الصين تقدم نفسها في الرياض بديلاً للولايات المتحدة وتأخذ زمام القيادة

بن صقر لـ«الشرق الأوسط»: يحتاج العرب والصينيون للتفكير في كيفية إدراك بعضهم بعضاً

شاشة عملاقة تظهر عليها صورة عربية وصينية على هامش افتتاح مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين (أ.ف.ب)
شاشة عملاقة تظهر عليها صورة عربية وصينية على هامش افتتاح مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين (أ.ف.ب)
TT

الصين تقدم نفسها في الرياض بديلاً للولايات المتحدة وتأخذ زمام القيادة

شاشة عملاقة تظهر عليها صورة عربية وصينية على هامش افتتاح مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين (أ.ف.ب)
شاشة عملاقة تظهر عليها صورة عربية وصينية على هامش افتتاح مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين (أ.ف.ب)

خلف شاشة عملاقة، كُتب عليها باللغتين العربية والصينية: «الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين»، جلس دان مارفي، مذيع «سي إن بي سي» الأميركية، بشعره المصفف الأشقر، لمحاورة وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، حول كيفية تعزيز التعاون بين الدول العربية والصين.

لفتت مشاركة مارفي، الذي بدا وحيداً بين عشرات الوجوه العربية والصينية، الذين امتلأت بهم ردهات وقاعات مركز الملك عبد العزيز للمؤتمرات بالرياض، الانتباه، وعدّها البعض دليلاً على بروز أكبر للتنين الصيني في المنطقة، التي لطالما شهدت تنافساً بين القوى العظمى.

حديث وزير الطاقة السعودي، وإجاباته على أسئلة دان مارفي، أعطت مؤشراً آخر على تنامي الدور الصيني وأهميته بشكل أكبر في السعودية وكثير من الدول العربية الأخرى.

يقول الأمير عبد العزيز، خلال الجلسة: «هناك كثير من الانسجام بين مبادرة الحزام والطريق ووجهتها وبين وجهاتنا ورؤية 2030». وأضاف: «ليس علينا المشاركة في ما نسميه المعادلة الصفرية، وليس علينا أن نواجه أي خيارات، إما أن تكون معنا أو مع غيرنا، نحن مع الجميع ونعمل مع الجميع».

وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال حديثه في المؤتمر العربي الصيني ومحاوره دان مارفي (رويترز)

وتأتي تصريحات الأمير عبد العزيز بعد يومين على تواجد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لـ3 أيام في المملكة، وتأكيده خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي على أن «واشنطن لن تغادر الشرق الأوسط»، قائلاً إن الاتفاق السعودي - الإيراني برعاية الصين «أمر جيد» إذا كان يؤدي إلى خفض التوترات.

ويعتقد وزير الطاقة السعودي، الذي أكد أنه يتجاهل الانتقادات بشأن تنامي علاقات بلاده بالصين، أن المملكة تذهب حيث توجد الفرص، وقال: «لا يوجد سياسي أو استراتيجي في الأمر، نشارك مع الجميع (...) الطلب على النفط في الصين ما زال يتزايد، لذلك علينا الحصول على جزء منه، كذلك نريد الاستثمار في الصين، الواقع اليوم أن الصين أخذت زمام القيادة، وسوف تواصل القيام بذلك، ليس علينا أن نتنافس مع الصين، علينا التعاون معها».

وتعد الدورة الحالية لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين الكبرى في مسيرة المؤتمر حيث يشارك نحو 3000 من صناع القرار والمستثمرين ورواد الأعمال والمهتمين بالعلاقات العربية – الصينية.

من جانبه، يرى عبد العزيز بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، أن الصين في مرحلة «أصبحت تقدم نفسها على أنها البديل الذي يمكن اللجوء إليه حين تتعارض المواقف مع الولايات المتحدة، وهو ما يعدّ أحد أكثر مداخل تفسير تصاعد الدور الصيني، الذي كانت عودة العلاقات السعودية الإيرانية أحد مخرجاته».

وكان رئيس شركة هونغ لونغ الصينية، روني سي تش، قال خلال المؤتمر إن «ما يحدث اليوم في المملكة شبيه بعملية الانفتاح الاقتصادي في الصين التي بدأت قبل 40 سنة».

لكن الدكتور بن صقر، رغم تأكيده أن هناك فرصاً كبيرة لتطوير الشراكة العربية الصينية، انتقد في الوقت نفسه استخدام المشاركين عرباً وصينيين اللغة الإنجليزية لمناقشة شأن عربي - صيني، ما قد يشير لحدود الشراكة، على حد تعبيره. وقال إن «اللغة ليست مجرد وسيلة تواصل، بل مكون ثقافي ووعي وإدراك».

وأضاف: «يحتاج العرب والصينيون للتفكير في كيفية إدراك بعضهم بعضاً، فإذا كانت اللغة مكوناً ثقافياً، نتساءل إن كان العرب والصينيون ينظر بعضهم لبعض من خلال منظور ثقافي غربي».


مقالات ذات صلة

مذكرة بين «السيادي» السعودي و«مبادرة مستقبل الاستثمار» لإبراز قطاع إدارة الأصول

الاقتصاد جانب من حضور النسخة الثامنة لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض (الشرق الأوسط)

مذكرة بين «السيادي» السعودي و«مبادرة مستقبل الاستثمار» لإبراز قطاع إدارة الأصول

وقّع «صندوق الاستثمارات العامة»، و«مبادرة مستقبل الاستثمار» مذكرة تفاهم، لتقديم منتدى «إدارة الأصول» كأحد المحاور الأساسية في أجندة فعاليات المبادرة عالمياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال حفل التوقيع بين «أرامكو السعودية» و«طيران الرياض» (البيان المشترك)

«أرامكو» و«طيران الرياض» لتعاون محتمل في إمدادات الوقود منخفض الكربون والاستدامة

وقّعت «أرامكو السعودية» وشركة «طيران الرياض» مذكرة تفاهم تمهّد الطريق لتعاون محتمل في مجالات متعددة، مثل إمدادات الوقود منخفض الكربون والاستدامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جلسة حوارية خلال اليوم الثالث لمؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» (الشرق الأوسط)

القويز: 3 تريليونات دولار تقديرات الاستثمار المطلوبة بالسعودية حتى 2030

تصل تقديرات حجم الاستثمار المطلوبة في السعودية من الآن وحتى «رؤية 2030»، إلى نحو 3 تريليونات دولار، وفق ما قال رئيس هيئة السوق المالية السعودية محمد القويز.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي (الشرق الأوسط)

«كافد» يعلن عن مشروع قطار كهربائي آلي مرتبط بـ«مترو الرياض»

وقَّع مركز الملك عبد الله المالي (كافد) اتفاقية مع شركات «CRRC» و«CRRC Nanjing Puzhen» و«حسن علام»، إطلاق مشروع القطار الكهربائي «المونوريل» بطول 3.6 كيلومتر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال توقيع الشراكة الاستراتيجية بين «السيادي» السعودي و«غوغل كلاود» (صندوق الاستثمارات العامة)

«السيادي» السعودي و«غوغل كلاود» يطلقان مركزاً للذكاء الاصطناعي في المملكة

أعلن «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي و«غوغل كلاود» شراكة استراتيجية لإطلاق مركز عالمي جديد للذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مذكرة بين «السيادي» السعودي و«مبادرة مستقبل الاستثمار» لإبراز قطاع إدارة الأصول

جانب من حضور النسخة الثامنة لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من حضور النسخة الثامنة لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

مذكرة بين «السيادي» السعودي و«مبادرة مستقبل الاستثمار» لإبراز قطاع إدارة الأصول

جانب من حضور النسخة الثامنة لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من حضور النسخة الثامنة لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض (الشرق الأوسط)

وقّع «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي، و«مبادرة مستقبل الاستثمار» مذكرة تفاهم غير ملزمة، يتم بموجبها تقديم منتدى «إدارة الأصول» – التابع للصندوق - كأحد المحاور الأساسية في أجندة فعاليات المبادرة محلياً ودولياً.

وتتضمن مذكرة التفاهم، التي وُقعت خلال النسخة الثامنة من مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» المنعقدة بالرياض، تعزيز مفهوم الابتكار الجماعي، مما يتيح لـ«منتدى صندوق الاستثمارات العامة لإدارة الأصول» المشاركة بشكل مؤثر في الفعاليات والنشاطات، بهدف الوصول إلى أفكار متنوعة ووجهات نظر جديدة، بحسب بيان صادر عن الصندوق.

كما ستمكّن المبادرة «منتدى إدارة الأصول» من بناء علاقات واستكشاف الفرص مع المستثمرين والمبتكرين وقادة الرأي.

أسواق رأس المال

وقال رئيس إدارة استثمارات الأوراق المالية في «صندوق الاستثمارات العامة» عبد المجيد الحقباني إن أسواق رأس المال القوية والحيوية تساهم بشكل أساسي في تمويل خطط النمو الاقتصادي الطموحة في المملكة.

وأضاف أن «صندوق الاستثمارات العامة» يلتزم بدعم الابتكار وتنويع المنتجات الاستثمارية والمبادرات الهادفة لتطوير السوق المالية، كما يحرص على المساهمة بفاعلية في جذب مديري الأصول العالميين وتطوير قدرات مديري الأصول المحليين الناشئين. وأوضح أنه «في هذا العام، نحتفل بتخريج الدفعة الأولى من برنامج تطوير إدارة المحافظ الاستثمارية الذي أطلقه الصندوق».

وكان «صندوق الاستثمارات العامة» اختتم الخميس أعمال النسخة الثانية من منتدى «إدارة الأصول» الذي نُظم على هامش فعاليات الدورة الثامنة من «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض.

وقد شهد المنتدى مشاركة أكثر من 300 شخصية بارزة، بينهم ممثلون عن كبرى شركات إدارة الأصول وقادة القطاع وممثلون عن الجهات الحكومية والصناديق السيادية العالمية.

وتركزت أعمال المنتدى على مجموعة من المحاور النقاشية، التي شملت استكشاف آفاق جديدة في قطاع رأس المال السعودي، ودور الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في صناعة إدارة الأصول، بالإضافة إلى استكشاف الفرص في أسواق رأس المال الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كما شمل هذا المنتدى وضع استراتيجيات لمديري الأصول الناشئين في السوق السعودية.

تقديم منتجات متطورة

يشار إلى أن الأصول تحت الإدارة التابعة لمؤسسات مالية معتمدة من «هيئة السوق المالية السعودية»، ارتفعت من 400 مليار دولار لتصل إلى 800 مليار دولار، منذ عام 2018 وحتى هذه الفترة، ويساهم «صندوق الاستثمارات العامة»، بالتعاون مع مديري الأصول، في تقديم منتجات متطورة للسوق.

وفي 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تم إدراج صندوق المؤشرات المتداولة في السوق السعودية (CSOP) في بورصة هونغ كونغ، بحجم إدراج بلغ مليار دولار، ليكون أول صندوق متداول للأسهم السعودية في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وأكبر صندوق مؤشرات متداولة للاستثمار في السوق المالية السعودية عالمياً.

يُذكر أن النسخة الأولى من منتدى «إدارة الأصول»، التي انعقدت العام المنصرم، شهدت إطلاق «صندوق الاستثمارات العامة» مبادرة «بوابة مديري الأصول» لتكون بمثابة قناة للتعاون بين الصندوق ومديري الصناديق.

وخلال عام من إطلاقها، تم تسجيل أكثر من 90 مدير أصول، 36 منهم يعملون بشكل نشط مع الصندوق محلياً ودولياً.