إن كنت تعاني من الاكتئاب... فالجأ إلى الفطر السحري

نوع من أنواع الفطر (أن بي سي)
نوع من أنواع الفطر (أن بي سي)
TT

إن كنت تعاني من الاكتئاب... فالجأ إلى الفطر السحري

نوع من أنواع الفطر (أن بي سي)
نوع من أنواع الفطر (أن بي سي)

يعد الاكتئاب أحد أشكال المرض العقلي أو الذهني الأكثر شيوعا. يؤثر على أكثر من 350 مليون شخص حول العالم، وتصنفه منظمة الصحة العالمية باعتباره السبب الرئيسي للعجز العالمي. يشمل علاج الاكتئاب عادة إما الأدوية أو شكلا ما من العلاج النفسي أو الجمع بين الأسلوبين.
ضمن إطار دراسة حديثة أجراها فريق دولي من الباحثين، وُجِدَ أن حالات الاكتئاب تؤثر بشكل مباشر على الجسم والعقل على حد سواء، كما أنها تؤدي إلى خلل في الطريقة التي تُمكن الجسم من مهاجمة الجزيئات الضارة.
أظهرت دراسة بريطانية رائدة، شملت استخدام السيلوسيبين في حالة الاكتئاب المستعصي على العلاج، أن المادة المخدرة هذه آمنة وفعالة. وأكدت أنه يمكن استخدام هذه المادة الكيميائية في الفطر السحري لعلاج الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والذين لا يستجيبون للعقاقير الطبية.
ويعتقد أن السيلوسيبين، وهو المركب الذي يسبب الناس للهلوسة عند تناول الفطر السحري، علاج سهل وسريع المفعول للمرض العقلي، لأنه يؤدي لإنتاج نوع فرعي من مستقبلات السيروتونين في الدماغ. ومن المعروف أن مادة السيروتونين هي المسؤولة عن السعادة عند البشر.
حصل 12 مريضا على المخدر، فظهر عليهم جميعا انخفاض في أعراض الاكتئاب لثلاثة أسابيع على الأقل، واستمر سبعة منهم في الاستجابة إيجابيا لمدة ثلاثة أشهر، بينما ظل خمسة في حالة الأعراض الخفيفة بعد الأشهر الثلاثة.
وأفاد قائد الدراسة التابعة لإدارة الطب في كلية لندن إمبريال، روبن كارت هاريس، بأن النتائج التي نشرت في مطبوعة لانسيت للطب النفسي كانت مدهشة. وأشار إلى أن المرضى تحدثوا عن خوض تجربة عميقة، وأكدوا أنهم يعيشون تحولا في الطريقة التي يرون بها العالم.
من جانبه، أوضح المعهد الوطني الأميركي لتعاطي المخدرات أن تعاطي مادة السيلوسيبين يمكن أن يسبب ردود أفعال عنيفة، والشعور بالذعر، ما يجعل المريض يؤذي نفسه أو الآخرين.
وأفاد المعهد بأن مادة السيلوسيبين تؤدي إلى حالة من الفوضى، وتشوش الأفكار السلبية التي تدور في دماغ المريض، وهذه الحالة الفوضوية لا تعالج فقط الاكتئاب بل جميع أشكال الإدمان.
كشفت دراسة مصغرة في جامعة نيو مكسيكو عن نتائج واعدة حول دور مادة السيلوسيبين في علاج الإدمان على الكحول، إذ ذكرت أن الأشخاص الذي خضعوا للعلاج بمادة السيلوسيبين، أظهروا تحسناً ملحوظاً بشكل سريع وفعال.
وأكد الدكتور أوين بودين جونز، في الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسيين أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث، من أجل التأكد من أمان هذه العقاقير في علاج المرضى.
والجدير ذكره أن الفطر السحري ينمو في جميع أنحاء العالم، وعادة ما يستخدم لأغراض غير طبية وفي الطقوس الدينية الاحتفالية.



فرطُ استخدام الشاشات الإلكترونية يُعكّر مزاج الأطفال

زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
TT

فرطُ استخدام الشاشات الإلكترونية يُعكّر مزاج الأطفال

زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من الصين وكندا إلى أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة قد يؤدّي إلى تفاقم المشكلات السلوكية، مثل ضعف الانتباه، وفرط النشاط، وتقلُّب المزاج.

وأوضحوا أنّ هذه النتائج تبرز أهمية فهم تأثير الشاشات في الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية الحساسة، خصوصاً فيما يتعلق بمشكلات الانتباه والمزاج. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Early Child Development and Care».

وأصبحت زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال، خصوصاً في مرحلة ما قبل المدرسة، من القضايا المثيرة للقلق في العصر الحديث. ومع ازياد الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية والتلفزيونات وأجهزة الكمبيوتر، يعاني الأطفال زيادة كبيرة في الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات؛ مما قد يؤثر سلباً في صحتهم النفسية والبدنية، ويؤدّي إلى تعكُّر مزاجهم.

وشملت الدراسة 571 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات من 7 مدارس رياض أطفال في شنغهاي بالصين. وأبلغت الأمهات عن الوقت الذي قضاه أطفالهن يومياً أمام الشاشات (بما في ذلك التلفزيون، والهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر، أو الأجهزة الأخرى) خلال الأسبوع السابق.

كما أجبن على أسئلة لتقويم المشكلات السلوكية التي قد يعانيها أطفالهن، مثل صعوبة الانتباه، وفرط النشاط، والأعراض العاطفية (مثل الشكاوى المتكرّرة من التعب)، والمشكلات مع الأقران (مثل الشعور بالوحدة أو تفضيل اللعب بمفردهم). كذلك شمل التقويم جودة نوم الأطفال ومدّته.

ووجد الباحثون أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات مرتبط بشكل ملحوظ بزيادة مشكلات الانتباه، والأعراض العاطفية، والمشكلات مع الأقران. كما تبيَّن أنّ وقت الشاشة يؤثر سلباً في جودة النوم؛ مما يؤدّي إلى تقليل مدّته ونوعيته.

وأشاروا إلى أنّ جودة النوم تلعب دوراً وسطاً في العلاقة بين وقت الشاشة والمشكلات السلوكية، فالنوم السيئ الناتج عن الاستخدام المفرط للشاشات قد يعزّز هذه المشكلات، مثل فرط النشاط، والقلق، والاكتئاب.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة «شانغهاي العادية» في الصين، البروفيسورة يان لي: «تشير نتائجنا إلى أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات قد يترك أدمغة الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في حالة من الإثارة؛ مما يؤدّي إلى انخفاض جودة النوم ومدّته».

وأضافت عبر موقع «يوريك أليرت»: «قد يكون هذا النوم السيئ نتيجة لتأخير مواعيده بسبب مشاهدة الشاشات، واضطراب نمطه بسبب التحفيز الزائد والتعرُّض للضوء الأزرق المنبعث منها».

كما أشارت إلى أنّ وقت الشاشة قد يحلّ محل الوقت الذي يمكن أن يقضيه الأطفال في النوم، ويرفع مستويات الإثارة الفسيولوجية والنفسية؛ مما يؤدّي إلى جعله أكثر صعوبة.