الحكومة اليمنية تطلع ولد الشيخ على ملف انتهاكات الانقلابيين

وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر.
وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر.
TT

الحكومة اليمنية تطلع ولد الشيخ على ملف انتهاكات الانقلابيين

وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر.
وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر.

أطلعت الحكومة اليمنية ممثلة في وزارة حقوق الإنسان، أول من أمس، المبعوث الأممي على بعض الملفات المرتبطة بالانتهاكات الحقوقية التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية. وكان من أبرز هذه الملفات، ملف المعتقلين وما يواجهونه من اضطهاد وتعذيب داخل سجون الانقلابيين، وملف حقوق الإنسان في اليمن بشكل عام منذ الانقلاب على الحكومة الشرعية.
ودعمت وزارة حقوق الإنسان، ملفاتها المقدمة إلى المبعوث الأممي، بالوثائق والأدلة القطعية للانتهاكات بجميع أشكالها. وتفيد آخر الإحصائيات المقدمة من وزارة حقوق الإنسان بوجود 38 ألف مواطن يمني موزعين بين معتقلين ومختفين قسرياً.
وقال وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر لـ«الشرق الأوسط»، إنه وجد خلال اللقاء الذي جمعه بالمبعوث الأممي لليمن، تجاوباً وردوداً إيجابية على ما قدمته الوزارة من ملف المجازر التي حدثت من قبل الانقلابيين خلال الأشهر الثلاثة الماضية في كثير من المدن، وواقع حقوق الإنسان في اليمن منذ الانقلاب، وما قامت به الوزارة خلال الفترة الماضية. وأضاف الوزير عسكر، أن وزارته قدمت ملفاً يخص المعتقلين ويتمحور حول وضعهم المأساوي، خصوصا في ظل انتشار مرض الكوليرا في اليمن وحجم المعاناة في سجون الانقلابيين والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، وعدم السماح لأهاليهم بتزويدهم بما يحتاجون إليه من الأدوية والمستلزمات الطبية، لافتاً إلى أن المبعوث الأممي وعده بدراسة كل الملفات وإحالتها إلى الجهات المعنية في الأمم المتحدة.
وكشف الدكتور عسكر عن أنه سيكون خلال الفترة المقبلة تعاون مشترك بين الحكومة اليمنية ممثلة في وزارة حقوق الإنسان، والأمم المتحدة، لتدريب المؤسسات الوطنية المعنية بحقوق الإنسان، وتثقيف المجتمع المدني تحت مظلة وزارة حقوق الإنسان، خاصة أن الانقلابيين عمدوا لتدمير جميع البنى التحتية في اليمن، ومنها هيئات حقوق الإنسان التي كانت موجودة في العاصمة صنعاء. وأضاف أنه في ظل الوضع الحالي، هناك صعوبة في إيجاد الأرضية المناسبة في المناطق المحررة، والآن نعمل للتعريف بالقانون الدولي الإنساني والتوعية بحقوق الأطفال وتطوير قدرات المجتمع المدني ومؤسساته، والأمم المتحدة لديها الخبرة للقيام بهذه الأعمال التدريبية عبر وزارة حقوق الإنسان.
وأعلن وزير حقوق الإنسان أنه يعد للقيام بجولة تشمل عدداً من العواصم الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية بهدف عقد مباحثات مع الجهات المهتمة بقضايا حقوق الإنسان في تلك الدول، والتعريف بما يتعرض إليه المعتقلون المدنيون من تعذيب وانتهاكات على أيدي الانقلابيين، مشيراً إلى رغبة الوزارة في تفعيل هذا الملف على المستوى الدولي.
وتعول وزارة حقوق الإنسان في اليمن، على هذه الجولة في نقل معاناة المعتقلين للعالم وفي المحافل الدولية بجميع الأشكال والصور، والمساعدة في التخفيف من هذه المعاناة القاسية للمعتقلين كافة، والوصول إلى معلومات واضحة وصريحة عن المختطفين الذين لا توجد معلومات واضحة عن حالتهم الصحية ومواقع اعتقالهم.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».