«مايكروسوفت» تطلق «تحديث المبتكرين» لـ«ويندوز 10» اليوم

يقدم أدوات جديدة لإنتاج المحتوى المجسم وحماية المستخدمين أثناء تصفح الإنترنت ورفع الأداء

يوفر «نمط الألعاب» المزيد من الموارد للألعاب المتطلبة - «تحديث المبتكرين» يقدم أدوات  عديدة جديدة تسهّل الإبداع
يوفر «نمط الألعاب» المزيد من الموارد للألعاب المتطلبة - «تحديث المبتكرين» يقدم أدوات عديدة جديدة تسهّل الإبداع
TT

«مايكروسوفت» تطلق «تحديث المبتكرين» لـ«ويندوز 10» اليوم

يوفر «نمط الألعاب» المزيد من الموارد للألعاب المتطلبة - «تحديث المبتكرين» يقدم أدوات  عديدة جديدة تسهّل الإبداع
يوفر «نمط الألعاب» المزيد من الموارد للألعاب المتطلبة - «تحديث المبتكرين» يقدم أدوات عديدة جديدة تسهّل الإبداع

تطلق «مايكروسوفت» اليوم ثالث تحديث كبير لنظام تشغيلها «ويندوز 10» الذي يعمل على أكثر من 400 مليون جهاز، اسمه «تحديث المبتكرين» Creators Update، الذي يقدم أدوات جديدة لإنتاج المحتوى بتصاميم مجسمة ثلاثية الأبعاد، ومستويات أمن وحماية أعلى وتطبيقات معززة، وقدرة مطورة على اللعب بالدقة الفائقة 4K.
وكان يوسف مهدي، نائب المدير لشؤون المؤسسات لدى مجموعة «ويندوز» والأجهزة في «مايكروسوفت»، قد صرح بأن الابتكار هو محرك إلهام أعظم المخترعين والمصممين المعماريين والتربويين ورواد الأعمال والطلاب، حيث يقدم سبل تطوير تدفع العالم بأكمله إلى الأمام، سواء كان المستخدم يصمم مجسماً ثلاثي الأبعاد أو يطوّر نصاً برمجياً، أو يصمم المباني، أو يكتب النصوص العلمية، أو يستحدث الأفكار، وأن «مايكروسوفت» ترغب في تحفيز المبتكر الكامن داخل كل مستخدم، وأن تجعل بيئة «مايكروسوفت» المكان الذي يحب فيه الابتكار، مستعيناً بأدوات تساعده على ترك بصمته المميزة في العالم.
دعم للتقنيات ثلاثية الأبعاد
وسيستطيع المستخدمون الآن إنتاج المحتوى بتقنية الرسومات المجسمة ثلاثية الأبعاد وطباعتها على الطابعات التجسيمية مباشرة، مع القدرة على مشاركة التصاميم مع الآخرين. ويُسهّل تطبيق الرسم الجديد Paint 3D تصميم العناصر ثلاثية الأبعاد لجميع الأعمار، وذلك لتحويل خيال الأطفال وابتكارات المصممين إلى واقع مجسم بكل سهولة، مع القدرة على تعديل الألوان، وإضافة الأسطح الجديدة لتحويل الصور المرسومة إلى أعمال فنية ثلاثية الأبعاد يمكن طباعتها مباشرة من كومبيوتر المستخدم. ويمكن تصفح موقع Remix3D.com للوصول إلى مكتبة متنامية من التصاميم المجسمة لتعديلها وطباعتها ومشاركتها مع الآخرين.
أما بالنسبة للواقع الهجين، فيقدم التحديث الجديد تجارب استخدام تسهل نقل العناصر الحقيقية من حول المستخدم إلى داخل عالم الواقع الافتراضي، ليدخل العالم الفعلي إلى بيئة العالم الافتراضي، ويندمج فيها لتطبيقات وألعاب خيالية وحقيقية في الوقت نفسه. وستطلق الكثير من الشركات أولى نظارات الواقع الهجين التي تدعم هذه التقنية (مثل HP وDell وLenovo وASUS) تحتوي على مستشعرات مدمجة لهذا الغرض، وتتكامل مع الواجهات البرمجية المدمجة في هذا التحديث دون الحاجة لاستخدام كاميرات إضافية مثبتة على الجدران، كما هو الحال في بعض نظارات الواقع الافتراضي سابقاً، لتقدم تقنيات الواقع الافتراضي محتوى غنيا ومتكاملا وممتعا لجميع أفراد العائلة، دون أي معوقات.
تصفح أكثر أمناً وسرعة
وتؤكد «مايكروسوفت» أن مستخدمي «ويندوز 10» قد استخدموا متصفح الإنترنت «إيدج» Edge لأكثر من 63 مليار دقيقة، الأمر الذي يعني أنه أصبح جزءاً أساسياً من تجربة الاستخدام اليومية للكومبيوتر الشخصي. وطورت «مايكروسوفت» تقنيات جديدة لإدارة تبويبات التصفح Tabs، وامتدادات إضافية تطور تجربة الاستخدام، مع إطلاق متجر جديد للكتب الرقمية وتجربة قراءة مريحة أكثر من السابق.
ويقدم المتصفح امتدادات Extensions كثيرة تطور وظائف المتصفح بسهولة، مثل Intel TrueKey للتعرف على وجه المستخدم وتسجيل دخوله إلى المواقع المختلفة دون إدخال اسم المستخدم وكلمة السر في كل مرة يرغب فيها المستخدم في الدخول إلى المواقع المعتادة، وRead & Write لقراءة النصوص من المواقع وإملاء الملاحظات المرتبطة بها، وتعريف الكلمات غير المعروفة، وترجمة بعض الكلمات إلى لغات أخرى، وتلخيص مقالات المواقع آلياً، وGhostery لحماية خصوصية المستخدم من المواقع التي تحاول سرقة بياناته الشخصية أثناء التصفح، وحجب الإعلانات التي تظهر في نافذة جديدة، وRoboForm لإدارة كلمات السر الخاصة بالمواقع المختلفة، وغيرها من الامتدادات الأخرى، وهو المتصفح الوحيد حالياً الذي يستطيع تشغيل المحتوى فائق الدقة 4K من خدمة «نتفليكس». كما يقدم برنامج Windows Defender Security Center خيارات أمان وحماية مطورة في مكان واحد لتسهيل تعديل خيارات أمان جهاز المستخدم، والتحكم بأدق تفاصيلها بكل سهولة.
تجربة لعب مطوّرة
وتُقدّر «مايكروسوفت» أن عدد ساعات اللعب عبر «ويندوز 10» قد تجاوز 32,5 مليار ساعة، ولذلك يستهدف التحديث الجديد هذه الشريحة من المستخدمين، ذلك أنه يقدم تقنية البث Beam بشكل مدمج لبث ما يلعب به المستخدم على جهازه مباشرة إلى الجميع عبر الإنترنت، مع قدرة المشاهدين على التفاعل مع اللاعب والمحتوى بشكل فوري.
كما يقدم النظام ميزة «نمط الألعاب» Game Mode التي تخصص المزيد من موارد الجهاز لصالح الألعاب الإلكترونية لرفع الأداء بشكل مستمر طوال فترة اللعب، وخصوصاً في الألعاب التي تعرض الصورة بالدقة الفائقة 4K التي تعتبر أكثر تطلباً للموارد. وسيتيح التحديث الجديد تنظيم المنافسات بين اللاعبين عبر الإنترنت من خلال خدمة Arena on XBox Live التي تسمح للاعبين بتحديد قوانين المنافسة، ودعوة الأصدقاء ومتابعة مراحل تقدم المنافسات بكل سهولة.
وتحدثت «الشرق الأوسط» مع «دينيس كليماشيف»، مدير قطاع «ويندوز» والأجهزة في «مايكروسوفت الشرق الأوسط»، الذي قال إن هذا التحديث يستهدف الجميع، سواء كانوا الأفراد في المنازل أو رجال الأعمال في الشركات أو الفنانين أو طلاب المدارس أو اللاعبين، وهو يقدم ميزة «حبر مايكروسوفت» Microsoft Ink التي تسمح للمستخدم بالرسم والكتابة فوق الصور وعروض الفيديو باستخدام مجموعة كبيرة من الأقلام، وإنتاج الرسومات من نسيج خيال المستخدم وتحويلها إلى مجسمات رقمية ومن ثم إلى مجسمات مطبوعة، بالإضافة إلى القدرة على الرسم مباشرة فوق صفحات الإنترنت، وإضافة الملاحظات والرسومات إليها وإلى وثائق «مايكروسوفت وورد» Microsoft Word.
وفيما يتعلق بإدارة الموارد وحماية خصوصية المستخدم، أكد «دينيس» أن التحديث الجديد يسمح للشركات برفع مستويات الأداء بتحويل الكثير من الوظائف المتطلبة إلى الخدمات السحابية للسماح للكومبيوترات داخل المؤسسات والشركات بالعمل على أمور أخرى أقل تطلباً، مع تقديم منصة مطورة للتحكم الدقيق بما تستطيع البرامج والتطبيقات والمواقع الوصول إليه، وذلك بهدف حماية خصوصية المستخدمين بشكل أكثر فعالية. وأكد محمد رضوان، مدير قطاع «ويندوز» والأجهزة في «مايكروسوفت العربية» في السعودية، أن التحديث متاح حالياً لمستخدم الكومبيوترات، وسيطلق على الأجهزة الأخرى في مرحلة لاحقة.
ويمكن تحميل التطبيق من شاشة التحديث في «ويندوز 10»، الذي سيطلق في موجات متقاربة؛ أي أنه من الممكن ألا يكون التحديث متوافراً فوراً في بلد ما اليوم، ولكنه سيصبح موجودا خلال المرحلة التالية قريباً، كما يمكن تحميله بشكل منفصل من موقع «مايكروسوفت» وتحديث النظام بعد ذلك.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».