ما تداعيات عدم رفع سقف الدين الأميركي بحلول 5 يونيو؟

الرئيس جو بايدن يتحدث عن رفع سقف الدين خلال حدث في جامعة ولاية نيويورك ويستشستر كوميونيتي (أ.ب)
الرئيس جو بايدن يتحدث عن رفع سقف الدين خلال حدث في جامعة ولاية نيويورك ويستشستر كوميونيتي (أ.ب)
TT

ما تداعيات عدم رفع سقف الدين الأميركي بحلول 5 يونيو؟

الرئيس جو بايدن يتحدث عن رفع سقف الدين خلال حدث في جامعة ولاية نيويورك ويستشستر كوميونيتي (أ.ب)
الرئيس جو بايدن يتحدث عن رفع سقف الدين خلال حدث في جامعة ولاية نيويورك ويستشستر كوميونيتي (أ.ب)

حذّرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أمس (الجمعة)، من أن الولايات المتحدة قد تتخلّف عن السداد اعتباراً من 5 يونيو (حزيران)، في تقديرات محدّثة بعدما أشارت سابقاً إلى أن هذا الأمر قد يحصل في الأول من الشهر.

يمنح التاريخ الجديد مفاوضي الرئيس جون بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي متنفساً صغيراً خلال مساعيهم للتوصل إلى حل بين الحزبين بشأن رفع سقف الإنفاق الحالي المعروف بسقف الدين.

لكن رغم تلميحات في الأيام القليلة الماضية عن اتفاق محتمل، لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد في وقت يدخل المشرعون عطلة نهاية أسبوع طويلة بمناسبة «يوم الذكرى».

ومع مرور كل يوم تتزايد احتمالات مواجهة الولايات المتحدة سيناريو لا يمكنها معه تسديد جميع فواتيرها المستحقة.

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين (أ.ب)

خيارات صعبة

في منتصف يناير (كانون الثاني) بلغت الحكومة الفيدرالية الأميركية سقف الاستدانة، الذي يتجاوز 31 تريليون دولار. مذاك، استخدمت وسائل محاسبة خاصة لإطالة عمر الأموال المسموح لها بإنفاقها دون رفع سقف الاستدانة.

لكن لا يمكنها مواصلة تطبيق ذلك إلا لفترة محدودة قبل أن تواجه معضلة سقف الدين. في تلك الحالة - التاريخ الجديد هو الخامس من يونيو (حزيران)، ستكون قادرة فقط على الإنفاق مما تجمعه من العائدات الضريبية.

بين الأول من يونيو (حزيران) والخامس عشر منه، ستواجه وزارة الخزانة عجزاً في التمويل بأكثر من 100 مليار دولار، بحسب تحليل أجراه مركز الأبحاث بايبارتيزان بوليسي لمعطيات الخزانة.

وإذا بلغت الولايات المتحدة سقف الدين «سيكون أمامها خيارات صعبة بشأن أي من الفواتير لن تُسدد»، حسبما قالت جانيت يلين مؤخراً.

ومع تأكيد طرفي المفاوضات على أن الولايات المتحدة لن تتخلف عن سداد ديونها، يصبح الإنفاق الحكومي هو المسألة التي ينبغي اتخاذ تلك القرارات الصعبة بشأنها.

ويمكن أن تختار الخزانة إرجاء بعض المدفوعات للضمان الاجتماعي وميديكير وبرامج ميديك إيد (للتأمين الصحي)، التي تساعد عشرات ملايين الأشخاص في تكاليف التقاعد والرعاية الصحية.

أو، يمكنها أن توقف مؤقتاً بعض المدفوعات في جميع المجالات، ما من شأنه تخفيف تداعيات ذلك على متلقي الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، ولكنه سيزيد من عدد الخدمات الحكومية المتضررة.

التخلف عن السداد «ليس خياراً»

إذا تمكنت وزارة الخزانة من بلوغ تاريخ 15 يونيو (حزيران) من دون التخلف عن سداد أي من التزاماتها المالية، قد تستطيع تفادي تعثر مؤذٍ في الأسابيع اللاحقة.

وهناك نحو 80 مليار دولار من العائدات المستحقة من ضرائب الدخل الفصلية للأفراد والشركات، بحسب مركز بايبارتيزان بوليسي للأبحاث، ما يتجاوز بكثير مبلغ الإنفاق البالغ 22 مليار دولار.

ومن شأن ذلك أن يبث حياة جديدة في خزائن الحكومة، وإبعاد المشكلة عن الخزانة لفترة أطول، شرط عدم بروز حاجة غير متوقعة لمدفوعات مالية كبيرة.

ولكن بالنظر إلى أن حجم عائدات الضرائب دائماً ما يكون أقل مما تنفقه الحكومة، فإن هذه الخطة ليست مستدامة.

وقال البيت الأبيض في بيان مؤخراً: «التخلف عن السداد ليس خياراً وكل المشرعين المسؤولين يفهمون ذلك».

وسيتعين على الجمهوريين والديموقراطيين في مرحلة ما التوصل إلى اتفاق لرفع سقف الدين، أو إجراء تخفيضات كبرى في الإنفاق.


مقالات ذات صلة

الشركات الأميركية في الصين تخشى الاضطرابات التجارية بين واشنطن وبكين

الاقتصاد موظفون ينتجون الملابس في مصنع للملابس يصدر إلى أوروبا والولايات المتحدة في سوتشيان شرق الصين (أ.ف.ب)

الشركات الأميركية في الصين تخشى الاضطرابات التجارية بين واشنطن وبكين

أظهر استطلاع نُشرت نتائجه يوم الخميس أن أكثر من نصف الشركات الأميركية في الصين، أعربت عن قلقها من تدهور العلاقات الثنائية بين أكبر اقتصادين في العالم.

«الشرق الأوسط» (شنغهاي)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في غرفة روزفلت بالبيت الأبيض في واشنطن (إ.ب.أ)

سياسة ترمب الغامضة بشأن الرسوم الجمركية تُنذر بتقلبات في الأسواق

تنفّس المستثمرون الصعداء بعدما تبيّن أن السياسة الأولية للرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الرسوم الجمركية أقل صرامة مما كانوا يخشون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد ورقة نقدية من فئة 5 دولارات مع خلفية العلم الأميركي (رويترز)

الدولار يرتفع وعائدات سندات الخزانة الأميركية تسجل تراجعاً ملحوظاً

شهد الدولار الأميركي ارتفاعاً حاداً يوم الثلاثاء، بعد تراجع مؤقت في وقت سابق من اليوم. وفي المقابل، هبطت عائدات سندات الخزانة الأميركية إلى أدنى مستوياتها.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة - نيويورك)
الاقتصاد سفينة حاويات «سنغافورة ميرسك تورس» تمر عبر أقفال كوكولي في قناة بنما (رويترز)

بنما «المستاءة» من تعليقات ترمب تبدأ التدقيق في شركة تدير القناة

بدأت حكومة بنما تدقيقاً في شركة «هونغ كونغ» التي تدير المواني على طرفي القناة، بعدما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أنه يريد استعادة الممر المائي.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (بنما)
الاقتصاد شخصان يتابعان حفل تنصيب ترمب على الهواء مباشرة خلال شاشة في بهو مبنى هيئة الإذاعة الكندية في تورونتو (د.ب.أ)

ترمب نحو فرض رسوم بنسبة 25 % على الواردات من كندا والمكسيك في 1 فبراير

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، أنه قد يفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 % على الواردات من كندا والمكسيك، في موعد أقربه الأول من فبراير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الشركات الأميركية في الصين تخشى الاضطرابات التجارية بين واشنطن وبكين

موظفون ينتجون الملابس في مصنع للملابس يصدر إلى أوروبا والولايات المتحدة في سوتشيان شرق الصين (أ.ف.ب)
موظفون ينتجون الملابس في مصنع للملابس يصدر إلى أوروبا والولايات المتحدة في سوتشيان شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

الشركات الأميركية في الصين تخشى الاضطرابات التجارية بين واشنطن وبكين

موظفون ينتجون الملابس في مصنع للملابس يصدر إلى أوروبا والولايات المتحدة في سوتشيان شرق الصين (أ.ف.ب)
موظفون ينتجون الملابس في مصنع للملابس يصدر إلى أوروبا والولايات المتحدة في سوتشيان شرق الصين (أ.ف.ب)

أظهر استطلاع نُشرت نتائجه يوم الخميس أن أكثر من نصف الشركات الأميركية في الصين، وهي النسبة الكبرى منذ خمس سنوات، أعربت عن قلقها من تدهور العلاقات الثنائية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وأظهر الاستطلاع السنوي الذي أجرته غرفة التجارة الأميركية في الصين أن 51 في المائة من المشاركين في الاستطلاع يشعرون بالقلق من تدهور العلاقات الأميركية - الصينية في المستقبل.

وقد صدر الاستطلاع بعد أيام فقط من تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب منصبه لولاية ثانية مع التهديد بزيادة الرسوم الجمركية التجارية على الواردات الصينية.

وقال رئيس غرفة التجارة الأميركية الصينية، ألفين ليو، إن «العلاقة المستقرة والبناءة القائمة على العلاقات الاقتصادية والتجارية أمر بالغ الأهمية ليس فقط لازدهار بلدينا ولكن أيضاً للاستقرار الاقتصادي العالمي».

وأضاف أن التوترات الجيوسياسية والشكوك السياسية والنزاعات التجارية كانت من الشواغل الرئيسية للشركات الأميركية في الصين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، في مؤتمر صحافي دوري يوم الخميس، رداً على سؤال حول نتائج الاستطلاع: «أعتقد أن هذا يدل على أهمية الحفاظ على علاقة مستقرة وصحية ومستدامة بين الصين والولايات المتحدة».

وأضاف: «نأمل أيضاً أن تتمكن الولايات المتحدة من مقابلة الصين في منتصف الطريق، وتعزيز العلاقات الثنائية التي تعود إلى مسار التنمية الصحية والمستقرة».

تم الانتهاء من الاستطلاع، الذي شمل 368 شركة من الشركات الأعضاء في غرفة التجارة الأميركية في الصين بين شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، بعد فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر.

وقد اتسمت فترة رئاسته السابقة بحرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين وتدهور في النوايا الدبلوماسية بين البلدين التي لم تتحسن بشكل ملحوظ خلال السنوات الأربع التي قضاها الرئيس جو بايدن في منصبه.

يوم الثلاثاء، قال ترمب إن إدارته تناقش فرض رسوم عقابية بنسبة 10 في المائة على الواردات الصينية التي يمكن فرضها اعتباراً من الأول من فبراير (شباط)، فيما يتعلق بدور الصين في سلسلة الإمداد العالمية للفنتانيل.

لا يزال ما يقرب من نصف المشاركين في الاستطلاع يصنفون الصين بأنها أولوية استثمارية عالمية من بين أعلى 3 أولويات استثمارية عالمية، وهو نفس مستوى العام الماضي تقريباً. ومع ذلك، ارتفعت نسبة الشركات التي لم تعد تدرج الصين وجهة استثمارية مفضلة بـ3 نقاط مئوية إلى 21 في المائة عن استطلاع العام الماضي، وكانت أكثر من ضعف مستويات ما قبل الجائحة.

أبلغ نحو ثلث الشركات عن معاملة غير عادلة في الصين مقارنة بالشركات المحلية، لا سيما فيما يتعلق بالوصول إلى الأسواق والمشتريات العامة. وكان هذا تقريباً نفس مستوى العام الماضي.