مصانع سعودية تتسابق نحو تبني تطبيق الثورة الصناعية الرابعة

شركات أكدت لـ«الشرق الأوسط» أنها تسعى لتخطي تقييم «سيري»

جانب من تكريم مجموعة من المصانع السعودية مؤخراً لحصولها على المستوى المتقدم في تقييم سيري (الشرق الأوسط)
جانب من تكريم مجموعة من المصانع السعودية مؤخراً لحصولها على المستوى المتقدم في تقييم سيري (الشرق الأوسط)
TT

مصانع سعودية تتسابق نحو تبني تطبيق الثورة الصناعية الرابعة

جانب من تكريم مجموعة من المصانع السعودية مؤخراً لحصولها على المستوى المتقدم في تقييم سيري (الشرق الأوسط)
جانب من تكريم مجموعة من المصانع السعودية مؤخراً لحصولها على المستوى المتقدم في تقييم سيري (الشرق الأوسط)

تتسابق عدد من المصانع السعودية من أجل تخطي تقييم مؤشر «سيري» الدولي والخاص بالتحول نحو الثورة الصناعية الرابعة واعتماد الأتمتة وكفاءة التصنيع؛ الأمر الذي من شأنه رفع تنافسية الصناعة الوطنية وجودتها وخلق وظائف نوعية.

وكانت وزارة الصناعة والثروة المعدنية في المملكة قد أعلنت في مارس (آذار) من العام الحالي، إطلاق المرحلة الثانية من برنامج «مصانع المستقبل» الهادف إلى تحويل 4 آلاف مصنع إلى منشآت ذكية، أي الابتعاد عن الاعتماد على العمالة ذات المهارات والأجور المنخفضة والتحول إلى الأتمتة وكفاءة التصنيع.

وتستهدف المرحلة الثانية مصانع الشريحة الأولى من البرنامج والمكونة من 217 مصنعاً حققت مستوى متقدماً في التقييم الذاتي وفق معيار «سيري» بمعدل 2.4.

كفاءة الإنتاج

وفي هذا الإطار، أفصحت منشآت سعودية لـ«الشرق الأوسط» عن جهود حثيثة تقوم بها من أجل تخطي تقييم «سيري»؛ على اعتبار أن أساس التحول الرقمي للمصانع يعزز تنافسية القطاع ويزيد من كفاءة الإنتاج.

وقال الدكتور عبد الله العمري، رئيس الجمعية التعاونية للصناعات الكيميائية، لـ«الشرق الأوسط»: إن تأهيل المصانع جاء على ثلاث مراحل، أولها التعريف ونشر الوعي بأهمية الثورة الصناعية الرابعة من خلال البرامج التي تعدّ الخطوة الأولى في رحلة التحول.

ويتركز تنفيذ المرحلة الثانية من رحلة التحول، وفق العمري، في إنشاء خريطة طريق للصورة الصناعية الرابعة، ورفع مستوى الإدراك للمنشأة والتدريب على البرامج المتعلقة بأحدث التقنيات، لافتاً إلى أن أحد مخرجات التقييم يتلخص في تحسين نقاط قوة المصانع.

أما المرحلة الثالثة، فتتمثل في توفير حلول خاصة للتحول الرقمي وتبني أحدث المبادرات المتعلقة بها وتنفيذها.

مصانع ذكية

من جهته، أكد بسام الناعس، مدير التسويق في شركة «كابلات الرياض»، لـ«الشرق الأوسط»، أن الثورة الصناعية الرابعة تعدّ أساس التحول في سياسات ومنهجيات العمل من خلال التكامل بين التقنيات المتقدمة والتحول إلى مصانع ذكية منافسة وقادرة على الإنتاج بكفاءة وموثوقية ومرونة عالية حسب التغيرات في الطلب وسلاسل الإمداد.

وتابع الناعس: إن دعم المصانع بدأ من القرار الصادر في العام 2019 والقاضي بتحمّل الدولة المقابل المالي المقرر على العمالة الوافدة لمدة خمس سنوات؛ من أجل تمكين القطاع الصناعي من رفع تنافسيته وإيجاد حلول بديلة.

التقنيات الحديثة

وأشار الناعس إلى أن الهدف من تقييم «سيري» هو دفع المصانع لتبني الممارسات المتقدمة في التصنيع والإنتاج المتقدم، والتي من خلالها يمكن تخفيف العمالة غير الماهرة والمكلفة من خلال استبدالها بتقنيات حديثة، وهو ما يسمى «الأتمتة الرقمية للمصانع».

ولفت إلى أن وزارة الصناعة والثروة المعدنية اعتمدت على عدد من المقيمين المؤهلين من قِبل «سيري» للعمل على تقييم المصانع المحلية باستخدام مصفوفة تتكون من 16 بُعداً. وبناءً على النتائج؛ يتم ربطها ببرنامج «مصانع المستقبل» ودعمها في تطبيق المتطلبات اللازمة للتحول الرقمي.

يذكر أن برنامج «مصانع المستقبل» يُقدم العديد من آليات التطوير، التي يستفاد منها في جميع المصانع المرخصة بالسعودية باختلاف مستويات تطورها التقني؛ لتوفير أكبر قدر من الممكنات لرفع تنافسية القطاع الصناعي، وإيجاد حلول بديلة تسهم في تحسين مستوى جودة المنتجات المحلية وتخفيض التكاليف التشغيلية ورفع مرونة واستجابة سلاسل الإمداد.


مقالات ذات صلة

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد أحد المصانع المنتجة في المدينة المنورة (واس)

«كي بي إم جي»: السياسات الصناعية في السعودية ستضعها قائداً عالمياً

أكدت شركة «كي بي إم جي» العالمية على الدور المحوري الذي تلعبه السياسات الصناعية في السعودية لتحقيق «رؤية 2030».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الوفد السعودي يتجول في المعرض الجوي الخامس عشر بالصين (الشرق الأوسط)

الشركات الصينية تتسابق لحجز مواقعها في معرض الدفاع العالمي 2026 بالرياض

أعلن معرض الدفاع العالمي مشاركة أكثر من 100 شركة صينية متخصصة في صناعة الدفاع والأمن؛ أي بنسبة 88 في المائة، خلال النسخة الثالثة للحدث في 2026.

الاقتصاد مصنع تابع لإحدى شركات البتروكيميائيات في السعودية (واس)

الإنتاج الصناعي في السعودية ينخفض 0.3 % خلال سبتمبر على أساس سنوي

تراجع مؤشر الرقم القياسي للإنتاج الصناعي في السعودية 0.3 % خلال سبتمبر، على أساس سنوي، متأثراً بانخفاض الرقم القياسي للصناعات التحويلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
TT

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولاً غنية أخرى، خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035. وفق وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر مطلعة.

وكان من المقرر اختتام القمة الجمعة، لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد المقبل. ولا بد من حدوث توافق بين المفاوضين من أجل اعتماد أي اتفاق.

جاء هذا التحول في المواقف بعد أن رفضت الدول النامية يوم الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدول النامية في مؤتمر (كوب29) قد أُبلغت بالموقف الجديد للدول الغنية، ولم يتضح كذلك ما إذا كان الموقف كافياً للفوز بدعم الدول النامية.

وقالت خمسة مصادر مطلعة على المناقشات المغلقة إن الاتحاد الأوروبي أبدى موافقته على قبول المبلغ الأعلى. وذكر مصدران أن الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وافقت أيضاً.

وأحجم المتحدثان باسم المفوضية الأوروبية والحكومة الأسترالية عن التعليق على المفاوضات. ولم يرد وفد الولايات المتحدة في المؤتمر أو وزارة الطاقة البريطانية بعد على طلب للتعليق.

وتترقب الوفود المشاركة في (كوب29) في باكو بأذربيجان مسودة جديدة لاتفاق عالمي بشأن تمويل المناخ يوم السبت، بعد أن واصل المفاوضون العمل خلال ساعات الليل.

وكشفت محادثات (كوب29) عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية التي تعاني من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتطورة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.