دراسة: الجوع أصبح الوضع الطبيعي لملايين الأشخاص في بريطانيا

رجل مشرد في أحد شوارع لندن في 19 ديسمبر 2017 (رويترز)
رجل مشرد في أحد شوارع لندن في 19 ديسمبر 2017 (رويترز)
TT

دراسة: الجوع أصبح الوضع الطبيعي لملايين الأشخاص في بريطانيا

رجل مشرد في أحد شوارع لندن في 19 ديسمبر 2017 (رويترز)
رجل مشرد في أحد شوارع لندن في 19 ديسمبر 2017 (رويترز)

أصبح الجوع «الوضع الطبيعي الجديد» لملايين الأشخاص في المملكة المتحدة (بريطانيا) التي تشهد ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، بحسب دراسة لمعهد دراسات التنمية بجامعة ساسكس، صدرت الثلاثاء.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، قالت ميليسا ليتش، مديرة معهد دراسات التنمية، في بيان، إنّه «من المثير للقلق أن يعاني 14 بالمائة من سكّان المملكة المتحدة من الفقر الغذائي. إنّ الوصول إلى الطعام في المملكة المتحدة غير عادل بشكل كبير».

وفي المملكة المتّحدة، ارتفع عدد بنوك الطعام التي تقدّم وجبات غذائية مجانية للمحتاجين من أقلّ من 100 بنك قبل 10 سنوات إلى أكثر من 2000 بنك عام 2021، مع معاناة 9.7 مليون شخص من فقر غذائي في سبتمبر (أيلول) 2022، بحسب الدراسة.

وأوضحت مديرة المعهد أنّه «على مدى العقد الماضي، تدخّلت الجمعيات الخيرية لسدّ تقصير الدولة، لكنّ هذه الطريقة غير مقبولة أو مستدامة لمعالجة انتشار الجوع المتزايد».

ويأتي نشر هذه الدراسة في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية إلى مستويات عالية بشكل غير مسبوق، فقد تجاوزت نسبة الارتفاع 18 بالمائة على أساس سنوي في مايو (أيار)، وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية، على الرّغم من تباطؤ طفيف.

وبعد تعرضهم لأزمة معيشية شديدة في الحياة، مع استقرار التضخم عند 8.7 بالمائة الشهر الماضي، بات البريطانيون يشترون الآن كميات أقلّ من الطعام، وفقاً للبيانات الصادرة الأسبوع الماضي.

وإزاء الضغوط التي تتعرض لها من أجل خفض الأسعار، أكدت سلاسل المتاجر الكبرى البريطانية أمام لجنة برلمانية الثلاثاء أنها ستفعل كل ما في وسعها.

وتقوم هيئة الرقابة البريطانية على المنافسة حالياً بالتدقيق في هذا القطاع لمعرفة ما إذا كان بعض تجار التجزئة قد استفادوا من الأسعار المرتفعة للغاية.

وأكد المدير التجاري لعملاق القطاع البريطاني «تيسكو»، غوردون غافا، الثلاثاء، أمام لجنة برلمانية، أنّ «أرباحنا لم ترتفع هذا العام».

ومؤخراً، أشارت «تيسكو» التي تسعى لاحتواء الأسعار والتنافس مع الشركات المنخفضة التكلفة، إلى أنها ترى «أولى بوادر» بدء تباطؤ التضخم.

وقالت مديرة اتحاد التجزئة البريطاني، هيلين ديكنسون، إنّ «تضخم الأغذية تباطأ للشهر الثاني على التوالي، خاصة بالنسبة للمنتجات الطازجة. لقد خفّض تجار التجزئة أسعار كثير من السلع الأساسية، من بينها الحليب والجبن والبيض».


مقالات ذات صلة

عدد الجياع في العالم يواصل ارتفاعه مع تفاقم الأزمات العالمية

الاقتصاد واحد من كل خمسة في أفريقيا يعاني من الجوع (فاو)

عدد الجياع في العالم يواصل ارتفاعه مع تفاقم الأزمات العالمية

نحو 733 مليون شخص واجهوا الجوع في العام الماضي، أي ما يعادل واحداً من كل أحد عشر شخصاً على مستوى العالم، وواحداً من كل خمسة في أفريقيا.

هلا صغبيني (الرياض)
أفريقيا رجال شرطة نيجيرية في أحد شوارع نيامي العاصمة بعد إعلان باريس عن عزمها على سحب قوتها العسكرية من النيجر (إ.ب.أ)

جيش النيجر يعلن مقتل 7 مدنيين في هجوم شنه «إرهابيون»

قُتل سبعة مدنيين هذا الأسبوع على يد «إرهابيين» في قرية بمنطقة تيلابيري في غرب النيجر، قرب بوركينا فاسو، حسبما أعلن الجيش الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (نيامي (النيجر))
الاقتصاد اتساع الفارق بين نمو دخل الفرد في أفقر الدول وأغناها على مدى السنوات الخمس الماضية (رويترز)

البنك الدولي: اتساع الفجوة بين أفقر الدول وأغناها لأول مرة هذا القرن

قال البنك الدولي في تقرير صدر الاثنين إن نصف أفقر 75 دولة بالعالم تشهد توسعاً بالفجوة بين دخلها ودخل أغنى الاقتصادات لأول مرة بهذا القرن

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هيكتور حجار (الوكالة الوطنية)

وزير الشؤون الاجتماعية: 82 % من اللبنانيين فقراء

يتخبط آلاف اللبنانيين منذ عام 2019، على خلفية الانهيار المالي الذي هزّ البلد، في فقر فاقمته أخيراً الحرب المستمرة جنوباً منذ نحو 6 أشهر.

بولا أسطيح (بيروت)
آسيا محمد يونس بعد تقديمه استئنافاً أمام المحكمة في دكا 3 مارس (آذار) 2024 (أ.ف.ب)

«مصرفي الفقراء» الحائز على نوبل للسلام يواجه السجن في بنغلاديش

يواجه محمد يونس، الحائز «جائزة نوبل للسلام»، والمعروف باسم «مصرفي الفقراء» اتهامات يصفها بأنها «سياسية» قد تقوده إلى السجن في بلده بنغلاديش.

«الشرق الأوسط» (دكا)

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

قال لياو مين، نائب وزير مالية الصين، إن القدرات الصناعية لبلاده تساعد العالم في مكافحة التغير المناخي وفي جهود احتواء التضخم، في رد على انتقاد وزيرة الخزانة الأميركية للطاقة التصنيعية المفرطة للصين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن لياو، قوله فى مقابلة حصرية معها في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، نشرتها السبت: «على مدار عقود كانت الصين قوة لخفض معدلات التضخم في العالم عبر توفير المنتجات الصناعية بجودة عالية وأسعار ملائمة».

وكان لياو يشارك في اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية بالدول الأعضاء في مجموعة العشرين بالبرازيل. وأضاف: «وهي توفر الآن البضائع الخضراء للعالم، فيما تسعى الدول إلى تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030».

وأوضح لياو، أن الطلب العالمي على السيارات الكهربائية سوف يتراوح بين 45 مليوناً و75 مليون سيارة، بحلول ذلك الحين، وهو ما يتجاوز بكثير الطاقة الإنتاجية للعالم، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وجاءت تصريحات المسؤول الصيني، بعد يوم من تعهد يلين «بمواصلة الضغط على الصين للنظر في نموذج الاقتصاد الكلي الخاص بها».

وتواجه الصين حواجز تجارية متنامية من الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط انتقاد للإفراط في الإنتاج الصناعي الصيني، وتداعيات ذلك على القطاعات الصناعية والشركات.

ويمضي الاتحاد الأوروبي قدماً صوب فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، في حين هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، بفرض رسوم بقيمة 50 في المائة، أو أكثر، على واردات السوق الأميركية من البضائع الصينية حال فوزه بالانتخابات المقررة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2024.

كانت بعض الدول النامية، مثل تركيا والبرازيل فرضت رسوماً جمركية على وارداتها من المنتجات الصينية، بما يشمل الصلب والسيارات، رغم أن هذه الدول لم تنتقد السياسة الصناعية للصين بالقدر نفسه.

وأوضح نائب وزير المالية الصيني أنه في الوقت الذي تهتم فيه بكين بمخاوف الشركات الرئيسية بشأن فائض التصنيع، فإنها معنية بالتهديدات التجارية مثل الرسوم.

وأوضح لياو، الذي كان عضواً ضمن فريق التفاوض الصيني بشأن الحرب التجارية، مع أميركا خلال رئاسة ترمب السابقة: «يجب علينا التواصل على نحو صريح فيما يتعلق بقواعد اقتصاد السوق والوقائع الحقيقية».

وزار لياو الولايات المتحدة من قبل، حيث التقى ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. كما استقبل يلين عندما زارت الصين خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي

وانتقدت وزارة الخزانة الأميركية الاستراتيجية الاقتصادية للصين، واصفة إياها بأنها تشكل «تهديداً لاستمرار الشركات والعمال في أنحاء العالم».