وزير الخارجية السعودي: مؤتمر الأعمال العربي - الصيني فرصة للقطاع الخاص لبحث الآفاق الاستثمارية

TT

وزير الخارجية السعودي: مؤتمر الأعمال العربي - الصيني فرصة للقطاع الخاص لبحث الآفاق الاستثمارية

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال كلمته في افتتاح مؤتمر الأعمال العربي الصيني في الرياض (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال كلمته في افتتاح مؤتمر الأعمال العربي الصيني في الرياض (الشرق الأوسط)

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليوم (الأحد)، إن مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين فرصة للقطاع الخاص لبحث الآفاق الاستثمارية.

وأضاف الأمير فيصل، في كلمة بمناسبة انطلاق الدورة العاشرة لمؤتمر الأعمال العربي - الصيني الذي تستضيفه الرياض، أن اجتماع اليوم «يعد فرصة للعمل على تعزيز الصداقة العربية - الصينية والعمل على بناء مستقبل مشترك»، وفقاً لوكالة أنباء العالم العربي.

من جانبه، قال خالد الفالح وزير الاستثمار السعودي، خلال المؤتمر: «سنعمل مع الصين لاغتنام الفرص الاستثمارية المتاحة ونسعى لشراكات مستدامة من أجل مستقبل أفضل».

وأشار إلى أن علاقات بلاده مع الصين نمت بشكل وثيق «لكوننا الاقتصاد الأكبر في الشرق الأوسط والأسرع نمواً في العالم خلال العام الماضي»، مشدداً في الوقت نفسه على التزام بلاده بالعمل كجسر يربط العالم العربي بالصين.

بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن السعودية تقود العمل المشترك بين العرب والصين، مشيراً إلى أن التعاون العربي - الصيني سيسهم في جلب الاستثمارات للمنطقة.

وأكد أبو الغيط أن فرص الاستثمار في المنطقة العربية «كثيرة وواعدة»، إلا أنه استدرك قائلاً إنها «ظلت مستقطباً ضعيفاً لرؤوس الأموال الأجنبية الواردة إليها بالمقارنة بمناطق جغرافية أخرى بسبب ما شهدته من أحداث وأزمات».

وأشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أن الفترة الأخيرة شهدت إحراز تقدم نحو تحقيق سوق عربية مشتركة، وهو ما سيسهم في زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وأضاف: «نعمل على مسودة اتفاقية لاستثمار رؤوس الأموال بالدول العربية بالشراكة مع مؤسسة دولية عالمية».

خالد الفالح وزير الاستثمار السعودي خلال لقاء نائب رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني هو تشون هوا (تويتر)

من جانبه، أكد نائب رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني هو تشون هوا، أن بكين مستعدة للتعاون مع الدول العربية في مجال الطاقة والبنية التحتية.

وأضاف، عبر ترجمة رسمية: «نرحب بقيام الشركات العربية بزيادة الاستثمار في الصين وندعم الشركات الصينية للاستثمار في السوق العربية». كما أعرب عن أمله في أن توفر المنطقة العربية بيئة تجارية «منفتحة ومنصفة» للمستثمرين الصينيين.

وتستضيف المملكة العربية السعودية الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين تحت شعار «التعاون من أجل الرخاء» والدورة الثامنة لندوة الاستثمارات خلال الفترة من 11 - 12 يونيو 2023 في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وذلك لمناقشة مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك في مجالات الاستثمار والاقتصاد والتجارة.

ويهدف المؤتمر إلى استكشاف فرص الاستثمار في مختلف المجالات؛ منها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والزراعة والعقارات والمعادن الاستراتيجية، وغيرها بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية.


مقالات ذات صلة

جازان السعودية تستقطب استثمارات جديدة بأكثر من 8 مليارات دولار

الاقتصاد مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية (شركة الجبيل وينبع)

جازان السعودية تستقطب استثمارات جديدة بأكثر من 8 مليارات دولار

شهد «منتدى جازان الاستثماري» المنعقد في منطقة جازان جنوب غربي السعودية، توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بقيمة تجاوزت الـ8 مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (جازان)
الاقتصاد وزير الاستثمار السعودي يتحدث عن الفرص الاستثنائية بين بلاده والبرازيل (واس)

السعودية تتيح للشركات البرازيلية فرصاً استثمارية «غير مسبوقة»

كشف وزير الاستثمار السعودي، المهندس خالد الفالح، يوم الأربعاء، عن إتاحة المملكة فرصة استثنائية للشركات البرازيلية لكي تستفيد من "فرص غير مسبوقة".

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سيعرّف المنتدى بالفرص الاستثمارية والميزات النسبية لجازان والتوجهات الاقتصادية المستقبلية لتنميتها (واس)

انطلاق «منتدى جازان للاستثمار» 2023 غداً

تنطلق فعاليات «منتدى جازان للاستثمار 2023»، غداً الأربعاء، بمدينة جازان السعودية، على مدى يومين، تحت رعاية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

«الشرق الأوسط» (جازان)
الاقتصاد التعاون مع «كوريا للتأمين التجاري» يؤكد التزام «الصندوق» بالعمل على بناء الشراكات المؤسسية (الشرق الأوسط)

«صندوق الاستثمارات العامة» يحصل على قرض مجمّع بقيمة تصل إلى 5 مليارات دولار

أعلن «صندوق الاستثمارات العامة» وشركة «كوريا للتأمين التجاري» اليوم توقيع اتفاقية لتأمين قرض مجمّع رتبه «الصندوق» مع 9 مصارف عالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يرحب بمسؤول في شركة «كوانتم إم دي إكس» التقنية على هامش مؤتمر لندن العالمي للاستثمار (إ.ب.أ)

سوناك: المملكة المتحدة أفضل مكان للاستثمار والقيام بأعمال تجارية

أعلن رئيس الوزراء البريطاني استثمارات بقيمة نحو 30 مليار جنيه إسترليني في القطاع الخاص تزامناً مع افتتاح مؤتمر استثماري يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«إيفرغراند» أمام مفترق طرق مصيري بشأن تصفيتها

يظهر شعار الشركة الذي أُزِيلَ جزئياً لمجموعة «تشاينا إيفرغراند» على واجهة مقرها الرئيسي في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ في الصين 10 يناير 2022 (رويترز)
يظهر شعار الشركة الذي أُزِيلَ جزئياً لمجموعة «تشاينا إيفرغراند» على واجهة مقرها الرئيسي في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ في الصين 10 يناير 2022 (رويترز)
TT

«إيفرغراند» أمام مفترق طرق مصيري بشأن تصفيتها

يظهر شعار الشركة الذي أُزِيلَ جزئياً لمجموعة «تشاينا إيفرغراند» على واجهة مقرها الرئيسي في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ في الصين 10 يناير 2022 (رويترز)
يظهر شعار الشركة الذي أُزِيلَ جزئياً لمجموعة «تشاينا إيفرغراند» على واجهة مقرها الرئيسي في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ في الصين 10 يناير 2022 (رويترز)

تشهد الصين حالياً أزمة ديون مزدوجة، حيث تكافح شركات التطوير العقاري الكبرى لتجنب التصفية، بينما ترتفع معدلات التخلف عن السداد بين المستهلكين، ما يسلط الضوء على مخاطر الإفراط في الاقتراض.

في قطاع العقارات، تواجه مجموعة «تشاينا إيفرغراند» جلسة استماع في محكمة هونغ كونغ، يوم الاثنين، بشأن طلب الدائنين تصفية الشركة، وهي دعوى قضائية ظلت عالقة مدة 18 شهراً تقريباً. ويجب على المطور العقاري العملاق إقناع القاضي بأن لديه خطة ملموسة لإعادة هيكلة ديونه البالغة أكثر من 300 مليار دولار وتجنب التصفية. ومن المرجح أن يؤدي الفشل في القيام بذلك إلى التصفية، ما يؤدي إلى مزيد من الفوضى في عمليات المجموعة، ويزيد من التأثير في المعنويات في سوق الإسكان.

وتحاول شركة «إيفرغراند» إنقاذ إصلاح ديونها بمليارات الدولارات منذ أن أدت سلسلة من النكسات إلى عرقلة العملية في الأشهر الأخيرة. وفي أحدث تطور قبل جلسة المحكمة، تطالب مجموعة من الدائنين الخارجيين بالسيطرة على حصص الأسهم في المطور ووحدتين مدرجتين في هونغ كونغ، وفق ما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

وواجهت الشركة، وهي المطور العقاري الأكثر مديونية في العالم، مشكلات عندما قام المنظمون الصينيون باتخاذ إجراءات صارمة ضد الاقتراض المفرط في قطاع العقارات، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس». وفي الشهر الماضي، قالت الشركة إن الشرطة الصينية تحقق مع رئيس مجلس إدارة «إيفرغراند»، هوي كا يان، في جرائم مشتبه بها غير محددة، وهي أحدث عقبة أمام جهود الشركة لحل مشكلاتها المالية.

وكانت المحكمة العليا في هونغ كونغ قد أجلت جلسة الاستماع بشأن التصفية المحتملة للشركة مرات عدة. وقالت القاضية ليندا تشان في أكتوبر (تشرين الأول) إن جلسة، الاثنين، ستكون الأخيرة قبل صدور القرار. ومن الممكن أن يُطلب من الشركة التصفية إذا رفض دائنوها الخطة.

وفي سبتمبر (أيلول)، تخلت «إيفرغراند» عن خطتها الأولية لإعادة هيكلة الديون بعد أن منعتها السلطات من إصدار سندات دولارية جديدة، كانت جزءاً أساسياً من خطتها.

وتخلفت الشركة عن الوفاء بالتزاماتها المالية لأول مرة في عام 2021، بعد ما يزيد قليلاً على عام من قيام بكين بتضييق الخناق على إقراض مطوري العقارات في محاولة لتهدئة الفقاعة العقارية.

هذا وتعد «إيفرغراند» واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري التي عجزت عن سداد ديونها. لكن شركات أخرى، بما في ذلك شركة «كانتري غاردن»، أكبر شركة تطوير عقاري في الصين، واجهت أيضاً مشكلات، حيث امتدت مشكلاتها عبر الأنظمة المالية داخل الصين وخارجها.

كما أثرت تداعيات أزمة العقارات على صناعة الظل المصرفية في الصين، وهي مؤسسات تقدم خدمات مالية مماثلة للبنوك ولكنها تعمل خارج القواعد التنظيمية المصرفية. وتحقق الشرطة مع مجموعة «تشونغ تشي»، وهو بنك ظل رئيسي في الصين أقرض مليارات الدولارات لمطوري العقارات، بعد أن قالت إنها معسرة وعليها التزامات تصل إلى 64 مليار دولار.

تجدر الإشارة إلى أن العقارات هي التي قادت الازدهار الاقتصادي في الصين، لكن المطورين اقترضوا بكثافة عندما حولوا المدن إلى غابات من أبراج الشقق والمكاتب. وقد ساعد ذلك في دفع إجمالي ديون الشركات والحكومات والأسر إلى ما يعادل أكثر من 300 في المائة من الناتج الاقتصادي السنوي، وهو معدل مرتفع بشكل غير عادي بالنسبة لدولة متوسطة الدخل.

ولمنع تسرب المشكلات إلى الاقتصاد من قطاع العقارات، أفادت التقارير بأن المنظمين الصينيين قاموا بصياغة قائمة تضم 50 مطوراً مؤهلين للحصول على دعم التمويل، من بين تدابير أخرى تهدف إلى دعم الصناعة.

الديون تهدد الاقتصاد وحياة المواطنين

أما بالنسبة لتخلف المواطنين عن السداد، فقد ارتفعت ديون المقترضين الصينيين إلى مستوى قياسي منذ تفشي جائحة فيروس «كورونا»، ما سلط الضوء على عمق الانكماش الاقتصادي في البلاد والعقبات التي تحول دون التعافي الكامل. وقد أدرجت السلطات رسمياً على القائمة السوداء ما مجموعه 8.54 مليون شخص، معظمهم تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عاماً، بعد فشلهم في سداد مدفوعات كل شيء من الرهون العقارية إلى القروض التجارية، وفقاً للمحاكم المحلية، وفق تقرير لصحيفة «فاينانشيال تايمز».

وهذا العدد، أي ما يعادل نحو 1 في المائة من البالغين الصينيين في سن العمل، ارتفع من 5.7 مليون متخلف عن السداد في أوائل عام 2020، حيث أدت عمليات الإغلاق الوبائية والقيود الأخرى إلى إعاقة النمو الاقتصادي، وتدمير دخل الأسرة، وفقاً لصحيفة الـ«فاينانشيال تايمز».

ومن شأن العدد المتنامي من المتخلفين عن السداد أن يزيد صعوبة تعزيز ثقة المستهلك بالصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ومصدر مهم للطلب العالمي. كما يسلط الضوء على افتقار البلاد إلى قوانين الإفلاس الشخصية التي قد تخفف من الأثر المالي والاجتماعي للديون المرتفعة.

وبموجب القانون الصيني، يُحظر على المتخلفين عن السداد ممارسة مجموعة من الأنشطة الاقتصادية، بما في ذلك شراء تذاكر الطيران، وإجراء المدفوعات من خلال تطبيقات الهاتف المحمول «علي باي» و«وي تشات باي»، ما يمثل عائقاً إضافياً على الاقتصاد الذي يعاني من تباطؤ قطاع العقارات، وتراجع ثقة المستهلك. ويجري تشغيل عملية القائمة السوداء بعد رفع دعوى قضائية ضد المقترض من قبل الدائنين، مثل البنوك، ثم تفويت الموعد النهائي للدفع اللاحق.

وقال كبير الاقتصاديين في بنك «هانغ سينغ» الصين، دان وانغ: «الزيادة الجامحة في عدد المتخلفين عن السداد هي نتاج ليس فقط المشكلات الدورية، بل أيضاً المشكلات الهيكلية. الوضع قد يزداد سوءاً قبل أن يتحسن».

وتأتي أزمة الديون الشخصية في أعقاب فورة الاقتراض من قبل المستهلكين الصينيين؛ فقد تضاعفت ديون الأسر كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي تقريباً خلال العقد الماضي إلى 64 في المائة في سبتمبر، وفقاً للمؤسسة الوطنية للتمويل والتنمية، وهي مؤسسة بحثية مقرها بكين.

لكن الالتزامات المالية المتصاعدة أصبحت خارج نطاق السيطرة على نحو متنامٍ مع توقف نمو الأجور أو تحوله إلى المستوى السلبي في خضم الضائقة الاقتصادية.

وبينما يكافح عدد متنامٍ من المستهلكين الصينيين الذين يعانون من ضائقة مالية لتغطية نفقاتهم، توقف كثير منهم عن دفع فواتيرهم. ويكافح مزيد من السكان الصينيين أيضاً من أجل الحصول على عمل. فقد وصلت البطالة بين الشباب إلى مستوى قياسي بلغ 21.3 في المائة في يونيو (حزيران)، ما دفع السلطات إلى التوقف عن نشر البيانات.

وقال موظف مكتب في شنغهاي تخلف عن سداد مدفوعاته بعد تسريحه من منصبه في أيار (مايو) الماضي، جون وانغ: «سأدفع رصيد بطاقتي الائتمانية البالغ 28 ألف رنمينبي (4000 دولار) عندما تكون لدي وظيفة»، لا أعرف متى سيحدث ذلك».

ومن جهته، قال بنك التجار الصيني هذا الشهر إن القروض المعدومة من مدفوعات بطاقات الائتمان التي تأخرت عن سدادها 90 يوماً زادت بنسبة 26 في المائة في عام 2022 مقارنة بالعام السابق. كما أبلغت أكاديمية «تشاينا إندكس»، وهي شركة استشارية مقرها شنغهاي، عن 584 ألف حالة لحبس الرهن في الصين في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، بزيادة تقارب الثلث على العام السابق.

وقد تكون الحياة بالنسبة للمقترضين المدرجين في القائمة السوداء صعبة؛ لأنهم يتنقلون بين العشرات من القيود التي تفرضها الدولة، حيث يُحظر على المتخلفين عن السداد وأسرهم العمل في الوظائف الحكومية، بل يمكن منعهم من استخدام الطرق ذات الرسوم.

وأصيبت صاحبة شركة إعلانات في مقاطعة جيانغشي في جنوب شرقي البلاد، جاين تشانغ، والتي تخلفت عن سداد قرض مصرفي، بالذعر عندما منعتها محكمة محلية في مايو من استخدام «وي تشات باي» لشراء وجبات لطفلها الصغير. وقالت تشانغ، التي أقنعت المحكمة فيما بعد بإسقاط حظر الدفع عبر الهاتف المحمول مع الإبقاء على العقوبات الأخرى: «اعتقدت أن ابني سيتضور جوعاً لأنه لم يكن لدي أي نقود في متناول اليد، وكنت أقوم بجمع مشترياتي اليومية من خلال (وي تشات)».

ومع ارتفاع حالات التخلف عن السداد، اقترح الخبراء القانونيون إدخال قوانين الإفلاس الشخصي مع تخفيف عبء الديون عن حالات الإعسار الفردية.

لكن الافتقار إلى الشفافية في ما يتعلق بالشؤون المالية الشخصية جعل من الصعب تنفيذ مثل هذه التدابير. ولم يحرز صانعو السياسات سوى تقدم ضئيل في إقرار اللوائح المتعلقة بالإفصاح عن الأصول الفردية بسبب ردود الفعل العنيفة من المسؤولين الحكوميين ومجموعات المصالح الأخرى خشية أن تكشف القواعد عن الفساد.

ومع تضاؤل الأمل في الإغاثة، تخلى كثير من المقترضين المدرجين في القائمة السوداء عن استعادة صحتهم المالية. وقررت تشانغ إغلاق أعمالها الإعلانية بعد خسارتها حسابات من الإدارات الحكومية المحلية المحظورة من العمل مع الشركات المدرجة في القائمة السوداء.

وقالت: «أشارت المحكمة إلى أن حياتي ستعود إلى طبيعتها إذا سددت الدين». «ولكن كيف يمكنني كسب المال عندما أواجه كثيراً من القيود؟».


شراكة متوسطية لتعزيز الاقتصاد الأزرق المستدام

مراكب بالبحر المتوسط في طريقها إلى مرفأ بجزيرة كركنة التونسية (رويترز)
مراكب بالبحر المتوسط في طريقها إلى مرفأ بجزيرة كركنة التونسية (رويترز)
TT

شراكة متوسطية لتعزيز الاقتصاد الأزرق المستدام

مراكب بالبحر المتوسط في طريقها إلى مرفأ بجزيرة كركنة التونسية (رويترز)
مراكب بالبحر المتوسط في طريقها إلى مرفأ بجزيرة كركنة التونسية (رويترز)

عزز الشركاء والمانحون المشاركون في الشراكة الزرقاء المتوسطية بمؤتمر «كوب28» المنعقد في دبي، دعمهم لتطوير الاقتصاد الأزرق المستدام في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط، حيث وقعت هذه الأطراف خطاب نوايا لجعل مشاركتها في الشراكة رسمية، ولتفعيل الشراكة في أوائل عام 2024.

وتهدف الشراكة الزرقاء المتوسطية إلى معالجة التهديدات التي يواجهها البحر الأبيض المتوسط من خلال تنسيق تمويل مشروعات الاقتصاد الأزرق في منطقتي البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، مع التركيز في البداية على مصر والأردن والمغرب.

ومن خلال صندوق جديد متعدد المانحين يديره البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، تسعى الشراكة الزرقاء المتوسطية إلى تأمين تمويل إضافي من الجهات المانحة السيادية لإعداد المشروعات والتمويل المختلط. وأعلنت المفوضية الأوروبية من «كوب28» عن مساهمة قدرها مليون يورو، والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا) عن مساهمة بمبلغ 6.5 مليون يورو، والوكالة الفرنسية للتنمية عن مساهمة بمبلغ 2 مليون يورو. ومن المتوقع أيضاً أن تعلن ألمانيا وإسبانيا عن مساهمات في الأشهر المقبلة، وسيتبعهما مانحون إضافيون.

وستقوم المؤسسات المالية المنفذة، وهي بنك الاستثمار الأوروبي، والوكالة الفرنسية للتنمية، وبنك التنمية الألماني، وبرنامج التنمية المجتمعية، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بإدارة المنح التي حصل عليها الصندوق وتوفير تمويل إضافي عندما تصل المشروعات إلى مرحلة النضج. وستقوم هذه المؤسسات أيضاً بتعبئة الموارد المالية الحالية التي قدمتها المفوضية الأوروبية من خلال منصة الاستثمار من أجل الجوار والصندوق الأوروبي للتنمية المستدامة بلس (EFSD+).

وستتولى الدول المستفيدة (مصر والأردن والمغرب) قيادة عملية تحديد مشروعات الاقتصاد الأزرق الاستراتيجية في أراضيها، بينما سيعمل الاتحاد من أجل المتوسط ميسراً للحوار السياسي والتنظيمي.

وقالت رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أوديل رينو باسو: «تتمتع منطقة البحر الأبيض المتوسط بإمكانات هائلة لتحفيز النمو الاقتصادي إذا تمت حمايتها وتطويرها بشكل مستدام. ويفخر البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بتكليفه بالعمل كمدير صندوق الشراكة الزرقاء المتوسطية، وهدفنا الآن هو تحقيق نتائج ملموسة».

وأضافت أن «التنمية المستدامة وحماية البيئة تقعان في صميم مهمة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وسوف نقدم خبراتنا في تحقيق التأثير من خلال شراكات بيئية. ولم يكن هذا العمل ممكناً دون دعم الجهات المانحة والشركاء، ولن نتمكن من معالجة التحديات التي يواجهها ملايين الأشخاص في المنطقة إلا من خلال العمل معاً».

وقال نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي أمبرواز فايول: «الشراكة الزرقاء المتوسطية جاهزة لبدء عملياتها، وهذه أخبار رائعة. تعد هذه المبادرة مثالاً ممتازاً على التزامنا باستعادة صحة المحيطات وتعزيز التنوع البيولوجي وبناء القدرة على التكيف مع المناخ في المناطق الساحلية للبحر الأبيض المتوسط»، موضحاً أن «دعم رفاهية المجتمعات الساحلية والاستثمار في الاقتصاد الأزرق المستدام أمر منطقي اقتصادياً، وهو أيضاً أمر حيوي في مواجهة التحديات العالمية مثل الأمن الغذائي وحماية الطبيعة وتغير المناخ».

وقال الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ناصر كامل، إن «منطقة البحر الأبيض المتوسط، بسواحلها الجميلة وأنظمتها الإيكولوجية المتنوعة، معرضة بشكل خاص لارتفاع منسوب مياه البحر وندرة المياه والظواهر الجوية المتطرفة. ويعد توقيع الشراكة الزرقاء المتوسطية محطة بارزة تعكس التزامنا المشترك بالعمل معاً وتجميع الموارد وتحقيق النجاح في معالجة حالة الطوارئ المناخية في البحر الأبيض المتوسط».

جدير بالذكر أنه تم إطلاق الشراكة الزرقاء المتوسطية في عام 2022 بمؤتمر «كوب27» في مصر، وقد تلقت هذه المبادرة بالفعل دعماً سياسياً قوياً من البلدان المستفيدة والشركاء.

ويعد حوض البحر الأبيض المتوسط مركزاً رئيسياً للتنوع البيولوجي البحري، ومورداً حيوياً للأنشطة الاقتصادية لـ480 مليون شخص يعيشون في 22 دولة بالمنطقة. ويتعرض النظام الإيكولوجي لهذه المنطقة للتهديد بسبب فقدان الموائل وتدهورها والصيد الجائر والتلوث وتغير المناخ.

وتسعى الشراكة إلى جمع الجهات المانحة الدولية والبلدان المستفيدة والمؤسسات المالية المهتمة والمؤسسات الخيرية لدعم إصلاحات السياسات، وجذب تمويل الجهات المانحة، وتعبئة التمويل العام والخاص للمشروعات في المنطقة.

وتتمثل الأهداف الرئيسية للشراكة في دعم استثمارات الاقتصاد الأزرق المستدامة التي تحشد تمويل القطاعين العام والخاص، وتعزيز القدرة على الممارسات المستدامة والمبتكرة، وفي تصميم المشروعات وتنفيذها، وإنشاء وتعزيز بيئات تمكينية لاستثمارات الاقتصاد الأزرق المستدامة من خلال دعم وتطوير الاستراتيجيات والسياسات والأطر التنظيمية.

وتشمل المجالات ذات الأولوية للشراكة الحد من النفايات البلاستيكية، واستثمارات المرونة الساحلية، والسياحة المستدامة، ومعالجة مياه الصرف الصحي، والاقتصاد الدائري، والتنوع البيولوجي البحري.


الممارسات المستدامة بالشرق الأوسط توفر 10 ملايين فرصة عمل جديدة

سعوديون في أحد معارض التوظيف السابقة بالعاصمة الرياض (رويترز)
سعوديون في أحد معارض التوظيف السابقة بالعاصمة الرياض (رويترز)
TT

الممارسات المستدامة بالشرق الأوسط توفر 10 ملايين فرصة عمل جديدة

سعوديون في أحد معارض التوظيف السابقة بالعاصمة الرياض (رويترز)
سعوديون في أحد معارض التوظيف السابقة بالعاصمة الرياض (رويترز)

أكد بيتر رادميكر، نائب المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، إنه يمكن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن توفر 10 ملايين فرصة عمل جديدة، وتسريع الناتج المحلي الإجمالي إلى 7.2 في المائة بحلول عام 2050، وذلك من خلال إزالة الكربون والحفاظ على البيئة، عبر برامج «القدرة على الصمود» بالممارسات الصناعية والمناخية المستدامة وتأمين مستقبل مستدام، وزيادة الفرص للجميع.

ونقلت «وكالة أنباء الإمارات» يوم الأحد عن رادميكر قوله، خلال مشاركته في «كوب 28»، إن الاتجاه إلى الطاقة الجديدة ساهم في توفير 13.7 مليون وظيفة في مجال الطاقة المتجددة على مستوى العالم.

وكشف عن إطلاق تقرير «الآثار الاجتماعية والتوظيفية لإزالة الكربون والنمو الصناعي الأخضر... سيناريوهات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، خلال «كوب 28»، موضحاً أن التقرير يعد الدراسة الأولى من نوعها التي أجرتها منظمة العمل الدولية و«البنك الإسلامي للتنمية»، حول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ولفت إلى ضرورة اتباع الدول لسياسات طاقة معززة، وربط المناخ بسياسات التنمية وزيادة الاستثمار، مؤكداً أن المنظمة تشارك في «كوب 28» لضمان أن تشمل جهود تغير المناخ جميع الأشخاص حول العالم، والتأكد من التزامهم بالعمل لمواجهة هذه الظاهرة، ومراقبة تبعات تأثيرها على الوظائف في مناطق كثيرة، أبرزها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وبيـن رادميكر أن ملف المناخ يؤثر بطريقتين، هما: فقدان الوظائف، وفي الوقت نفسه توفير وظائف جديدة، مؤكداً أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إذا اتخذت سيناريو جاداً من أجل قيادة نشاط التحول العالمي في مجال الطاقة، ليصبح إجمالي الناتج المحلي وفقاً لهذا السيناريو أعلى بنسبة 3.5 إلى 4.8 في المائة، فسيؤدي ذلك إلى استحداث 6.6 مليون فرصة عمل في المنطقة.

وأثنى على جهود الإمارات في تفعيلها الصندوق العالمي للمناخ، باعتبارها أولى الدول التي دعمته، واصفاً الخطوة بأنها خطوة قوية في سبيل دفع العمل المناخي والاعتناء بالأشخاص المتأثرين بالتغير المناخي؛ خصوصاً من سيفقدون وظائفهم، بجانب «التكيف» مع سبل عيش أخرى من خلال توفير أجندة بديلة لهم.


تراجع التضخم يفرض ضغوطاً على المصارف المركزية لتغيير مسارها

(من يمين الصورة) بايلي ولاغارد وباول ومحافظ المصرف المركزي الياباني كازو أويدا (موق لاغارد على «إكس»)
(من يمين الصورة) بايلي ولاغارد وباول ومحافظ المصرف المركزي الياباني كازو أويدا (موق لاغارد على «إكس»)
TT

تراجع التضخم يفرض ضغوطاً على المصارف المركزية لتغيير مسارها

(من يمين الصورة) بايلي ولاغارد وباول ومحافظ المصرف المركزي الياباني كازو أويدا (موق لاغارد على «إكس»)
(من يمين الصورة) بايلي ولاغارد وباول ومحافظ المصرف المركزي الياباني كازو أويدا (موق لاغارد على «إكس»)

يواجه محافظو المصارف المركزية اتهامات بالبطء الشديد في الاستجابة للعلامات التي تشير إلى أن أزمة التضخم بدأت تتلاشى بعد أقل من عامين من تعرضهم لانتقادات، بسبب تأخرهم في الاستجابة لأشد زيادة وحشية في الأسعار منذ جيل كامل.

ويحذر بعض صناع السياسة بالفعل من أنه من خلال الانتظار لفترة أطول مما ينبغي لخفض تكاليف الاقتراض، يمكن للمصارف المركزية أن تلحق الضرر بالاقتصادات الضعيفة - حيث ظلت منطقة اليورو راكدة طوال العام - أو تعرقل الحكومات المثقلة بالديون مثل إيطاليا، وفق ما ذكرت «فايننشيال تايمز» في تقرير لها.

وكان المصرف المركزي الأوروبي في طليعة هذا النقاش الأسبوع الحالي، بعد أن انخفض التضخم في منطقة اليورو إلى 2.4 في المائة، وهو أدنى مستوى له منذ يوليو (تموز) 2021، مما جعل نمو الأسعار قريباً بشكل مثير للدهشة من هدف البنك البالغ 2 في المائة. وهناك مناقشات مماثلة تختمر في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حتى لو أن معدلات التضخم الرئيسية هناك لم تنخفض بعد إلى هذا المستوى.

ونقلت صحيفة «فايننشيال تايمز» عن إينيس ماكفي، كبير الاقتصاديين العالميين في «أكسفورد إيكونوميكس»: «السؤال هو: أي من المصارف المركزية الكبرى معرض لخطر ارتكاب خطأ في السياسة النقدية هنا؟ بالنسبة لي، من المرجح أن يكون المصرف المركزي الأوروبي، لأن التضخم سوف يتراجع بسرعة. لديهم كل الحافز للتحدث بصرامة، لكن الإجراء يجب أن يتغير».

وكان رد فعل المستثمرين على الشهر الثالث على التوالي من بيانات التضخم في منطقة اليورو دون التوقعات الأسبوع الماضي، من خلال طرح رهاناتهم على متى سيبدأ المصرف المركزي الأوروبي في خفض أسعار الفائدة. ويتوقع كثير من الاقتصاديين الآن حدوث ذلك في النصف الأول من العام المقبل.

متى يبدأ خفض الفائدة؟

وقال ديرك شوماخر، وهو خبير اقتصادي سابق في المصرف المركزي الأوروبي يعمل بمصرف «ناتيكسيس» الفرنسي، إن التضخم في منطقة اليورو في طريقه للوصول إلى 2 في المائة بحلول الربيع المقبل. لكن خوف صناّع السياسة من التقليل من شأن التضخم مرة أخرى يعني «أن الأمر سيستغرق وقتاً أطول قليلاً للوصول إلى إجماع كافٍ في مجلس الإدارة للخفض».

وتوقع أن يقوم المصرف المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة في يونيو (حزيران)، ثم المضي قدماً عند خفض ربع نقطة في كل اجتماع العام المقبل.

ولمح محافظ المصرف المركزي الإيطالي الجديد فابيو بانيتا، الذي أتى من المصرف المركزي الأوروبي الشهر الماضي، الأسبوع الماضي، إلى أنه قد يكون من الضروري خفض أسعار الفائدة قريباً، «لتجنب الأضرار غير الضرورية للنشاط الاقتصادي والمخاطر التي تهدد الاستقرار المالي».

وارتفعت أسواق السندات السيادية بعد تصريحات محافظ مصرف فرنسا فرنسوا فيليروي دي غالهاو، مع إضافة المستثمرين إلى رهاناتهم على خفض سعر الفائدة من قبل المصرف المركزي الأوروبي في الأشهر القليلة الأولى من العام المقبل.

وقال: «قد تطرح مسألة الخفض عندما يحين الوقت خلال عام 2024، ولكن ليس الآن: عندما يكون العلاج فعالاً، عليك التحلي بالصبر بما فيه الكفاية على مدته».

لكن صنّاع السياسات النقدية الآخرين يتراجعون. وقال رئيس المصرف المركزي الألماني يواكيم ناغل، إن الانخفاض «المشجع» في التضخم الأسبوع الماضي، لم يكن كافياً لاستبعاد احتمال أن تكاليف الاقتراض قد تحتاج إلى الارتفاع. كما حذر من أنه «من السابق لأوانه مجرد التفكير في احتمال خفض أسعار الفائدة الرئيسية».

وقد حظيت هذه الحجة بدعم من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأسبوع الماضي، حيث قالت كبيرة الاقتصاديين كلير لومبارديلي، إن المصرف المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا لن يكونا في وضع يسمح لهما بتخفيف تكاليف الاقتراض حتى عام 2025، نظراً لاستمرار التضخم الأساسي الناجم عن ضغوط الأجور.

ضغوط متنامية

ويدرك محافظو المصارف المركزية جيداً أيضاً أن خلفية تباطؤ الطلب وارتفاع معدلات البطالة واستمرار معاناة حاملي الرهن العقاري، ستؤدي إلى زيادة الضغوط السياسية من أجل تخفيف أسعار الفائدة.

وهذه هي الحال بشكل خاص بالنظر إلى أن المملكة المتحدة تتجه نحو عام انتخابي محتمل. وقال هيو بيل، كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، لصحيفة «فايننشيال تايمز» الشهر الماضي، إن انخفاض الأسعار يمكن أن يعطي انطباعاً خاطئاً بأن تهديد التضخم قد انتهى.

وقال إن التحدي الذي يواجه صناع السياسات هو ضمان وجود ما يكفي من «المثابرة» في إبقاء السياسة النقدية متشددة في وقت سيكون فيه «كثير من الضغوط في مواجهة ضعف نمو العمالة والنشاط وانخفاض التضخم الرئيسي، لإعلان النصر وخفض التضخم».

وفي الولايات المتحدة، حيث ظل النمو أقوى كثيراً من نظيره في أوروبا، بالكاد تردد الاحتياطي الفيدرالي في موقفه المتمثل في أن دورة رفع أسعار الفائدة قد لا تنتهي، وأن أولئك الذين يتوقعون الانفراج في شكل تخفيضات سوف يتعين عليهم أن يتحلوا بالصبر.

وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة: «سيكون من السابق لأوانه أن نستنتج بثقة أننا حققنا موقفاً تقييدياً بما فيه الكفاية أو التكهن بموعد تخفيف السياسة». وأضاف قبل الاجتماع الأخير للسياسة النقدية لهذا العام منتصف الشهر الحالي: «نحن على استعداد لتشديد السياسة بشكل أكبر إذا أصبح من المناسب القيام بذلك».

ويعكس هذا التردد رغبة الاحتياطي الفيدرالي في حماية صدقيته من خلال تجنب الحاجة إلى عكس المسار إذا ظلت ضغوط الأسعار مرتفعة بشكل عنيد، وهو الخطر الذي أبرزته رئيسة مصرف الاحتياطي الفيدرالي في سان فرنسيسكو، ماري دالي، لصحيفة «فايننشيال تايمز» في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال كبير الاقتصاديين في «بانثيون إيكونوميكس»، إيان شيبردسون، إن السبب الآخر وراء «التشدد الممتد» لمصرف الاحتياطي الفيدرالي هو قلقه بشأن سوء الحكم على مسار التضخم مرة أخرى، بعد أن تعرض لانتقادات واسعة النطاق لفشله في توقع ارتفاع الأسعار بعد الوباء.

ولكن مع توقع تباطؤ النشاط الاقتصادي، وتراجع الطلب على العمالة واعتدال نمو الأجور، قال شيبردسون إن مصرف الاحتياطي الفيدرالي يغازل الآن نوعاً مختلفاً من التنبؤ بالفشل - مما يقلل من وتيرة تراجع التضخم.

وقال: «سوف تتصاعد الضغوط خلال الأشهر القليلة المقبلة، ولهذا السبب أنا متمسك بخفض سعر الفائدة في مارس (آذار)». ويتوقع على مدار العام المقبل أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة من 5.25 إلى 5.5 في المائة بمقدار 1.5 نقطة مئوية، وبنسبة 1.25 نقطة مئوية أخرى في عام 2025.

هل يُعلن النصر؟

ومع ذلك، يقول بعض صناع السياسة إنه لا يزال من السابق لأوانه إعلان النصر في المعركة ضد التضخم، بينما في الولايات المتحدة، هناك خطر من أن النمو السريع الأخير قد يبقي التضخم مرتفعاً للغاية.

ونقلت «فايننشيال تايمز» عن ويليام إنغليش، المدير السابق لقسم الشؤون النقدية في مصرف الاحتياطي الفيدرالي، قوله إنه في هذا السيناريو، لن يتم ردع الاحتياطي الفيدرالي عن إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة حتى لو تكثف التحفيز السياسي قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

وقال: «هذا هو بيت القصيد من وجود مصرف مركزي مستقل، وهم حقاً لا يريدون إفساد ذلك».

وحذرت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد الأسبوع الماضي، من أن التضخم في منطقة اليورو من المرجح أن يرتفع مرة أخرى في ديسمبر (كانون الأول)، مع إلغاء الدعم الحكومي، الذي أبقى أسعار الطاقة منخفضة.

وفي منطقة اليورو، يتوقف كثير من النقاش الآن على التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الطاقة والمواد الغذائية المتقلبة. يقول الاقتصاديون إن تسجيل التضخم الأساسي في الأشهر الثلاثة الماضية يظهر أنه انخفض بالفعل إلى هدف المصرف المركزي الأوروبي. لكن آخرين يشيرون إلى عوامل لمرة واحدة تؤدي إلى انخفاض التضخم - مثل انخفاض أسعار عروض العطلات - ويقولون إن النمو السريع للأجور سيبقيها مرتفعة خلال العام المقبل.

وقال كبير الاقتصاديين في «كومرتس بنك» الألماني يورغ كريمر: «سيرتفع الضغط العام على المصرف المركزي الأوروبي، خصوصاً من الدول الأعضاء المثقلة بالديون». وأضاف: «ومع ذلك، يجب على المصرف المركزي الأوروبي مقاومة الضغط»، متوقعاً أن يستقر التضخم الأساسي في منطقة اليورو عند نحو 3 في المائة العام المقبل.


«طيران ناس» يدشن أولى رحلاته المباشرة بين جدة وبروكسل

أحدث وجهات «طيران ناس» الدولية المتنامية في أوروبا (واس)
أحدث وجهات «طيران ناس» الدولية المتنامية في أوروبا (واس)
TT

«طيران ناس» يدشن أولى رحلاته المباشرة بين جدة وبروكسل

أحدث وجهات «طيران ناس» الدولية المتنامية في أوروبا (واس)
أحدث وجهات «طيران ناس» الدولية المتنامية في أوروبا (واس)

دشن «طيران ناس»، الناقل الجوي الوطني السعودي والطيران الاقتصادي، بالتعاون مع برنامج الربط الجوي أول رحلة مباشرة له بين مدينتي جدة وبروكسل، والتي تعد أحدث وجهاته الدولية المتنامية في أوروبا، ليصبح «طيران ناس» أول ناقل وطني يربط السعودية بعاصمة مملكة بلجيكا وعاصمة الاتحاد الأوروبي.

يأتي ذلك ضمن جهود برنامج الربط الجوي لربط المملكة بالعالم، وتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للسياحة، للوصول إلى 100 مليون سائح، والمساهمة في زيادة عدد الوجهات الدولية المرتبطة بالمملكة إلى أكثر من 250 وجهة، بحلول عام 2030، أحد مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للطيران، بما يعزز مكانة المملكة باعتبارها مركزاً عالمياً للسفر والسياحة.

وحضر التدشين سفير بلجيكا لدى السعودية، باسكال غريكوار، وكل من ممثلي برنامج الربط الجوي وشركة «طيران ناس»، وشركة «مطارات جدة»، وجرى استقبال الرحلة الافتتاحية بمراسم ترحيب عند وصولها مطار بروكسل، بحضور نائب سفير خادم الحرمين الشريفين في بروكسل محمد مؤنس، وممثلي «طيران ناس»، وكبار وكلاء السفر، للاحتفال بالوجهة الجديدة الذي ستُسيَّر إليها 3 رحلات أسبوعياً.

الجدير بالذكر أن برنامج الربط الجوي أُطلِق عام 2021، للإسهام في نمو السياحة بالمملكة، من خلال تعزيز الربط الجوي بين المملكة ودول العالم، عبر تطوير المسارات الجوية الحالية والمحتملة، وربط البلاد بوجهاتٍ جديدة عالمية. ويعمل برنامج الربط الجوي بصفته الممكّن التنفيذي للاستراتيجية الوطنية للسياحة، والاستراتيجية الوطنية للطيران، على تعزيز التعاون وبناء الشراكات بين الجهات الفاعلة الرئيسة في القطاعين العام والخاص في منظومتي السياحة والطيران، لتعزيز مكانة المملكة بصفتها وجهة سياحية رائدة عالمياً في مجال الربط الجوي السياحي.


 «كوب 28» للأعمال التجارية والخيرية يسهم بجمع 5 مليارات دولار

قبة الوصل بمدينة إكسبو في دبي الإماراتية موقع إقامة مؤتمر «كوب 28» (أ.ف.ب)
قبة الوصل بمدينة إكسبو في دبي الإماراتية موقع إقامة مؤتمر «كوب 28» (أ.ف.ب)
TT

 «كوب 28» للأعمال التجارية والخيرية يسهم بجمع 5 مليارات دولار

قبة الوصل بمدينة إكسبو في دبي الإماراتية موقع إقامة مؤتمر «كوب 28» (أ.ف.ب)
قبة الوصل بمدينة إكسبو في دبي الإماراتية موقع إقامة مؤتمر «كوب 28» (أ.ف.ب)

أعلن قطاع الأعمال التجارية والخيرية عن مبادرات متعلّقة بالمناخ والطبيعة والتزامات متمثّلة في جمع أكثر من 18 مليار درهم (5 مليارات دولار) من التمويل المناخي، حيث سعى منتدى «كوب 28» المناخي للأعمال التجارية والخيرية إلى إشراك القطاع الخاص والمنظمات الخيرية في العمل المناخي.

وركّز المنتدى على تعزيز الابتكار وإحداث أثر إيجابي ملموس وفعّال في مجالات كثيرة، بما فيها التمويل المناخي المستدام، واستعادة الشعاب المرجانية، والتكنولوجيا الخضراء، والانتقال نحو خفض الانبعاثات في القطاعات الصناعية وقطاع الطاقة، والنظم الغذائية المستدامة، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة.

ودعا الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي رئيس «كوب 28»، إلى الاستفادة من خبرات القطاع الخاص وموارده وقدراته، لإصلاح آليات التمويل المناخي وتوفير التمويل اللازم للدول والمجتمعات التي تحتاج إليه، خصوصاً في دول الجنوب العالمي.

كما أكد التزام «كوب 28» باستقطاب وتحفيز التمويل من مصادر متعددة بهدف توفير تريليونات الدولارات اللازمة للحد من الانبعاثات، والإسهام في الجهد الجماعي لضمان تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة.

إمكانات واعدة

من جهته، أشار بدر جعفر، الممثل الخاص للأعمال التجارية والخيرية في «كوب 28»، إلى أن «قطاع الأعمال التجارية والخيرية يمتلك إمكانات واعدة تجعله الأكثر قدرة على تسريع تحقيق أهدافنا المتعلّقة بالعمل المناخي والحفاظ على الطبيعة».

تقدم جوهري

ويمثل منتدى «كوب 28» المناخي للأعمال التجارية والخيرية منصة لاحتواء الجميع وتمكين العمل وإزالة العراقيل بين الأطراف المعنيّة والقطاعات المتعدّدة وقادة القطاع الخاص من مختلف أنحاء العالم للتعاون من أجل التوصل إلى نتائج ومخرجات تدعمها خطة «كوب 28» وتحقق تقدماً جوهرياً وجذرياً ملموساً.

ويُشكّل المنتدى نقلة نوعية في عمل مؤتمرات الأطراف، حيث يهدف إلى المضي قدماً لتجاوز مرحلة التعهدات إلى إنجاز عمل ملموس ودعم مستهدفات القطاعات الاقتصادية واكتشاف الفرص المتاحة لتسريع وتيرة العمل وتوسيع نطاقه، خصوصاً في دول الجنوب العالمي.

بيل غيتس

وألقى بيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا غيتس ومؤسس شركة «بريكثرو إنرجي»، كلمة خلال المنتدى، وركّز على الدور الذي قد تؤدّيه مبادرات الاستثمار المناخي في تحسين حياة البشر، وأنهى كلمته بتوجيه دعوة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في العمل المناخي.

وأعلن صندوق المناخ الأخضر وشركة «تحالف شركاء المناخ» وشركة «تحالف مستثمري العمل المناخي»، عن سعيها المشترك لجمع 5 مليارات دولار من مصادر متعدّدة، بدعمٍ من المنظمات الخيرية ومؤسسات تمويل التنمية والقطاعين العام والخاص بهدف تعزيز انتقال الدول ذات الاقتصادات الناشئة إلى الحياد المناخي. ومن المتوقّع أن يسهم هذا التعهد بجمع مبلغ لا يقلّ عن 73 مليار درهم (20 مليار دولار)، وبالتالي، تسريع تحقيق أهداف العمل المناخي.


«النقد الدولي» يراجع توقعاته الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط

سائحون من مختلف دول العالم يزورون أهرامات الجيزة في مصر التي تأثرت بالحرب (رويترز)
سائحون من مختلف دول العالم يزورون أهرامات الجيزة في مصر التي تأثرت بالحرب (رويترز)
TT

«النقد الدولي» يراجع توقعاته الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط

سائحون من مختلف دول العالم يزورون أهرامات الجيزة في مصر التي تأثرت بالحرب (رويترز)
سائحون من مختلف دول العالم يزورون أهرامات الجيزة في مصر التي تأثرت بالحرب (رويترز)

أعلن صندوق النقد الدولي أنه يراجع توقعاته الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ضوء الحرب الدائرة بين إسرائيل و«حماس».

وجاء في مقال كتبه نائبا المديرة لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جون بلودورن وتالين كورانشيليان، مساء الجمعة، أن الحرب سيكون لها عواقب واسعة النطاق على «الشعوب والاقتصادات» في المنطقة، رغم أن مدى التأثير لا يزال «غير واضح إلى حد كبير».

ولم يذكر ما إذا كان سيتم إصدار المراجعات قبل نشر التوقعات المقبلة، المقرر نشرها في يناير (كانون الثاني).

وأضاف المسؤولان أن «نزاعاً واسع النطاق سيشكل تحدياً اقتصادياً كبيراً للمنطقة»، ووجها دعوة للمجتمع الدولي إلى التحرك للحيلولة دون مزيد من التصعيد.

وأكدا أنه في حالة نشوب نزاع واسع النطاق «الأمر المؤكد هو أن التوقعات الخاصة بالاقتصادات الأكثر عرضة للخطر بشكل مباشر سيتم خفضها، وأن السياسات الرامية إلى حماية الاقتصادات من الصدمات والحفاظ على الاستقرار ستكون حاسمة».

انتكاس السياحة

استأنفت إسرائيل قصفها الدامي لقطاع غزة، الجمعة، بعد انتهاء الهدنة مع «حماس»، قائلة إنها ضربت أكثر من 200 هدف في القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان رغم الدعوات الدولية لتمديد التهدئة.

اندلعت الحرب بين إسرائيل و«حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، في أنحاء قطاع غزة حتى الآن، وقُتل 178 شخصاً على الأقل، الجمعة، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

ومن بين القطاعات الأكثر تضرراً في المنطقة خارج إسرائيل والأراضي الفلسطينية، هو قطاع السياحة الذي قال صندوق النقد الدولي إنه مثّل ما بين 35 و50 في المائة من صادرات السلع والخدمات في اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 2019.

وقال المسؤولان في صندوق النقد الدولي إن «الاقتصادات المعتمدة على السياحة مثل لبنان، حيث انخفضت معدلات إشغال الفنادق بنسبة 45 نقطة مئوية في أكتوبر مقارنة بالعام الماضي، ستشهد تأثيرات غير مباشرة على النمو». ورغم أن الصندوق لم يذكر أسماء، فإن مصر والأردن ولبنان أبرزهم.

وحذرا من أن ارتفاع المخاطر بسبب الحرب قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض، مع ما يترتب على ذلك من آثار غير مباشرة على الاقتصادات المثقلة بالديون.

وفي حال استمرار النزاع، فإن «الدول الهشة والتي تشهد نزاعات في المنطقة، مثل الصومال والسودان واليمن، يمكن أن تعاني انخفاضاً في تدفقات المساعدات الحيوية، إذا انزاح تركيز المانحين عنها»، وفق جون بلودورن وتالين كورانشيليان.

وأضافا أن تدفقات اللاجئين يمكن أن تزيد أيضاً «بشكل كبير»، الأمر الذي يفاقم «الضغوط الاجتماعية والمالية في البلدان التي تستقبلهم».


54 مليون دولار من الاتحاد الأوروبي إلى المغرب لدعم الطاقة الخضراء

ألواح طاقة شمسية ومراوح لتوليد الطاقة من الرياح (أ.ف.ب)
ألواح طاقة شمسية ومراوح لتوليد الطاقة من الرياح (أ.ف.ب)
TT

54 مليون دولار من الاتحاد الأوروبي إلى المغرب لدعم الطاقة الخضراء

ألواح طاقة شمسية ومراوح لتوليد الطاقة من الرياح (أ.ف.ب)
ألواح طاقة شمسية ومراوح لتوليد الطاقة من الرياح (أ.ف.ب)

تعهد الاتحاد الأوروبي بدعم يبلغ 50 مليون يورو (54.5 مليون دولار) للمغرب، لإنجاز برنامج لدعم الطاقات الخضراء وإزالة الكربون من القطاعات التنموية.

وقع المغرب والاتحاد الأوروبي، السبت بدبي، الاتفاق، على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28 )، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي عن الجانب المغربي والمدير العام للجوار وتوسيع النقاشات بالمفوضية الأوروبية جيرت - جان كووبمان عن الجانب الأوروبي.

وقالت الوزيرة بنعلي، إن «الاتفاق يخص تفعيل بنود الشراكة الخضراء بين المغرب والاتحاد الأوروبي من خلال مجموعة من البرامج من بينها هذا البرنامج الذي سيدعم الإصلاحات التي يقوم بها المغرب في مجالات الطاقات المتجددة والجديدة بما فيها الهيدروجين الأخضر ...». مذكرة بأن المغرب هو أول بلد يوقع هذه الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

من جهته، قال المدير العام للجوار وتوسيع النقاشات باللجنة الأوروبية جيرت - جان كووبمان، إن الاتفاق يدعم التكنولوجيا النظيفة في الطاقات الخضراء في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويعطي أهمية حيوية بالنسبة للتنمية الاقتصادية في شمال أفريقيا، وفي الاتحاد الأوروبي.

وتشكل الشراكة الخضراء بين المغرب والاتحاد الأوروبي، التي تم إطلاقها سنة 2021 إطارا للتعاون لدعم الانتقال نحو مجتمع وأنماط استهلاك أكثر استدامة، مع المساهمة في جهود النمو والانتعاش الاقتصادي للشريكين بعد أزمة كوفيد - 19.


50 شركة نفطية عالمية كبرى تتعهد بخفض الانبعاثات

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تحيي الحضور عقب إلقاء كلمتها يوم السبت في مؤتمر «كوب28» المنعقد في دبي (أ.ب)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تحيي الحضور عقب إلقاء كلمتها يوم السبت في مؤتمر «كوب28» المنعقد في دبي (أ.ب)
TT

50 شركة نفطية عالمية كبرى تتعهد بخفض الانبعاثات

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تحيي الحضور عقب إلقاء كلمتها يوم السبت في مؤتمر «كوب28» المنعقد في دبي (أ.ب)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تحيي الحضور عقب إلقاء كلمتها يوم السبت في مؤتمر «كوب28» المنعقد في دبي (أ.ب)

أعلن رئيس مؤتمر «كوب28» سلطان الجابر، يوم السبت، أن 50 شركة نفطية عالمية كبرى تعهدت بالحد من انبعاثات الميثان، وهو واحد من أكثر الغازات المسببة للاحتباس الحراري خطورة، لتصل إلى الصفر تقريبا، بحلول عام 2030، ووقف حرق الغاز الطبيعي بشكل روتيني.

ويمثل الأعضاء الـ50، لميثاق «إزالة الكربون من النفط والغاز» نحو 40 في المائة من إنتاج النفط العالمي.

وكان الجابر أكد مرارا قبل المؤتمر أن إدراج شركات النفط والصناعة في مؤتمر «كوب28» سيكون عنصرا حيويا هذا العام. ويشكل الإعلان أمرا بالغ الأهمية لخفض انبعاثات غازات الدفيئة في العالم بشكل كبير بمقدار النصف تقريباً في سبع سنوات للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.

وشمل التعهد شركات النفط الوطنية الكبرى مثل «أرامكو السعودية»، و«شركة بترول أبوظبي الوطنية» (أدنوك)، و«بتروبراس» البرازيلية، و«سونانجول» من أنغولا، وشركات متعددة الجنسيات مثل «شل» و«توتال إنرجيز» و«بي بي».

وقال الجابر خلال جلسة حول الطاقة يوم السبت: «العالم لا يعمل من دون طاقة، ومع ذلك، فإن العالم سوف ينهار إذا لم نصلح الطاقات التي نستخدمها اليوم، ونخفف من انبعاثاتها، وننتقل بسرعة إلى بدائل خالية من الكربون».

يمكن إطلاق غاز الميثان في عدة نقاط أثناء تشغيل شركة النفط والغاز، بدءاً من التكسير الهيدروليكي وحتى إنتاج الغاز الطبيعي أو نقله أو تخزينه. وعلى مدى فترة أقصر، يصبح أقوى بـ 86 مرة من ثاني أكسيد الكربون، وهو غاز الدفيئة الأكثر مسؤولية عن تغير المناخ، وبهذه الطريقة، تمثل صفقة غاز الميثان مساهمة كبيرة محتملة في مكافحة تغير المناخ.

وقال الجابر في كلمته إن شركات النفط والغاز بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للبحث عن حلول لانبعاثات النطاق 3، في الوقت الذي يحظى ميثاق إزالة الكربون من النفط والغاز بدعم كل من السعودية والإمارات، وهما من الدول ذات الوزن الثقيل في «أوبك».

وبشكل منفصل، تعهدت نحو 117 حكومة بزيادة قدرة العالم على الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أمثالها بحلول عام 2030 خلال قمة «كوب28» يوم السبت.

وكان هذا التعهد من بين سلسلة من إعلانات المؤتمر التي تهدف إلى إزالة الكربون من قطاع الطاقة، والتي تضمنت توسيع الطاقة النووية، وخفض انبعاثات غاز الميثان، وخنق التمويل الخاص لطاقة الفحم.

وقال سلطان الجابر، رئيس قمة «كوب28» إن «هذا يمكن أن يساعد في نقل العالم بعيداً عن الفحم بلا هوادة».

وأشارت الصين والهند إلى دعمهما لزيادة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.

ويريد الداعمون، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والإمارات، إدراج تعهد الطاقة المتجددة في القرار النهائي لقمة الأمم المتحدة للمناخ، لجعله هدفا عالميا. وهذا يتطلب توافق الآراء بين ما يقرب من 200 دولة حاضرة.

إلى ذلك، شهدت أروقة «كوب 28» يوم السبت عودة الولايات المتحدة لدعم صندوق المناخ الأخضر، إذ أعلنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس المساهمة بثلاثة مليارات دولار في «الصندوق الأخضر للمناخ»، بعد توقف الدولة الأكثر ثراءً في العالم عن المساهمة فيه على مدى سنوات.

وقالت هاريس التي تمثّل الرئيس الأميركي في المؤتمر: «أنا فخورة بالإعلان عن التزام جديد بقيمة ثلاثة مليارات دولار للصندوق الأخضر للمناخ».

والمرة الأخيرة التي ساهمت فيها واشنطن في هذا الصندوق كانت عام 2014 في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما وكانت بقيمة 3 مليارات دولار أيضا، في حين جددت الكثير من الدول الأخرى مساهماتها في هذا الوقت.

وعدت هاريس، التي وصلت في اليوم نفسه إلى الإمارات لحضور المؤتمر، «أننا في لحظة محورية. إن عملنا الجماعي، أو ما هو أسوأ من ذلك، تقاعسنا عن العمل، سيكون له تأثير على مليارات الأشخاص لعقود من الزمن».

ورغم أنه مشروط بموافقة الكونغرس الأميركي، شكل هذا الإعلان إشارة إيجابية طال انتظارها، على أمل تهدئة التوترات بين دول الشمال والجنوب بشأن التمويل العالمي لتخفيف حدة أزمة المناخ، وهي مسألة شائكة في مفاوضات الأمم المتحدة لمكافحة تغيّر المناخ.

وإذا تمّ الوفاء بالوعد، تصبح الولايات المتحدة أكبر مساهم في الصندوق من حيث القيمة المطلقة بمبلغ ستة مليارات دولار. لكن بريطانيا وألمانيا وفرنسا تقدم مساهمات أكبر بكثير نسبةً لعدد سكانها.

ويُعدّ الصندوق الأخضر للمناخ، الذي تأسس عام 2010، أكبر صندوق مشغّل حالياً. ويموّل الصندوق الألواح الشمسية في باكستان، فضلاً عن مشاريع زراعية في الفلبين وأي مبادرات أخرى تهدف إلى مساعدة البلدان النامية في التخلي عن الوقود الأحفوري، أو التكيف مع مناخ أكثر خطورة.

وبحسب إدارة الصندوق، تم صرف أكثر من أربعة مليارات دولار حتى الآن، والتعهّد بالمساهمة بـ13.5 مليار دولار. لكن طموحاتها أكبر من ذلك: فهي تريد زيادة رأس المال البالغ حالياً 17 مليار دولار، ليصل إلى 50 ملياراً بحلول عام 2030.


«كوب28»: «الواقعية» تدفع كبرى الدول نحو «احتجاز وتخزين الكربون»

جانب من منطقة «إكسبو» في دبي المنعقد فيها مؤتمر «كوب 28» (أ.ف.ب)
جانب من منطقة «إكسبو» في دبي المنعقد فيها مؤتمر «كوب 28» (أ.ف.ب)
TT

«كوب28»: «الواقعية» تدفع كبرى الدول نحو «احتجاز وتخزين الكربون»

جانب من منطقة «إكسبو» في دبي المنعقد فيها مؤتمر «كوب 28» (أ.ف.ب)
جانب من منطقة «إكسبو» في دبي المنعقد فيها مؤتمر «كوب 28» (أ.ف.ب)

قالت عدة دول كبرى حول العالم خلال فعاليات مؤتمر الاتفاقية الإطارية متعددة الأطراف للتغير المناخي «كوب 28» المنعقد في دبي إنها تتجه لاستخدام تقنيات «احتجاز» أو «تخزين» الكربون، وهو ما عُدَّ حلاً واقعياً لمواجهة التغير المناخي، في وقت كانت الفكرة تواجه عدم قبول من بعض الدول.

وتعهّد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بعدم بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء دون احتجاز أو تخزين ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الفحم، وذلك بهدف الحد من الانبعاثات في اليابان.

وقال كيشيدا: «تماشياً مع هدفها المتمثل في صافي الانبعاثات الصفرية، ستتوقف اليابان عن بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم من دون احتجاز ثاني أكسيد الكربون، مع ضمان إمدادات مستقرة للطاقة».

تخفيض الانبعاثات

وتسعى اليابان، التي تعتمد بشكل كبير على استيراد الفحم وأنواع الوقود التقليدية الأخرى، إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وذكر كيشيدا بأن اليابان سبق أن خفضت بالفعل الانبعاثات بنسبة 20 في المائة وتتقدم نحو خفضها بنسبة 46 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2013.

وللحدّ من الانبعاثات، تسعى اليابان إلى استخدام الهيدروجين والأمونيا لإنتاج الطاقة إلى جانب الغاز والفحم في محطات الطاقة القائمة، ولكن الخبراء لديهم وجهة نظر مختلفة.

وأعلنت الحكومة اليابانية أيضاً أنها ستعيد تشغيل المزيد من المفاعلات النووية.

وتعتمد اليابان بشكل كبير على الوقود التقليدي المستورد، ولا سيما الغاز الطبيعي، الذي يمثل نحو 40 في المائة من إجمالي توليد الكهرباء في اليابان، والفحم، الذي يمثل نحو 30 في المائة.

إكسون موبيل ترفض انتقادات وكالة الطاقة

من جهته، رفض دارين وودز الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، ادعاء وكالة الطاقة الدولية في الآونة الأخيرة بأن استخدام احتجاز الكربون على نطاق واسع لمكافحة تغير المناخ هو «وهم» غير قابل للتصديق، قائلاً إن الشيء نفسه يمكن أن يقال عن السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية.

وقال وودز لـ«رويترز» على هامش قمة المناخ «كوب 28» لا يوجد حل اليوم على المستوى الكافي لمعالجة الأزمة، لذا، يمكنك قول ذلك فيما يتعلق باحتجاز الكربون اليوم، ويمكنك قول ذلك عن السيارات الكهربائية، وعن الرياح، وعن الطاقة الشمسية، أعتقد أن الانتقاد مشروع لأي شيء نحاول القيام به، في البداية.

وكان ظهور وودز هو المرة الأولى التي يحضر فيها رئيس تنفيذي لشركة إكسون العملاقة إحدى مؤتمرات القمة المناخية السنوية التي ترعاها الأمم المتحدة، ويعكس الجهد المتزايد بين شركات النفط والغاز في جميع أنحاء العالم للمشاركة في معالجة التغير المناخي.

وكانت شركة إكسون قد أعلنت عن استثمار بقيمة 17 مليار دولار في أعمالها منخفضة الكربون، التي تشمل احتجاز الكربون، وقالت إن انبعاثات الغازات الدفيئة هي المشكلة المسببة لتغير المناخ، وليس الوقود التقليدي نفسه.

وقال وودز إنه يعتقد أن النفط والغاز سيلعبان «دوراً مهماً» في العالم حتى عام 2050، لكنه امتنع عن تقديم تقدير لمستويات الطلب.

وكجزء من استراتيجية إكسون المنخفضة الكربون، أعلنت في يوليو (تموز) الماضي عن استحواذها على شركة دينبري بقيمة 4.9 مليار دولار وشبكة خطوط أنابيب ثاني أكسيد الكربون التابعة لها، التي يبلغ طولها 1300 ميل (2100 كيلومتر)، التي سيتم ربطها بالكتل البحرية في خليج المكسيك حيث تخطط «إكسون» لدفن الكربون.

وقد أقنعت «إكسون» حتى الآن أكبر شركة لتصنيع الأمونيا في الولايات المتحدة، وشركة غاز صناعي وشركة كبيرة للصلب، بتوقيع عقود طويلة الأجل لخدمات خفض الكربون تغطي نحو 5 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

وحالياً، تنتج الطاقة والصناعة نحو 37 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً على مستوى العالم.

ورفض وودز تقديم تفاصيل عن العقود، لكنه قال إن الدعم الأميركي في قانون خفض التضخم للعام الماضي، الذي يصل إلى 85 دولاراً للطن لاحتجاز الكربون وعزله، سيجعل الاستثمارات مربحة.

وقال وودز: «نحن نساعد العملاء بشكل أساسي على إزالة الكربون والاستفادة من هذا الائتمان الضريبي». وأضاف أن جني الأموال من الصفقات «ربما يكون بعد سنوات قليلة».

أميركا تعلن خطط لخفض الغازات

ومن جانبها، كشفت الإدارة الأميركية عن قواعد نهائية تهدف إلى اتخاذ إجراءات ضد الانبعاثات من صناعة النفط والغاز الأميركية، في إطار خطة عالمية لكبح الانبعاثات التي تساهم في تغير المناخ.

وأعلن مسؤولون أميركيون هذه القواعد، التي استغرق إعدادها عامين، في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 28» في دبي. ومن المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة والدول الأخرى المشاركة في القمة تفاصيل حول كيفية تحقيق تعهد 150 دولة الذي قطعته قبل عامين لخفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30 في المائة عن مستويات عام 2020 بحلول عام 2030.

ومن شأن السياسات الجديدة لوكالة حماية البيئة أن تحظر الحرق الروتيني للغاز الطبيعي الناتج عن آبار النفط المحفورة حديثاً، وتتطلب من شركات النفط مراقبة التسربات من مواقع الآبار ومحطات الضغط، وتضع برنامجاً لاستخدام الاستشعار عن بعد من طرف ثالث للكشف عن انبعاثات غاز الميثان الكبيرة مما يسمى «البواعث الفائقة».

وأضافت وكالة حماية البيئة أن القواعد ستمنع ما يقدر بنحو 58 مليون طن من غاز الميثان من الوصول إلى الغلاف الجوي بين عامي 2024 و2038، وهو ما يعادل تقريباً جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة في عام 2021.