تتواتر الأخبار أخيرًا على المستوى المحلي حول قرار «البيت السياسي» السعودي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حسم تنفيذ «القصاص» في من صدرت بحقهم أحكام قضائية من الإرهابيين الملطخة أيديهم بالدماء من جماعات العنف الديني المسلح، من الطائفتين الشيعية والسنية. عبرت الرياض، في عقد ونصف العقد، منعطفات سياسية وجودية في مواجهة صعود موجات إرهاب غير مسبوقة عالميا، استهدفت الداخل السعودي.
منذ بدايات تخلق تنظيم داعش الوحشي في المنطقة، وملامحه تشي بتجربة فريدة من الإرهاب الحداثي ليس على مستوى دمويته فقط، بل ومن خلال تطور العقل السياسي للتنظيم، الذي حدد له جغرافيا سياسية بشكل منظم ودقيق باقتطاعه جزءا من العراق وآخر من سوريا، والذي اتضح من خلالها بحثه عن تحقيق بنية اقتصادية خاصة ومستقلة كتمويل باستحواذه على آبار النفط كأحد الأهداف الرئيسية له في خريطة تمدده الجغرافي على الأرض، إضافة إلى تشكيلاته التنظيمية الهرمية للقيادات، والتي يجمع كثير من الباحثين والخبراء على لمسات استخبارية في هذا الجانب لا تخطئها العين، إما من بقايا حزب البعث الناقم أو من دول أجنبية متنوعة لها أهدافها المختلف
حادثتان هزّتا الوجدان السعودي في الأسابيع الأخيرة المتعاقبة، الأولى كانت خبر الداعشي الذي غدر بخاله الضابط في وزارة الداخلية الذي رباه في منزله، والثانية فيديو قتل داعشي ابن عم له يعيش معه في المنزل بعد عودته من دورة تدريبية في المؤسسة العسكرية. ولقد شاهد الفيديو المروّع كثيرون، وتابع المشاهدون على الشاشة والد الأخوين الداعشيين، القاتل والمصوّر، وهو يتبرأ من فعلهما بقلب يتفطّر، قائلا: «لو خيّروني بين موت ابنيّ أو ابن عمهما لاخترت موت ابنيّ».
قبل ثلاث ليالٍ مضت، كانت الذكرى الرابعة والعشرين لتفجيرات مكة الإرهابية من قبل «حزب الله» الكويتي في عام 1989، والتي راح ضحيتها 26 شهيدا ومصابا، تلك الحادثة التي أحالت الترانيم المقدسة المطمئنة لحجاج بيت الله في مكة إلى ابتهالات الخائفين.
لم تكن السياسة الإقليمية التي انتهجتها المملكة العربية السعودية، ولا تزال تنتهجها، تحمل أبعادا سوى الأبعاد السياسية التي يخضع تحديدها ورسم أهدافها إلى تقديرات الأمن الوطني والمجال الحيوي للرياض.
بعد منتصف الليلة قبل الماضية، أعلنت الرياض عن شخصيتها العسكرية الجديدة في المنطقة، لتضاف لشخصيتها السياسية والاقتصادية، التي كانتا من الثقل بحيث تتيح لها الإسهام في تشكيل وتكييف بيئتها الإقليمية أكثر من مرة. «عاصفة الحزم» البُعد الثالث لهوية «عملاق الصحراء» العسكرية التي أعلنها الملك سلمان من خلال قراره بقيادة الرياض لتحالف إنقاذ اليمن من هيمنة الميليشيات الحوثية على صنعاء، الذراع العسكرية لطهران في اليمن. هندسة دول التحالف العسكري، أظهرت خريطة حصار جغرافي لطهران في حال قررت الانخراط عسكريًا في اليمن، وهو الأمر الذي انتهى بشجب واستنكار دبلوماسي من الخارجية الإيرانية، ثم دعوة للحوار. على مستوى
منذ أوائل عام 2011، وبدايات ما اصطلح على تسميته بـ«الربيع العربي»، صمدت الرياض في وجه كثير من الأعاصير التي أحاطت بالمنطقة. وكانت الصباحات الأمر، تلك التي تلت تفجيرات مايو (أيار) 2005 وما تبعها من ملاحقات للفئات الضالة في كل جغرافيا المملكة انتهت بالقضاء عليهم.
منذ أوائل عام 2011، وبدايات ما اصطلح على تسميته بـ«الربيع العربي»، صمدت الرياض في وجه كثير من الأعاصير التي أحاطت بالمنطقة. وكانت الصباحات الأمر، تلك التي تلت تفجيرات مايو (أيار) 2005 وما تبعها من ملاحقات للفئات الضالة في كل جغرافيا المملكة انتهت بالقضاء عليهم.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة