مصر تواجه «جنون الذهب» بإعفاءات جمركية

أنباء عن طرح القاهرة لحصة من «المصرية للاتصالات»

أحد العاملين بمتجر للذهب يقوم بتنسيق معروضاته في واجهة المحل وسط العاصمة المصرية (رويترز)
أحد العاملين بمتجر للذهب يقوم بتنسيق معروضاته في واجهة المحل وسط العاصمة المصرية (رويترز)
TT

مصر تواجه «جنون الذهب» بإعفاءات جمركية

أحد العاملين بمتجر للذهب يقوم بتنسيق معروضاته في واجهة المحل وسط العاصمة المصرية (رويترز)
أحد العاملين بمتجر للذهب يقوم بتنسيق معروضاته في واجهة المحل وسط العاصمة المصرية (رويترز)

ذكر بيان أن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أصدر قراراً الخميس بإعفاء واردات الذهب من الضريبة الجمركية وغيرها من الرسوم لمدة ستة أشهر، وأضاف أن ضريبة القيمة المضافة ستظل سارية على واردات الذهب.

وقال مجلس الوزراء في بيان نشره عبر «فيسبوك» إن القرار يشمل كلاً من «واردات الذهب بأشكال نصف مشغولة، والمُعدة للتداول النقدي، والحُلي والمجوهرات وأجزائها من معادن ثمينة، وإن كانت مكسوة أو مُلبسة بقشرة من معادن ثمينة، والتي ترد بصحبة القادمين من الخارج». لكن البيان قال إن القرار لا يشمل كلا من «أصناف اللؤلؤ الطبيعي، أو المزروع، أو الأحجار الكريمة، أو شبه الكريمة المركبة، أو المُرصعة على الحلي والمجوهرات وأجزائها».

وأشارت مصادر غير رسمية إلى أن الكمية المعفاة من الرسوم يمكن أن تصل إلى 150 غراماً من الذهب، فيما تخضع الكميات التي تفوق ذلك للرسوم التقليدية كافة... لكن مستشار وزير التموين المصري أوضح في تصريح إعلامي أنه لا توجد قيود على الكمية الخاضعة للإعفاء.

وقال المجلس إن القرار يأتي ضمن جهود «تحقيق الاستقرار في أسعار الذهب داخل الأسواق، والحد من محاولات التهريب الجمركي لأصناف الذهب نصف المشغولة والمشغولة عبر المنافذ الجمركية المختلفة».

وعلى الرغم من تراجع أسعار الذهب في المعاملات الفورية بالأسواق العالمية في الأيام الأخيرة، واصل المعدن النفيس صعوده المستمر في مصر مع سعي كثيرين إلى الحفاظ على قيمة مدخراتهم في ظل تراجع الجنيه أمام الدولار. وأرجع تجار السبب إلى زيادة قيمة المعدن الأصفر في البورصات العالمية، وارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه في السوق غير الرسمية.

بائع يقوم بتنظيف قطعة مشغولات ذهبية في أحد المحال في القاهرة (رويترز)

وخلال الأسابيع الماضية، تجاوز سعر أوقية الذهب في السوق المحلية سعره العالمي بنحو 40 في المائة، إذ كان يجري تداولها عند مستوى نحو 88 ألف جنيه (نحو 2900 دولار)، في حين أن متوسط السعر العالمي أعلى 2000 دولار بقليل. ولامست أسعار الذهب عيار 24 في مصر 3000 جنيه (100 دولار) للغرام، فيما سجل الذهب عيار 21 الأكثر استخداماً في مصر 2550 جنيهاً (نحو 85 دولاراً)، فيما يتداول الذهب عيار 18 في مصر قرب 2200 جنيه (نحو 73 دولاراً). وتوضح مصادر حكومية أنها تتوقع هبوط أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة في مصر بما يتراوح بين 100 إلى 300 جنيه (3 إلى 10 دولارات) للغرام.

وفي سياق منفصل، قالت مصادر مطلعة إن الحكومة المصرية تخطط لبيع حصة إضافية قدرها 10 في المائة من أسهم شركة المصرية للاتصالات التابعة للدولة خلال الشهر الحالي. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن المصادر القول إن الشركة ستبدأ تلقي طلبات الشراء، خصوصاً من المؤسسات الاستثمارية الدولية خلال الأسبوع الحالي، وسيتم إدراج الأسهم في البورصة المصرية.

وحددت الحكومة سعراً استرشادياً يبلغ 22.25 جنيه للسهم الواحد، حيث تقدر قيمة الطرح المنتظر بنحو 3.8 مليار جنيه (112.8 مليون دولار)، وهو ما يقل بنسبة 3.8 في المائة عن سعر سهم المصرية للاتصالات في ختام تعاملات الجلسة السابقة وكان 23.14 جنيه.

وذكرت «بلومبرغ» أنها لم تتمكن من الوصول إلى ممثلي المصرية للاتصالات للتعليق على هذه الأنباء، في حين رفضت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التعليق عليها.

وأشارت «بلومبرغ» إلى أن هذا الطرح الذي تمت مناقشته في مارس (آذار) الماضي هو أحد الخيارات المتاحة أمام الحكومة لجمع التمويلات التي تحتاجها، وسيكون خطوة مهمة في عملية تخارج الدولة من بعض القطاعات الاقتصادية كجزء من برنامج الإصلاح المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي، والذي يستهدف زيادة الفرصة المتاحة أمام القطاع الخاص للنمو وجذب الاستثمارات الأجنبية.

ويذكر أن الحكومة تملك 80 في المائة من أسهم المصرية للاتصالات، ولم تكن ضمن القائمة الأولية للشركات التي قالت الحكومة إنها تعتزم بيعها كليا أو جزئيا وعددها 32 شركة. كما تملك المصرية للاتصالات حصة قدرها 45 في المائة من أسهم شركة الهاتف المحمول «فودافون - مصر»، والتي يدرس المسؤولون بيعها كليا أو جزئيا لمستثمرين.


مقالات ذات صلة

الذهب يُحطم حاجز الـ2700 دولار للمرة الأولى

الاقتصاد موظف في مصنع «كراستسفتم» يأخذ حبيبات من الذهب الخالص في كراسنويارسك (رويترز)

الذهب يُحطم حاجز الـ2700 دولار للمرة الأولى

سجّل الذهب مستوى 2700 دولار للأوقية، الجمعة، للمرة الأولى في تاريخه، حيث زادت مخاوف الانتخابات الأميركية والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط الطلب عليه.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد سبائك ذهب معروضة بمكتب «غولد سيلفر سنترال» في سنغافورة (رويترز)

الذهب يسجل مستوى قياسياً جديداً عند 2685.60 دولار

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى على الإطلاق، اليوم (الخميس)، مدفوعة بزيادة الطلب وسط توقعات بمزيد من خفض أسعار الفائدة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تظهر سبائك الذهب من قبو أحد المصارف في زيوريخ (رويترز)

الذهب يقترب من مستويات قياسية قبيل بيانات أميركية

ارتفعت أسعار الذهب، اليوم (الخميس)، لتحوم قرب مستويات قياسية بدعم من حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات الأميركية والتوقعات بقيام مصارف مركزية كبرى باتخاذ…

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عامل يغسل الشوائب الزائدة أثناء عملية صهر الذهب بمنشأة في أكرا غانا (رويترز)

الذهب يرتفع مع انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية بانتظار بيانات جديدة

ارتفعت أسعار الذهب قليلاً مع تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية، بينما ينتظر المستثمرون مزيداً من البيانات الاقتصادية لتوقع عدد مرات خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تظهر سبائك الذهب من قبو أحد المصارف في زيوريخ (رويترز)

استقرار الذهب وسط ترقب المستثمرين لمؤشرات جديدة

استقر الذهب اليوم الثلاثاء مع انتظار المستثمرين وجهات نظر جديدة بشأن موقف مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» من خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

التوترات الجيوسياسية الخطر الرئيسي على التجارة العالمية

سفن وحاويات في ميناء صيني (رويترز)
سفن وحاويات في ميناء صيني (رويترز)
TT

التوترات الجيوسياسية الخطر الرئيسي على التجارة العالمية

سفن وحاويات في ميناء صيني (رويترز)
سفن وحاويات في ميناء صيني (رويترز)

قال كبير الاقتصاديين في منظمة التجارة العالمية، رالف أوسا، إن التوترات الجيوسياسية، ولاسيما تلك المندلعة في الشرق الأوسط، ما زالت الخطر الرئيسي على التجارة العالمية.

وقال أوسا، وفق وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، إن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى نقص الإمدادات وارتفاع أسعار النفط، مضيفاً: «ارتفاع أسعار النفط سيؤثر على النشاط الاقتصادي الكلي، وكذلك على التجارة الدولية». وهبط برنت بأكثر من 7 في المائة خلال الأسبوع الماضي، بينما خسر خام غرب تكساس نحو 8 في المائة، وهو أكبر انخفاض أسبوعي لهما منذ الثاني من سبتمبر (أيلول)، وذلك بعد أن خفضت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية، توقعاتهما للطلب العالمي على النفط في عامي 2024 و2025.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.39 دولار أو 1.87 في المائة إلى 73.06 دولار للبرميل عند التسوية، كما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.45 دولار أو 2.05 في المائة إلى 69.22 دولار للبرميل. ونما الاقتصاد في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، في الربع الثالث بأبطأ وتيرة منذ أوائل 2023، لكن البيانات المتعلقة بالاستهلاك والإنتاج الصناعي فاقت التوقعات في سبتمبر.

وقال جون كيلدوف، الشريك في «أجين كابيتال» في نيويورك: «الصين مهمة في المعادلة فيما يتعلق بالطلب، لذا يؤثر ذلك بشدة على الأسعار هنا اليوم». كما انخفض إنتاج مصافي التكرير في الصين للشهر السادس على التوالي إذ أثر ضعف استهلاك الوقود وتراجع هوامش التكرير سلباً على عمليات المعالجة.

وقال نيل أتكينسون، محلل الطاقة المستقل المقيم في باريس، والرئيس السابق لقسم النفط في وكالة الطاقة الدولية: «لا يمكننا تجاهل أثر المركبات الكهربائية في الصين». وأضاف: «هناك عوامل عدة مؤثرة هنا، الضعف الاقتصادي في الصين، ولكن أيضاً التحرك صوب تحويل قطاع النقل إلى العمل بالكهرباء». وقفزت مبيعات المركبات الكهربائية في الصين 42 بالمائة في أغسطس (آب)، وسجلت مستوى قياسياً مرتفعاً بما يزيد على مليون مركبة. وطرح البنك المركزي الصيني خطتين للتمويل، ستضخان مبدئياً 800 مليار يوان (112.38 مليار دولار) في سوق الأسهم من خلال أدوات سياسة نقدية تم إطلاقها حديثاً.

وقال ريشي راجانالا، الشريك في «إيجس هيدجنج»: «تظهر البيانات الصينية علامات مؤقتة على التحسن، لكن الإحاطات الأحدث عن التحفيز الاقتصادي الإضافي جعلت المشاركين في السوق يشعرون بالإحباط».

وفي تقرير صادر في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، توقعت منظمة التجارة الدولية أن ينمو حجم تجارة السلع العالمية بنسبة 2.7 في المائة في عام 2024، بزيادة طفيفة عن توقعاتها في أبريل (نيسان) الماضي، التي أشارت إلى نموه بنسبة 2.6 في المائة.

وكانت التوقعات الإقليمية تحديثاً مهماً في التقرير الجديد. في ضوء ذلك، قال أوسا: «نرى أن أداء آسيا أقوى مما توقعنا، بينما كان أداء أوروبا أضعف مما توقعنا»، مضيفاً: «تظل آسيا المحرك الرئيسي للتجارة الدولية، سواء في الاستيراد أو التصدير».

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تزيد الصادرات في آسيا بنسبة 7.4 بالمائة في عام 2024، وذلك مقارنة بزيادة وارداتها بـ4.3 في المائة.

وأردف أوسا: «كنا نتوقع انتعاش التجارة في أبريل الماضي، وما زلنا نتوقع انتعاشها اليوم، يرجع ذلك بشكل كبير إلى عودة التضخم إلى طبيعته والتخفيف المقابل للسياسة النقدية».

وقال إن الصين تظهر أداءً قوياً في التصدير، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تعزز سياسة التحفيز الأخيرة التي نفذتها الحكومة الصينية، الطلب المحلي داخلها، وتساعد على إعادة التوازن في التجارة الدولية.

ومن أجل معالجة التحديات المتعددة، دعا أوسا إلى الدفاع عن نظام التجارة متعدد الأطراف، بحيث تمثل منظمة التجارة العالمية نواته، مؤكداً أهمية تكييف منظمة التجارة العالمية لتناسب متطلبات القرن الحادي والعشرين.

وفيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي، سلط أوسا الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في خفض تكاليف التجارة والتغلب على الحواجز اللغوية وتوسيع الخدمات المقدمة إلكترونياً.