ما زالت مئات العائلات في قطاع غزة تنتظر أن تنتهي معاناتهم الشديدة المستمرة منذ 3 أعوام بإيجاد مأوى لهم، وذلك من خلال إعادة بناء منازلهم التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الطاحنة التي شنها على القطاع في يوليو (تموز) 2014، واستمرت 51 يوماً استشهد وأصيب فيها آلاف الفلسطينيين.
وتأمل هذه الأسر في أن تنجح الجهات المختصة، القائمة على ملف الإعمار، في تجاوز العقبات التي تحيط بملف المنازل التي يرفض الاحتلال حتى الآن إدخال مواد بناء لها، أو أن تتجاوز عقبات أخرى تتمثل في عدم توفر الدعم اللازم لإعادة بنائها منازلهم، خصوصاً أن كثيراً من الدول المانحة لم توفِ بكامل التزاماتها التي أعلنت عنها خلال مؤتمر إعادة الإعمار، الذي عقد في القاهرة نهاية عام 2014.
يقول المواطن أبو محمد النجار، وهو أحد القاطنين بشرق مدينة خانيونس، إنه ما زال يعيش للعام الثالث على التوالي مشرداً من منزل إلى آخر، على أمل أن يستقر في منزل جديد له ولعائلته المكونة من 9 أفراد، بعد أن دمر الاحتلال منزله المكون من 3 طوابق.
وأوضح النجار أنه بسبب هذا الوضع ما زال يتنقل من منزل إلى آخر بالإيجار، وسط وعود يتلقاها من الجهات المختصة في وزارة الإسكان بأن يتم إنجاز العوائق التي تحيط بمنزله، وبالمئات من العائلات في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أن لم يتلقَ سوى الوعود من المسؤولين منذ انتهاء الحرب على غزة.
كما تحدث النجار بحرقة عن محاولات فرض الاحتلال إجراءاته على السكان في القطاع من خلال التحكم بمواد البناء التي يتم إدخالها للإعمار، موضحاً أنه يرفض إدخال المواد لمئات من السكان دون إبداء أسباب واضحة، ولذلك أصبح متحكماً بمشروع إعادة إعمار غزة ويعمل على إعاقته بشكل مستمر.
ويقول سكان غزة إن المئات من المنازل التي تمت إعادة بنائها بشكل جزئي أو كلي، ما زالت بحاجة إلى مزيد من الأعمال لتشطيبها وتجهيزها بشكل كامل للسكن، وهو ما يدفع سكانها إلى العيش فيها دون وجود أدنى الخدمات الضرورية. وفي هذا السياق، تقول عبير السلطان من رفح جنوب قطاع غزة، إنها بدأت تعيش في منزلها بعد أن تمت إعادة بنائه بشكل جزئي حتى لا تضطر إلى التنقل من منزل إلى آخر، وأيضاً لكي تشعر بالاستقرار نوعاً ما رغم أن المنزل لم يكتمل بعد، موضحة أنها ما زالت تنتظر استكمال حصولها على دفعات مالية ومواد بناء لاستكمال عملية تجهيز المنزل.
وتشير معطيات لمختصين في متابعة ملف الإعمار إلى أن ما تمت إعادة إعماره من الوحدات المدمرة كلياً جراء الحرب الطاحنة على القطاع صيف عام 2014 لا تتعدى 39 في المائة. فيما يقول ماهر الطباع، المختص الاقتصادي، إن الحرب التي استمرت 51 يوماً أدت إلى تدمير 11 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، و6800 وحدة بشكل بالغ أصبحت معه غير صالحة للسكن، و5700 وحدة تضررت بشكل كبير، و147500 وحدة تضررت بشكل طفيف، ليصل الإجمالي إلى 171 ألف وحدة سكنية.
وأضاف الطباع موضحاً أنه «بعد مرور 3 سنوات على الحرب، فإن ما تم إنجازه في الوحدات السكنية المدمرة كلياً هو إعادة بناء 4274 وحدة سكنية من جديد من أصل 11 ألف وحدة سكنية دمرت كلياً، وهي تمثل فقط 39 في المائة فقط من كل الوحدات التي تم تدميرها بشكل كلي، فيما يبلغ عدد الوحدات السكنية التي لا تزال في مرحلة البناء 1516 وحدة سكنية».
ويقدر الطباع عدد الذين ما زالوا نازحين ودون مأوى بأنه يتجاوز 6300 أسرة (نحو 33 ألف فرد مشرد)، مشدداً على أن هناك حاجة عاجلة في المساعدة والدعم المالي النقدي لنحو 5300 أسرة نازحة تقريباً، وأنه لا تزال هناك فجوة في التمويل لنحو 3800 وحدة دمرت كلياً وأكثر من 57000 وحدة متضررة بشكل جزئي.
بعد 3 أعوام على حرب غزة... مئات العائلات لا تزال بلا مأوى
جلّها يضطر للعيش داخل شقق لا تتوفر فيها أي مقومات للعيش
بعد 3 أعوام على حرب غزة... مئات العائلات لا تزال بلا مأوى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة