يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى وصوله إلى الرياض اليوم كأول مدينة يزورها في أولى رحلاته الخارجية، إلى تعزيز جدول أعمال إدارته في مجال السياسة الخارجية.
هذه الرحلة التي ترافقه فيها السيدة الأولى ميلانيا ترمب، ستستغرق ثمانية أيام يزور فيها خمس دول تتضمن زيارة السعودية التي وصفها ترمب بقائدة العالم الإسلامي، ثم إسرائيل فالفاتيكان في روما.
وفي خطابه بالأكاديمية البحرية الأربعاء كرر الرئيس ترمب أهدافه من هذه الرحلة التي تأتي في وقت تكافح فيه إدارته مع سلسلة من الخلافات، وقال ترمب: «سأعزز الصداقات القديمة وسأسعى لعقد شراكات جديدة لكن شراكة مع الحلفاء الذين يساعدوننا». وقد أشار عدد من المحللين السياسيين والمعلقين إلى أن آفاق نجاح الرحلة الأولى بترمب تبدو واعدة للغاية. ويصاحب الرئيس ترمب في رحلته كل من وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي ماكماستر، ورئيس الاستراتيجيين ستيف بانون، ورئيس طاقم الموظفين ريان بريبوس، ونائب مستشار الأمن القومي دينا حبيب باول، ومساعدا الرئيس غاري كوهن وستيفن ميللر، والمتحدث الصحافي شين سبايسر، وابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، ويشارك وزير الدفاع في منتصف الرحلة حيث ينضم إلى المحادثات التي يعقدها ترمب في لقاءاته بحلف الناتو ومجموعة السبع.
في السعودية يعقد ترمب قمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كما سيجري محادثات ثنائية موسعة يشارك فيها ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض في لقاء بالصحافيين بمركز الصحافة الأجنبية صباح الخميس إنه من المقرر أن يعلن الرئيس ترمب، خلال تلك المناقشات، عن توقيع التفاهم بصفقة عسكرية كبيرة. وأشار مسؤولون بالإدارة إلى أن نقاشات هذه الصفقة بدأت في أعقاب زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي إلى واشنطن في مارس (آذار) الماضي، ومنذ ذلك التاريخ عمل مسؤولون أميركيون وسعوديون على ضمان إتمام عقد هذه الصفقة وإعلانها في اليوم الأول في رحلة الرئيس ترمب للمملكة، إضافة إلى إعلان اتفاقات تجارية واستثمارية من الاستثمارات السعودية في مشاريع البنية التحتية الأميركية، إضافة إلى إعلان اسم الشريك الأميركي مع شركة «أرامكو السعودية» التي تسعى لطرح جزء من أسهمها في طرح عام في وقت لاحق من العام الحالي، أو بداية العام المقبل.
وتسعى الرياض للحصول على تأكيدات بأن إدارة ترمب ستواصل نفوذها وضغوطها على إيران لوقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة. وقال المسؤول الكبير بالبيت الأبيض حول سياسات ترمب في مواجهة تدخلات إيران: «الرئيس ترمب يتبني سياستين؛ الأولى تتعلق بالصفقة النووية التي أشار مراراً إلى أنه يعتقد أنها صفقة سيئة، لكن إيران ملتزمة بتنفيذ التزاماتها بموجب هذه الصفقة، والجانب الآخر هي استراتيجية لمواجهة إيران فيما يتعلق بتجارب الصواريخ البالستية وتصرفاتها لزعزعة الاستقرار، ولهذا فإن جانباً من التطمينات التي يقدمها الرئيس ترمب هي إبرام صفقة أسلحة كبيرة منذ اليوم الأول لزيارته للمملكة العربية السعودية، وتشمل أيضاً تقديم التدريب والصيانة».
وقال مسؤولون إن الولايات المتحدة لديها اهتمام قوي بنجاح خطة الأمير محمد بن سلمان الطموحة لتنويع الاقتصادي السعودي وتنفيذ خطة 2030.
وفي لقائه بمجموعة من الصحافيين، الأسبوع الماضي، أكد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير أن زيارة ترمب ستعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وأن كلاً من الرياض وواشنطن لديهما توافق في وجهة النظر حول مكافحة الإرهاب والتشدد والتطرف.
وأكد أنه سيكون هناك إعلان لعدة مبادرات تتعلق بالتعاون الأمني والاقتصادي ومعالجة الإرهاب. وشدد الجبير على موقف الرياض من دعم جهود إدارة ترمب لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني ومواجهة السياسات العدوانية الإيرانية ودعمها للإرهاب.
ويوم غد الأحد سيعقد الرئيس ترمب اجتماعات ثنائية مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست يعقبه غداء مع قادة أكثر من 50 دولة إسلامية. وسيناقش القادة قضايا مثل سوريا وإيران والحرب الجارية في اليمن. وأوضح مسؤولون بالإدارة أن الرئيس ترمب يأمل في توحيد العالم الإسلامي لمواجهة الأعداء المشتركين، واتخاذ موقف حازم ضد التطرف ومواجهة أولئك الذين يستخدمون تفسير الدين بشكل منحرف لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية والسياسية، وسيركز ترمب على أن الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام، وإنما في حرب ضد التطرف والراديكالية وقوى الشر.
وأوضح المسؤول الكبير بالبيت الأبيض أن استراتيجية مكافحة التشدد ستركز على ثلاثة مجالات، هي الآيديولوجيا والتمويل والعمليات على أرض الواقع والأفكار والرسائل والتفسيرات المغلوطة.
وأشار المسؤول رفيع بالبيت الأبيض للصحافيين إلى أن الرئيس ترمب سيعلن مع الملك سلمان بن عبد العزيز إنشاء مركز بالرياض لمكافحة آيديولوجيا التطرف والإرهاب والراديكالية، حيث يركز الرئيس ترمب في نقاشاته على سبل مكافحة التشدد والتطرف، والقيام بخطوات فعالة في هذا الصدد. وعلمت «الشرق الأوسط» أن مساعد البيت الأبيض ستيفن ميللر يقوم بوضع الملامح الرئيسية في هذه الخطة.
وحول خطط إدارة ترمب لإنشاء حلف عربي على غرار حلف الناتو، أشار المسؤول الكبير بالبيت الأبيض إلى أن ترمب يسعى لتشكيل منظمة أمنية إقليمية، موضحاً أن إطار هذه المنظمة - الشبيهة بالناتو - وهيكلها سيحددان خلال النقاشات، وهذا التشكيل يسعى لتحقيق الاستقرار والأمن للمنطقة.
وقال ماكماستر مستشار الأمن القومي إن الرئيس ترمب سينهي زيارته للمملكة بافتتاح هذا المركز، ثم سيشارك في منتدى على شبكة الإنترنت في حوار مباشر مع الشباب السعودي.
وأضاف ماكماستر أن هذا المنتدى سيكون فرصة للشباب في المملكة العربية السعودية لكي يتمكنوا من أن يغردوا للرئيس ترمب مباشرة.
ويوم الاثنين، يصل الرئيس ترمب إلى إسرائيل حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الإسرائيلي روفن ريفين، حيث سيلقي ترمب كلمة. وسيلتقي في وقت لاحق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويتناول ترمب وزوجته العشاء مع نتنياهو وزوجته. ويوم الثلاثاء يزور الرئيس الأميركي ترمب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية، حيث يسعى الرئيس الأميركي لبذل مزيد من الجهد لتسهيل إنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وأشار المسؤول الكبير بالبيت الأبيض إلى أنه ليس من المتوقع إعلان شيء خلال زيارة الرئيس ترمب لإسرائيل ورام الله حول استئناف مفاوضات السلام مؤكداً أن الموقف الأميركي من حل الدولتين ما زال قائماً وإن الرئيس ترمب يريد أن تلعب الولايات المتحدة دور المسهل للسلام.
وفي 24 مايو (أيار) يزور الرئيس الأميركي الفاتيكان في العاصمة الإيطالية روما حيث يلتقي بالبابا فرنسيس، ورغم المواقف المتعارض لكل من الرئيس ترمب وبابا الفاتيكان حول الهجرة وتغير المناخ، فإن مسؤولي البيت الأبيض يتوقعون عدم إثارة هذه القضايا الخلافية والتركيز على القضايا الإنسانية وما يتعلق بحرية العقيدة وكيفية مكافحة تهريب البشر.
وقد أعلن بابا الفاتيكان أنه سيحاول إيجاد أرضية مشتركة مع الرئيس ترمب. وتشير تسريبات من البيت الأبيض إلى أن الرئيس ترمب ينوي ترشيح كاليستا غينغريتش زوجة رئيس مجلس النواب الأسبق نيوت غينغريتش لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الفاتيكان.
وفي25 مايو يزور الرئيس ترمب بلجيكا، حيث يجتمع مع الملك فيليب ملك بلجيكا، ورئيس الوزراء تشارلز ميشال، ثم يشارك في اجتماعات الاتحاد الأوروبي في بروكسل تلبية لدعوة منظمة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأشار المسؤول الرفيع بالبيت الأبيض للصحافيين إلى أن الرئيس ترمب سيناقش كيفية التزام الدول الأعضاء بالناتو بإنفاق 2 في المائة من الناتج القومي الإجمالي لدولهم على الإنفاق العسكري.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي ماكماستر إن ترمب سيناقش ما فيه مصلحة حلف الناتو، والتزام جميع الأعضاء بتقاسم المسؤولية. وسيشارك وزير الدفاع جيمس ماتيس في حضور اجتماع «الناتو». وبعد اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي يعقد الرئيس ترمب غذاء عمل مع الرئيس الفرنسي المنتخب حديثاً إيمانويل ماكرون، ثم يشارك في مأدبة عشاء مع قادة الدول.
وفي 26 و27 مايو يتوجه الرئيس ترمب إلى المحطة الأخيرة من جولته إلى جزيرة صقلية، حيث يشارك في اجتماع مجموعة السبع ويشارك في الاجتماعات كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ورئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو، وقادة إيطاليا واليابان، ويسعى قادة مجموعة السبعة للحصول على فهم واضح لموقف إدارة الرئيس ترمب حول مجموعة من القضايا تشمل التجارة والإرهاب وأزمة اللاجئين.
وأشار مسؤولون بالبيت الأبيض إلى أن الرئيس ترمب لم يتخذ قراراً بعد حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاق المناخ أم لا، فيما أشار ماكماستر إلى أن الرئيس ترمب سيضغط لتنفيذ جدول أعمال اقتصادي أميركي، ويدعو إلى مزيد من التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب وخلال قمة مجموعة السبع سيحضر الرئيس ترمب حفلة أوركسترا موسيقي وعشاء لقادة المجموعة.
ثمانية أيام وخمس دول في رحلة ترمب الخارجية الأولى
ثمانية أيام وخمس دول في رحلة ترمب الخارجية الأولى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة