1700 امرأة وطفل قتلوا في اليمن منذ بدء الانقلاب

غارات التحالف أسقطت 31 عنصرا من ميليشيات الحوثي وصالح في حجة

TT

1700 امرأة وطفل قتلوا في اليمن منذ بدء الانقلاب

قال محمد عسكر، وزير حقوق الإنسان في الحكومة المعترف بها دولياً، إن أكثر من 11 ألف شخص قتلوا منذ بداية انقلاب الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، في اليمن.
وقال عسكر «إن الميليشيا (الحوثيين وقوات صالح) ارتكبت انتهاكات في القانون الدولي الإنساني وبلغ أعداد القتلى منذ بداية الانقلاب 11.251. بينهم 1080 طفلا و684 امرأة». جاء ذلك في كلمة ألقاها عسكر خلال ندوة أقامتها مجلة «الأهرام العربي» أمس، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ».
جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير خلال ندوة أقامتها مجلة «الأهرام العربي» أمس، أشار خلالها إلى تسجيل وزارته خلال العام الجاري، «مقتل أكثر من 500 مدني بينهم أطفال ونساء إضافة إلى مقتل ثمانية إعلاميين وصحافيين، وحكم بالإعدام على الصحافي يحيى الجبيحي بمحاكمة غير قانونية لم تتجاوز مدتها 10 دقائق»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ».
وذكر وزير حقوق الإنسان، أن حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي بلغت العام الجاري أكثر من 1900 حالة «وهو ما يجعل العام الحالي الأعلى من ناحية الاختطافات حيث كانت حصيلة الاختطافات والإخفاء القسري منذ بداية الانقلاب 18.734 ألف شخص، بينهم وزير الدفاع محمود الصبيحي وناصر منصور، والسياسي محمد قحطان وغيرهم». وأكد عسكر، أن الحرب لم تكن خيار الحكومة وأن الانقلابيين (الحوثيين وقوات صالح) فرضوا بحربهم على الشعب أن تدافع الحكومة عن شعبها من أجل خياراته المشروعة والوصول للدولة المدنية الاتحادية التي توافق عليها كل أبناء اليمن بمختلف مكوناتهم في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وأقرها المجتمع الإقليمي والدولي.
إلى ذلك، قتل 31 انقلابيا في وجرح أكثر من 45 آخرين جراء غارات مقاتلات تحالف إعادة الشرعية لليمن، على عدد من مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في محافظة حجة، المحاذية للسعودية.
وقالت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الخامسة، بأن «31 عنصرا من الميليشيات الانقلابية لقوا مصرعهم وجرح أكثر من خمسة وأربعين آخرين خلال الـ72 الساعة الماضية، إثر قصف مكثف لمقاتلات التحالف على عدد من مواقع الميليشيات بمديريتي حرض وميدي بمحافظة حجة شمال غربي اليمن»، طبقا لما نقل المركز الإعلامي للمنطقة.
وأشارت المصادر إلى أن «مقاتلات التحالف نفذت أكثر من عشرين غارة جوية متفرقة استهدفت خلالها مواقع وتحصينات الانقلابيين المختلفة، شملت مخازن أسلحة ومدافع ثقيلة وآليات، بالإضافة إلى تدمير عربة (بي إم بي) وأطقماً تقل عتادا، وأخرى على متنها العشرات من العناصر الانقلابية كانت في طريقها لتعزيز وإسناد ميليشيات الانقلاب في جبهتي حرض وميدي، حيث تركزت الغارات على مناطق الكدف جنوب ميدي والحجاورة والمجبر بمديرية حرض».
وأكدت مصادر طبية وصول عشرات الجثث إلى مشافي كل من عبس ومدينة حجة، تزامنا مع استقبالها لعشرات المصابين من المقاتلين المغرر بهم في جبهتي حرض وميدي.
يأتي ذلك في الوقت الذي تقدمت فيه قوات الجيش الوطني في معاركها في حجة وسيطرت على عدد من المواقع الاستراتيجية جنوب ميدي وبمحاذاة مديرية حيران.
وفي جبهة تعز، وبينما تحقق قوات الجيش الوطني، المسنودة جويا من طيران التحالف تقدمها في الجبهات الغربية والجنوبية (الريف)؛ تستمر ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في ارتكاب جرائمها من قتل وقنص للمدنيين، بينهم النساء والأطفال، فضلا عن تهجير للسكان من قراها والدفع بتعزيزاتها إلى مختلف المناطق في محاولات مستميتة منها استعادة مواقع خسرتها أمام الجيش اليمني.
وإلى جانب الانتهاكات المستمرة، تواصل الميليشيات الانقلابية ولليوم الرابع على التوالي، نهب معدات مصنع إسمنت البرح، شمال شرقي مقبنة، استعدادا للفرار بعد تقدم القوات إليها. ناشطون محليون أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أنه «مع اقتراب قوات الجيش الوطني وتضييق الخناق على الانقلابيين في البرح ومقبنة، غرب المدينة، باشرت هذه الأخيرة عملية انتهاك جديدة وإخلاء منازل في منطقة حراز بمديرية مقبنة لتجعل منها مواقع وثكنات عسكرية»، لافتين إلى أن الميليشيات أجبرت عددا من الأهالي بقوة السلاح على ترك منازلهم وذلك منذ مساء الجمعة، وكل ذلك جراء التقدم الميداني الكبير لقوات الجيش الوطني في الجبهة الغربية.
ويواصل الانقلابيون قصفهم على مواقع الجيش الوطني في جبهة الضباب وبشكل أعنف في محيط جبل هان والربيعي في حذران، وكذلك قرى الصلو وحيفان الريفية، وذلك للتعويض عن خسائرهم الكبيرة في جبهة مقبنة والساحل الغربي، إضافة إلى دفع تعزيزات لها إلى جبهات المدينة وحذران في الصلو، جنوبا، غير أن مدفعية الجيش تقف لها بالمرصاد، وذلك بحسب تأكيدات العقيد عبد الباسط البحر، نائب ناطق محور تعز العسكري، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» بأن «المواجهات ما زالت مشتعلة في مفرق المخا والجيش يقترب من استكمال تطهير المفرق خاصة بعد وصوله إلى السوق (سوق البصل)، بينما تدور أعنف المعارك في عدد من التباب شمال وشمال شرقي معسكر خالد بن الوليد، حيث تعد جميعها تبابا حاكمة ومسيطرة وخطوط تأمين للمعسكر، وخطوط سيطرة نارية على الخط الرئيسي الرابط بين سوق البرح ومفرق الوازعية، وستتم بذلك السيطرة النارية على الخط الرابط بين المعسكر وسوق البرح، وأي إمدادات من هذا الاتجاه سيتم استهدافها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.