نمو فائق للوظائف الأميركية وتراجع للبطالة

تراجع توقعات إقدام «الفيدرالي» على خفض الفائدة

عاملو بناء في احد المواقع على سقف ناطحة سحاب في حي مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية (أ ب)
عاملو بناء في احد المواقع على سقف ناطحة سحاب في حي مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية (أ ب)
TT

نمو فائق للوظائف الأميركية وتراجع للبطالة

عاملو بناء في احد المواقع على سقف ناطحة سحاب في حي مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية (أ ب)
عاملو بناء في احد المواقع على سقف ناطحة سحاب في حي مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية (أ ب)

تسارعت وتيرة التوظيف في الولايات المتّحدة في شهر أبريل (نيسان) الماضي، فيما تراجع معدل البطالة، وفقاً لبيانات حكومية صدرت (الجمعة)، وأتت مخالِفة للتوقعات بحدوث تباطؤ بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.

ووظّف أرباب العمل عدداً أكبر ورفعوا الأجور، وهو ما يشير إلى استمرار قوة سوق العمل، مما قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

ويُظهر أحدث الأرقام أنّ سوق العمل ما زال قوياً رغم الاضطرابات التي يشهدها القطاع المصرفي، وارتفاع تكاليف الاقتراض، وحالة عدم اليقين المحيطة باحتمال تخلّف الحكومة عن سداد الديون.

وأضاف أكبر اقتصاد في العالم 253 ألف وظيفة الشهر الماضي، في ارتفاع عن توقعات شهر مارس (آذار) الماضي بنحو 165 ألف وظيفة. وكان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا نمو الوظائف بمعدل 180 ألفاً فقط.

فيما انخفض معدّل البطالة من 3.5% في مارس إلى 3.4% في أبريل، على ما أفادت وزارة العمل. وأوضحت الوزارة في بيان أنّ «التوظيف واصل اتجاهه الصعودي في الخدمات المهنية والتجارية والرعاية الصحية والترفيه والضيافة والمساعدة الاجتماعية». وزاد متوسط الأجر بالساعة بنسبة 0.5%، بعدما زاد 0.3% في مارس. وزادت الأجور 4.4% على أساس سنوي في أبريل، بعدما صعدت 4.3% في مارس.

وبهدف كبح جماح التضخّم، رفع «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسية 10 مرات متتالية منذ مطلع عام 2022، لتضاف إلى ارتفاع تكاليف الإقراض. وكان محلّلون قد توقّعوا أن يتراجع التوظيف إلى أبطأ وتيرة منذ أكثر من عامين، وراقبوا سوق العمل عن كثب بحثاً عن إشارات تدل على أنّ الاقتصاد يتعافى بدرجة كافية حتى يتمكن البنك المركزي من التوقف عن رفع سعر الفائدة.

وعقب إعلان النتائج، فتحت الأسهم الأميركية مرتفعةً يوم الجمعة، إذ أشارت أرباح قوية من «أبل» إلى قوة نتائج الشركات، بينما أدى نمو أكبر من المتوقع للوظائف لتراجع التوقعات بأن يقْدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة.

وارتفع المؤشر «داو جونز الصناعي» 120.81 نقطة أو 0.36% إلى 33248.55 نقطة عند الفتح، وزاد المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بواقع 23.51 نقطة أو 0.58% إلى 4084.73 نقطة، كما صعد المؤشر «ناسداك» المجمع 106.63 نقطة أو 0.89% إلى 12073.03 نقطة.


مقالات ذات صلة

بايدن: الاقتصاد الأميركي «الأقوى في العالم» بعد أرقام النمو الكبيرة

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

بايدن: الاقتصاد الأميركي «الأقوى في العالم» بعد أرقام النمو الكبيرة

أشاد الرئيس جو بايدن، الخميس، بأرقام النمو القوية، وأوضح أنها تؤكد أن الولايات المتحدة لديها «الاقتصاد الأقوى في العالم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد موظفو «أمازون» يحملون الطرود على عربات قبل وضعها في الشاحنات للتوزيع خلال الحدث السنوي للشركة (أ.ب)

الاقتصاد الأميركي يفوق المتوقع وينمو بـ2.8 % في الربع الثاني

نما الاقتصاد الأميركي بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثاني، لكن التضخم تراجع، مما ترك توقعات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر سليمة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر بورصة نيويورك التي تترقب بيانات مهمة هذا الأسبوع (أ.ب)

المستثمرون يترقبون بيانات الناتج المحلي والتضخم الأميركية هذا الأسبوع

تتجه أنظار المستثمرين هذا الأسبوع إلى بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة للربع الثاني وأرقام تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي عن كثب.

«الشرق الأوسط» (عواصم: «الشرق الأوسط»)
الاقتصاد إنفوغراف: سهم «ترمب ميديا» يشهد نشاطاً في الأداء عقب محاولة الاغتيال 

إنفوغراف: سهم «ترمب ميديا» يشهد نشاطاً في الأداء عقب محاولة الاغتيال 

ارتفع سهم شركة «ترمب ميديا آند تكنولوجي غروب» بأكثر من 50 في المائة خلال معاملات ما قبل افتتاح بورصة «ناسداك» لجلسة يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشاة يسيرون في شارع وول ستريت أمام بورصة نيويورك الأميركية (رويترز)

بنوك أميركية تحذر من تراجع تعاملات المستهلكين ذوي الدخل المنخفض

حذرت البنوك الأميركية الكبرى من أن العملاء من ذوي الدخل المنخفض تظهر عليهم علامات الضغط المالي، التي تتجلى خصوصاً في تراجع الطلب على القروض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
TT

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان على أهمية معالجة الديون في البلدان منخفضة الدخل التي تمر بضائقة ديون عالية، مشيراً إلى دعم المملكة لجهود تعزيز تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون، وذلك لمواجهة التحديات التي تفرضها الديون على الاستدامة المالية واستقرار الاقتصاد الكلي. كلام الجدعان جاء في خلال الاجتماع الثالث لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين الذي انعقد خلال الفترة 25 و26 يوليو (تموز) تحت رئاسة البرازيل، في جلسة بعنوان «التمويل التنموي». وكان تم إطلاق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون من قبل مجموعة العشرين خلال رئاسة المملكة للمجموعة عام 2020؛ بهدف تخفيف الديون عن الدول الأكثر احتياجاً. وقال الجدعان إنه، ورغم التعافي الملحوظ في الاقتصاد العالمي، فإنه لا يزال أقل من مستوياته المأمولة، مسلّطاً الضوء على مكاسب التخطيط الاقتصادي بعيد المدى الذي تنعم به المملكة في ظل «رؤية2030»، كما أكّد أهمية التعاون متعدد الأطراف في التصدي للتحديات العالمية. وأشار إلى أن التمويل المستدام يتطلب العمل المنسق مع الأخذ بالاعتبار تطلعات الدول النامية للتقدم الاقتصادي، مؤكداً أهمية السماح للبلدان بتنفيذ نهج يتماشى مع سياساتها وإجراءاتها الوطنية، وأن تشمل الحلول المطروحة تقنيات احتجاز الكربون، وذلك خلال جلسة عنوانها «إتاحة التمويل لتحقيق أهداف المناخ والتنمية المستدامة». وأكد أن أهم عوامل استقرار ومتانة الاقتصادات ضد الصدمات العالمية هما التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى والتنويع الاقتصادي، وهما ما تنعم بهما المملكة في ظل رؤيتها 2030.

هيكلة الديون

من جهته، رحب محافظ البنك المركزي السعودي أيمن السياري، بالتقدم المحرز في إعادة هيكلة الديون للدول منخفضة الدخل، وأكّد على دور المملكة في دعم الجهود الرامية إلى معالجة التحديات التي تواجه الاستدامة المالية والاستقرار الاقتصادي الكلي، بالإضافة إلى ضرورة رأس المال الخاص لتحقيق التنمية المستدامة، خلال جلسة بعنوان «تمويل التنمية: العلاقة بين تدفقات رأس المال والديون العالمية وإصلاحات بنوك التنمية متعددة الأطراف». وذكر السياري أنه يتعين على دول مجموعة العشرين مواصلة العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، تفادياً لأي تداعيات سلبية قد تترتب في حال عدم تحقيق ذلك.

تنمية مستدامة

وأشار السياري خلال حديثه، إلى أن رأس المال الخاص ضرورة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وأن بنوك التنمية متعددة الأطراف تؤدي دوراً هاماً في جذب الاستثمارات. وتابع «ونرحب بتركيز خارطة طريق مجموعة العشرين على جعل بنوك التنمية متعددة الأطراف تعمل كنظام متماسك ومرن، لتلبية احتياجات كل دولة مع الأخذ في الاعتبار التحديات العالمية». وأفاد السياري بأن لكل بنك من بنوك التنمية متعددة الأطراف خصائص مختلفة من الفرص والتحديات، وينبغي لكل بنك أن يصمم نهجه الخاص المناسب لتحقيق مهامه، وتعزيز كفاءته التشغيلية، وتفعيل قدرته المالية. وذكر أن المملكة تواصل دعم تنفيذ توصيات إطار العمل المشترك بين بنوك التنمية متعددة الأطراف لتحسين ميزانياتها العمومية.