تعافٍ تدريجي للاقتصاد الكوري بدعم من إنتاج السيارات والرقائق

عمال على خط إنتاج في مصنع للسيارات في كوريا الجنوبية (من موقع شركة هيونداي موتور)
عمال على خط إنتاج في مصنع للسيارات في كوريا الجنوبية (من موقع شركة هيونداي موتور)
TT

تعافٍ تدريجي للاقتصاد الكوري بدعم من إنتاج السيارات والرقائق

عمال على خط إنتاج في مصنع للسيارات في كوريا الجنوبية (من موقع شركة هيونداي موتور)
عمال على خط إنتاج في مصنع للسيارات في كوريا الجنوبية (من موقع شركة هيونداي موتور)

حقق إنتاج المصانع بكوريا الجنوبية قفزة غير متوقعة في مايو (أيار) بقيادة إنتاج السيارات والرقائق، في حين زادت أيضا مبيعات التجزئة الشهر الماضي في مؤشر على تعاف تدريجي للاقتصاد.

هذا التعافي التدريجي شجع الحكومة الكورية على إطلاق خطة لجذب أكثر من 70 مليار دولار وخلق 450 ألف وظيفة بحلول 2032، من زيادة الاهتمام بالمناطق الاقتصادية الحرة.

وبحسب بيانات جهاز الإحصاء الكوري، ارتفع مؤشر الناتج الصناعي 3.2 في المائة في مايو على أساس شهري معدل في ضوء العوامل الموسمية، وذلك بالمقارنة مع انخفاض نسبته 0.6 في المائة في أبريل (نيسان).

وتجاوزت الزيادة أعلى توقع في استطلاع أجرته «رويترز» بأن ينمو الناتج الصناعي 2.8 في المائة.

وقفز إنتاج السيارات 8.7 في المائة وارتفع إنتاج أشباه الموصلات 4.4 في المائة على أساس شهري، بينما هوى إنتاج معدات الاتصال 16.9 في المائة.

وتراجع إنتاج المصانع 7.3 في المائة على أساس سنوي، وهو ما جاء أخف وطأة من تراجع نسبته 9 في المائة في أبريل وتوقعات بانخفاض نسبته 8.4 في المائة في استطلاع لآراء خبراء الاقتصاد.

وقالت وزارة المالية بعد صدور البيانات إنها تظهر أن الاقتصاد في طريقه للتعافي بعد تصحيح طفيف الشهر السابق. وأضافت أن الضغوط النزولية قد تراجعت لكن المخاطر لا تزال قائمة.

وتوقعت الوزارة أن ينتعش إنتاج المصانع في الربع الثاني من العام بعد أربعة فصول متتالية من التراجع، وذلك مع انتعاش الصادرات.

وارتفع مؤشر الإنتاج لجميع القطاعات، الذي يشمل قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات، 1.3 في المائة في مايو على أساس شهري، ليعوض انخفاض بالنسبة نفسها في أبريل.

وزادت مبيعات التجزئة 0.4 في المائة في مايو بعد تسجيلها أكبر انخفاض في خمسة أشهر عند 2.6 في المائة في أبريل.

إلى ذلك أعلنت وزارة الصناعة الكورية الجنوبية، اعتزام الحكومة جذب استثمارات بقيمة 100 تريليون وون (76.55 مليار دولار) إلى المناطق الاقتصادية الحرة وخلق 450 ألف وظيفة جديدة فيها بحلول 2032، وجعلها مراكز عالمية للصناعات والأعمال المتقدمة.

ووفقا لمسودة خطة تنمية شاملة مدتها 10 سنوات، تستهدف الحكومة جذب استثمارات من الشركات المحلية والأجنبية في القطاعات الرئيسية والمباني الذكية والمدن الدولية الصديقة للبيئة، بالتعاون مع الحكومات المحلية، بحسب وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الجنوبية.

يذكر أن كوريا الجنوبية خصصت 9 مناطق اقتصادية حرة في مختلف أنحاء البلاد منذ 2003، بما فيها الموجودة في مدينتي إنشيون الغربية وبوسان في جنوب شرق كوريا الجنوبية من خلال تقديم حوافز ضريبية وتخفيف القيود على الشركات الأجنبية.

وأضافت الوزارة أن الحكومة ستنتهي من وضع الخطة بحلول أغسطس (آب)المقبل بعد التشاور بين الوزارات المعنية.

وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن الحكومة وافقت على تعديل قواعد استخدام الأراضي بشأن مطار إنشيون الدولي غرب العاصمة سول لكي يتم السماح بإقامة مستودع تخزين متطور للغاية.


مقالات ذات صلة

الصين: ارتفاع حصيلة السيول المفاجئة إلى 20 قتيلاً وعشرات المفقودين

آسيا صورة توضح الجزء المنهار من الجسر بسبب السيول في مقاطعة شنشي الصينية (أ.ف.ب)

الصين: ارتفاع حصيلة السيول المفاجئة إلى 20 قتيلاً وعشرات المفقودين

أعلنت السلطات الصينية أنّ أمطاراً غزيرة هطلت على امتداد أسبوع في سائر أنحاء البلاد، ونجمت عنها سيول مفاجئة، تسبّبت في مقتل 20 شخصاً وفقدان عشرات آخرين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا منطاد محمل بالنفايات تم رصده في كوريا الجنوبية (رويترز)

كوريا الشمالية ترسل مناطيد محملة بـ«النفايات والفضلات» إلى سيول

أرسلت كوريا الشمالية مناطيد محملة بنفايات وورق المراحيض وما يشتبه بأنها فضلات حيوانات إلى كوريا الجنوبية، حسبما أعلنت وسائل إعلام محلية اليوم (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
المشرق العربي صورة جوية لفيضان نهر دجلة في العراق بعد الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)

4 من فريق لتسلق الجبال في العراق قضوا غرقاً جراء أمطار غزيرة

لقي 4 أشخاص من فريق لتسلق الجبال حتفهم في السليمانية في شمال العراق جراء فيضانات ناتجة عن أمطار غزيرة، وفق ما أفاد به مسؤولون محليون.

«الشرق الأوسط» (السليمانية)
شؤون إقليمية شوارع المدينة تغرق في مياه الأمطار والسيول (رويترز) play-circle 00:29

العراق: السيول تجتاح دهوك... وتعطيل العمل في 10 محافظات لسوء الأحوال الجوية (صور)

قُتل شخصان وتضرر عدد من المنازل والسيارات نتيجة السيول التي اجتاحت مدينة دهوك التابعة لإقليم كردستان العراق

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي محاولة إنقاذ ما يمكن من أسطوانات الغاز في اللاذقية إثر عاصفة مطرية (سانا)

عاصفة مطرية تغرق اللاذقية وتفضح المستور

أثارت صور انجراف الآلاف من أسطوانات الغاز في مجرى النهر استياء وغضب السوريين الذين يعانون من أزمة حادة في توفر الغاز المنزلي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
TT

هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)

يرى المستثمرون أن خطة دونالد ترمب لخفض قيمة الدولار إذا فاز في الانتخابات الأميركية «من غير المرجح للغاية» أن تنجح حيث سيجري تقويضها من خلال سياسات مثل التعريفات الجمركية وتخفيضات الضرائب.

في الأسابيع الأخيرة، تحدث الرئيس السابق وزميله في الترشح، جيه دي فانس، عن فوائد إضعاف العملة لتعزيز التصنيع في البلاد وخفض العجز التجاري.

لكنَّ الاستراتيجيين يُحذرون من أن خطط خفض قيمة الدولار ستكون مكلِّفة وقصيرة الأجل، في حين أن السياسات الشعبوية مثل الرسوم الجمركية على السلع الخارجية من شأنها أن تعاكس تأثيرها، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

أوراق نقدية بالدولار الأميركي (د.ب.أ)

وقال مدير صندوق في «إدموند دي روتشيلد» مايكل نيزارد: «هناك تناقض كبير في السوق اليوم - كان ترمب صريحاً بشأن خفض قيمة الدولار ولكن سياساته يجب أن تدعم العملة، على الأقل في الأمد القريب».

كان ترمب قد قال في مقابلة مع «بلومبرغ» الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة لديها «مشكلة عملة كبيرة» فرضت «عبئاً هائلاً» على الشركات المصنعة التي تبيع السلع في الخارج.

وتتركز رؤية فانس لأميركا، التي وضعها في خطابه في المؤتمر الوطني الجمهوري الأسبوع الماضي، أيضاً على ضعف الدولار -إعادة بناء التصنيع الأميركي على البر والتراجع عن بعض العولمة في العقود الماضية.

وتأتي دعوات ترمب لإضعاف العملة في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار، على الرغم من الانخفاض الأخير، بنسبة 15 في المائة مقابل سلة من العملات منذ تولى الرئيس جو بايدن، منصبه في يناير (كانون الثاني) 2021، والعجز التجاري الأميركي أكبر بمقدار الثلث مقارنةً بعام 2019 وبلغ 773 مليار دولار العام الماضي. ويرجع ذلك أيضاً إلى قوة الاقتصاد الأميركي ووصول أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها في 23 عاماً.

وقال رئيس استراتيجية العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في «يو بي إس» شهاب غالينوس، إنه لا توجد طريق واضحة للرئيس لاتخاذها لخفض قيمة العملة. وقال: «المشكلة الأساسية هي أنه لا يوجد شعور بأن الدولار الأميركي مُبالَغ في قيمته».

إن العقبة الكبيرة التي يواجهها ترمب وفانس في محاولتهما لإضعاف العملة هي أن سياساتهما الأخرى قد تدعم الدولار، وفق «فاينانشيال تايمز». وقال ترمب إنه يريد فرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على الواردات الصينية ورسوم بنسبة 10 في المائة على الواردات من بقية العالم إذا عاد إلى البيت الأبيض.

مبنى بورصة نيويورك (أ.ب)

ويقول الاستراتيجيون إن هذا يفرض عبئاً أكبر على العملات خارج الولايات المتحدة، حيث التجارة عبر الحدود أكبر نسبياً لحجم الاقتصاد.

وهذا يشير إلى أن التعريفات الجمركية المرتفعة من شأنها أن تُلحق مزيداً من الضرر بالاقتصادات غير الأميركية، وتحدّ من نموها وتُضعف عملاتها. في الأسبوع الماضي، أوضحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، أن التعريفات الجمركية من المرجح أن تدفع البنك المركزي الأوروبي نحو خفض أسعار الفائدة وإضعاف اليورو.

وقد تؤدي التعريفات الجمركية أيضاً إلى زيادة التكاليف المحلية، مما يدفع التضخم إلى الارتفاع ويُبقي أسعار الفائدة مرتفعة. وفي حين يصعب التنبؤ بالتأثير، قدّر رئيس أبحاث العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في «ستاندرد تشارترد» ستيف إنغلاندر، أن اقتراح ترمب للتعريفات الجمركية قد يرفع الأسعار بنسبة 1.8 في المائة على مدى عامين، في غياب تأثيرات الجولة الثانية.

وقال رئيس النقد الأجنبي العالمي في «مورغان ستانلي» جيمس لورد: «ستؤدي التعريفات الجمركية، إذا كان كل شيء آخر متساوياً، إلى زيادة قوة الدولار، خصوصاً إذا أدى الانتقام من الشركاء التجاريين في شكل تعريفات جمركية إلى زيادة مخاطر النمو الإضافية للاقتصاد العالمي».

كما قال ترمب إنه سيمدد التخفيضات الضريبية التي من المقرر أن تنتهي العام المقبل، ولمّح إلى مزيد من التخفيضات الضريبية التي قد تضيف ضغوطاً إلى العجز المالي الهائل في الولايات المتحدة وتبطئ وتيرة دورة خفض أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي.

لكنَّ الاستراتيجيين يُحذّرون أيضاً من أن خيارات ترمب الأخرى لخفض قيمة الدولار محدودة بسبب الاضطرابات التي قد تشعر بها الأسواق العالمية.

لم تتم محاولة خفض قيمة الدولار منذ اتفاق بلازا في عام 1985، الذي حقق بعض النجاح ولكنه كان مدعوماً بانخفاض أسعار الفائدة الأميركية.

يمكن لترمب أن يضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، حتى لو لم يكن تآكل استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي سياسةً رسميةً لحملته... ومع ذلك، من المرجح أن يثير هذا قلق الأسواق.

وحسب رئيس أبحاث النقد الأجنبي في «دويتشه بنك» جورج سارافيلوس، فإن الدولار يجب أن ينخفض ​​بنسبة تصل إلى 40 في المائة لإغلاق العجز التجاري الأميركي.

وقال استراتيجي أسعار الفائدة العالمية في «كولومبيا ثريدنيدل» إدوارد الحسيني: «إن تكلفة الاضطراب هائلة للغاية... السوق هنا ستكون قوة موازنة قوية»، مضيفاً أن أي تدخل لإضعاف الدولار «غير مرجح للغاية».

كان أحد المقترحات لإضعاف العملة هو أن تستخدم الولايات المتحدة صندوق تثبيت سعر الصرف التابع لوزارة الخزانة. ومع ذلك، فإن الصندوق لديه نحو 200 مليار دولار من الأصول لشراء العملات الأجنبية، التي يخشى المحللون أن تنفد قريباً.

وقد يواجه ترمب وفانس مشكلات مع ناخبيهما. وقال غالينوس: «الطريقة الأكثر وضوحاً لحدوث هذا التخفيض في القيمة هي أن تفقد الولايات المتحدة استثنائيتها الاقتصادية. لكنَّ الدولار يظل عملة الاحتياطي العالمي وملاذاً في أوقات الاضطرابات الاقتصادية. ومن بين تعهدات الحزب الجمهوري لعام 2024 الحفاظ على الدولار الأميركي عملةً احتياطية عالمية».