الرحمن الشبيلي
أستهلّ الحديث باستذكار ما توافق عليه المعاصرون، عن القدرات القياديّة لشخصيّة مؤسّس السعودية المعاصرة (الملك عبد العزيز 1876 - 1953) والتأمّل في الوقت نفسه في العوامل الفكريّة والفسيولوجيّة الموروثة عند خلفه السادس (الملك سلمان المولود أواخر عام 1935) فهما أبرز شخصيّتَي هذه المشاركة. لقد ظلّ المجتمع السعودي يستعيد على مدى قرن ونيّف، قصص الملك المؤسّس وقسماته الذهنيّة، ويستذكر العابرون في أرجاء شبه الجزيرة العربيّة أسطورة إنجازاته في توحيد معظم أركانها، وكيف ساد محيطه بالمعروف، وأسَر شعبه بالمحبّة، ووطّد علاقاته بالدّهاء، في وقت لم تكن الشهادات مقياس النبوغ ومبعث التفوّق، لكنه قرأ تاريخ أسلافه م
نزح المعلم الأزهري حافظ وهبة من بولاق إلى ساحل الخليج العربي هرباً من سطوة الإنجليز في مطلع القرن العشرين، كما تردد.
من أي نافذة تُطلّ على سيرة الزركلي، تجد طاقة خلّاقة؛ فالمؤرّخون يعُدّونه واحداً منهم، ومتخصّصو السّير والتراجم يصنّفون قاموس «الأعلام» كتاب القرن، ومتذوّقو الشعر يتغنّون بقصائده ورقّة معانيها وجزالة أسلوبها. فهو الذي صاغ خرائد من عيون الشعر العربي كــ«العين بعد فراقها الوطنا، لا ساكنا أُلِفت ولا سكنا» وقصيدة «صبر العظيم على العظيم، جبار زمزم والحطيم»، لكن هذا الركن الثالث الرائع من مواهبه - وهو الشعر - بقي مظلوماً منزوياً بين التاريخ والأعلام، فما أن يرد اسم الزركلي في ملتقى عام أو خاص، حتى يتذكّره الحاضرون من خلالهما، مع أن إبداعه في الشعر أقدم. خير الدين الزّرِكلي - بكسر الزاي والراء - بيروت
قبل نحو عشرين عاماً، استهوى كاتب هذا المقال الغوص في سيرة هذا الصحافي الأديب، العراقي الهُويّة النجدي الجذور، لا عن فضول البحث في منشأ أسرته فحسب، وإنما لكون القليل المنشور عنه يُنبئ بسمات مشهودة في الرقي والكفاية المعرفيّة، فنشرتُ آنذاك مقالاً موسعاً عنه في جريدة الجزيرة (العدد 10236، عام 2000)، تناول مشواره الصحافي وبعضاً مما كُتب عنه في الجانب الثقافي، ثم ألحقت المقال بكتابي «صفحات توثيقية من تاريخ الإعلام في الجزيرة العربية» (2002). وقبل أسابيع، وقعت على كتاب صدر عام 2002 بعنوان «صفحات من قاموس العوام في دار السلام، بغداد»، وضع مادته هذا الأديب، وراجعه المحقق عامر رشيد السامرائي، ونشرته وز
بعد أن أصدر ابن أخي الأديب المهجري اللبناني أمين الريحاني عام 2000 كتابه «الرسائل المتبادلة بين الملك عبد العزيز والريحاني» نشرتُ في جريدة الحياة (العدد 13853) مقالاً تناول ومضات الإعلام الخارجي في تلك الرسائل، إذ أبانت الحسّ الإعلامي الفطري عند الملك، واهتمامه بالرأي العام الخارجي، وأشارت إلى تنفيذ الريحاني لمبادرات وصيَغ إعلاميّة متقدّمة، إذا ما قيست بظروف عشرينات القرن الماضي ومعاييره، كالمقالات السياسيّة في الصحف اللبنانيّة والمصرية، وإلقاء المحاضرات في الجمعيّات الأميركيّة والكنديّة والأوروبيّة وإذاعتها في الإذاعات، مما قام به الريحاني ودّيّاً بوصفه صديقاً للملك، خدمة للإعلام السياسي للدو
طاف المستشرق النمساوي ليوبولد فايس المعروف باسم محمد أسد بلدان الشرق الأدنى صحافياً سائحاً، وبعد إسلامه وعمره ستة وعشرون عاماً، قصد أداء الحجّ واستهوته الإقامة في المدينة المنوّرة ست سنوات، ضيفاً وصديقاً للملك عبد العزيز، وجال في قلب الجزيرة العربيّة قبل توحيدها، وقد أتقن العربية، وتزوّج من إحدى أسر حائل المقيمة في المدينة المنورة فتاةً أصبحت أم ولده الوحيد (طلال) الذي يعيش في أميركا حالياً، وألّف محمد أسد أجمل ما كتبه غربي عن الإسلام، ودفن عام 1992م في مقابر المسلمين في جنوب إسبانيا. كانت ولادته مطلع القرن الماضي (1900م) في مدينة ليمبورغ (ليفو بالألمانية) من مقاطعة غاليسيا، في الإمبراطوريّة ا
لم تكن الزيارة الاستثنائية - التي نظمها «الأمير البترولي» عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز لمثقفي دول «أوبك»، بمناسبة انعقاد قمتها الثالثة في الرياض قبل عشرة أعوام (2007)، ومن ضمن البرنامج زيارة حقل «الشيبة» التابع لـ«أرامكو السعودية»، على الطرف الشرقي للربع الخالي المحاذي لسلطنة عُمان ودولة الإمارات، لم تكن لتُمحى من الذاكرة، فلقد كان البرنامج كله في كفة، وما شاهدته المجموعة في محيط حقل الشيبة، ومعهم كاتب هذا المقال، في كفة أخرى. قال منظم جولة المثقفين: «حرصنا على أن تصل بكم الطائرة قبل غروب الشمس، كي تتمكنوا من صعود قمم نفود الرمل العالية، وتُشاهِدوا مغيبها الأخّاذ.
على مدى ربع قرن، بقيت منطقة الجوف حضناً يستقبل صاحب هذا المقال، ما أن يغادرها حتى يتطلّع للعودة إليها، ففيها من عناصر الجذب الثقافي والمجتمعي ما يفتن الزائر ويغريه بتكرار زيارتها، فإذا ما عاد إليها يشعر وكأنها مسقط رأسه، وُلد فيها ونشأ مع مجتمعها، وتقارب مع مثقّفيها، وعرف تاريخها وإنسانها وفنونها. وظل عبد الواحد الحميد - وعارف المسعر وعبد الرحمن الدرعان وإبراهيم خليف السطام وأحمد عبد الله آل الشيخ وميجان الرويلي وخليل إبراهيم المعيقل وخولة الكريِع وثامر المحيسن وفهدة الكريّع وخالد الرديعان وعبد الله وسليمان الجريّد، والنادي الأدبي وأعضاؤه من رجال ونساء، ومركز عبد الرحمن السديري الثقافي وندواته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة