مقتل 14 من ميليشيات الحوثي في حجة بينهم مسؤول إعلامي

الانقلابيون يهجّرون سكان قرية ماتع بتعز ويجبرون القرويين على التوقف عن الزراعة

مقتل 14 من ميليشيات الحوثي في حجة بينهم مسؤول إعلامي
TT

مقتل 14 من ميليشيات الحوثي في حجة بينهم مسؤول إعلامي

مقتل 14 من ميليشيات الحوثي في حجة بينهم مسؤول إعلامي

أعلن الجيش الوطني اليمني أمس مقتل 14 عنصرا من الانقلابيين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، في محافظة حجة، المحاذية للسعودية (123 كلم شمال غربي صنعاء)، ومن بين القتلى مسؤول إعلامي، في حين استعاد مواقع جديدة في محافظة الجوف.
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، في بيان نشر على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: إن قوات الجيش الوطني تمكنت من كسر هجوم شنته «الميليشيات الانقلابية»، صباح أول من أمس (الجمعة)؛ في محاولة منها لاستعادة عدد من المواقع التي خسرتها خلال اليوميين الماضيين في منطقة تخوم بمديرية حيران. وأشار البيان إلى أن «14 فرداً من الميليشيات الانقلابية لقوا حتفهم بينهم مشرف الإعلام الحربي للانقلابيين بجبهة ميدي المكنى (أبو مرتضى) وجرح آخرين، والذين لا تزال جثثهم متناثرة بالصحراء». وأضاف البيان، أن «هذا الهجوم يأتي بعد حملة تحشيد كبيرة قامت بها الميليشيات إلى جبهة ميدي؛ في محاولة منها لاستعادة مواقع سيطرت عليها قوات الجيش الوطني في قطاعي اللواء الثاني حرس حدود، والقوات الخاصة، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل».
وفي محافظة الجوف، شمال شرقي البلاد، أعلن الجيش الوطني سيطرته على مواقع جديدة غرب معسكر الخنجر في مديرية خب الشعب، وذلك بعد معارك عنيفة خاضها ضد الميليشيات الانقلابية في منطقة أبرق العضب بجبهة الخنجر وما حولها؛ ما تسبب في تراجع الميليشيات الانقلابية وانهزامها. وبحسب مصادر عسكرية ميدانية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، فقد «نفذت قوات الجيش الوطني هجومها المباغت على مواقع الانقلابيين وتمكنت من استعادة أبرق العضب والتبة الحمراء وجروف كانت تتحصن فيها الميليشيات، وذلك بعد ساعات من المواجهات تكبدت فيها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية الخسائر البشرية والمادية الكبيرة».
وعلى ضوء التقدم الكبير الذي حققته قوات الجيش الوطني المسنودة من طيران التحالف العربي في محافظة مأرب وسيطرته على صرواح، آخر معاقل الانقلابيين، نفذت مقاتلات التحالف المساندة للجيش الوطني، غاراتها المركزة والمباشرة على مواقع وتجمعات الانقلابيين وأحرقت طقما عسكريا ومضاد للطيران وأسلحة متوسطة كانت تستخدمها الميليشيات في استهداف مواقع الجيش الوطني في المواقع بين هيلان وجبل مرثد الاستراتيجي الذي استعادته قوات الجيش الوطني قبل أيام. وتواصل الفرق الهندسية عملية نزع الألغام التي زرعتها الميليشيات الانقلابية في المناطق المحررة شمال غربي صرواح.
وعلى جبهة تعز، جنوب العاصمة صنعاء، شرعت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في عملية تهجير جديدة ضحاياها أهالي قرية ماتع بالربيعي، غرب مدينة تعز، وذلك بعد أشهر من المعاناة والجرائم الإنسانية بحقهم وبعد تلقيهم التهديدات المستمرة والخطف والاعتقالات والقنص لأهالي القرية. وقال الناشط الحقوقي مختار القدسي، من أبناء تعز، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الميليشيات الانقلابية تواصل جرائمها الإنسانية بحق أهالي تعز، وتواصل انتهاكاتها وتهجيرها للسكان بقوة السلاح لتجعل من قراهم ومنازلهم ثكنات عسكرية لها ومخازن أسلحة، وبخاصة بعد الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها، وطردهم من قرى كبيرة ومواقع هامة واستراتيجية».
وقال: إن «ميليشيا الحوثي تقوم بارتكاب جرائم ضد أهالي قرية ماتع، من خلال القصف العشوائي واستهداف النساء بالقنص، وهن في المزارع، وفي البيوت واستهداف المواشي، وقتلت عددا كبيرا منها، ومنعت المواطنين من ممارسة الزراعة في حقولهم». وأكد أن «أهالي القرية غادروا منازلهم مجبرين بعد تعرض 6 نساء للإصابة، وصفت بعضها بالخطيرة، جراء قنص الميليشيات المتمركزة في تباب الربيعي المطلة على القرية، خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان وأيام عيد الفطر المبارك».
وكان ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز، قد ذكر في تقريره الأخير عن الأوضاع الإنسانية في تعز لشهر مايو (أيار) الماضي، تعرض «736 أسرة للنزوح والتهجير القسري من منازلها في مناطق (حذران - الربيعي - التعزية - العفيرة - الكدحة - المخا) في الريف الجنوبي لمحافظة تعز»، وبأن هذه الأسر لم «تحصل على مساعدات إيوائية عاجلة بشكل كافٍ جراء توقف غالبية المنظمات المانحة عن إرسال مساعداتها الإنسانية إلى تعز».
ويأتي استمرار انتهاكات الميليشيات الانقلابية بحق أهالي تعز في ظل انقطاع خدمات المياه والكهرباء والنظافة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية، وعدم وصول المنظمات الإغاثية والمانحة إلى مدينة تعز منذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي منتصف أغسطس (آب) الماضي، ولم يصل سوى ما يقدمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وعلى الصعيد الميداني في تعز، أيضا، صعّدت الميليشيات الانقلابية من قصفها الهستيري على تعز، الريف والمدينة. وتجددت المواجهات في مناطق عدة في الجبهات الغربية والشرقية بتعز، وأشدها في جبل الخضر وتبة شمسان وقرية مولية وشرف العينين، غرب المدينة، ومحيط التشريفات والقصر الجمهوري، شرقا، إثر محاولات الانقلابيين المتكررة التقدم إلى مواقع الجيش الوطني.
وصاحب المواجهات القصف المستمر لساعات بين الطرفين استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة؛ ما أجبر الميليشيات الانقلابية على الانسحاب من مواقعها. كما شهدت جبهة الضباب اشتباكات في محيط تبة الخلوة والصياحي ومناطق شرق جبل المنعم الاستراتيجية، مع تصعيد الجيش الوطني لقصفه لمواقع الميليشيات وتجمعاتهم في حذران والربيعي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.