أو 0.03 في المائة عند الفتح إلى 34597.08 نقطة، وبدأ مؤشر ستاندرد آند بورز 500 التداول على انخفاض بلغ 1.01 نقطة أو 0.02 في المائة عند 4521.78 نقطة، بينما انخفض مؤشر ناسداك المجمع عند الفتح 32.70 نقطة أو 0.23 في المائة إلى 14212.25 نقطة.

وساد الهدوء أسواق الأسهم الأوروبية، واستقر المؤشر ستوكس 600 عند 457.71 نقطة بحلول الساعة 0711 بتوقيت غرينتش.

وكان المؤشر قد تعرض لضربة يوم الاثنين بعد تهاوي أسهم شركة ريتشمونت للسلع الفاخرة بسبب ضعف مبيعاتها على غير المتوقع، وكذلك على خلفية ضعف البيانات الصينية.

وقفز سهم نوفارتس 2.7 في المائة بعد أن رفعت الشركة توقعاتها لأرباح العام بأكمله، وأعلنت عن خطط لوحدة ساندوز للأدوية الجنسية في أوائل الربع الرابع. ودفع هذا المؤشر السويسري إلى الارتفاع 0.3 في المائة بعدما تصدر الخسائر في أوروبا يوم الاثنين.

وتأثر المؤشر ستوكس 600 بخسائر شركات الاتصالات، إذ تراجعت أسهم القطاع 0.9 في المائة بعد أن هوى سهم شركة تيلي 2 إيه بي تسعة في المائة بعد إعلان بيانات الأرباح الفصلية.

وفي الوقت نفسه، تراجع سهم البنك السويدي 1.1 في المائة على الرغم من أن الأرباح التشغيلية فاقت التوقعات في الربع الثاني.

من جانبه، أغلق المؤشر نيكي الياباني على ارتفاع؛ إذ عوضت مكاسب أسهم البنوك والشركات المرتبطة بالرقائق أثر عمليات البيع المدفوعة بالخسائر في هونغ كونغ وبورصات إقليمية أخرى.

وصعد المؤشر نيكي 0.32 في المائة ليغلق عند 32493.89 نقطة في أول يوم عمل بعد عطلة استمرت 3 أيام في اليابان. وارتفع المؤشر بما يصل إلى واحد في المائة في بداية التعاملات مقتفياً أثر المكاسب في وول ستريت في الليلة السابقة، لكن الأداء الضعيف للأسهم بعد فتح الأسواق الصينية أدى إلى تراجع المؤشر نيكي إلى المنطقة الحمراء في بداية تعاملات فترة بعد الظهر في طوكيو.

وتصدر القطاع المالي المكاسب في بورصة طوكيو للأوراق المالية، إذ صعد مؤشر القطاع 2.18 في المائة متفوقاً بفارق كبير على 32 مؤشراً فرعياً في البورصة.

وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً أيضاً 0.59 بالمائة إلى 2252.28 نقطة. ويتعافى المؤشر نيكي منذ منتصف الأسبوع الماضي عندما هوى 5.4 في المائة بعد أن وصل إلى أعلى مستوى إغلاق في 33 عاماً عند 33753.33 نقطة في الثالث من يوليو (تموز).

ومن جانبها، ارتفعت أسعار الذهب مع انخفاض الدولار مقترباً من أدنى مستوياته في أكثر من عام. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1959.54 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0359 بتوقيت غرينتش، بينما زادت العقود الآجلة للذهب الأميركي 0.4 في المائة إلى 1963.70 دولار.

وتراجع الدولار مقترباً من أدنى مستوياته في أكثر من عام. وانخفاض الدولار يجعل المعدن النفيس أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى.

وقال كريستوفر وونغ المدير التنفيذي وخبير استراتيجيات الصرف الأجنبي لدى «أو سي بي سي»، إنه على الرغم من أن اجتماع المركزي الأميركي المقبل قد يبدد جاذبية الذهب «فإن مجلس الاحتياطي قريب من إنهاء دورة التشديد النقدي».

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في السوق الفورية 0.1 في المائة إلى 24.87 دولار للأوقية، بينما زاد البلاتين 0.7 في المائة إلى 982.43 دولار، وقفز البلاديوم 1.1 في المائة إلى 1298.30 دولار.


مقالات ذات صلة

الأسواق الأوروبية تتعافى بعد عطلة عيد الميلاد

الاقتصاد تتزين البورصة الألمانية احتفالاً بموسم عيد الميلاد حيث يظهر مخطط لمؤشر «داكس» (رويترز)

الأسواق الأوروبية تتعافى بعد عطلة عيد الميلاد

ارتفع مؤشر الأسهم الرئيسي في أوروبا يوم الجمعة بعد عطلة استمرت يومين، مسجلاً مكاسب متواضعة في وقت سابق من الأسبوع، ما يضعه على المسار الصحيح لإنهاء سلسلة خسائر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متعاملون أمام شاشة عرض أسهم في بورصة تايلاند (رويترز)

الأسواق الآسيوية تشهد تقلبات ملحوظة مع اقتراب نهاية العام

شهدت الأسواق الآسيوية تقلبات ملحوظة يوم الجمعة، مع تحركات متفاوتة للأسواق الإقليمية في ظل اقتراب نهاية العام.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)

«وول ستريت» تتراجع مع ارتفاع العائدات على بعض الأسهم

تراجعت المؤشرات الرئيسية لبورصة «وول ستريت» في أحجام تداول خفيفة، يوم الخميس، تحت ضغط ارتفاع العائدات على بعض الأسهم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد أحد المستثمرين في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

سوق الأسهم السعودية تُنهي تداولات الأسبوع بتراجع 0.28 %

تراجع مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية «تاسي»، في آخر جلسات الأسبوع، بنسبة 0.28 في المائة، إلى مستويات 11859.47 نقطة، وبسيولة قيمتها 2.8 مليار ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منظر عام لغرفة التداول في بورصة نيويورك (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الأميركية تشهد انخفاضاً في العقود الآجلة بعد عطلة عيد الميلاد

انخفضت العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في أحجام تداول منخفضة بعد عطلة عيد الميلاد، حيث أعاد المستثمرون تقييم محافظهم الاستثمارية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الصناعة الصينية في أسوأ عام منذ عقود

موقع للإسكان تحت التأسيس في مقاطعة غوانغدونغ الصينية (رويترز)
موقع للإسكان تحت التأسيس في مقاطعة غوانغدونغ الصينية (رويترز)
TT

الصناعة الصينية في أسوأ عام منذ عقود

موقع للإسكان تحت التأسيس في مقاطعة غوانغدونغ الصينية (رويترز)
موقع للإسكان تحت التأسيس في مقاطعة غوانغدونغ الصينية (رويترز)

أظهرت بيانات رسمية، الجمعة، أن أرباح الصناعة الصينية انخفضت بوتيرة أبطأ في نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن من المتوقع أن يكون الانخفاض السنوي في الأرباح هذا العام هو الأسوأ منذ أكثر من عقدين بسبب استمرار الاستهلاك المحلي الضعيف.

ويكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم لتحقيق انتعاش قوي بعد الوباء، حيث تظل شهية الشركات والأسر للإنفاق والاستثمار ضعيفة وسط تباطؤ طويل الأمد في سوق الإسكان ومخاطر تجارية جديدة من الإدارة الأميركية القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء أن الأرباح الصناعية انخفضت بنسبة 7.3 في المائة في نوفمبر مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بعد انخفاض بنسبة 10 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول).

وقال تشو ماوهوا، الباحث في الاقتصاد الكلي في بنك «تشاينا إيفربرايت»، إن الانخفاض الأضيق في نوفمبر يشير إلى تحسن الأرباح مع بدء تأثير تدابير التحفيز الاقتصادي الأخيرة، كما كانت أرقام الأرباح متوافقة مع انخفاض أبطأ في أسعار بوابة المصنع في نوفمبر. وانخفض مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 2.5 في المائة على أساس سنوي، مقابل انخفاض بنسبة 2.9 في المائة في أكتوبر.

ورفع البنك الدولي، الخميس، توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين لعام 2024 قليلاً إلى 4.9 في المائة من توقعاته في يونيو (حزيران) الماضي البالغة 4.8 في المائة.

ومع ذلك، انخفضت الأرباح الصناعية بنسبة 4.7 في المائة في أول 11 شهراً من عام 2024؛ مما أدى إلى تعميق انزلاق بنسبة 4.3 في المائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر؛ ما يعكس الطلب الخاص الفاتر في الاقتصاد الصيني.

ومن المتوقع أن تسجل أرباح الصناعة الصينية للعام بأكمله أكبر انخفاض لها من حيث النسبة المئوية منذ عام 2011. ومع ذلك، عندما يتم تضمين الشركات الأصغر حجماً في إطار منهجية الحسابات السابقة، فمن المتوقع أن يكون انخفاض الأرباح هذا العام هو الأسوأ منذ عام 2000 على الأقل.

وأشارت سلسلة من المؤشرات الاقتصادية التي صدرت هذا الشهر إلى نتائج مختلطة، مع تسارع الناتج الصناعي في نوفمبر، في حين انخفضت أسعار المساكن الجديدة بأبطأ وتيرة في 17 شهراً.

وقال تشو إن القطاع الصناعي يمر بتعافٍ غير متكافئ وسط طلب غير كافٍ، مشيراً إلى أن الصعوبات التي تواجه العقارات وبعض الصناعات ذات الصلة دليل على هذا التأزم.

وتعهد زعماء الصين في اجتماع سياسي مهم هذا الشهر برفع العجز وإصدار المزيد من الديون وتخفيف السياسة النقدية للحفاظ على معدل نمو اقتصادي مستقر. كما تعهدت الحكومة مؤخراً بتكثيف الدعم المالي المباشر للمستهلكين وتعزيز الضمان الاجتماعي. وأفادت «رويترز» بأن بكين وافقت على إصدار سندات خزانة خاصة قياسية بقيمة 411 مليار دولار العام المقبل.

وانخفضت أرباح الشركات المملوكة للدولة بنسبة 8.4 في المائة في أول 11 شهراً، وسجلت الشركات الأجنبية انخفاضاً بنسبة 0.8 في المائة، وسجلت شركات القطاع الخاص انخفاضاً بنسبة 1 في المائة، وفقاً لتفاصيل بيانات المكتب الوطني للإحصاء. وتغطي أرقام الأرباح الصناعية الشركات التي تبلغ إيراداتها السنوية 20 مليون يوان (2.7 مليون دولار) على الأقل من عملياتها الرئيسية.

وفي الأسواق، تباين أداء الأسهم الصينية، الجمعة، بعد أن أظهرت البيانات أن الأرباح الصناعية ظلت تحت الضغط، في حين لم يطرأ تغير يذكر على أسهم هونغ كونغ في تعاملات هزيلة خلال العطلات.

وارتفع مؤشر «شنغهاي المركب» 0.1 في المائة عند الإغلاق، وهو أعلى مستوى منذ 12 ديسمبر (كانون الأول)، بينما تخلى مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية في الصين عن مكاسبه السابقة لينخفض ​​0.2 في المائة. وفي هونغ كونغ، أغلق مؤشر هانغ سنغ القياسي مستقراً بعد أن تأرجح بين مكاسب وخسائر ضيقة خلال الجلسة، ليصل المكسب هذا الأسبوع إلى 2 في المائة في تعاملات هزيلة بسبب العطلات.

وقال محللون في شركة «هوان» للأوراق المالية في مذكرة، إن التحسن في البيانات الاقتصادية سيظل معتمداً بشكل كبير على المزيد من الدعم السياسي، ومن غير المرجح أن يولد زخماً مستداماً للسوق. وأضافوا أنه نظراً للركود السياسي الذي أعقب مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، فقد لا تظهر محفزات السياسة الكلية الجديدة حتى فبراير (شباط)، ومن المرجح أن تظل الأسواق متقلبة.

ومع ذلك، أنهى كل من مؤشري «سي إس آي 300» و«هانغ سينغ» الأسبوع الأخير من عام 2024 بارتفاع؛ وذلك بفضل خطط التحفيز القياسية لبكين لعام 2025 التي أُعلن عنها في وقت سابق من الأسبوع.