الخرطوم تطالب بدعم أممي لمواجهة تدفق اللاجئين

وزير الداخلية قال إن السودان بات أكثر دولة أفريقية استضافة للمهاجرين

الخرطوم تطالب بدعم أممي لمواجهة تدفق اللاجئين
TT

الخرطوم تطالب بدعم أممي لمواجهة تدفق اللاجئين

الخرطوم تطالب بدعم أممي لمواجهة تدفق اللاجئين

طلبت الحكومة السودانية من مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة توفير الدعم اللازم لمواجهة الأعداد المتزايدة من اللاجئين الذين يتدفقون على البلاد بمعدلات عالية.
وقال وزير الداخلية السوداني بالنيابة، بابكر أحمد دقنة، للصحافيين عقب لقائه نائب رئيس إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، طارق كردي، في الخرطوم، أمس، إن بلاده أصبحت من أكثر الدول الأفريقية استضافة للاجئين، بما في ذلك الأعداد المتزايدة من السوريين.
وأوضح دقنة أن لقاءه بالمسؤول الأممي تطرق إلى أهمية دعم السودان، بما يتناسب مع أعداد اللاجئين، خصوصاً دعم اللاجئين السوريين الذين لم يجدوا حظهم في دعم المانحين، على الرغم من تزايد أعدادهم بصورة يومية، كاشفاً عن خطة لتدريب العاملين بمنظمات العمل الإنساني السودانية.
ومنذ اندلاع الحرب في جنوب السودان، في 15 ديسمبر (كانون الأول) 2015، يتدفق آلاف اللاجئين إلى البلاد شهرياً، وتزايد أعداهم بعد انتشار المجاعة في بعض أنحاء الدولة الوليدة، وقارب عددهم زهاء المليون لاجئ. وذكرت معتمدية اللاجئين السودانية، الاثنين الماضي، أن نحو 680 ألف لاجئ وصلوا البلاد من جنوب السودان منذ إعلان المجاعة هناك، مما جعل البلاد تعيش أوضاع طوارئ، يتسبب فيها عبور نحو 1500 لاجئ جنوبي إلى حدود السودان يومياً، هرباً من الحرب والمجاعة.
وتجاوزت أعداد اللاجئين السوريين إلى السودان حاجز المائة ألف لاجئ، وتتزايد أعدادهم يومياً باضطراد منذ تفاقم الأوضاع في بلادهم، وذكرت تقارير صادرة عن «لجنة دعم العائلات السورية – السودان» أن قرابة ألف لاجئ سوري يصلون إلى البلاد شهرياً، 450 منهم يدخلون مطار الخرطوم قادمين من سوريا مباشرة، وقرابة 500 يأتون عبر تركيا والأردن ومصر ولبنان.
وينسب إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان (أوتشا) أن عدد اللاجئين من إريتريا المجاورة ارتفع ليتجاوز 110 آلاف شخص حتى العام الماضي، فيما تفيد إحصائيات رسمية سودانية بأن ما بين 50 إلى 80 شخصاً يعبرون الحدود طلباً للجوء، أو التسلل إلى أوروبا عبر السودان.
كما يواجه السودان قضية تدفق آلاف المهاجرين من إثيوبيا والصومال سنوياً، بعضهم يقرر البقاء في البلاد بينما يتسلل آخرون إلى مصر أو ليبيا للهجرة إلى أوروبا.
ويتخذ مهاجرون أفارقة من السودان معبراً إلى أوروبا، مما دفع الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاقيات مع السودان للحد من الهجرة غير الشرعية، تعهد فيه بتمويله بواسطة صندوق الاتحاد الأوروبي الائتماني لأفريقيا، وهو المشروع الذي رأى فيه نشطاء سودانيون محاولة لتوطين لاجئين في البلاد. بيد أن الحكومة السودانية دأبت على القول إن الاتحاد الأوروبي لم يف بالتزاماته المتعلقة بدعم جهود السودان لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر. وضمن جهوده للعمل مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة اللجوء والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، استضاف السودان، في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، مؤتمراً دولياً لمكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، شاركت فيه دول أفريقية وأوروبية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.