قال الكرملين اليوم (الخميس) ان روسيا لا تزال تنتظر ردا معقولا من أنقرة على السبب الذي دفعها الى اسقاط مقاتلة روسية هذا الاسبوع، وأضاف انه لا يفكر في فرض عقوبات على تركيا أو فرض حظر على استيراد السلع الغذائية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف "ما زلنا ننتظر تفسيرا.. تفسيرا واقعيا من الجانب التركي".
وكانت وزارة الزراعة الروسية قالت في وقت سابق من اليوم انها تشدد القيود على الواردات الغذائية والزراعية من تركيا.
وقال بيسكوف "لا نفرض أي حظر". وأضاف مستطردا، "هذه القيود فرضت بسبب مخاطر متزايدة من مظاهر متطرفة مختلفة. بالطبع اتخذت إجراءات رقابية اضافية. هذا شيء طبيعي خاصة اذا وضعنا في الاعتبار التصرف غير المسبوق من جانب الجمهورية التركية".
من جانبه، قال وزير شؤون الاتحاد الاوروبي في تركيا بلقان بوزكير اليوم، ان تركيا وروسيا ليس لديهما "ترف" اتلاف العلاقات؛ وذلك بعد يومين من اسقاط طائرتين تركيتين لطائرة حربية روسية على الحدود المشتركة مع سوريا.
وقال بوزكير في تصريحات في أنقرة انه يتوقع الحفاظ على العلاقات مع موسكو بعد الحادث الذي قوبل بتصريحات عنيفة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وصرح بوزكير أيضا بأنه يتوقع تحقيق تقدم في مسعى تركيا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي مع الاستعداد لفتح الفصل السابع عشر من عملية الانضمام في 14-15 ديسمبر (كانون الاول) والمتعلق بالسياسات الاقتصادية والمالية.
يذكر الجيش التركي كان قد أرسل أمس (الأربعاء) تعزيزات عسكرية، إلى بلدة "يايلاداغي" في ولاية هطاي، جنوب البلاد، عقب إسقاط الطائرة الروسية التي انتهكت الأجواء التركية قبل أمس، بحسب مصادر عسكرية تركية.
وذكرت ذات المصادر، أن الجيش التركي، أرسل تعزيزات تضم دبابات، وعربات مصفحة، إلى وحدات حماية الحدود وسط إجراءات أمنية مشددة، بحسب وكالة الاناضول للأنباء.
وفي تطور لاحق، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في كلمة له من العاصمة أنقرة، اليوم، إن تركيا ذكرت الجانب الروسي أكثر من مرة بعدم انتهاك أجوائها ووجهت 10 تحذيرات قبل إسقاط المقاتلة الروسية. موضحا أنه لا وجود لتنظيم "داعش" في المناطق التي تستهدفها الطائرات الروسية وبل تهدف تلك الضربات إلى تفريغ شمال اللاذقية لصالح نظام الأسد عوضا عن مكافحة "داعش".
وندد اردوغان بتصريحات أن تركيا تشتري النفط من التنظيم المتطرف، مضيفا انه من يشتري النفط هو الاسد الذي قتل 380 ألف مدني إلى اليوم.
وأكد الرئيس التركي أن أنقرة تعمل بشكل متواصل لمنع عبور الإرهابيين عبر أراضيها.
وفي سياق متصل، قال اردوغان إن الحياة السياسية التعددية لا تعجب النظام السوري وان لا فرق بين التنظيمات المتطرفة ونظام الأسد.
وكان الجيش التركي نشر يوم أمس، تسجيلا صوتيا قال إنه للتحذيرات التي وجهها للطائرة الحربية الروسية "سوخوي 24" قبل أن تقوم طائرات تركية طراز "F 16" بإسقاطها في الأراضي السورية قرب الحدود التركية.
وأعلن الجيش أمس أنه حذر الطائرة الروسية 10 مرات خلال 5 دقائق بعد انتهاك المجال الجوي التركي، بينما أكدت روسيا أن طائرتها كانت في المجال الجوي السوري على بعد 4 كيلومترات من الحدود التركية.
وجاء في التسجيل صوت يقول، "هذا سلاح الجو التركي، أنتم تقتربون من المجال الجوي التركي، غيروا مساركم فورا واتجهوا للجنوب، غيروا مساركم للجنوب"، ولم يتسن لوكالات الأنباء العالمية التحقق من صحة التسجيل بعد.
بدوره، أمر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، اليوم، حكومته باتخاذ اجراءات تشمل تجميد بعض مشروعات الاستثمار المشتركة مع تركيا ردا على اسقاط أنقرة لطائرة عسكرية روسية.
وقال ميدفيديف في اجتماع مجلس الوزراء اليوم، ان الاجراءات ستشمل قيودا على الواردات الغذائية من تركيا.