قرع لطبول الحرب في شبه الجزيرة الكورية

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ (أ.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ (أ.ب)
TT

قرع لطبول الحرب في شبه الجزيرة الكورية

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ (أ.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ (أ.ب)

أبلغت كوريا الشمالية الصحافيين الأجانب الذين يقومون بزيارة إلى بيونغ يانغ لتغطية الاحتفالات بـ«عيد الشمس»، لإحياء ذكرى ميلاد مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونج، بأنهم يجب أن يستعدوا لـ«حدث كبير»، ما رفع منسوب القلق من احتمال إجراء النظام الكوري تجربة نووية جديدة قد تؤدي إلى حرب مع الولايات المتحدة الأميركية.
ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء ما كتبه مراسل شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية ويل ريبلي عبر حسابه على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي صباح اليوم الخميس: «سمعنا أننا يجب أن نستعد لحدث كبير»، ولكنه لم يوضح طبيعة هذا الحدث «وحتى أن مسؤولين كوريين شماليين مرافقين لنا لا يعرفون إلى أين نذهب وما سنرى».
وكانت كوريا الشمالية قد دعت نحو مائتين من الصحافيين الأجانب بمناسبة الذكرى الـ105 لعيد ميلاد مؤسس الدولة. وأشارت «يونهاب» إلى أن بيونغ يانغ كانت قد دعت الصحافيين الأجانب في 13 أبريل (نيسان) 2012 لإطلاق صاروخ بعيد المدى من طراز كوانج ميونج سونج 3 إلا أن عملية الإطلاق فشلت.
وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - يون أشرف على مناورة نفذتها قوة من الوحدات الخاصة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية اليوم. وأشارت، من دون أن تحدد متى جرت المناورة، إلى أن كيم شاهد من نقطة مراقبة إنزال طائرات خفيفة لقوات خاصة استهدفت «بلا رحمة أهدافاً للعدو».
وأشاد كيم وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة، بالدقة التي تتمتع بها قواته، قائلا: «يبدو أن الرصاصات لديها عيون، والعملية أثبتت مجدداً أن جيشنا الشعبي الكوري سيجعل الغزاة المتهورين يذوقون الطعم الحقيقي لإطلاق النار والطعم الحقيقي للحرب».
وأرسلت واشنطن السبت الفائت إلى شبه الجزيرة الكورية وحدة بحرية ضاربة تتألف من حاملة طائرات وقطع مرافقة، مع تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجدداً استعداده «لحل مشكلة» كوريا الشمالية من دون مساعدة الصين.
ومنذ ذلك الحين، أبدت كوريا الشمالية استعدادها «للحرب» مع الولايات المتحدة، بينما تتزايد التكهنات بأنها قد تجري اختباراً نووياً أو صاروخياً لمناسبة الذكرى الخامسة بعد المائة للمؤسس. وتُجري سيول وواشنطن مناورات عسكرية مشتركة، وهي تمارين سنوية تعتبرها بيونجيانج تدريبا على الحرب. وتسعى بيونغ يانغ إلى تطوير صاروخ بعيد المدى قادر على بلوغ أراضي الولايات المتحدة ويمكن تزويده برأس نووية. وقد أجرت حتى الآن خمس تجارب نووية، بينها اثنتان العام الماضي.
وأطلقت بيونغ يانغ الكثير من الصواريخ هذا العام كان أحدثها في الخامس من أبريل عندما أطلقت صاروخا باليستيا في البحر قبالة ساحلها الشرقي. وأجرت خامس اختباراتها النووية في التاسع من سبتمبر (أيلول) 2016.
وأفاد معهد «نورث 38» المتخصص بإجراء أبحاث حول كوريا الشمالية أن صورا التقطتها أقمار صناعية أمس الأربعاء أظهرت أن موقع بونغيي - ري المخصص للتجارب النووية في شمال هذا البلد بات «جاهزا» لإجراء تجربة جديدة. وقال خبراء المعهد في تحليل للصور الجديدة إن موقع بونغيي - ري أصبح «مُعدّا وجاهزا».
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في جلسة للبرلمان اليوم الخميس إن كوريا الشمالية ربما تكون قادرة على إطلاق صواريخ مزودة بغاز الأعصاب السارين وسط مخاوف من أن تجري الدولة المعزولة سادس تجاربها النووية أو تطلق مزيدا من الصواريخ قريبا.
بدوره، لفت وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونغ سي اليوم الخميس في جلسة للبرلمان أنه يعتقد أن واشنطن ستتشاور مع سيول إذا فكرت في توجيه ضربة استباقية لكوريا الشمالية.
من جهته، قال وزير خارجية الصين وانغ يي للصحافيين اليوم الخميس إن القوة العسكرية لا يمكن أن تحل الوضع في شبه الجزيرة الكورية وتوقع أن تتاح فرصة للعودة إلى المحادثات وسط التوترات الحالية. أضاف أن أي طرف يوتر الوضع في كوريا الشمالية يجب أن يتحمل المسؤولية التاريخية عن ذلك.
إلى ذلك، يسعى نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة في آسيا الأسبوع المقبل خلال جولته في أربع دول، في مواجهة التهديد المتزايد من جانب كوريا الشمالية. وتأتي المحادثات بعد لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جينبينغ الأسبوع الماضي.
وفي سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون إنه على الرغم من إرسال قوة بحرية إلى شبه الجزيرة الكورية فإن إدارة ترمب تركز استراتيجيتها المتعلقة بكوريا الشمالية على تشديد العقوبات الاقتصادية التي قد تشمل حظرا نفطيا وحظرا عالميا لشركتها الوطنية للطيران واعتراض سفن شحن ومعاقبة البنوك الصينية التي تتعامل مع بيونغ يانغ.
وقال أحد المسؤولين لـ«رويترز» إن ترمب أقر نهجا واسعا أوليا بشأن كوريا الشمالية وطلب من فريقه للأمن القومي أن يضع إطارا أكثر تفصيلا للعقوبات الدولية الجديدة وغيرها من الإجراءات لمواجهة البرامج النووية والصاروخية لبيونغ يانغ.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».