أسبوع باريس للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2018... الخطاب نسوي والتصاميم أنثوية

سيناريوهات وقصص تتغنى بقوة المرأة وتناضل من أجل حقوقها بفنية

من عرض «ديور» الذي تعاونت فيه المصممة ماريا غراتزيا كيوري مع الفنان بييترو روفو... هذا الأخير صمم حديقة «أوتيل ناسيونال ديز أنفاليد» بزرعه أشجاراً ونحته قطعاً خشبية تجسد حيوانات لتكون خلفية مناسبة لاحتفال المصممة بمرور 70 عاماً على تأسيس الدار - من عرض إيلي صعب - من عرض  جيورجيو أرماني - من عرض جون بول غوتييه - من عرض جون بول غوتييه - من عرض «سكاباريلّي» - من عرض «سكاباريلّي» - من عرض «فالنتينو»
من عرض «ديور» الذي تعاونت فيه المصممة ماريا غراتزيا كيوري مع الفنان بييترو روفو... هذا الأخير صمم حديقة «أوتيل ناسيونال ديز أنفاليد» بزرعه أشجاراً ونحته قطعاً خشبية تجسد حيوانات لتكون خلفية مناسبة لاحتفال المصممة بمرور 70 عاماً على تأسيس الدار - من عرض إيلي صعب - من عرض جيورجيو أرماني - من عرض جون بول غوتييه - من عرض جون بول غوتييه - من عرض «سكاباريلّي» - من عرض «سكاباريلّي» - من عرض «فالنتينو»
TT

أسبوع باريس للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2018... الخطاب نسوي والتصاميم أنثوية

من عرض «ديور» الذي تعاونت فيه المصممة ماريا غراتزيا كيوري مع الفنان بييترو روفو... هذا الأخير صمم حديقة «أوتيل ناسيونال ديز أنفاليد» بزرعه أشجاراً ونحته قطعاً خشبية تجسد حيوانات لتكون خلفية مناسبة لاحتفال المصممة بمرور 70 عاماً على تأسيس الدار - من عرض إيلي صعب - من عرض  جيورجيو أرماني - من عرض جون بول غوتييه - من عرض جون بول غوتييه - من عرض «سكاباريلّي» - من عرض «سكاباريلّي» - من عرض «فالنتينو»
من عرض «ديور» الذي تعاونت فيه المصممة ماريا غراتزيا كيوري مع الفنان بييترو روفو... هذا الأخير صمم حديقة «أوتيل ناسيونال ديز أنفاليد» بزرعه أشجاراً ونحته قطعاً خشبية تجسد حيوانات لتكون خلفية مناسبة لاحتفال المصممة بمرور 70 عاماً على تأسيس الدار - من عرض إيلي صعب - من عرض جيورجيو أرماني - من عرض جون بول غوتييه - من عرض جون بول غوتييه - من عرض «سكاباريلّي» - من عرض «سكاباريلّي» - من عرض «فالنتينو»

كانت باريس تنبض بالحركة في الأسبوع الماضي؛ فقد كان عالم الموضة يحتفل فيها بموسم الـ«هوت كوتير» لخريف وشتاء 2018. كانت الشمس مشرقة، والألوان ساطعة، فضلا عن رائحة تفاؤل قوية تفوح في الأجواء لم تؤثر عليها الحراسة الأمنية المشددة. صحيح أن منظر رجال الشرطة وهم يجولون بين الناس العاديين حاملين رشاشات وبنادق كان يثير بعض المخاوف ويُذكرنا بأن العالم في حرب يومية مع الإرهاب، إلا أن حرارة الشمس وما تابعناه طوال الأسبوع من أناقة تحاكي الفن، كانت تُذوب كل المخاوف. كلما ارتفعت الحرارة كنا نُقنع أنفسنا بأنها فيتامين مفيد للجسم. المشكلة كانت في بعض العروض التي أقيمت في الهواء الطلق، مثل عرض «ديور»؛ فهي لم تأخذ بالحسبان حالة الطقس. لحسن الحظ أن جمال ما قدمته مصممتها ماريا غراتزيا كيوري من إبداعات شفعت لها عذاب الانتظار الطويل تحت لفح الشمس. كانت مُفعمة بالإبداع والجمال، وأهم من هذا؛ تحترم المرأة من منظور يتعدى التصاميم الأنيقة إلى دورها ومكانتها في المجتمع.
ففي ظل الأحوال السياسية التي هزت العالم في العام الماضي ولا نزال نعيش تبعاتها، أصبح البعض يرى أن الحقوق التي اكتسبتها بعد نضال طويل، بدأت تتسرب من بين يديها، وبالتالي هي في حاجة إلى حركة نسوية جديدة، على الأقل للمحافظة على مكتسباتها. الطريف أن اليوم الأخير من الأسبوع تزامن مع مراسم دفن سيمون فيل، الناشطة الحقوقية والسياسية والأكاديمية الفرنسية التي نذرت حياتها لحقوق المرأة. كانت هناك أعلام منكسة وأخرى باللون الأسود حدادا عليها. كما أن «ميزون مارجيلا» اضطرت لتغيير مكان عرضها بعد أن صدر قرار رئاسي بأن تُجرى المراسم في «ليزانفاليد» Les Invalides. وفاة سيمون فيل أعادت للأذهان نضال المرأة الذي لا يزال مستمرا. ما خلفته من آراء ونادت به طوال حياتها، كان يُطل علينا في كثير من العروض، لا سيما أن عددا لا يستهان به من المصممين حاولوا حمل مشعل الحركة النسوية؛ من ماريا غراتزيا كيوري التي ترفع منذ التحاقها بدار «ديور» أعلام هذه الحركة، إلى كارل لاغرفيلد الذي قدم منذ بضع سنوات عرضا ضخما أنهاه بمسيرة في «لوغران باليه» رفعت فيها العارضات الأعلام للمطالبة بحقوقهن وما شابه ذلك من شعارات. أما باقي المصممين في هذا الموسم، فلم يخفوا قلقهم من الأحوال السياسية التي نعيشها وتأثيراتها على كثير من مناحي الحياة؛ الاقتصادية والثقافية والفنية. هؤلاء عبروا عن مخاوفهم من خلال تشكيلات تحترم المرأة وتبتعد عن ترخيصها بتصاميم تكشف مفاتنها في استسهال فج لمعنى الأنوثة.
طبعا لم يأت هذا الاحترام على حساب الجانب التجاري؛ فالـ«هوت كوتير» كما نعرف تخاطب امرأة تريد الفريد والمتميز بأي ثمن، فسعر فستان في هذا الموسم قد يفوق المائة ألف دولار بكثير؛ حسب اسم المصمم ونوع الأقمشة وكمية التطريزات. مبلغ يعد بالنسبة لعُضوات هذا النادي النخبوي، معقولا ومقدورا عليه، لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن بيوت المجوهرات الكبيرة، مثل «فان كليف آند أربلز» و«كارتييه» و«بياجيه» و«ديبيرز» وغيرها، دخلت على الخط وباتت تنافس المصممين بقطع تفوق الملايين من الدولارات. فقد اخترقت هذه البيوت «الأسبوع» وأصبحت تحرص على أن تعرض فيه أجمل وأغلى ما لديها. «بياجيه» مثلا تعرض في محلها خاتما بأكثر من 8 ملايين يورو، كما أن نصف المجموعة التي أبدعتها الفنانة فكتوار دي كاستيلان لدار «ديور» بيعت قبل عرضها أمام وسائل الإعلام بأيام.
ومع ذلك، لا بد من الإشارة إلى أن كثيرا من الأحاديث لم تكن عن الأسعار بقدر ما كانت عن الآمال المعلقة على حكومة إيمانويل ماكرون، أصغر رئيس فرنسي منذ نابليون، وتحديدا وعدها بتخفيض الضرائب، وانعكاسات ذلك على صناعة الموضة. في الجانب الآخر، كانت صور سيمون فيل، التي تصدرت معظم أغلفة المجلات الفرنسية، تُعيدنا إلى نضال المرأة المستمر، وتجعلنا، بشكل لا شعوري، نربط كثيرا من الخيوط بعضها ببعض، ونستخلص أن «الأسبوع» كان نسويا بكل المقاييس. كما كانت عن معرض «ديور» في متحف «الفنون الزخرفية» الذي تحتفل فيه الدار بمرور 70 عاما على تأسيسها وولادة ما أصبح يعرف في قاموس الموضة بـ«ذي نيو لوك» الذي يتميز بالتنورات المستديرة الطويلة والخصر الضامر المشدود. مصممة الدار الحالية ماريا غراتزيا كيوري لا تزال جديدة مقارنة بالمصممين الذي سبقوها في الدار الفرنسية العريقة وتركوا بصمات واضحة، إلا أن الملاحظ أن بصماتها بدأت تتضح أكثر وأكثر في المواسم الأخيرة... لخريف وشتاء 2018 مثلا، احتفلت مع الدار بعودتها إلى التنورات الطويلة والواسعة التي أطلقها السيد كريستيان ديور في عام 1947 لكن بلغة تناسب 2017.
إيلي صعب

> في الوقت الذي حاول فيه معظم المصممين الفرنسيين تحديدا، إن لم نقل كلهم، تجنب التطريزات الغنية والتركيز على بساطة التصاميم، أخذ إيلي صعب الاتجاه المعاكس. كانت تشكيلته صادمة بتطريزاتها، وأطلق عليها عنوان: «أسطورة ملكات غابرات»، وجاءت تقطر سخاء حتى بالنسبة له؛ هو الذي فتح أبواب هذه المدرسة للعالم.
عندما تعالت أول نغمة موسيقية وبدأ العرض، بدأت معه التخمينات والتساؤلات: هل هذه زنوبيا أم بوديكا؟ هل هي حتشبسوت أم الإمبراطورة تيودورا؟ هل هي كاثرين الثانية أم إليزابيث الأولى؟ وفجأة تشعر بأنهن كلهن انصهرن في صورة امرأة عصرية مستقوية بأسلحتها الأنثوية... شرح المصمم أنه عاد فيها إلى القرون الوسطى؛ فـ«هناك دائما متسع لأسطورة تحكي قصة مملكة قديمة، وتتغنى بانتصارات في معارك ملحمية قادتها ملكة»، حسب قوله.
من هذا التاريخ البعيد نسج تشكيلة جسد فيها صورة لامرأة تناضل من أجل أنوثتها وتقف في وجه أي تغيير يهدد عيشها الرغيد.
من أجلها دخل إيلي صعب ميدانا جديدا عليه، على الأقل من ناحية الخطوط التي استقاها من العصور الوسطى. إلا أنه بقي وفياً لتطريزاته وأقمشته المترفة، مثل المخمل والموسلين والتول التي أدخل على بعضها تخريمات عكست الضوء وخلفت إحساسا بالخفة كلما تمايلت العارضات، سواء تعلق الأمر بتنورات من التول أو فساتين من المخمل والحرير أو الموسلين والساتان. بعضها مطرز باللآلئ، وبعضها الآخر بالريش أو الفرو أو الذهب. فليس هناك أكثر من إيلي صعب يُتقن «طبخة» البريق. ومهما زاد من جرعاته، لا يقع مطلقا في مطب البهرجة أو المبالغة.
كل ما أكدته هذه التشكيلة أن إيلي صعب ضعيف! ضعيف أمام أنوثة المرأة، فهو يؤمن ويكرر دائما أن في أنوثتها تكمن قوتها، لهذا لا يريدها أن تتنازل عنها بأي شكل من الأشكال. لهذا أيضا قدم لها في هذه التشكيلة أسلحة فتاكة لكي تحافظ عليها، تجسدت في «كابات» طويلة وفساتين تقطر بريقا، كما في قطعة هجين بين فستان و«جامبسوت». ورغم أنه صرح بأنه استلهمها من ملكات زمن غابر، فإن كل ما فيها يتكلم لغة عصرية تخاطب زبونته التي تعشق الترف من جهة، وتغازل شابة تعشق موجة «الماكسيميلزم» من جهة أخرى... فهذه الموجة كفيلة بأن تجذب إليها الأنظار، خصوصا عندما تكون المناسبة كبيرة والمنافسة على أشدها بين بنات جنسها. أي قطعة من هذه التشكيلة تضمن لها أن لا تكون كومبارسا؛ بل بطلة في دور ملكة أو أميرة متوجة. هذا ما يرمي إليه المصمم الذي لم يُقدم ولا قطعة واحدة للنهار أو للكوكتيل وركز على مناسبات السهرة والمساء فقط... قد يصدمنا أو يفاجئنا بجرأته، إلا أنه يُثبت دائما أنه على حق، وأنه قارئ جيد لسيكولوجية المرأة، فالسنين تُثبت لنا دائما أنه علينا أن نستسلم له ونثق فيه ثقة عمياء. كما تعلمنا التجارب أن نُسلم بأنه لا يتمتع بملكة الإبداع فحسب؛ بل أيضا بحس تجاري فذ.

جيورجيو أرماني

> في عرض جيورجيو أرماني، احتلت المقاعد الأمامية باقة من نجمات السينما، من مثيلات صوفيا لورين، وإيزابيل هوبير، وكايت وينسليت، وناعومي واتس، وبريانكا شوبرا، عوض مدونات أو فتيات الإنستغرام الصغيرات. كانت الصورة جميلة ومُثلجة للصدور، وتشير إلى أن المصمم المخضرم يعرف زبوناته جيدا. فهن ناضجات ولسن فتيات متطلعات للموضة، يتابعنها على شبكات التواصل الاجتماعي من باب الحلم فقط. في «باليه دو شايو» بباريس أقام عرضه. اختار له خلفية بيضاء وأبوابا ذهبية تستحضر ديكورات قصر أورسيني، مهد الفنون الرفيعة في مدينة ميلانو، كانت مناسبة جدا لتشكيلة غنية بالألوان. العنوان الذي اختاره لها هو «ميستري» أي «الغموض»، الأمر الذي يمكن تفسيره على أنه تحد لثقافة الإنستغرام و«كشف المستور»، وتحية للزمن الجميل حين كانت الخصوصيات تُحترم وتحدث وراء أبواب موصدة من ذهب. تصاميمه عكست هذه الفلسفة، حيث غلبت عليها تايورات قوية موجهة لامرأة واثقة. كذلك الفساتين التي تميزت بخطوط مفصلة وألوان متنوعة وتطريزات بجرعات خفيفة. لم يُغير المصمم جلده أو أسلوبه بل اعتمد على وصفته الناجحة حتى الآن. كل ما في الأمر أنه اكتفى بإضافة لمسات خفيفة يفرضها العصر. مثلا لم يغب التايور المكون من البنطلون والجاكيت، الذي يُعتبر ماركته المسجلة. الفرق هنا أن البنطلون جاء ضيقا أكثر من السابق، ليتسع من أسفل في بعض الإطلالات.
نفس الشيء بالنسبة للجاكيت الذي جاء ضيقا عند الأكتاف ومحددا عند الصدر ليأخذ شكل «بيبلوم» عند الخصر. فساتين السهرة في المقابل اكتسبت بُعدا دراميا أكبر، بألوانها وتطريزاتها. كان كل فستان تقريبا يُخفي تحته سرا، معتمدا على طبقات شفافة من التول أو الأورغنزا لكي تحرس خصوصيته. وليس أدل على هذا من مجموعة من التنورات المستديرة التي غطتها طبقات من التول أو الأورغنزا تظهر من تحتها ورود مُطرزة وأخرى كتب عليها بخط رفيع «أرماني بريفيه»، فضلا عن أخرى مصنوعة من الحرير، تكتشف أنها مرصعة بالأحجار عندما تُصدر صوتا خفيفا مع كل خطوة أو حركة تقوم بها العارضة.
تخرج من عرض أرماني وأنت متأكد من أن السنين (88 عاما) لم تأخذ منه قدرته على الجمع بين التجاري والفني. التجاري بمعنى أنه يعرف سوقه جيدا ويُتحفها دائما بتصاميم تروق لها. والفني بمعنى أنه لا يتوقف عن إدخال تفاصيل جديدة ومبتكرة. أما إذا كان هناك مأخذ على التشكيلة فهو بعض التنورات الطويلة والضيقة التي كانت مقيدة للحركة، ويُمكن أن يجد صعوبة في تسويقها لامرأة يفرض عليها إيقاع حياتها المتسارع حركة دائمة.

جون بول غوتييه

> قصة الحب التي بدأت منذ سنوات بين شقي الموضة الفرنسية جون بول غوتييه والهند لم تنته بعد. فالمصمم يعود إليها كلما احتاج إلى جرعة إلهام ودفء. مرة يغرف من ألوان الكاريه الحارة، ومرة من تطريزات الساريه البراقة، وفي كل مرة يضيف إليها رشة باريسية تجعلها مُشهية لكل الأسواق العالمية. قبل بدء العرض وقبل أن تزيد سخونته، ارتأى المصمم أن يأخذنا إلى بعض المنتجعات الشتوية المشهورة. فقد أطلق على كل ركن في القاعة اسم أحد المنتجعات الشتوية، مثل فال ديزير أو كلوسترز أو غاشتاد، ومع بدء العرض تساقطت أوراق صغيرة من السقف وكأنها حبات ثلج لترافق كل عارضة وترسخ في الذهن أن المجموعة موجهة لفصلي الخريف والشتاء. كانت الغلبة لأقمشة دافئة مثل الصوف والكشمير والفرو، نسقها مع قبعات وشالات وأحذية عالية الساق. وبما أن المصمم يعشق المداعبة واللعب على المعاني، فإنه كما اختار لأماكن جلوسنا أسماء المنتجعات، اختار أيضا لكل قطعة اسما طريفا. فهناك إطلالة تتكون من كنزة صوفية منقوشة بعدة ألوان تحمل اسم «سانتا كلوذز» Santa Clothes، عوض كلوس، وأخرى تحمل اسم «أنا وينترز» Anna Winters عوض وينتور، وما شابه من تسميات طريفة.
كل ما في هذه المجموعة يضج بالأناقة، وليس هناك أدنى شك في أنه سيجد طريقه لخزانة امرأة عصرية بسهولة. فالمصمم رصع كثيرا منها بأحجار الكريستال واللؤلؤ، كما بطن بعضها بفرو المنك، احتراما لثقافة أسبوع لا تعترف بالأسعار أو الحلول الوسطى. لكن الأجمل والتي ظلت مرسومة في الخيال، كانت التصاميم المستوحاة من الهند. كانت تعبق برائحة التوابل الحارة التي ترجمها في فساتين طويلة من المخمل والحرير والموسلين، من خلال تصاميم التفت حول الجسم عوض أن تحدده بأشكال هندسية، باستثناء بعض الأكتاف التي أخذت شكل دروع واقية. عندما سُئل عن علاقة الثلج بالهند، وكيف انتقل من قارة إلى أخرى بهذه البساطة، كان رده أن «الهند أيضا تشهد تساقطات ثلجية».

سكاباريلّي

> كانت الأجواء في صالون «ميزون سكاباريلّي» الواقعة بـ«بلاس فاندوم» تعبق بالفنية كعادتها. فكل الجدران مغطاة بصور فوتوغرافية تسجل لحقب زمنية مختلفة، أغلبها لنساء متمردات على المتعارف عليه، أو تُذكر بعلاقة المؤسسة إلسا سكاباريلّي بفنانين من عصرها، مثل سلفادور دالي. الأهم من هذا تُذكر بأن مؤسسة الدار امرأة شهدت بداية الحركة النسوية وعايشت انعكاساتها على الموضة. وهذا ما احترمه المصمم الشاب برتراند غايون، الذي التحق بالدار منذ ثلاث سنوات تقريبا. لم يُخف أنه يتقيد بإرثها الفني وأسلوبها. من الفنان روثكو مثلا استلهم الكتل اللونية التي طبعت كثيرا من القطع الموجهة للنهار، ومن بابلو بيكاسو الخطوط المتوازية التي ظهرت في فساتين السهرة والمساء. من جهتها نجحت التطريزات الخفيفة والرسمات الفنية في الارتقاء بكل قطعة لمصاف اللوحات، علما بأنه استعمل الأقمشة الناعمة مثل الموسلين والحرير والتول والأورغنزا كوسيلة ثانية لتحقيق النتيجة المطلوبة. نعومتها كانت ضرورية لكي تنسدل بخفة على الجسم وتمنح صاحبتها حرية حركة. فهذه نقطة أساسية كانت تركز عليها إلسا سكاباريلّي وتُصر عليها الدار، حيث يُذكر أنها قدمت في عام 1938 عرضا استعانت فيه برياضيات قدمن تصاميمها وهن يؤدين حركات بهلوانية من على نوافذ وشرفات صالونها المطل على ساحة «فاندوم». تجسيد هذه المرونة والقدرة على الحركة في فساتين سهرة كان تحديا خاضه المصمم الحالي بحماس. فزبوناته يسافرن كثيرا ولا يتوقفن بدورهن عن الحركة، وهو ما يحتاج إلى تصاميم مرنة مثل تلك التي قدمتها المصممة منذ نحو 90 عاما. من هذا المنطلق استغنى عن أقمشة مثل البروكار واستعاض عنها بالحرير والموسلين، كما استبدل بالتطريزات الغنية رسمات فنية هنا وهناك. ويشير برتراند غايون إلى أنه كان يُدرك أنه مطالب بتصاميم فنية وديناميكية في الوقت ذاته، خصوصا أن الأوضاع التي تعيشها المرأة حاليا لا تختلف كثيرا عن تلك التي عاشتها إلسا سكاباريلّي في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، لهذا استلهم من نساء قويات ومناضلات ألهمنها. هؤلاء النساء هن اللواتي تغطي صورهن صالونها، مثل نانسي غونار، ولي ميلر، وجولييت مان راي. هن أيضا من تدين لهن بنات اليوم إلى حد ما بما اكتسبنه من حقوق. النتيجة لم تكن تشكيلة ثورية لكنها كانت شاعرية.

فالنتينو

> «إننا في فترة أصبح فيها كل شيء مكشوفا ومُعلنا أمام العالم، لهذا أصبح المخفي وعدم المرئي هو المميز والخاص». هذا ما قاله مصمم «فالنتينو» بيير باولو بيكيولي قبل عرضه.
فجيل الإنستغرام عرى كل شيء، من ديكورات غرف النوم وتصوير صحون الأكل وفناجين القهوة، مع التغزل برغوتها البيضاء إلى أسرار الحياة الشخصية مرورا بخبايا الموضة وغيرها. المطلوب مضاد في وجه هذه الثقافة، وهذا ما جسدته التشكيلة التي قدمها بيكيولي. فقد استوحاها، حسب قوله، من لوحات القديسين التي رسمها الفنان الإسباني فرانسيسكو دو زورباران. وربما هذا ما يفسر رائحة الحشمة الأقرب إلى «الرهبنة» التي فاحت من بين طياتها.
بيكيولي، ومنذ أن تركت نصفه الآخر في العمل ماريا غراتزيا كيوري دار «فالنتينو» منتقلة إلى «ديور»، يشق لنفسه خطا خاصا يمكن التعرف عليه عن بُعد؛ لأنه يبتعد عن الفذلكة والزخرفات الكثيرة. في المقابل يُركز على الخطوط المنسدلة على الجسم من الأكتاف إلى الكاحل في انسيابية محسوبة.
من فساتين السهرة إلى المعاطف الطويلة ذات التفاصيل المبتكرة عند الأكتاف أو عند الصدر، مرورا بفساتين النهار التي اصطبغت بألوان قوس قزح، كان عرضه بمثابة لوحة فنية متحركة. صحيح أن هذه اللوحة تخلق بهدوئها إحساسا بالرهبة وكأننا في دير، إلا أن غموضها الرومانسي يشفع لها ويمنح المرأة التميز الذي تطمح إليه. بل تجعل كل من يعاينها عن قرب مستعدا لمعانقتها بالأحضان. إلى جانب القمصان والفساتين الطويلة تبقى المعاطف والكابات من أجمل ما قدم لهذا الموسم، إلى جانب التنورات ذات البليسيهات التي لعب فيها على المكشوف والمستور. فقد زين وغطى جانبا منها مثلا بالعشرات من قطع الريش بأحجام دقيقة، لكي يُعزز انسيابيتها وحركتها، بينما ترك الجانب الآخر خفيفا وشفافا الأمر الذي خلق تناقضا لذيذا.
بيكيولي برهن أنه يعرف كيف يستقي من التاريخ. يعرف أيضا أن زبونة اليوم شابة في مقتبل العمر، وهذا يعني أنها لا تريد أن تبدو بمظهر راهبة، لهذا قدم لها خزانة تتكون من قطع منفصلة متنوعة للنهار والمساء، فاتحا لها المجال لكي تلعب بها وتوظفها بشكل يناسب حياتها اليومية.
ورغم أن الخطوط الغالبة تبدو بسيطة للغاية، فإن بعضها استغرق أكثر من 640 ساعة من العمل، حتى تأتي بالشكل المطلوب في موسم يطالب بالحرفية العالية، كما هو الحالي بالنسبة لفستان من الحرير من دون أكمام، شغله بقطع من فرو المنك بألوان مختلفة.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.