مصر: فرار وزير داخلية سابق بعد تأييد حكم بحبسه 7 سنوات

النائب العام أحال 66 إرهابياً من تنظيم «داعش الصعيد» إلى الجنايات

حبيب العادلي («الشرق الأوسط»)
حبيب العادلي («الشرق الأوسط»)
TT

مصر: فرار وزير داخلية سابق بعد تأييد حكم بحبسه 7 سنوات

حبيب العادلي («الشرق الأوسط»)
حبيب العادلي («الشرق الأوسط»)

قضت محكمة جنايات القاهرة أمس برفض دعوى الاستشكال المقامة من حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق في عهد الرئيس حسني مبارك، التي طالب فيها بوقف تنفيذ الحكم الصادر بسجنه 7 سنوات في قضية اتهامه وآخرين بالاستيلاء على أموال وزارة الداخلية.
ولم ينفذ الحكم حتى الآن لعدم الاستدلال على مقر إقامة العادلي، وفقا لما أكدته الجهات الأمنية. حيث سلمت وزارة الداخلية أمس النيابة العامة خطاباً رسمياً يفيد بعدم وجوده في منزله بمدينة أكتوبر.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد عاقبت العادلي بالسجن المشدد لمدة 7 سنوات وإلزامه، ومتهمين اثنين آخرين، برد مبلغ 195 مليونا و936 ألف جنيه بالتضامن فيما بينهم، وتغريمهم مبلغا مساويا بالتضامن فيما بينهم، ومعاقبة 8 متهمين آخرين بأحكام بالسجن المشدد في القضية.
ورفضت محكمة الجنايات أمس الاستشكال المقدم على الحكم، نظرا لعدم مثول المستشكل «العادلي» بشخصه في التنفيذ أمام المحكمة. وأثبتت المحكمة، في مستهل الجلسة، عدم حضور المتهم، وأثبتت حضور فريد الديب المحامي بتوكيل عنه، الذي أشار إلى أن سبب تعذر حضور العادلي، يتمثل في وجوده بالمستشفى لتلقي العلاج.
وطالب ممثل النيابة العامة إلى المحكمة برفض الاستشكال المقدم من العادلي، في حين طالب الديب المحكمة بقبول الاستشكال ووقف تنفيذ الحكم الصادر بالسجن ضد العادلي، لحين الفصل في الطعن بالنقض المقدم منه على الحكم الصادر بسجن العادلي، مؤكدا أنه أقام تقرير الطعن بالنقض فور صدور الحكم منتصف شهر أبريل (نيسان) الماضي، وأنه عقب اطلاعه على كامل أسباب وحيثيات حكم الإدانة أودع مذكرة بالطعن بتاريخ 15 مايو (أيار) الحالي.
وقال الديب إن حكم الإدانة الصادر بحق العادلي، صدر من هيئة محكمة فقد رئيسها صلاحيته؛ نظرا لأن دائرة المحكمة نفسها سبق أن أيدت قرار جهاز الكسب غير المشروع بمنع حبيب العادلي من التصرف في أمواله على ذمة التحقيق في الاتهام المتعلق بالكسب غير المشروع، وهو ما يتعين نقض الحكم وإعادة المحاكمة بغير حاجة إلى بحث سائر أوجه الطعن، حيث يعتبر حكم الإدانة المطعون فيه معدوما ولا يعتد به ولا يستوجب نقضه.
وكانت النيابة العامة بوسط القاهرة قد تسلمت أمس خطاباً رسمياً من وزارة الداخلية يفيد بعدم وجود العادلي في منزله بمدينة 6 أكتوبر لتنفيذ الحكم الصادر ضده. وأشار الخطاب إلى أنه تم توجيه مأمورية إلى منزل العادلي لضبطه ولم تجده، وجارٍ البحث عنه. وقالت مصادر إعلامية إن العادلي ما زال موجودا في القاهرة في مسكن خاص بحراسة خاصة ليست تابعة لوزارة الداخلية، مضيفة أنه «في حالة صحية سيئة منذ الحكم بسجنه في القضية»، وأنه يعتزم تسليم نفسه للمحكمة بمجرد أن تتحسن صحته».
إلى ذلك، أمر المستشار نبيل أحمد صادق النائب العام بإحالة 66 إرهابيا إلى محكمة الجنايات بدائرة محكمة استئناف القاهرة، في ختام التحقيقات التي باشرتها نيابة أمن الدولة العليا في قضية اتهامهم بتشكيل خلية إرهابية والانضمام إليها، تتبع تنظيم داعش وتعمل في نطاق 6 محافظات، وأطلقوا على أنفسهم تنظيم ولاية الصعيد.
وتتضمن القضية 43 متهما محبوسين احتياطيا، فيما لا يزال بقية المتهمين هاربين، ومن بينهم سيدتان كشفت التحقيقات عن قيامهما بتمويل العمليات الإرهابية للتنظيم. وأسندت النيابة إلى المتهمين تأسيس وتولي قيادة والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، بأن تولوا قيادة وانضموا لجماعة تدعو إلى تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه والاعتداء على مؤسسات الدولة، واستباحة دماء المواطنين المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف المنشآت العامة بغرض إسقاط الدولة والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة في تنفيذ أغراضها مع علمهم بذلك.
كما أسندت النيابة إلى المتهمين السرقة بالإكراه، وحيازة أسلحة نارية وذخائر مما لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها، وتصنيع مفرقعات، والتحضير لارتكاب أعمال إرهابية برصد منشآت عامة وحيوية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».