الصندوق السيادي السعودي يعلن إنشاء شركة متخصّصة في الصناعات الدوائية

قال إن «لايفيرا» تعتبر استثماراً نوعياً في قطاع الرعاية الصحية

أحد العاملين في صيدلية بالسعودية يستعرض عددا من الأدوية (الشرق الأوسط)
أحد العاملين في صيدلية بالسعودية يستعرض عددا من الأدوية (الشرق الأوسط)
TT
20

الصندوق السيادي السعودي يعلن إنشاء شركة متخصّصة في الصناعات الدوائية

أحد العاملين في صيدلية بالسعودية يستعرض عددا من الأدوية (الشرق الأوسط)
أحد العاملين في صيدلية بالسعودية يستعرض عددا من الأدوية (الشرق الأوسط)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة - الصندوق السيادي السعودي - اليوم عن إنشاء شركة الاستثمارات الدوائية «لايفيرا»، والمتخصصة في الصناعات الدوائية على نطاق واسع، والتي تهدف إلى تمكين نمو القطاع وتعزيز مرونته من خلال العمل على إنتاج الأدوية الحيوية على نطاق تجاري في السعودية عبر منصات التطوير والتصنيع الدوائي؛ بما يساعد على ترسيخ مكانة البلاد كوجهة عالمية لإنتاج الأدوية.

المنتجات الدوائية

وتعتزم «لايفيرا» التركيز على صناعة المنتجات الدوائية الأساسية والمنقذة للحياة في السعودية؛ كالأنسولين، واللقاحات، وأدوية البلازما والأجسام المضادة، والعلاجات الخلوية والجينية، والجزيئات الصغيرة المبتكرة، وتنوي تأسيس شراكات مع الشركات المحلية والدولية، بهدف جذب الاستثمارات الموجهة لتنمية القدرات المحلية، مما يساهم في تعزيز التصنيع المحلي في هذا القطاع.

وقال صندوق الاستثمارات العامة إن هذه الخطوة تأتي في ظل توقعات النمو والتطور المتسارع لقطاع الرعاية الصحية العالمي للعقد المقبل، إلى جانب التطور في الخدمات الصحية والابتكارات الطبية، والتقدم في الطب الحديث وعلم الوراثة والعلاجات المتاحة، حيث ستسعى «لايفيرا» إلى دعم تطوير التركيبات الدوائية وإنتاجها، فضلاً عن خدمات اختبار المنتجات الدوائية المعقمة، والتي تعد خدمات أساسية عالية القيمة والتي بدورها قد تساهم في تحقيق الأمن الدوائي، وبما يلبي الاحتياج الكبير على قطاع الرعاية الصحية في السعودية والعالم.

تأسيس شراكات

ويعتزم صندوق الاستثمارات العامة تنفيذ الاستثمارات الموجهة، من خلال تأسيس الشراكات التي تدعم سلاسل الإمداد المحلية وتسهل الوصول إلى المنتجات الدوائية، والتي بدورها قد تكون مساهمة في تعزيز جهود تنمية وتأهيل الكفاءات الوطنية في هذا المجال واستحداث فرص عمل جديدة، إلى جانب تمكين نقل التقنية المتقدمة من شركاء الصندوق في القطاع الخاص على مستوى العالم.

وقال يزيد الحميد نائب محافظ صندوق الاستثمارات العامة ورئيس إدارة الاستثمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «يأتي استثمار الصندوق لتمكين المملكة من تحقيق الريادة في قطاع الرعاية الصحية، وذلك عبر دعم تطوير الأدوية والعلاجات المتقدمة وتسهيل الوصول إليها».

وأضاف «تعد الأدوية الحيوية من أهم فئات المنتجات الدوائية وأسرعها نمواً سواء داخل المملكة أو على مستوى العالم، وستعمل (لايفيرا) على بناء شراكات مع الشركات الرائدة في هذا القطاع من أجل توطين التصنيع وجذب الاستثمارات، وتمكين القطاع الخاص من التوسّع؛ بما يضمن تسهيل وصول المرضى للأدوية وتوفر الإمداد بالأدوية المنقذة للحياة، والقدرة على تلبية الطلب على المستويات المحلية والإقليمية والدولية».

شعار شركة لايفيرا المؤسسة حديثاً من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي
شعار شركة لايفيرا المؤسسة حديثاً من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي

دور حيوي

وينوي الصندوق من خلال استثماراته الاستراتيجية القيام بدور حيوي في تمكين وتحفيز الابتكار في قطاع الرعاية الصحية المحلي وتطويره، وتوفير فرصٍ مهمةٍ للقطاع الخاص المحلي، كما استثمر الصندوق في الشركة الوطنية للشراء الموحد للأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية (نوبكو)، المزود الرائد للمشتريات الطبية وخدمات التخزين والتوزيع للأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية لقطاع الرعاية الصحية في البلاد.

يذكر أن صندوق الاستثمارات العامة أسّس منذ عام 2017 وحتى الآن 79 شركة في 13 قطاعاً استراتيجياً.


مقالات ذات صلة

كيف يؤثر مرض السكري على صحة الشعر؟

صحتك من بين أسباب تساقط الشعر لدى مرضى السكري: ضعف الدورة الدموية الناتج عن ارتفاع مستويات السكر في الدم مما يقلل من تدفق الأكسجين والمواد المغذية إلى بصيلات الشعر (رويترز)

كيف يؤثر مرض السكري على صحة الشعر؟

يمكن لمرض السكري التأثير على أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك بصيلات الشعر، مما قد يؤدي إلى تساقط الشعر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك الاستخدام طويل الأمد للأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين والأسبرين قد يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بالخرف (أ.ب)

هل يمكن لحبة الأسبرين إنقاذك من الخرف؟ دراسة جديدة تكشف

كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة محتملة بين الاستخدام طويل الأمد للأدوية المضادة للالتهابات وانخفاض خطر الإصابة بالخرف

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك الطريقة الجديدة تستخدم تقنية حقن «النانو» لإدخال مواد جينية مستهدفة في بيض البعوض مما يعطل قدرته على حمل الأمراض (رويترز)

علماء يطوّرون طريقة رائدة للقضاء على أمراض قاتلة محتملة

طوّر علماء تقنيةً ثوريةً لتعديل الجينات تهدف إلى منع البعوض من نقل الأمراض القاتلة مثل الملاريا، التي تقتل نحو 600 ألف شخص سنوياً، معظمهم أطفال دون الخامسة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك انخفاض مستوى ترطيب الجسم يمكن أن يؤدي إلى الدوخة وانخفاض ضغط الدم وفي الحالات الشديدة إلى زيادة «سماكة» الدم ما يزيد من خطر الجلطات والنوبات القلبية (رويترز)

لماذا شرب كمية كافية من الماء ضروري جداً للصحة؟

في ما يأتي خمس طرق رئيسية يمكن أن تؤثر بها قلة شرب الماء على صحتكم، مع نصائح لتحسين ترطيب الجسم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك تقليل الأطعمة المصنعة الغنية بالدهون المشبعة تساعد في خفض الكوليسترول (رويترز)

4 تغييرات بسيطة في الطعام تخفّض الكوليسترول قبل الحاجة لدواء

يُعد ارتفاع الكوليسترول، الذي يُطلق عليه غالباً اسم «القاتل الصامت»، عامل خطر رئيسياً للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

اختبار حاسم للمالية العامة البريطانية... والمستثمرون يتوقعون صدمة سوقية

منظر عام لمدينة لندن (رويترز)
منظر عام لمدينة لندن (رويترز)
TT
20

اختبار حاسم للمالية العامة البريطانية... والمستثمرون يتوقعون صدمة سوقية

منظر عام لمدينة لندن (رويترز)
منظر عام لمدينة لندن (رويترز)

تواجه المالية العامة البريطانية، المثقلة بالديون المتزايدة وتباطؤ النمو، اختباراً حاسماً هذا الشهر، حيث يتوقع المستثمرون أن يتسبب التحديث المزمع من وزيرة المالية راشيل ريفز، في 26 مارس (آذار)، في صدمة إضافية للأسواق التي أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الأموال الأجنبية المتقلبة.

وسيعتمد التحديث على تقييم أجراه مكتب مسؤولية الموازنة، الجهة الرقابية المالية البريطانية. وتؤكد ريفز أن القواعد المالية التي وضعتها، والتي تهدف إلى موازنة الإنفاق اليومي مع الإيرادات، وخفض صافي الالتزامات المالية للقطاع العام، كنسبة من الاقتصاد في السنوات المقبلة، هي قواعد غير قابلة للتفاوض، وفق «رويترز».

ومع ذلك، يخشى المستثمرون من أن هذه القواعد قد تدفع بريطانيا إلى الوقوع في فخ مؤلم، إذ قد يؤدي تطبيقها -سواء عبر خفض الإنفاق أو زيادة الضرائب- إلى إلحاق الضرر بالاستثمار الضروري لتحفيز النمو طويل الأجل.

وتعاني بريطانيا من أكبر عجز في الحساب الجاري بين الاقتصادات المتقدمة، باستثناء الولايات المتحدة. كما اتخذت تدفقات رأس المال من بقية العالم في الآونة الأخيرة شكل أموال قصيرة الأجل، بدلاً من استثمارات رأس المال الثابتة مثل الاستثمار المباشر. وتُظهر بيانات «رويترز» أن اعتماد بريطانيا على رأس المال قصير الأجل، الذي يمكن سحبه بسهولة في عمليات البيع، أكبر من أي اقتصاد متقدم رئيسي آخر يعاني من عجز في الحساب الجاري.

وقال كمال شارما، الخبير الاستراتيجي في «بنك أوف أميركا»، إن القواعد المالية التي وضعتها ريفز قد تصبح هدفاً للمتداولين، على غرار ربط أسعار الصرف خلال الأزمة الآسيوية في أواخر التسعينات. وأضاف: «السؤال المهم هو: كيف يمكن لبريطانيا تنمية اقتصادها بما يكفي لتقليص مستوى ديونها؟ الآن، المملكة المتحدة تُعد في طليعة هذه القضية».

وتتفق هذه الرؤية مع ما قاله فيليبي فيلارويل، الشريك في إدارة المحافظ الاستثمارية في «توينتي فور»، الذي أشار إلى وجود بعض أوجه التشابه بين القواعد المالية البريطانية ونظام ربط العملات، على الرغم من أن المقارنات مع الأسواق الناشئة قد تكون مبالغاً فيها. وشرح فيلارويل قائلاً: «الأمر مثير للاهتمام، ولكن المملكة المتحدة لا تزال دولة ذات سيادة ولها تصنيف ائتماني عالٍ»، لكنه أضاف أن الأسواق لا تزال قادرة على اختبار هذه القواعد.

وأشار فيلارويل إلى أن القواعد المالية البريطانية، رغم قوتها، قد تؤدي إلى تقلبات حادة في الأسواق إذا تم التراجع عنها أو تعديلها، مما قد تترتب عليه عواقب وخيمة.

أما فيما يتعلق بالأداء الاقتصادي، فقد نما الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1 في المائة فقط في الربع الأخير من عام 2024، كما شهد الناتج انكماشاً غير متوقع في يناير (كانون الثاني). في الوقت ذاته، خفض بنك إنجلترا، الشهر الماضي، توقعاته للنمو لعام 2025 إلى 0.75 في المائة، مما يثير القلق حول قدرة الاقتصاد البريطاني على استعادة النمو.

وأظهرت الأسواق العالمية، من خلال عمليات البيع الحادة للسندات والجنيه الإسترليني في يناير، نقاط ضعف في الأسواق البريطانية. كما ارتفعت تكاليف الاقتراض على السندات الحكومية البريطانية في ضوء ارتفاع عوائد السندات الحكومية الألمانية. إضافة إلى ذلك، أظهرت بيانات «ليبر» أن التدفقات الخارجة من صناديق الأسهم البريطانية وصلت إلى أعلى مستوى لها في ثمانية أشهر في فبراير (شباط)، في حين انخفض مؤشر «فوتسي 250» للأسهم البريطانية -الذي يركز على السوق المحلية- بنسبة 5 في المائة منذ نهاية يناير.

وفي حين ارتفعت أسعار سندات الخزانة الأميركية، إلا أن السندات الحكومية البريطانية شهدت عمليات بيع، مما دفع بعض المستثمرين إلى مقارنة الوضع البريطاني بالاضطرابات التي شهدتها أسواق أخرى مثل أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي و«الموازنة المصغرة» لعام 2022 في عهد رئيسة الوزراء السابقة ليز تروس. ومن المتوقع أن يسعى رئيس الوزراء كير ستارمر وريفز إلى إعادة الاستقرار قبل الانتخابات المرتقبة في يوليو (تموز) 2024. لكن عوائد السندات الحكومية البريطانية لأجل عشر سنوات أظهرت أيضاً تقلبات أكبر خلال الأشهر الستة الماضية مقارنةً بأي نظير آخر في أوروبا الغربية.

وعندما سُئلت ريفز عمَّا إذا كانت قلقة من رد فعل السوق المحتمل على بيانها في 26 مارس، قالت إنها لن تُدلي بتعليق مستمر بشأن الاستعدادات. وأشارت لـ«رويترز»، على هامش قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا، إلى أنه «تم اتخاذ الإجراءات اللازمة في أكتوبر (تشرين الأول) لضمان استقرار المال العام». وأكدت ريفز أنها ستتخذ الخطوات الضرورية لتحقيق التوازن المالي إذا لزم الأمر.

من جهته، حذر بنك «بي إن بي باريبا» من أن السوق قد يرى الإجراءات الصارمة في 26 مارس على أنها خطوة مفرطة قد تؤدي إلى حالة من الذعر، بينما قد تفضل الحكومة خفض الإنفاق في المستقبل القريب، وربما تتبنى تدابير ضريبية لاحقاً في البرلمان. وفي هذا السياق، أشار فان لو، رئيس استراتيجية العملات والدخل الثابت في «راسل للاستثمارات»، إلى أن الجنيه الإسترليني والسندات الحكومية ستستجيبان بشكل أفضل لتخفيضات الإنفاق مقارنةً بزيادة الضرائب. وأضاف أن «هذا هو الخيار السياسي الذي ستتخذه الحكومة، لكن المشاركين في السوق سيكونون بالتأكيد أكثر تفضيلاً لخفض الإنفاق». وأوضح ليام أودونيل، مدير الدخل الثابت في «أرتميس»، أن السندات الحكومية البريطانية تبدو جاذبة بعوائدها الحالية، لكن العنصر الأهم يبقى في محدودية الحيز المالي المتاح لحكومة حزب العمال.